و استيقظت من سباتي لأجلهم .





للكاتبة / لا أريد مجاملة " إرادة الحياة "


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&



سبحان الله والحمد لله ولا أله الا الله والله أكبر
واستيقظت من سباتي ..........لأجلهم

أراهم يلتفون حولي يحضرون لمراسيم عزائي تناسوا أني لا زالت على قيد الحياة
وان نهاية حياتي ليست حسب تقديراتهم بل أنها بيد عزيز ٍ قدير
لقد أهلكتني الصدمة التي كانت مجموعة صدمات لم يتحملها قلبي المحب ولم يتحملها عقلي الذي اخذ إجازة طويلة أول الأمر بإرادته وبعدها أصبحت رغم عنه

هل تعرفون من هم الذين يلتفون حولي أنهم وببساطة أبنائي الأربعة وزوجاتهم
وابنتي الخامسة بينهم
وإنا انظر لهم بوهن لا استطيع الكلام اقلب نظري الواهن بين سلك المغذي وبين وجوههم ومع ذلك اسمع ما يقولون هم يظنون أنها سكرات الموت ولم يتبقى على عمري ألا ساعات وان أطلت فيوم أو يومين يكفي لنهاية حياتي

عندما تنصرف ابنتي وأبنائي تبقى زوجاتهم يحطن بي وكل واحدة تبدي رأيها بوضعي
التي فجعت بابنتها تقول : إذ ماتت لن احزن عليها ابنها لم يدعني ارتدي السواد على أبنتي إذن لن ارتدي السواد على أمهُ العجوز
لتجيب الثانية : لا ادري لما متمسكة بالحياة امرأة لا همَ لها سوى الجلوس والمراقبة
ودخلت بالعمرين وهي متمسكة بالحياة
لتجيبهم الثالثة : استغفروا ربكم المرأة لا زالت روحها بجسدها وحده خالقها هو من يقبضها أما اتعظتم من المصيبة التي حلت بالعائلة كلنا انهرنا فما بالكم بها وهي جدة الكل وأم الكل ثم أردفت قائلة موجهة الكلام
لمن تكلمت عن العمر : أنها بعمر والدتك وربما اصغر ولكنها تبدوا اكبر لأنها لم تهتم بنفسها وأهملتها تماما عند وفاة زوجها
عم السكون على المكان بعد أن أيدتها الرابعة بقولها :خالتي امرأة زهدت بالحياة بعد وفاة زوجها لو اهتمت بنفسها لكانت الآن تتمتع بما يتمتعن بيه قريناتها اللواتي لا زلن يمارسن مهنة التعليم رغم بلوغهن سن التقاعد ولكنها تقاعدت بعد وفاة زوجها
فهي تبلغ اال67 ولكنها تبدو 76 بسبب عدم اهتمامها بنفسها وصحتها قضت
عشرون عام من الإهمال سعيا وراء اللحاق بزوجها ولكن الأعمار بيد الله
ثم نظرت إلى من تكلمت أولا وقالت :ومصيبة ابنتك كانت القشة التي قصمت ظهرها
بادلتها تلك نظرة تحدي لا تليق بمن فجعت بابنة شابة ومنيت بفضيحة لن تمحيها السنين ولن تنساها الناس
بقيت أراقب تبادلهن الكلمات والموضوع الرئيسي أنا وعزائي بين مؤيد ومعارض

مرت الأيام وفي كل يوم يمر تتحسن صحتي وأرى خيبة الأمل بعيون من كانوا يتمنون نهاية حياتي وارى بريق فرح بعيون من تمنوا الشفاء لي وارى لا أبالية لمن لم تهمه حياتي سواء كنت على قيد الحياة أم مغادرة لها

تماثلت للشفاء بروح غير روحي السابقة وقررت أن أعود للحياة معهم كسابق عهدي قبل أن تنقلب حياتي برحيل نبض حياتي
وأعلم جيدا أني سأواجه صعوبة ؛لأن من فضلت الانسحاب من حياتهم أصبحوا اليوم رجال ولهم عوائل وكلمتهم ناهية وآمرة
ولكن ما لا يعرفه الجميع ان الجدة التي يتندرون عليها ويتغامزون ويتلامزون من خلف ظهرها ويعدون العدة مازحين لتزوجيها
كانت تفوت لهم كل هذه الأمور بمزاجها لان الحياة بالنسبة لها انتهت وهي
تجلس بالمحطة تنتظر القطار الذي يقلها إلى الحياة الأخرى
ولم تكن تعتقد أن بقاءها بالمحطة سوف يطول وان حياتها بيده سبحانه وتعالى متى ما شاء قبضها له
ولكنها أدركت ذلك بعد فوات الأوان وبعد أن رأت أمام عينيها إزهاق روح شابة


واليوم


عدت إلى الحياة معهم ومارست سلطتي دون أن أشعرهم بأن لي سلطة عليهم
قبل أن أخبركم سبب عودتي للحياة معهم وسبب استيقاظي من غيبوبتي وكيف تدخلت بحياتهم دون أن يشعروا
علية أن أخبركم من أنا
أنا امرأة فقدت شريك حياتي ونحن في قمة سعادتنا بعد أن بدأنا نرى ثمرة تعبنا بالحياة من خلال تفوق أولادنا ومن خلال ازدهار حياتنا ماديا ً

فقدته في حادث سيارة لم يمهله حتى يصل البيت بل فارق الحياة في مكانه
لم أرهُ وهو يلفظ أنفاسه الأخير ولم أودعه قبل أن تغفوا عينه غفوتها الأخيرة
رحل فجأة ً وبرحيله فقدت رغبة العيش
كان عمر اكبر أبنائي حينها 22 سنة وأصغرهم كان عمره 13 سنة
كانوا في مختلف المراحل وكلهم متفوقون وكان لنا منزل كبير جدا ذا مساحة كبيرة جدا لان والدهم كان يفكر بالمستقبل ويقول دائما هذه المساحة سوف تصبح منازل لأبنائي مستقبلا
ولكنه رحل وتركني أرى البيت يتجزأ دون أن اشعر بحزن ٍ عليه فما فقدته اغلي من البيت وتجزئته
أول عمل قمت به بعد وفاته هو التقاعد فلم اعد أقوى على الذهاب إلى المدرسة وتوصيل العلم للطالبات
وثاني عمل تخليت عن مسؤولية البيت وأوكلتها لابني الأكبر سيف ولأخته الوحيدة
سارة كان عمرها وقتها 17 سنة
وبقيت متفرجة
مرت السنين وأنا متفرجة فقد انقطعت صلتي بالعالم الخارجي ألا من بعض الزيارات للأهل وبعض زميلات المهنة اللواتي أجبرنني على التواصل معهن
أول الأمراض التي قررت أن تعيش معي وحدتي هو مرض السكر الذي باغتني بزيارة مفاجئة ومؤلمة بعد سنة من وفاة الحبيب
وبعدها توالت الأمراض عجز بالقلب مفاصل وغيرها من الأمراض التي يطلق عليها أمراض الشيخوخة في حين هي أمراض من استسلم للشيخوخة
تزوج كل أبنائي بعد خمس سنوات من وفاة والدهم تباعا ً
فوضع العائلة الميسور سهل لهم الزواج المبكر وأنا أشاركهم الفرح بروح ٍ مسلوبة
فمكانه في حفل زفافهم لم يشغله احد ولم يملأه احد بقيت انتظر تواجده في زواج ابني البكر ولكنه لم يحضر كنت استمع لقصص من عادوا للحياة بعد عدة سنوات من الموت وكنت أدعو الله أن يكون قد عاد للحياة عندما دفنوه ونبش قبره وخرج للهواء الطلق وهناك من أنقذه وعالجه ولكنه لم يكن يتذكرنا وتطلب منه الأمر سنين ليعود لنا
وهذه السنين انقضت وفاجئنا بحضور زفاف ابنه البكر
أحلام اليقظة لم تفارقني أبدا في كل مناسبة تراودني سواء سعيد أم حزين
ملتني الأحلام والتخيلات ولم أملها وهل يمل الإنسان بصيص الأمل الذي يشعره بجدوى حياته

قد تقولون أني إنسانة غير مؤمنة أقولها لكم صادقة أني لا أفوت فرضا ولا تبرح المسبحة يدي وتلاوة القرءان هي ملاذي ولكني لم اقوي على فراق حبيبي
شيدوا كل أبنائي منازل خاصة بهم وسكن ابني البكر المنزل الكبير وأنا فضلت أن يشيدوا لي سكن صغير خاص بي بين منازلهم
وفعلا شيدوا لي مكان صغير يحوي على غرفة نوم ومطبخ وصالة صغيرة لاستقبال ضيوفي وحمام وملحقاته
وكانت الحديقة مشتركة بين منزلي القديم ومنزلي الجديد
وكنت عندما اضجر اذهب للحديقة لأتأمل أبداع الخالق وعظمته
أما حياتي مع أبنائي
لم يكن لي رأي عندهم ولم أكن أبالي بذلك هم اعتادوا علي هكذا وأنا اعتدت على سماع كل موضوع يخصهم بعد أن يكتمل تماما ً
ها أنتم تعرفتم على سيدة الصمت أنا
هل ترغبون ألآن معرفة سبب هذه الثورة ولما قررت ان اتغير
لاقص لكم حكاية تلك الشابة التي غادرت الحياة بقسوة بالغة
كانت زهرة تفتحت قبل أوانها ولفتت النظر لها من بين كل زهور الحديقة لحسنها
وجمالها كانت فاكهة نضجت قبل أوان نضجها وأصبح الكل يطلبها بأغلى الإثمان
انتقل خالها وعمتها (ابنة زوجي من زوجته المتوفاة) الى جوار ربهم بأوقات متقاربة فلقد أصاب ابنة زوجي سرطان الدم ولم يتحمل زوجها هذا الخبر ولضعف قلبه الذي أصابه منذ الصغر توفى سريعا قبلها ولحقته هي بعد أربعة أشهر بعد أن تمكن المرض منها
وتركا ابنا ً وحيدا يبلغ من العمر 18 سنة مع ثروة كبير هو وريثها
كانت هذه الأحداث نقطة تحول في حياة الزهرة الجميلة
هي ابنة أبني الثاني جميلة جدا ونضجها المبكر زادها جمالا
بعد وفاة الخال والعمة قررت العائلة تزويج ابن الفقيدين من الفتاة التي سوف يقع اختياره عليها من بين بنات العائلة لكي ينسوه حزنه على والديه ولكي تدخل امرأة في حياته تؤنس وحدته ولكي يمنعوا تسرب الأموال إلى الغرباء
وكانت الصدمة
اختارها هي خلود تلك الصغيرة ذات ال14 ربيعا التي تضج بأنوثة مبكرة
حاول خاله الكبير أن يثنيه عن قراره ولكنه كان مصر اً ولان زوجة ابني الثاني هي عمته
فلقد زينت له ابنتها وأقنعته بها ويبدوا انه لم يكن بحاجة لهذا التزين لأنه كان يحبها

ولكن الفتاة رفضت بإصرار المراهقة وتمردت وصرخت وكانت تلك الأيام كلها عويل وصراخ ولكن قرار العائلة نفذ
ربما تتساءلون أين أنا من كل هذا
هذا الموضوع بالذات حاولت فيه الوقوف بوجههم لأن تلك الصغيرة لجأت لي وطلبت معونتي ذهبت إلى منزلهم وقلت لوالديها ان يتمهلوا عليها حتى تكبر قليلا
ربما تقتنع به من تلقاء نفسها
ولكن تدخلي لم يجدي نفعا ولم يتقبلوه بل امتعضوا جميعا ً منه وأكثرهم امتعاضا كان أبني وزوجته أي والدي الفتاة وتخيلوا أن ابني قال لي نقلا عن زوجته أنها هي من تحدد مستقبل أبنائها ولاتريد للآخرين بالتدخل فهي ليست كغيرها ترى الآخرين يقررون مستقبل أبنائها وهي تقف متفرجة
كانت هذه الكلمات موجهة لي وأنا المقصودة بها
لم أبالي وتنحيت جانبا
وزفت تلك الصغير بعد شهرين من وفاة الخال والعمة لبيت زوجها في حفل صغير وصامت لان العائلة كانت منكوبة بأعزاء َعليها
بعدها وجدتها تقبلت الوضع وأصبحت زوجة تهتم بمنزلها وبزوجها فهو شاب لطيف ويحبها بجنون وطلباتها مهما كلفت أوامر
كنت اسمع في أثناء اجتماعات العائلة أنها سعيدة وزوجها يحبها حتى أن والدتها تتباهى أمام نسوة أعمامها بأن ابنتها مسيطرة تماما ً فهي لاتعطي زوجها حقه الشرعي ألا بمبلغ من المال او بمصاغة ذهبية او سفرة مكلفة
ثم تردف قائلة أحمد الله أن ابنتي لم تكن غبية مثلي وترضى بالقليل ويضحك عليها زوجها بالقليل الذي يعطيه
كانت تطلق هذا الكلام على مسمعي مقللة ً من شأن زوجها وأبني أمام الجميع
وبعدها تطلق ضحكة كلها غرور وتكبر
ونست أن الله يمهل ولا يهمل

كانت طبيعة عمل زوجها واهتمامه بتركة والده تجعله يغيب يوم او يومين عن المنزل وأحيانا ً يتأخر لمنتصف الليل ولكنه دائما يعوضها غيابه
كان صغير السن ولكنه يملك طباع الرجال
إما هي فكان أخاها الصغير ينام عندها عند غياب زوجها ولان بيت الخال قريب كانت المهمة سهلة
لم أكن ادقق بتصرفاتها مطلقا
ولكن بعد الحاداثة كانت الذكريات تقتحمني اقتحاما ً وكأنها تعذبني وتؤنبني لأن كل ماحدث كان إمام عيني وكان يمكنني أن امنعه ولكني كنت في غيبوبة صنعتها بنفسي

عادت لي ذكرى ذلك اليوم الذي سافر فيه كل أهل المنزل لقضاء اليوم في مزرعة خاصة بهم وكعادتي رفضت الرفقة المليئة بالنساء والأطفال حياة الهدوء التي أعيشها ترفض التعايش مع هذا الصخب العارم حتى ولو ليوم واحد
جاءت حفيدتي وهي بأبهى حلتها لم استغرب لما هذه الزينة المبالغة وزجها بالعمل واهلها ونسوة أعمامها كلهم خارج المنزل لأن حدس الملاحظة كان غائب عني تماما بل أن الغباء استوطن كل خلايا دماغي وأصبحت عاطلة عن الاستقبال تماما
أول ما دخلت كعادتها قبلتني وسألت عن إخباري ثم قالت: أن هناك عامل يريد أن يحول سلك الانترنيت من منزل أبيها إلى منزلها
لان أخاها الذي يستخدم الانترنيت سمح لها بذلك وهي كلفت إحدى صديقاتها أن يقوم زوجها بهذا الربط لأنه يعمل بهذا المجال
وهذه العملية لا تتم ألا من خلال سطح منزلي لأنه نقطة وسط بين منزلها ومنزل أبيها
حينها كل هذه التفاصيل لم ارغب بسماعها فهي
ما أن طلبت مني ذلك حتى وافقت ولكنها هي من أرادت أن تقول كل هذه التفاصيل
فهذه عادة المجرمين يكثروا التبرير
وقصتها بأكملها كذبة تعرف جيدا أني سوف أتقبلها ولن أسأل احد عن تفاصيلها
هكذا أنا كتاب مفتوح الكل يعرف أني لا أسأل ولا أوسأل
بالفعل آتت صديقتها وبرفقتها شاب لم أركز في ملامحه كل ما اذكره عنه انه طويل القامة وصعدوا فوق سطح المنزل
وتركتهم لوحدهم فهل يوجد ضير في وجود زوجة وزوجها مع صديقة للزوجة
والزوج جاء من اجل العمل
هل صادفتم سيدة بلهاء وحمقاء مثلي.
تأخروا طويلا ولم أكلف نفسي عناء الصعود أو حتى السؤال برفع صوتي قليلا وأناديهم بل لم أكلف نفسي عناء الانتظار والتفكير بما يدور على سطح منزلي أو بالغرفة الصغيرة الموجودة كمخزن على سطح منزلي
حتى أني لم انتبه على حفيدتي التي صعدت بمظهر ونزلت بمظهر آخر
ألا بعد أن فات الأوان وبقت الذكرى تدق نواقيسها بصوت مزعج
هل تعتقدون ان هذه الذكرى الوحيد انتظروا لتعرفوا البقية
فلقد جاءت ذات يوم حفيدتي الجميلة وأحضرت لي هدية وهي جهاز يستقبل كل القنوات الفضائية لكي تمنح جدتها متعة مشاهدة القنوات الفضائية لتسلي وحدتها رغم رفضي لدخول هذا الجهاز منزلي ألا أنها وضعتني أمام الأمر الواقع عندما أحضرت زوج صديقتها وتوجهت إلى سطح المنزل
وكان لهذا الجهاز سبب في زيارات متكرر لزوج الصديقة لأنه كان لايعمل بين فترة أخرى رغم اعتراضي على إصلاحه وأتحجج بأننا أزعجنا ذلك الشاب زوج الصديقة ليس لأني أدركت الوضع
كلا بل لأن هذا الجهاز وكثرة قنواته وكل من يأتي لزياراتي لايستقر على قناة معينة بل يجلس ويقلب بالقنوات بسرعة وبدون هدف إلى أن يقلب رأسي معه
فأردت أن أتخلص منه دون أن أحرجها بأن ارجع لها هديتها
ولكنها كانت بارعة في تأكيد عدم انزعاج زوج الصديقة وأن هذا عمله ويأخذ عليه أجر

وكانت في كل مرة هي من تكتشف عطل الجهاز
وطبعا بعد فوات الأوان أدركت لما كان لايعمل
وبعد أن انتهت حياتها
اكتشفت ان منزلي كان مكانا ً للـ***** عندما يصعب عليهم أيجاد مكان يتستروا به من عيون البشر ويفضحوا أمام خالقهم
رحمها الله مهما فعلت فأنها لأن بين يده سبحانه وتعالى هو من يتولاها برحمته

كل هذا كان يحدث والزوج لا علم له بما يدور
فهو يعيش بسعادة كلها زيف
زوجة تبيعه حقه وتهب ماهو حق له لغريب عاشت معه قصة حب محرمة
وكل هذا كان يحدث وهناك عيون شابة تراقب الوضع بعد أن شكت بما يدور
انه أخاها الكبير وأبن عمها الذي يبلغ من العمر 16 سنة
ألا أن إسقاطاها بالفخ وبالجرم المشهود عندما دخلوا عليها في منزلها ووجدوها مع رجل غريب وفرت منهم وهي بملابس تكاد لاتستر شيئا
هل تعرفون الى أين فرت
لقد فرت من جديد الى من لا كلمة لها لقد لجئت لي
وطرقت باب منزلي بقوة
ونهضت ُ مفزوعة وتوجهت للباب ولكن الفتاة الصغيرة اليتيمة من اللواتي نقول عنهن إنهن على الله التي كفلتها وتقوم بالعناية بي وبمنزلي هي من سبقتني وفتحت الباب
لترتمي حفيدتي بأحضاني وما أن استقرت فيها
حتى اندفعا الشابان خلفها وهما يحاولان الإمساك بها وهي تحتمي بي وهما لم يبالي بي
بل امتدت أيديهم لها وامتدت بالخطأ لي
ولم يكفوا عن تحريك الأيدي فقط بل حتى ألسنتهم لم تتوقف عن التفوه بأبشع الكلمات التي سمعتها في حياتي
إما تلك الحفيدة لم تكن تلك الخائفة التي تنتظر العقاب بل كانت شرسة مدافعة بضراوة عن باطل ظنت انه حقٌ لها
فلقد كانوا يقولون لها أيتها ال *******
وهي كانت تقول: نعم أنا هكذا واذهبوا واخبروا أهلكم وقولوا لهم أن فلانة تعشق فلان وتريد أن تنطلق من زوجها وتتزوجه
لم اعد احتمل هذا الزوج المقيت
وأردفت بعد أن رفعت صوتها لأقصاه : أن كنتم رجال اذهبوا واخبروا الجميع
هل رأيتم أخذتها العزة بالإثم وأصبحت تتفوه بكلمات خطتها يد شيطان
أما هما فلقد كانا لايكفان عن مد أيديهم وصفعها او الإمساك بشعرها وهي تختبئ خلفي وتلوذ بي
وأنا في حالة ذهول حتى حركاتي لمنعهم كانت حركات لا أردية مجرد عملية فعل وردة فعل من غير تفكير
فمصيبة مثل هذه تشل عقل أقوى الرجال فما بالكم بامرأة عقلها مشلول أصلا ً
سحبتها إلى غرفتي وأغلقت الباب من الداخل وتركتها ترتمي على سريري
الذي غيرت كل ما فيه بعد ان مسته دون أن اخبر احد أو أن يدري احد
جلست معها وإنا أحاول إن أتمالك نفسي
وطرقات قوية على الباب تضغط على رأسي
قلت لطارقي الباب بأن يذهبوا لن افتح لهم ألا بعد أن أتفاهم معها
وبالفعل ذهبوا بعد شد وجذب ولكنهم في نهاية الأمر ذهبوا
بدأت كلامي بقول: هل رضيت على نفسك الرذيلة لن أقول لكي حرام وتقولي جدتي انتهت الدنيا لديها وأصبح تفكيرها بالآخرة
ولكني أقول لكي كيف هانت عليك نفسك وجعلتها تستسهل الرذيلة
حاولت الكلام ولكني قاطعتها بقولي لاتقولي حب الحب بريء مما تفعلون به هو معناه سامي وانتم تلوثون معناه
الحب لا يعني الرذيلة لايعني أن تمنح المرأة نفسها لكل من هب ودب باسمه لايعني ان تكون الخيانة طريق للحصول عليه
دعي الحب جانبا واختاري أي مسمى ألا مسماه
ثم صرخت بها
لم تفكري بأبيك وبنظرة الناس له ألم تفكري بهذه العائلة الكبيرة وبأخواتك الصغار وبنات عمك كلهن ذنبهن برقبتك لأن ما فعلتي لايخصك وحدك هو يخص العائلة بأكملها
هل فكرتي بخالقك الذي جعل الإنسان أحسن مخلوقاته وأنتِ بفعلتكِ هذه انحدرتِ لمستوى الحيوانات التي تكون لديها الغريزة غير مسيطر عليها


ماذا تقولين لرب العباد وهو يراقب ما تفعلين
ماذا تقولين له وهو يشاهدك وأنتي تخونين ما أمنك عليه زوجك
عندها انتفضت قائلا : هم زوجوني أيها لم ارغب به زوجا ولم أشعر معه بطعم الحب
أما مع فلان فلقد كان لحياتي طعم أخر
أخبرتها انه طعم الفاكهة النتنة التي زين لكي الشيطان طعمها حلوا
ً وكل ما تتذوقيه هو علقم سوف تشعرين به لاحقا أن لم يكن بالدنيا في بالاخرة بكل تأكيد
أجابت بإصرار عندما تأتي الآخرة سوف أكون زوجة لفلان
يالة سذاجة هذه الفتاة أصبح للشيطان عليها سلطة كبيرة حمانا الله من فعل الشيطان وفعل إتباعه

تركتها وخرجت بعد أن أيقنت بعدم جدوى النقاش معها
لا أدري لما وجدتها فتاة تسعى لأخرتها سعيا وجدت في عينيها إصرار فيه كلمة ياقاتل يا مقتول
ذهبت الى حيث يقف الأسدان متوثبان
وما أن أصبحت تحت مرمى نظريهما حتى وقفا بوجهي لكي يفترسوا ما يوجد في رأسي من كلام دار بيني وبينهما
لم اخبرهم بشي بل هدئت من ثورة لم تهدئ أبدا ً
و قلت لهما امنحوها فرصة للتوبة
لعل َ فيما حصل اليوم سبب لهدايتها ولتستروا على انفسكم قبل أن تستروا عليها
وأخبرتهم بعدم جدوى ما يفعلون وأن كل ماسوف نحصل عليه هو فضيحة أشبه بحريق يضرم في غابةٍ مترامية الإطراف
هدئا قليلا أو هكذا خيل لي
وبعد أن غادرا ذهبت لتلك الخائنة أخبرتها بأن تذهب لمنزلها فلقد أصبح المكان أمن وقلت لها أن الله منَ عليكِ بزوج تحسدين عليه ورزقك بطفلة جميلة
وبدل أن تشكريه على نعمه تدخلين الرذيلة بيتك
كانت تستمع بعيون حدقتاها مفتوحة بقوة
خرجت بعد أن قالت :سوف اشكره عندما أتزوج فلان
وانصرفت وتركتي ادعوا الله أن يرحمنا من هول هذه المصيبة التي فتيلها اشتعل اليوم ولا ادري متى سوف تنفجر
خرجت وبعد اقل من خمسة دقائق سمعت صرختها
أستغفر الله وأتوب أليه






&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&7


سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
خرجت مسرعة واتجهت لمصدر الصوت في الحديقة الخلفية التي تتصل بحديقة المنزل الكبير
وجدت شباب العائلة يحاصرونها ويسقونها شرابا رغما ً عنها وأعمامها يتفرجون عليهم وهم يسقونها السم وتتجرعه غصبا
شلتني الصدمة وتدخلت بعد فوات الأوان كعادتي
ركضت ناحيتها بعد أن رموها وجدتها تسعل بقوة وترتجيهم ان يقولها للمشفى ولكنهم لم يبالوا بها ولم يبالوا بتوسلاتي وببكائي المكتوم وبدموعي المتساقطة
تركوها بأحضاني التي تخيب ظنها في كل مرة تلتجئ لها
انشغلت بها أقرأ ما أتذكر من آيات القرأن لعلي امنح السكينة لروحها التي أوشكت على الرحيل ولروحي التي تتمزق على هذه الروح التي سوف تغادر الحياة بذنبٍ كبير
حضرت والدتها وهي تركض ويسبقها صوت بكائها الذي تحاول إخفاءه وسحبتها مني ووضعتها بأحضانها وما أن استقرت فيها حتى اهتز جسداها بين يدي والدتها عدة مرات وسكن بعدها لا حراك فيه
قبل أن تصرخ والدتها كانت هناك يد قوية ألجمت فمها ومنعتها من الصراخ مهددة لها بأنها سوف تلحق بابنتها أن فتحت فمها كانت تلك اليد يد والد الفتاة
كان الغضب يحركه والشيطان الذي حضر بقوة بذلك المكان يسقي الغضب بداخله ويزيده حماما ً
لم أحتمل ما حصل
غبت عن الوعي وصحوت بعد العزاء بأسبوع
علمت دون أن أسأل أنهم قالوا:
خلود شربت السم الذي وضع في إناء يستخدم لشرب الماء دون أن تدري انه سم لأنها كانت شبه نائمة عندما توجهت للمطبخ لشرب الماء ولم تكن تدري أن أخاها نهض من النوم بسب الحشرات وعمل خلطة السم لكي يقضي على الحشرات التي أزعجته وبقى جزء منه في ذلك الإناء لينتهي بفمها دون دراية ولأن الكل نيام لم يشعروا بها الا صباحا ً ووجدوها جثة هامدة على ارض المطبخ
قصة قصوها لكي يخرسوا ألسنة البشر التي سوف تتساءل عن سر موت الشابة الجميلة التي لا تشكو من مرض
ولكنهم هل سوف يسكتون ذلك الضمير الذي يصرخ في أعماقهم
أم هل سوف ينسون طعم الخيانة الذي ملأ حواسهم
ا م ينسون عرض منتهك في عقر دارهم
هل يا ترى سيستطيعون النسيان؟!!!!!
أما عن زوج الراحلة فلقد اخبروه بالقصة كاملة
تقوقع على نفسه وعلا سور المنزل الذي بينه وبين اخوله وتزوج بعد وفاتها ب 20 يوما من فتاة لايعرفها احد ولايراها احد لأنه رفض أي شكل من أشكال التواصل مع العائلة حتى أبنته رفض وجودها بحياته رغم التأكد من نسبها له ولكنه يقول انه لا يريدها أن بقت معه سوف يلحقها بوالدتها فالخائنة لا تنجب ألا خائنة
عندما يسأل عن زوجته ومن هي
يكتفي بقوله :أنها شريفة .
ويصمت ليصمت السائل معه

سألت زوجة أبني الكبير
ماذا قال زوج خلود عندما اخبروه
قالت: انه تكلم عند قبرها
قائلا :
إنا لم أشاهد ما فعلتي , أن فعلتي ماقيل فالله حكم بيننا يأخذ حقي منك في دار البقاء وأن لم تفعلي فذنبك برقبة من اتهمك


أما تلك الصديقة وزجها المزعوم فلم يعاقبوا على ما فعلوا
لان مجرد التفكير بمعاقبتهم او اتهامهم يعني فضيحة للعائلة وفتح ملف لن تنتهي أوراقه
وأن انتهت فسوف تكون نهاية العائلة وسمعتها معها
فصمتوا من اجل إنقاذ سمعة العائلة
مبدأ اضطر الجميع مكرهين على تنفيذه
وبذلك تُركت الذئاب تسرح وتمرح
وتستعد لاقتناص صيدا أخر في الأسواق الفارهة من اجل إيهامه بأن الحب ممكن أن يتواجد في الأسواق وفي قارعة الطرق مثل السلعة المقلدة الرخيصة الثمن التي تبتاع بسعر بخس وترمى بسبب سوء صناعتها
وبالتأكيد نسوها ولم تعد تطرق باب ذاكرتهم مثلما هي تطرق باب ذاكرتي كل يوم
ومثلما هي غصة سدت حنجرة كل من يتذكرها
ولوعة ألم في قلب والدتها
وأن لبست تلك الأم المنكوبة قناع القوة لكي تحمي نفسها من تعليق نسوة العائلة
هذه هي الحكاية التي أيقظتني من سباتي


أول خطوة نحو التدخل كانت خطوة هادئة اتصلت بزوجة أبني الكبيرة وطلبت منها أن تأتي لتناول الشاي معي عصر هذا اليوم وأخبرتها بأن لا تخبر احد بذلك
ثم قلت بنبرة عادية جدا :
هناك موضوع أرغب بأن أطلعكِ عليه وأغلقت الهاتف وسط استغرابها من تصرفي
هل رأيتم تصرف بسيط مثل هذا يثير الاستغراب فما بالكم بتصرف اكبر

وفعلت الشيء ذاته مع زوجة أبني الثالث والرابع
أما المنكوبة فلم ادعوها لأنها ,هي سبب الدعوة
وصلن واحدة تلو الأخرى وكل واحدة تدخل تستعجب من وجود صاحبتها
ألا من وصلت أولا ً فلقد كانت تناظر باستفسار عن سبب تواجدهن عندي وأن من أخبرتها أن الدعوة خاصة وأن لا تخبر احد
بعد أن اكتمل عددهن رحمت نظرات الاندهاش بأعينهن وبدأت بطرح الموضوع سبب الاجتماع
وهو تحمل سوء أخلاق مريم أم الفقيدة وعدم اسمعاها كلمات تلكأ جرحا لم ولن يندمل
وأن يطلبن في معاملتها وتحملها الآجر
وأخبرتهن بصدق أن ما حصل هو مصاب للعائلة وكلمة واحدة تخرج خارج السور تعني بقاء البنات اللواتي خلف السور داخله للأبد
ودخول الرجال إلى سجن لا نعلم متى يخرجون منه وليرحمنا الله من فعلتها
وفعلت من أقدم على قتلها
وأن رفضت قتلها ولكن قدر الله وما شاء فعل
كلما اذكر أن روحها أزهقت قبل أن تمنح فرصة التوبة اشعر بقلبي يتمزق بين أضلعي
سدت الغصة حنجرتي
وخيم الصمت على المكان وكانت وجههن خالية من التعبير
ولكن الجزء الأخير من كلامي لم يعجب ساهرة زوجة أبني الثالث
فقالت :ما فعلوه دفاعا عن شرف العائلة الذي لطخته أبنة مريم ماذا كنت ِ تُريدين أن يفعلوا ,هل كنت ِ تتوقعين أن يأخذوها بالأحضان ,ا م كنتِ تنتظرين أن تنتشر فضيحتنا بالمدينة كلها
ثم قالت بحدة : ما فعلوه عين الصواب فهذا جزاء الخائنة
أجبتها وأن انظر لها نظرة واثقة وغاضبة :انها ابنة إبراهيم وأبراهيم اخو زوجك يوسف وهي بنت عم بناتك لا ينفع انكار هذا حتى وأن اعلنتم البراء منها هي ملتصقة بكم العمر كله
ثم قلت بقصد تذكيرها :من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة
كنت اقصد أختا ً لها هربت من منزل أهلها في منتصف الليل وتزوجت من رجل لم ترضى به عائلتها صحيح القصة قديمة وأن امقت أسلوب الشماتة ولكنه أحيانا ً ضرورة لكي يقف الإنسان عند حده عندما نواجهه بحقيقته
فليسامحني الله ولكن زوجة أبني هذه بالذات تحتاج لمن يردعها


وصمتت بعد أن وجهت لها نظر بمعنى الصمت أفضل لك ِ
وتوجهت بنظري لسهيلة زوجة أبني الكبير سيف عندما قالت:
الله يرحمها برحمته هو أدرى بها كلنا لدينا بنات لنصمت ليحفظ الله لنا بناتنا
هل كانت مريم تدري بما يحصل لابنتها ,وما كانت تفعل كلنا ندعي الثقة ببناتنا ونقول كلمة اعتاد الجميع عليها
وهي كلمة أبنتي لن تفعلها وها هي إحدى بناتنا فعلتها وهي من تربت ببيت الطهر و فتح عينها على الإيمان
هي ليست ابنة مريم فقط هي أبنتنا كلنا تربت أمام أعيننا ونحن جميعا مسئولون عن ما فعلت
حاولت ساهرة المقاطعة
ولكن سندس أيدت قول سهيلة عندما قالت :
انها فعلا ابنتنا جميعا وما حصل لها هو نتاج إهمالنا فتاة صغيرة زوجت على عجل
وأنجبت على عجل وتركت ببيت لوحدها دون رقيب ظنا ًً منا أنها بمجرد زواجها كبرت وأصبحت قادرة على أن تدير أمور بيتها ونفسها
ولكن خطى الشيطان أسرعت نحوها لصغر سنها وقلة توعيتنا لها
وأن كانت إلام غير مبالية نحن كنا نراقب وباستطاعتنا التدخل ولكننا اكتفينا بالفرجة إلى أن حصل ما حصل ماذا كان يحصل لو احتوتها أحدانا ووجهنا لها النصح دون أن تشعر والدتها ودون أن ترى في نصحنا تدخل بحياتها هل كانا
عاجزين
التقطت أنفاسها المنفعلة ثم قالت
لم نكن عاجزين ولكننا كنا نقول بيننا وبين أنفسنا لا علينا بها والدتها ادري بمصلحتها
اخبروني بصدق هل كنتم تجدون في رفقتها مع تلك المدعوة سمر رفقة مريحة هل كنتم تجدون في ترددها مع أخيها لمنزل خلود أمر عادي
كل هذا حصل أمام أعيننا ونحن نقول امرأة متزوجة يعني صانت نفسها
نسينا أنها مراهقة متزوجة لم نقويها بعد بالإيمان ولم تنضج أفكارها مثلما نضج جسدها
ثم قالت بحزن :
ضاعت من العائلة زهرة وأضاعت شرف العائلة معها
فليرحمنا الله في تهاوننا معها
كانت صدمتي كبيرة عندما وجدت الكل كان متفرج واعي وأن وحدي من كنت متفرجة غير واعية
وصدمت أكثر عندما اكتشفت أن ذلك المخادع هو أخ لتلك الصديقة القذرة
آه آه من حرقة القلب آه آه من ندم ٍ لا يرتجى منه تغير
تمالكت نفسي
و
قطعت النقاش الذي سوف يتطور ويصبح مشكلة أسرية بقولي
صلن على النبي واستغفرن ربكن
بصوتً واهن رددن الصلاة على النبي والاستغفار
قلت لهن ذهبت الفتاة بشرها وخيرها فلنستر على أنفسنا ونمنع الكلام بهذا الموضوع وأن فتحته واحدة فلتسكتها الأخرى
ثم قلت بنبرة حازمة
هذا الموضوع واسم خلود لا أريد أن يذكر لا إمامي ولا أمام غير وأن ذكره الغرباء فما عليكن ألا أن ترددن رحمها الله
غير ذلك لا أريد أن اسمع
ثم قلت بصوت ٍ ملئه الخوف
الله يرضى عليكن راقبن بناتكن جيدا أفضل من مراقبة وترصد ما تتفوه به أم موجوعة
وانتهت الجلسة
ودعتهن عند الباب وبدت سهلية تتسحب منهن وكأنها تريد أن تحدثني على انفراد
وفعلا خرجن وبقيت هي عند الباب معي
ودون تردد قبلت رأسي وقالت :خالتي أين كنتِ العائلة بحاجة لكبير يرجعها لصوابها
اجبتها :لقد وهبت نفسي لعالم الأموات وعدت بعد أن شاهدت ضياع الإحياء
فليغفر الله لي, دم هذه المسكينة في رقبتي
احتضنتني وقالت : أهلا بعودتك ولكن لا تحملي نفسك ذنبا ً انت ِ غير مسؤولة عنه
ثم قالت خالتي أنت مؤمنة والبنت ذهبت لخالقها
أدعي لها بالرحمة هي ومن فعل بها ما فعل
أبناءكِ كلهم موجوعين لا ينظرون بعيون بعضهم بعض
والشباب الصغار النوم بات بعيدا عن أعينهم
وبنات العائلة في حالة خوف مستمر
ادعي لنا فنحن بحاجة ماسة للدعاء
لكي ترجع السكينة لعائلتنا
وقبلتني على رأسي وغادرت
وتركتني أفكر بطريقة توقف نزف هذا الجرح الكبير




أستغفر الله وأتوب أليه



&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&7


سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

وبمرور الأيام اكتشفت أن كلامي لم يذهب أدراج الرياح
فلقد التزمن به وأسم خلود انتهى ولكن رؤية طفلتها الصغيرة يعيد ذكرها رغما ً عنا
صغيرة لا ذنب لها سوف تكبر وهي تحمل ذنب كبير عليها ,يرافقها للكبر
سوف تكون متهمة دائما وأن كانت بريئة دائما
انطوت صفحة خلود ولن نعود لها
بدأت التغير رويدا رويدا
أصبحت أتردد على منازل أبنائي بين فترة أخرى في زيارات أثارت الدهشة أولى الأمر وبعدها أصبحت روتينية وعادية
وكانت أول زيارة خرجت بها من منزلي هي لبيت ابني والد خلود
ذهبت لهم صباحا بعد أن سألت سهيلة وأخبرتني أن أبراهيم ومريم يبقيا وحدهما صباحا ً بعد أن يذهب أولادهم الصغار للمدارس
خلود البنت الكبرى وقبلها أخاها ماجد الذي يكبرها 4سنوات ومن ثم توأم أولاد عمرهم 8 سنوات
طرقت الباب واتت مريم وفتحت الباب وسط دهشتها من زيارتي التي كانت الأولى من نوعها
ألقت سلاما ً باردا ً تقبلته برحابة صدر لأني لن اعتب عليها مطلقا
سألتها عن أبراهيم قالت انه يتناول فطوره في المطبخ
ووجهت لي دعوة مجبرة بمشاركتهم الفطور
وكأنها كانت واثقة من رفضي ولكني فاجأتها بقبول دعوتها عندما قلت :
أكيد سوف أتناول الفطور معكم ما جئتكم صباحا ً ألا لهذه الغاية
كان جوابي مرحا لكي أزيل الرسمية والوجوم
ولكن دون فائدة
ومع ذلك أبقى أقول لا عليه بها فمن هي بظرفها لايعتب عليها
دخلت للمطبخ
فتألمت مما رأيت أبراهيم محتضن أبن خلود ويطعمها بيده وهي تتمرد عليها وهو يقول لها بحنان : بابا يجب أن تأكلي لتصبحي كبيرة وتستطيعين ضرب
سامر وثائر(التوأم)
كان يكلمها وكأنها تفهم ما تقول طفلة عمرها سنة ونصف كيف لها أن تدرك الحديث ولكنها كانت تبدو فاهمة له وهي تنظر بعينيها لعينيه
القيت تحية الصباح وفز ابراهيم من مكانه وجاء َ مسرعا ً وقبل رأسي ويدي وقال : انه صباح مبارك هذا الصباح الذي زرتنا فيه
اجبته : الله يرضى عليك اجلس وأكمل فطورك
سألني هل فطرتي
أجبتها :كلا
فبدأ بتقريب الطعام إمامي وتناول كوبا ً وبدأ يسكب الشاي فيه
وسط نظرات مريم الغير معبرة
أخذت الصغيرة منه لأنها كانت تعيق حركته وتمد يدها لابريق الشاي
قبلتها ولاعبتها
جلسنا نتناول الفطور دون أن نذكر اسم خلود
إلى أن قال ابراهيم : أمي هل أنتي راضية عني
أجبته بصدق : أنا راضية عنكم كلكم أنا من اطلب الرضا منكم فلقد قصرت معكم كثيرا
أجابني بصوت منكسر : اشعر أن ما حصل لي بسبب تمنعي عن سماع كلامك فأرجوكِ يا أمي سامحيني لعل الله يهدئ لوعة قلبي
فبدأت أمطار الانكسار تعلن هبوطها من أعيننا أنا ومريم وأبراهيم
تناول ابنة خلود مني وقال :سوف أربيها واحرص على تربيتها لعلي أعوض بها ما قصرت به بحق والدتها
أجبته :بني انت لم تقصر فلترحم نفسك
واكثر من الاستغفار لعل الله يرحمك لا تكن مثلي تعيش حياتك مع الأموات
بل فكر بالإحياء وأحب الحياة لأجلهم ربما تُحبها فيما بعد لأجل نفسك
وأكملت بحزن
وراعوا الله بهذه الصغيرة فهي بحاجة ماسة لكم
ثم قلت بني اذهب لعملك ينسك الله همك وأكثر من الصدقة لعلها تهدأ من أرواحكم الملتاعة
واستأذنت منهم وسط إلحاح ابراهيم بالبقاء وصمت مريم المطلق
أتت مريم معي تودعني عند الباب وذهب إبراهيم ليرتدي ملابسه ويتوجه للعمل
وكانت ابنة خلود بيد جدتها تريد أن تأتي معي لأنها شاهدتني ارتدي عباءتي

كانت ترمي نفسها علي وجدتها تردها عني غادرت بعد أن قبلت الصغيرة التي تركتها باكية خلفي وجدتها تهدأ بها
وكان وداع مريم بارد جدا
وارجع واقول لن ألومها فمريم طيبة ولكن طيبة قلبها لا تنتقل للسانها مطلقا
هداها الله
هذه هي الخطوة الاولى
كل ماحدث ساهم في تغير منهاج حياتي فبعد أن كنت اقضي وقتي وحيدة بالتأمل
يتخلله بعض الزيارات المتباعدة
أصبحت أحظى بزيارات كثيرة من نسوة العائلة اللواتي بعمري ومن زوجة اخي وأبناء أخي
وابنتي التي لم تغب عني مطلقا وأن غابت غطت أبنتها ندى على غيابها
فهي تأتي لزيارتي بصورة مستمرة
لاخبركم من هي ندى لأنها صاحبة ثاني بصمة لي في عائلتي

فتاة هادئة ولطيفة جدا جميلة وجمالها هادئ جدا
سوف تقولون هذه ثاني وحدة تصفيها بالجمال
أقول لكم أنها عين الجدة التي ترى كل حفيدتها جميلات فهلا عذرتموني أن وصفتهن بالجمال
تخلت ندى عن الدراسة بإرادتها فهي تقول عن نفسها أنها غبية وساهمت والدتها في تعزيز شعور الغباء لديها لأنها ترغب بوجود أبنتها الكبرى في المنزل لتعتني بأمور المنزل إثناء غيابها لعملها فهي معلمة في مدرسة ابتدائي
انطبق على أبنتي المثل الذي يقول نجار وبابه مخلوع
معلمة المدرسة شجعت أبنتها على ترك المدرسة وهي في الأول متوسط
وكان لابنتي ما تريد وأصبحت ندى سيدة المنزل وابنتي بين عملها وزياراتها واهتمامها بشؤون زوجها فقط والمنزل بأكمله تركته لندى
وكانت ندى أهلا ً لهذه المسؤولية رغم صغر سنها.
لنبدأ حكاية ندى ذات أل 17 ربيعا والتي تقريبا بعمر خلود رحمها الله
كانت عندما تأتي لزيارتي تقلب البيت رأس على عقب لاتترك زاوية ألا ونظفتها
ترهق تلك الصغيرة التي تعمل عندي بدقة نظافتها
وبعدها تنتقل إلى الحديقة وتنظفها وبعدها تنتقل لسطح المنزل
من طريف تصرفاتي أني كنت الحق بها عندما تتوجه لسطح المنزل أرى فيه مكانا ً موبوء ً أخشى عليها منه ولكن فيما بعد أرغمتني الظروف على تركها وحدها فيه
عندما اصعد معها الى سطح المنزل أسخر من نفسي
لم أخشى على من كانت تذهب إليه برفقة رجل أخشى على من تصعد إليه وهي وحيدة
يالة حرقة القلب التي تسكن قلبي قلت أنها صفحة وانطوت ولكنها نار مستعرة يزداد سعيرها كلما فكرت بشيء متصل بها

في إحدى المرات التي كانت فيها ندى تنظف الحديقة وتسقي النباتات
رن هاتفها ولأن الجميع على علم بتصرفات الجدة وندى منهم


فهي تعرف جيدا اني انقطع عن العالم عندما أتأمل الطبيعة في حديقة المنزل ولا أعي ما يدور حولي
ناسين أن دوام الحال من المحال
لذا تصرفت ندى كعادتها لأنها لم تدرك تغير الجدة ولم تكن تدري أن إذني الجدة
كانتا متأهبتان لسماع مع من تتكلم في هاتفها
والتقطت الجدة كلمات
أُطلقت بعدها صفارة الإنذار في رأس الجدة
فلقد كانت المكالمة أشبه بتحديد موعد عاطفي ومكان اللقاء بيت الجدة الموبوء
التزمت الصمت ولم أبين لها أني قد تنبهت لما يدور حولي
وقلت لها :ندى تعالي للمطبخ أريد أن تعدي لي قالب حلوى من يديك
فرحت بالفكرة واستغربت فرحتها
فموقع المطبخ يسمح لي أن أرى من يدخل المنزلي
وزال استغرابي عندما أعلن جرس الباب قدوم ضيف وذهبت حفيدتي تركض مدعية
أن الطارق ممكن أن يكون والدتها ولكن الطارق كان أبن اخي محسد الشاب الثلاثيني الوسيم الطلة وزادته البدلة العسكرية وسامة
انه ابن اخي المفضل عندي لانه اخذ الكثير من ملامح والده رحمه الله
دخل وألقى علية سلاما ً حاراً صادقا وبادلته السلام بمحبة صادقة
لم يراودني الشك في نوايا هذه الزيارة فهو منذ تلك الحادثة وما حصل لي فيها وهو يأتي لزيارتي كلما سمحت ظروف عمله ووالدته لا تكف عن السؤال والزيارة
لذا بقيت انتظر ذلك الذي واعدته ندى
إلى أن لمحت إشارة صدرت من أبن أخي لابنة أبنتي
وبعد هذه الإشارة توجهت ندى إلى حديقة المنزل
وهو أستأذن للذهاب للحمام
تركته ينصرف وبعدها
توجهت الى النافذة التي تطل على الحديقة ووجدتهم يتبادلون الكلام ويتلفتون ليتأكدوا من خلوا المكان او تحسبا ً لتواجد احد
ولكي امنع كارثة أخرى من أن تحصل ناديت بأعلى صوتي :ندددى

وما أن سمعت صوتي حتى أتت راكضة لاهثة
قالت :ماذا حصل جدتي
قلت لها بهمس مدعية خشيتي من أن يسمع محسد :اذهبي وأعدي طبق حلوى وكوب شاي قبل أن يخرج محسد من الحمام
ثم أردفت بقلق مصطنع :لا أدري لما تأخر
ذهبت إلى المطبخ وأنا أراقبها وبعد دقيقة حضر محسد وكأن شيئا ً لم يكن
لا تعتقدوا أنها المرة الاولى التي يزروني بها محسد ولا هي المرة الأولى التي تأتي ندى لزيارتي بصدف متكرر بوجود محسد
لم أكن اشك مطلقا لأن ندى كانت دوما الطفلة المدللة لمحسد
لذا كنت أرى سلامه ومزحه معها شيء طبيعي
الأجداد دائما يرون الأحفاد صغار مهما كبروا
انتهت زيارة محسد وبعده بدقائق انتهت زيارة ندى ولكن الشك الذي أستوطن نفسي
أبى أن يهدئ بعد أن غادرت بدقائق معدودة اتصلت بمنزلهم وهي من أجابت على الهاتف وعند سماع صوتها
أطمأن قلبي وزالت الشكوك
وبقيت أفكر بخطة أما أن تجمع الاثنين بالحلال أما أن تفرقهم بلا عودة
فمحسد لا ينقصه شيئا لكي لا يتزوج وأن كان فعلا يحبها عليه أن يقدم على خطوة الزواج أما أن كان يتسلى بها
نعم هو أبني أخي المفضلة ولكني لن أرضى أن تندس الرذيلة منزلي والحب هو علمها وشعارها
لم أكن ارغب بإضاعة الوقت مع ندى حتى لا تحدث صدمة أخرى للعائلة ونحن لم نلملم شتات نفوسنا من هول الصدمة الأولى ربما أنا في شك ِ مبالغة
ولكن من تلدغه الأفعى في يده يخشى من حبل ممتد على الأرض لأنه يظنه أفعى.
ومع وجود عقبة اسمها وجدان كان يتطلب الامر تدخل سريع
وجدان هي زوجة أخي وسوف تكون أول عقبة تمنع هذا الزواج
هل يا ترى هذا سبب تأخر محسد في طلب يد ندى ؟؟؟؟؟؟؟

فوالدته وجدان ترفض زواج الأقارب بشدة تقول أنه يؤثر على النسل سلبا
ويجبر العائلة على تكرار النسب
وبالاستمرار يصبح ذكاء العائلة متدهور
لذا زوجت أبنها وأبنتها بغرباء على الرغم من رغبة العائلة في أن يناسبوا عائلتها
ولكنها رفضت وبشدة
كيف سوف أقنعها بزواج مثل هذا
أخرجني من تفكري صوت منادي الصلاة من الجامع القريب من منزلي
ولبيته دون تردد فهل هناك أروع من تلبية هذا النداء
في اليوم التالي عصرا ً
اتصلت بزوجة أخي بمحادثة روتينية للسؤال عن الصحة والأحوال ولمحت لها بأني ضجرة وانتظر أبنتي تأتي لزيارتي ولكنها تأخرت
فتبرعت بأن تأتي لتسلية وحدتي وهذا ما كنت أتوقعه وارجوه منها
قبل أن تأتي اتصلت بمنزل أبنتي وطلبت من ندى أن تحضر لأن ام لبيد سوف تأتي لزياراتي وأريد أن تقوم بواجب الضيافة فتلك الصغيرة التي تساعدني لا تحسن ضيافتها
ولم استغرب سرعة وصول ندى لمنزلي فهل هناك أفضل من الظهور بمظهر الفتاة المهذبة ربة البيت الجيدة وامام من أمام أم حبيب القلب
لنترك ندى تعد ما طاب لها من الحلوى ولا كلمك عن زوجة أخي
لقد توفي أخي بعد صراع ليس بطويل مع مرض السرطان فألمدة بين معرفته بالمرض ووفاته رحمه الله تسعة أشهر فقط
توفى وهو على مشارف الأربعين وزوجته كانت في منتصف الثلاثين ربة منزل غير عاملة ولكنها من عائلة مخملية ذهبت أموالهم نتيجة لصرفها دون تدبير
ولكنها والحق يقال امرأة بكل معنى الكلمة
لديها ثلاثة أبناء
لبيد الابن الأكبر ومحسد الابن الثاني والخنساء أختهم الصغرى
ربما تستغربون الأسماء فأخي رحمه الله مولع بالشعر العربي القديم
لذا أطلق أسماء الشعراء وابنائهم على أبناءه ونقل عدوى حب الشعر لزوجته فلم تمانع مطلقا
كانت عائلة اخي تتمتع بوضع اقتصادي ممتاز لان راتب أخي في السلك العسكري كان جيد جدا مع بعض المباني التجارية المتواضعة التي كان إيجارها حينها يفي بالغرض
ولكن عند وفاته تقلص راتبه كثيرا وأصبح إيجار المحال التجارية لا يكفي لعيش
عائلة أخي بالمستوى الذي اعتادوا عليه
ماذا تعتقدون فعلت زوجة أخي هل بقيت تراقب الوضع وتتباهى بأموال غير موجودة
كما صورت لنا الأفلام والمسلسلات عن بنات الطبقة المخملية
أم أنها وجدت عمل من اجل أن ترفع من مستوى دخل أسرتها وماذا تعمل من تركت الدراسة ترفا ً وترفعا ً عن إكمالها .
ولكن أم لبيد مختلفة تماما ومعدن الإنسان يظهر عند الشدائد
رغم تركها الدراسة ألا أنها امرأة ذكية ذكاءا ً فطريا
لذا وجدت أن منطقتنا بحاجة إلى حضانة للأطفال لذا قررت أن تقتطع جزءا ً من منزلها كحضانة للأطفال وتأتي بعاملتين من اجل مساعدتها
رغم اعتراض الأهل ومد يد المساعدة لها بمبلغ شهري يجمع من العائلة ألا أنها رفضت وقالت : هذا المبلغ لن يكفي عندما يكبروا أبنائي وتزداد طلباتهم ولن تزيدوا عليه هذا أن بقيتم تدفعونه
أكدت العائلة انه مبلغ ملزمين بدفعه مدى العمر و قابل للزيادة ولكنها رفضت وبشدة
وكانت تقول : نتاج جهدي وعملي مال لن ينضب وما تدفعونه مال ٌ محسوب ودون تعب لذا لا بركة فيه دعوني أجرب وأن أخفقت لكم ما تريدون
لم يكن الموضوع موضوع فشل ونجاح ولكنها زوجة فلان وأبنة فلان كيف تعمل بمثل هذا العمل
ولكن زوجة أخي أثبتت أنها قادرة على التحدي فالعمل الشريف لا ينقص من قدر زوجة فلان وأبنة فلان بل مد اليد هو الذي ينقص من قدرها
وفتحت مشروعها الصغير في منزلها وبخمسة أطفال فقط
وكانت أول حضانة في منطقتنا
وكانت خطوتها دافعاً للكثير من النسوة بأن يحذون حذوها
وأصبح يستشهد بها عندما تحتاج أحدى النسوة تبرير عملها نتيجة الحاجة
ليقال أنظروا لأبنة العائلة المرموقة استطاعت التغلب على كبرياء العائلة وعملت مشروعها الخاص لما لا نعمل مثلها
زوجة أخي كانت قدوة حسنة للنساء اللواتي لا عائل لهن و ضيق ذات اليد يرهقهن
حضانتها اليوم تستقبل 70 طفل بمختلف الاعمار وحصلت على ترخيص من وزارة التربية بعد أن كانت غير مرخصة وبعدها أاستأجرت مكان خاص بها بعد أن كانت الحضانة في منزلها
وزوجة اخي توسعت معارفها وازدادت ثقافتها
حتى مظهرها اشعر وكأنه لم يتغير رغم بلوغها الـ 65 فهي لا زالت محتفظة بقوام رشيق ولا زالت ترتدي التنورة والقميص بألوان تناسب عمرها وتضيف وقارا ً عليه
لم يكن منظرها نشاز لأننا اعتدنا على رؤيتها هكذا والناس اعتادوا على مديرة الحضانة بهذه الهيئة
قد تتسألون لما لم اقتدي بها ولم تقدم النصح لي
هي لم تقصر ولكني ماتت روحي في حادث السيارة مع من مات فيها
وفي ما أنا استذكر زوجة أخي ومشوار كفاحها
سمعت صوت ندى المرحب بحرارة بزوجة خال امها

ام لبيد إنسانة اجتماعية ومحببة من قبل الجميع ولديها قدرة على التحاور مع كل الأعمار بروح ٍ مرحة لذا علاقتها مع شابات العائلة جيدة جدا
أتت الى حيث اجلس يسبقها مزحها مع ندى التي كانت تطير من الفرح لانها حظيت بهذا اللقاء مع أم من تحب
دعوت لها من كل قلبي أن يجمعها بمن تحب
جلست بعد سلامٍ حار بيننا
وبعدها بدأت تتحدث بما يدور في عملها وعن أولياء الأمور وعن بعض إخبار العائلة التي اجهلها
ومن تزوج ومن خطب وكان هذا ما أريد أن أصل اليه
اخبرتها قائلة : الا تجدين ان محسد قد تأخر بالزواج فلبيد اصغر منه بكثير عندما تزوج
أجابت والدته بلهجة حزينة : لاتعرفين كم اصبح هذا الموضوع متعب ومحرج بالنسبة لي ففي كل مكان اذهب أليه أوسئل عن سبب عزوف أبني عن الزواج وهو مهيئا ً للزواج لا اعرف بما أجيب لأنه يحريني بوضعه فهو لايعطيني جواب شافي عن عدم رغبته بالزواج
اجباتها : سوف اساعدك لكي نحصل منه على جواب شافي هذا الشاب يجب أن يصون نفسه بالزواج
قالت متسائلة : هل سمعتي شيئا عنه
اجبت وأنا صادقة :لم اسمع شيئا ً ثم قلت هل لديك ِ شك أنه على علاقة بفتاة ما
اجابت :احياناً لهفته على هاتفه مبالغة واحيانا ً يرمه بعيدا ويتركه مغلق لانه يقول
انه مصدر ازعاج لمن لا مزاج له
هذه الامور جعلتني اشك بأن هناك فتاة تطارده او ربما كانت هناك فتاة بحياته ومل منها
اجبتها بحذر: اتصلي به واخبريه أن يأتي لمنزلي الآن لكي نحاصره سويا
تركتها تتصل وذهبت لـ ندى التي كنت واثقة أنها استمعت الى كل الحديث الذي دار بيني وبين زوجة أخي
قلت لها : ندى عزيزتي اذهبي لسطح المنزل ونظفيه ولا تأتي ما لم اناديك لأن ام لبيد تريد أن تكلم محسد بموضوع خاص
ثم قلت لها مدعية الصدمة :نسيت أن اخبر والدتك ان تأتي لكي تلقي السلام على زوجة خالها أعطني هاتفك لاتصل بها وأنتي اذهبي بسرعة قبل أن يأتي محسد
نفذت الأمر بعيون حزينة لان هاتفها بالتأكيد سوف يكون وسيلة لأخبار محسد أنها
موجودة عندي وتفسد كل الموضوع
صعدت الى السطح وبالتأكيد سوف تتنصت على كلامنا فصالة المنزل تطل على سلم المنزل الداخلي ويمكن لمن يقف أعلى السلم أن يستمع لما يدور بالصالة دون أن يلحظه المتواجدون
وهذا ما أردته تحديدا أن كان محسد صادق سوف تفرح بردة فعله
وأن كان كاذب ستكون صدمة تنبهها على نوايا محسد
وحضر محسد والقى السلام علينا وجلس
وباغته بسؤال صريح جدا ً فالوقت ليس بصلاحي فتلك المتهورة سوف تجد حجة لتنزل من السطح وترى حبيبها
لذا سارعت بفتح الموضوع الذي سوف يكون سماعه أكثر أثارة بالنسبة لها
قلت : محسد لما تتعب والدتك



أستغفر الله وأتوب أليه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&7



السلام عليكم
حقيقي اسفة سوء الاتصال يحول دون طرح الاجزاء
الجزء بين يديكم ولي عودة بالرد على جميل تعليقاتكم


التي حملتني مسؤولية اتجاه قصتي
ممتن كثيرا لكل حرف وضع هنا
سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

لذا سارعت بفتح الموضوع الذي سوف يكون سماعه أكثر أثارة بالنسبة لها
قلت : محسد لما تتعب والدتك
نظر محسد لوالدته بتساؤل
ولكني قاطعته قبل ان يتفوه بكلمة
قلت :بني والدتك تريد أن تفرح بك فلقد اصبح عمرك ثلاثون وانت لم تقدم على الزواج ولم تفكر به مطلقا ً والناس اضجروا والدتك بالأسئلة وهي لاتعرف ما تقول لأنها تجهل ما تقول لأنك غير واضح معها
أجاب بعد أن القى نظرة عتاب على والدته الصامتة بتعالي : عمتي أنا لا افكر بالزواج وكلام الناس لا ينتهي وما بالهم يتكلمون هل أنا فتاة لكي يتكلموا عن قطر الزواج الذي فاتني
قاطعته والدته قائلة :وهل تعتقد أن الفتاة وحدها من تتكلم الناس عنها أن فاتها قطر الزواج على العكس لايوجد من يزعج والدة الفتاة أن تأخر زواج ابنتها لانهم يعرفون أنه ليس بيدها وليست هي صاحبة الخطوة الاولى بالزواج
بينما ام الشاب تكون دائما مطالبة بتفسير عن سبب عزوف أبنها عن الزواج
ثم قالت :فهلا فسرت لي سبب عزوفك عن الزواج
قبل أن يتفوه بكلمة قالت موجهة ً الكلام لي :معه بالذات ولكي اسهل عليه امر الزواج اكثر قبلت بزواج الاقارب وعرضت عليه كل فتيات العائلة
ولكنه رفضهن دون أعطاء سبب
وقعت الصدمة كالحجارة الصلدة على رأسي وتشتت تفكيري
بين نقاش الأم مع أبنها وبين تلك العاشقة التي تسمع حديث سوف يحدث جرحا ً عميقا في أعماق قلبها
ولكني حاولت التركيز بما يقول محسد لعلي أجد بصيص أمل ينقذ قلب حفيدتي الصغيرة
وأكمل محسد بكلامه على ما تبقى من قبل حفيدتي وطعنها طعنة مزقت قلبها أربا ً عندما قال : زواج من العائلة لن أتزوج فلن أكون شاذ عن أخوتي
ولكي تطمأنوا أكثر أنا شبه مرتبط بكلمة مع احد أصدقائي ونظر لوالدته وقال؛ تعرفيه مقدم خالد
اجابت والدته :ونعم العائلة
وما الذي يؤخرك
اجاب : والدة الفتاة ترفض مبدأ الخطوبة والزواج وأبنتها لا زالت على مقاعد الدراسة فهي سوف تنهي دراستها الجامعية تخصص لغة انكليزية العام القادم
وعندها سوف أتقدم لها
ولم أرغب بأخبارك حتى لا تحرجيني إمام أخيها وتفتحي الموضوع مع والدته بعد أن إعطاني وعد بأنها لي ولكن بعد أن تنتهي من دراستها
قاطعته والدته قائلة : هل أنت على علاقة معها
اجاب بحدة :طبعا لا فهم عائلة أحسنوا تربية فتياتهم
ألا تجدون في كلامه أهانه لي في عقر داري
تمالكت نفسي فلا فائدة ترتجى من غضب يفضح
فلأتمسك بالتعقل الذي يدع الجرح بالقلب ولا يفضح
فهو نعتنا بأننا لم نحسن تربية بناتنا لأن احدى فتياتنا على علاقة به
ماذا سوف يقول اذا علم بمصيبة العائلة الكبيرة
هذا وهو أبن اخي!!!
ياترى ماهو رأي الغرباء!!!!!!
ما ذا حصل حتى اصبح الابناء يشبهون الاباء خُلقا ً ولا يشبهونهم أخلاقا ً
اخي ذلك العاشق الذي ضرب المثل بحبه لزوجته قبل الزواج وبعده
فوجدان أبنة قريب لابي من بعيد كنا نلتقي بالمناسبات الخاصة فقط

كان حبهم حبا ً عذريا بالنظرات فقط لم يتصل بها ولم يواعدها ولم يكلمها ولكننا كنا نعرف أن الحب تمكن من الاثنين وما أن تركتك الدراسة وجدان في الصف الثالث متوسط
حتى اسرع اخي وتقدم لها وتوج حبه الطاهر لها برباط مقدس اكثر طهرا ً
وهو لم يكمل دراسته العسكرية بعد ولكنه وعد والدي بأنه سوف يكون من أوائل دفعته أن زوجه وجدان وفعلا اوفى بالوعد وكانت كلمته واحدة لم تثنى
اهذا هو شبيه اخي !!!!!!
فليرحمنا الله
تركته مع والدته يكملوا النقاش عن عائلة خالد
وتوجهت الى سطح المنزل بخطى واهنة أرهقها الزمن وأرهقها ما دار داخل صالة االمنزل
وما أن وصلت حتى وجدت تلك الصغيرة تبكي بكاء ً مريرا وما أن تنبهت لوقع أقدامي حتى كفكفت دموعها مدعية أن الغبار دخل عينيها واحدث تهيجا لحساسية عينيها أخبرتها اذهبي واغسلي عينك لعل التحسس يخف قليلا
اجابت :كلا جدتي أن خرجت خالتي ام لبيد سوف أذهب الى منزلنا لكي اضع قطرات الحساسية الخاصة بي
أشعرتها بأني صدقت حكاية تكررت مئات المرات على شاشة التلفاز لكي لا أزيد عليها ألمها
وتوجهت لصالة المنزل لأرى ألى أين وصل النقاش بين الام وأبنها وجدتهم في حالة انسجام تام
ولقد علت ابتسامة الراحة وجهيهما
وكان ثمن ابتسامتهما دموع حفيدتي
استأذن محسد واستأذنت والدته أيضا وخرجوا فرحين ولشدة فرح أم لبيد لم تسأل أين ذهبت ندى ولم تفتقدها مطلقا
ودعتهم ودخلت لمنزلي وجدت ندى ترتدي عباءتها تريد أن تنصرف
وقبل أن تنصرف أعطيتها هاتفها ودعتني بسرعة وانطلقت الى منزل أهلها مسرعة
ربما تريد الاختلاء بنفسها وتذرف الدموع دون أن تخشى من اكتشاف أمرها
فلتذرفِ الدموع صغيرتي على حب لم يكتمل أفضل من أن تُذرفَ الدموع عليك بسبب حب محرم
بعد يومين لفتت نظري قطعة معدنية في إحدى أصص الزرع الموضوعة على جانبي الممرر المؤدي لباب المنزل
وعندما اقتربت من الأصص ورفعت القطعة وجدتها هاتف ندى وقد اغرق بالماء وتلف تماما
أذن انتهت قصة ندى ومحسد
ولم تنتهي قصة ندى هناك بقية في الجزء الرابع أن شاء الله

نسيت أن أخبركم أن حادثة ندى حصلت بعد مرور 6 أشهر من مما حصل لخلود
وقل تأثير ما فعلت على العائلة بنسبة قليلة ولكنها أفضل من لاشيء عاد والدها للعمل تقوقعت والدتها داخل المنزل ولم أغير عادتي في زيارتهم رغم برود تصرفاتها
وتوطدت علاقتي بزوجة أبني سيف فهي إنسانة عقلها موزون وتصلح لاستشارة أو معرفة موضوع معين عن العائلة لأنها تملك نظرة واقعة غير مبالغة
أما أنا فلقد تحسنت نفسيتي كثيرا وأصبحت اشعر بأهمية ما فآتني وروعة ما فآتني
من جمعة أحفادي وأبنائي
ولكني احمد الله على كل شيء
بعد أن اكتشفت نوايا محسد أصبحت ندى هاجسي كيف أخرجها مما هي فيه
وبعد تفكير وجدت أن خروجها من المدرسة مبكرا
هو احد أسابب ما حصل لها ووالدتها بالتأكيد تتحمل مسؤولية ذلك
تخيلوا فتاة في أول عتبات المراهقة تترك الدراسة لتهتم بالمنزل
وما أن تنتهي من أعمالها حتى تختلي بنفسها وتطير بأحلامها لا دراسة تشغلها ولا امتحان اخذ حيزا ًكبير من تفكيرها
ولا معلمة أنبتها وظلت تفكر كيف تُحسن من تصرفها لتحظى برضا المعلمة
ولا صديقة فضلت عليها أخرى وقررت الابتعاد والبحث عن صديقة أكثر وفاءا ً
المدرسة لا تعني دراسة فقط المدرسة تعني إشغال وقت الطالب وخاصة المراهق بأفكار نافعة تبعده عن أفكار غير نافعة
فجلوس ندى بالبيت وأشغال وقتها بمشاهدة مسلسلات لا هم لها سوى علاقات الحب التي أن حدثت بالواقع فتحدث بنسب قليلة
فكرت وقررت أن اخرج ندى من عالم الخمول الفكري الذي وضعتها والدتها فيه


بعد ما حدث لم أرى ندى لمدة أسبوعين وكلما سألت والدتها عنها قالت مشغولة بالبيت وما أن تفرغ سوف تأتي لزيارتك
ولم تفرغ ندى مطلقا
اتصلت بمنزلهم أجاب والداها على الهاتف وبعد السلام وأخذ الإخبار طلبت منه أن أتكلم مع ندى
وأتت ندى وصوتها فيه حزن عميق أنبني ضميري ولكني أسكتته بقولي لا أريد أن افجع مرة أخرى
طلبت منها أن تأتي حالا لزيارتي فأنا بشوق لها ,حاولت التملص ولكني حاصرتها
بتوسلي وباشتياقي لتلك الكعكة الصحية التي تعدها
فوافقت مجبرة
وبعد ربع ساعة حضرت ندى بعيون ذابلة وبوجه اختفى إشراقه
ولأني أمرأة عرفت قيمة الوقت الذي فآتني لم أرغب بالإسراف بالوقت بعد الآن
لذا قررت أن أفاتح ندى بصراحة بموضوع محسد دون لف ودوران لتستقر شكوكي
ولامتص حزن الصغيرة واهون عليها خسارة أول حب في حياتها
قلت لها وهي تضع الكعكة بالفرن :ندى هلا تكلمنا بصراحة وتعتبريني صديقة كبيرة بالسن وتفتحي قبلك ولا تلفي وتدوري فجدتك تسمع وترى حتى وأن لم تبين لكم ذلك
شاهدت الصدمة والخوف بعينيها
حاولت الكلام وكنت واثقة أنها أن تكلمت سوف تكذب لذا قاطعتها
قائلة : ندى لا تكذبي فلقد رأيتك مع محسد فأحكي لي التفاصيل
ثم قلت مهددة: أن لم تخبريني سوف اتصل به واعرف القصة منه
لتنهار ندى ببكاء يقطع القلب ويثير شفقة الصخر فما بالكم بقلب عجوز موجوعة
نهضت وجلست بالمقعد المجاور لها واحتضنتها برفق وقلت لها : ندى عزيزتي أنا لا هددك أريد أن اعرف القصة لكي يطمأن قلبي
أجابت ندى وسط بكائها :جدتي ليس كل البنات خلود ويملكن سوء أخلاق خلود منذ حادثة خلود وبنات العائلة كلهن مشكوك بأمرهن
هذه الصغيرة ذرت الملح على الجرح ويبدو أن اسم خلود لن يمحى بسهولة

أجبتها :أولا قولي رحمها الله ثانيا أتمنى أن لا اسمع اسمها ثانية منك لابخير ولا بشر وبالأخير من قال نحن نشك بكن
الجميع من حرصه اصبح لا يعي التصرف الصح وهذه فترة وتنتهي
ثم أردفت
اخبريني :ماذا أفسر تواجدك مع محسد في الحديقة الخلفية وأنتم تتلفتون خوفا
هل هذا منظر يشك به أم لا يشك به
اخبريني دون أن تضعي حكاية خلود ذريعة للتهرب من الموضوع
كانت نظرات ندى متسائلة وحائرة ربما تريد أن تتأكد هل أنا جدتها حقا ام هناك مخلوقات فضائية اخذوا الجدة الطيبة الخاملة الغبية وأبدلوها بجدة شريرة واعية
قطعت عليها نظراتها وقلت ندى أجيبيني ولا تنظري لي بهذا التفحص
أجابت بعد أن أطرقت رأسها أرضا: سوف أتكلم ولكن لا تقاطعيني ورفعت عينها تجاهي
بادلتها نظرة مستغربة ومؤنبة فما قالته يندرج تحت بند الوقاحة
ولكنها
قالت بتوسل :جدتي آسفة لأني طلبت منك عدم المقاطعة لأني بحاجة لمن يسمعني
وبحاجة للكلام مع نفسي أيضا فهلا وهبتني مساحة أتكلم بها معك وأتكلم مع نفسي أيضا
أجبتها : لكي ما شأتِ ولكن أريد منك وعد بقول الحقيقة
أجابت بثقة : اقسم بالله سوف أقول الحقيقة ولن اخفي شيئا
وبدأنا رحلة الصراحة التي أدهشتني
قالت حفيدتي وهي تكفكف دموعها : جدتي أنا لست فتاة سيئة الأخلاق ولو كنت أريد أن اقضي وقتي بالعلاقات صدقيني كنت فعلت ذلك في أول يوم تركت فيه الدراسة لأني اغلب الأوقات وحدي بالمنزل وإخوتي الصغار لا يفقهون شيئا وأن لم استطع استخدام هاتف المنزل
لدي هاتفي الخاص
ثم أكملت :واجهت الكثير من المضايقات الهاتفية ولم يفلح احد في الوصل لي او التقرب مني هل تعرفين ما السبب
نظرت لها بمعنى ما السبب
أجابت بثقة لأني أخاف الله أولا واجد اسم والدي كبير لا يستحق أن ألطخه بالوحل
لذا كنت اصد الجميع ولا ارغب بعلاقة من أي نوع
عندها قاطعتها وقلت : وعلاقتك بمحسد ماا تطلقين عليها
أجابت بندم : قبل ثلاثة أشهر عندما زارك محسد استقبلته وكعادتي أسلم عليه وأقول :كيف حالك عم محسد
لأني اعتدت على ذلك منذ الصغر فهو يصغر عمي مثنى بضع سنين
ثم قالت حتى أخاه لبيد أقول له عمي
هذه كانت عادتي
ولكنه هذه المرة كان مختلف وقال : هل لا زلت صغيرة لكي تقول لي عم محسد فلقد كبرت ِ ولم اعد ارغب بمقولة العم محسد
هل تقول الزوجة لزوجها ياعم
وبعدها دحل يلقي السلام عليك
وتركني وقد تفتح عينيا على محسد غير محسد الذي كنت اقول له عم محسد
لم أنم تلك الليلة كما ينبغي أشغل محسد كل أفكاري كنت استغرب
هو إمامي طوال الوقت لما اليوم أصبح مميز
تركت أفكاري تأخذني بعيدا وتخيلت نفسي زوجة له
في الزيارة التالية إعطاني رقم هاتفه رفضت أخذه ولكنه إعطاني نظرة كنت منذ الصغر أخشى منها عندما ينظر بها اتجاهنا نحن الصغار
فأخذت الرقم وبدأت علاقتنا
هل تعرفين لم قبلت بعلاقة مع محسد دون غيره
لم أتكلم وتركتها تسأل وتجيب وحدها
أجابت :لأني شعرت بالأمان معه فهو أبن خال أمي هل يعقل أن يغدر بي
واستمرت علاقتنا وتحملت أوامره وعصبيته أحيانا ً
وإغلاقه ُ لهاتفه وقوله لي بصورة مستمرة رفض والدته المتكرر للزواج بي
لأن الأمان المزيف الذي شعرت به صور لي صدق نوايا محسد
وأنتي تعرفين الباقي
ثم قالت :
هذا جزائي لأني خنت تربية والدي ووالدتي
وانسكبت دموع الطهر والتوبة من عينها واحتضنتها وقبلتها على رأسها واستكان قلبي وهدأت شكوكه فخلود قصة لن تكرر في عائلتي
ومثلما وجدت بالعائلة فتاة أنكست رأسها توجد فتيات سوف يرفعن رأس العائلة عاليا
فقط ليمنحن فرصة وثقة
وبدأت رحلتي في تعليم ندى لكي تجتاز المرحلة المتوسطة وتلتحق بمعهد المعلمات الذي يلي المرحلة المتوسطة
وأجبرت والدتها على أن تقدم لها للتعليم الخارجي وأن تحضر معلمات لتعليمها وأن لم تفعل أنا سوف أوفر لها كل ما تطلب وبمساعدة والد ندى الذي أيد الفكرة
بدأت رحلة ندى نحو المستقبل
انتهت حكاية ندى ولكنها لم تنتهي لنا لقاء معها في النهاية ان شاء الله


لم أنقطع عن زيارة أبنائي مطلقا وفي كل مرة أزورهم أرى ما يسرني وما لا يسرني لأن رواسب خلود لن تنتهي بسهولة كما ظنتت
فبين فترة وأخرى يقطع خط هاتف منزل ابني سيف بسبب مكالمة لمتصل مازح او متصل عابث او متصل يخطأ في طلب الرقم تجعل كل فتيات المنزل متهم بهن وتتدخل إلام لتنتهي بمشكلة بين الأم والأب
وحصل هذا أمام عيني مرة وفقدت سهلية أعصابها وبدأت تنعت خلود بأبشع الألفاظ ولا تكف عن ترديد كلمة ابنة مريم
وتركتها وذهبت إلى حيث يجلس سيف منكسا ً رأسه
وضعت يدي على كتفه وقلت : سوف تدمر منزلك
أجاب بضحكة ألم بعد أن رفع رأسه : العائلة كلها دُمرت فلا ضير في دمار منزلي
أجبته : خلود ماتت وأهل بيتك أحياء أبنائك افتقدوا والدهم وأن تواجد معهم
أجاب بتهكم: و والدي مات وبقينا خمسة على قيد الحياة
أجبته : أهو عتاب ام ملامة
أجاب : لا هذا ولا هذه فلقد فات أوانهما ما نطلبه اليوم هو رضاك ِ ودعواتكِ فالماضي لا يمكن إرجاعه وأن أكثرنا العتب والملامة

ثم قال أمي أرجوك الجرح لم يندمل بعد والحادثة أحدثت شرخا ً بيننا وبين بناتنا وأنا حظيت بالنصيب الكبير فبناتي ثلاثة بت أرى كل واحدة منهن تشبه خلود خُلقا وأخلاقا ً
ثم قال بحرقة :
ووقوفي متفرج وأن أرى روحا ً تزهق حرمني النوم الهانئ فما أن أضع رأسي على الوسادة حتى أرى المشهد كاملا ولكن المقتولة ليست خلود في كل مرة أرى إحدى بناتي مكانها وأحيانا ً أرى زوجتي
ثم قال بحسرة : الشيطان لم يتمكن مني صغيرا تحملت مسؤولية عائلة وأموال يتامى ولم يغريني
تمكن مني كبيرا وجعلني شاهدا ً مساهما ً في إزهاق روح لم تمنح فرصة للتوبة
فليرحمني الله
ثم قال بحزن اخبريني ماذا افعل
أجبته والحيرة كبلت يداي
اجمع إخوتك واذهبوا للعمرة
أجاب : ولمن نترك أهلنا
أجبته :اتركوهم برعاية الرحمن فقط صفوا النية وتوكلوا على الله ان أخطأت واحدة لنحتوي الباقيات ولانضغط عليهن ويشعرن بأنفسهن إنهن متهمات وهن بريئات
اتقوا الله في عوائلكم
تركته يفكر بكلامي وتوجهت الى خارج منزله دون أن أمر بسهلية
التي اذهب الغضب رجاحة عقلها
وما أن تجاوزت الحديقة الخلفية حتى سمعتها تنادي :خالتي توقفي لم أتوقف فقلبي محمل عليها
ولكنها أسرعت ولحقت بي وتمسكت بعباءتي واحتضنتني وقبلتني قائلة :
لا تغضبي مني فنوبات غضب سيف أصبحت لا تطاق وأثرت على أعصابي كثيرا
وما قلته من حرقة قلبي على بناتي اللواتي نبذن من والدهن
ثم قالت اعذريني مثلما تعذرين مريم
أجبتها : اذهبي واستغفري ربك من تكلمت ِ عنها ذهبت لخالقها وهو أدرى بها
واذهبي واقنعي زوجك أن يجمع أخوته ويتوجه لبيت الله
لعل السكينة ترجع لقلوبهم
وتركتها فلا قوة لي على نقاشها او سماع تبريراتها
ولا أقوى على أن أقول لها معك حق حتى لا اجعلها تتمادى أكثر
ذهبت إلى منزلي واستسلمت للنوم بعد أن صليت ركعتين فالركوع بين يديه سبحانه وتعالى يجعل السكينة تغزوا روحي

أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&



سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

كنت أسير كعادتي حول المنزل وأتجه للحديقة الخلفية لكي أحرك قدماي حتى لا تنتشر الشيخوخة في مفاصلي وتمنعها من الحركة لم أنتبه على نفسي والى أين تأخذني خطاي فجاءه تنبهت لما حولي وجدت نفسي في
مكان خالي من الزرع يستخدم كمستودع لمخلفات المنزل لا يستطيع أي شخص ملاحظته فقط سكان المنزل من يملكون هذا الحق
مضى وقت طويلا على أخر تواجد لي في هذا المكان اعتقد كانت أخر زيارة لي قبل وفاة والد سيف
كيف وصلت له لست أدري
في هذا المكان يوجد الجدار الفاصل بين مساحة منزلنا الكبيرة وبين منزل ابنة زوجي
انتظروا دقيقة متى دهنوا الجدار بالون الأسود وما هذه الأشياء التي تتحرك بالجدار
ما هذا أأسمع صوت أنين ركزت بالصوت وعرفت لمن أنه صوت سعد زوج خلود يتمتم بكلمات لم افهم منا شيئا ً
لحظة هناك صوت أخر انه صوت فتاة تأن بوجع ويبدوا من نبرة صوتها أنها خائفة
لما بيت سعد أصبح جداره اسود وأصوات الأنين المكتوم تصدر منه
وما هذه الأشياء التي تتحرك في هذا الجدار الأسود
اقتربت من الجدار فذهلت مما رأيت ملامح خلود على طول الجدار والأشياء التي تتحرك هي عينها
لما خلود أصبحت جزء من هذا الجدار الأسود وأصبحت سوداء مثله ولما انتشرت عليه وكأنها نسخ مكررة
ولما هي مكبلة بالقيود اتجهت الى السور لا تكلم مع خلود لأعرف ما يحصل ولكن صرخة سعد صمت أذني عندما قال خـــــــــــــــائنة
استيقظت من منامي وأنا ارتجف ووجدت تلك الصغيرة تجلس بقربي ترتجف مثلي وتقول عمتي كنت ِ تأنين وتصرخين
قبل أن أجيبها استغفرت ربي وقرأت بيني وبين نفسي أية الكرسي
هدأت قليلا
وقلت لها احضري لي كوب ماء
ذهبت بسرعة وأحضرت الماء
ثم قلت لها اخلدي للنوم مجرد أضغاث أحلام أرهقتني
هي ذهبت للنوم وأنا توجهت للحمام من اجل الوضوء وافترشت سجادة صلاتي ارتجي الراحة بين يدي خالقي وما خاب من أرتجى الراحة بين يديه
أكملت صلاتي وبعدها قرأت ما يتيسر لي من القرأن وحصلت على هدوء ٍ نفسي عميق وصفاء بالتفكير
وتوصلت إلى أن الحلم إشارة الى ذلك اليتيم الذي تركه الأبوان وخانته الحبيبة
وترك بإرادته الأقارب لان قربهم أصبح نار تحرق
لمن يشكوا وعمته الوحيدة أم للخائنة لم يبث همه والكل يحمله ُ مسؤولية ما حدث لإهماله لمنزله وتهاونه في دخول الغرباء
هذا الحلم يخبرني أن هناك شخص يتعذب دون أن يخبر احد بعذابه
ولكن من هي الفتاة فصوتها لا يشبه صوت خلود
استيقظت من أفكاري على صوت المؤذن لصلاة الفجر وعدت لسجادتي
ودعوت الله أن يسهل لي ما نويت أن أقوم به
بعد صلاة الفجر خلدت للنوم لأن الحلم اخذ مني جهدا كبير وكأني فعلا وصلت لذلك المكان من المنزل
نهضت الساعة التاسعة واستعديت لزيارة أهملناها كلنا لشخص بحاجة لرفقة ومواساة منا وأن رفضها
بعد أن كان هم الكل عدم تركِه وحيدا في الأخير أصبح وحيدا وبعيدا
ذهبت دون أن اخبر احد فأنا لست بحاجة لإحباط او تأجيل او أخذ موعد قررت ونفذت وكفى
ضغطت على جرس الباب وبعد دقائق سمعت صوت سعد يقول من الطارق قلت أنا
فتحَ الباب وظهر وجه سعد أمامي أبن أل 20 سنة يبدوا بوجه عجوز وجسم مراهق وجهه أسود غطته لحية كثيفة غير مرتبة
ورأس ٌ مطأطأ بالأرض ونفسٌ مكسورة ويبدوا أنه خسر الكثير من وزنه حتى بدت عيناه غائرتان بمحجريهما
6 أشهر فعلت فعل العجب بهذا الشاب الممتلئ بالحياة سابقا ً
لم يقل شيئا وأن بدوري أخذت وقت لأتأمله ولم أتكلم ولكني وجدت الوضع لا داعي له
وقطعت الصمت بقولي هل ادخل فتح لي الباب بمعنى ادخلي دون أن يقولها
او ربما لا يرغب بقولها وهذه إشارة بمعنى لا أرغب بتواجد احد من منزلكم
تغابيت ولم أبالي بتصرفاته الباردة وقلت في نفسي حاله حال مريم
الوجيعة كبير عليهما
أدخلني صالة المنزل وما أن جلست حتى أتت فتاة جميلة ترحب بي بحفاوة بالغة
وهي تعتذر لأنها كلفتني زيارة كان واجب عليها هي القيام بها
يا لها من فتاة طيبة القلب وحسنة النية لا تدري أن هذه المرأة الكبيرة التي أمامها لو لا الحلم الذي أيقضها فزعة لما طرقت بابهم وفكرتهم بهم

تأملت هذه الفتاة وعرفت من تكون
وقلت لها :بارك الله لكِ فيه وبارك الله له فيك
وبعدها : قلت لا تعتذري فالتقصير يقع على الجميع وأنتي أبنتنا الآن
هذا الحديث القصير كان مراقب بشدة من قبل سعد الذي قال لها انصرفي
ولا تأتي ما لم أنادي عليك ِ انصرفت بنفس منكسرة غير مستغربة
وكأنها الفت هذه المعاملة الجافة
نظرت لسعد وقلت له : هل تعتبرني جدتك
أجاب بـ آه آه طويلة ونظر لي وقال : أن كنت لا اعرف من أنا فكيف اعرف من أنتي
كل ما اعرف عن نفسي بأني رجل مغفل فهل ترتجين من مغفل أن يعرف من يكون ومن أمامه
ثم قال بحزن ٍ متهكم : لو لم أكن مغفل لما تمكنت زوجتي من خيانتي في داري وعلى سريري
لو لم أكن مغفل لتنبهت لتصرفاتها وابتعادها عني ولو لم أكن مغفل لتنبهت لفرحة زوجتي عندما أضطر للنوم خارج المنزل
بعد كل هذا تريدين أن اعرف من تكوني بالنسبة لي
قبل أن أرد عليه
تناول هاتفه واتصل بشخص قال له تعال وخذ تبارك فهي تريد رؤية أخوانها الصغار
ورفع صوته مناديا ً على زوجته
جاءت الفتاة مسرعة وكأنها كانت متأهبة لندائه لأنها أحضرت بيدها صحن فيه شاي وقطع من البسكويت
وضعت الصحن على الطاولة التي إمامي
وبطريقة آمره
طلب منها سعد الاستعداد لان والدها سوف يأتي ويقلها إلى منزلهم
نظرت لوجه الفتاة وجدتها تسمرت في مكانها

وكأن سعد
أدرك أن ما قاله ممكن أن يفسر بأكثر من معنى

قال بعدها :سوف أأتي لأخذك مساءا
استقرت نظرات الفتاة الخائفة ونظرت لجهتي بمعنى كيف اترك ضيفتي
هو عرف قصدها وأجاب : اذهبي واستعدي جدتي ليست غريبة لدينا موضوع خاص
غادرت مثلما غادرت في المرة الأولى
بقينا لوحدنا
قال :جدتي لما آتيتي هل لتفتحي جروحي
أجبته: وهل جروحك مغلقة
قال :وهل هو جرح سهل إغلاقه جدتي اشعر بحرقة بقلبي لم أرها تخونني وكل الدلائل تشير لخيانتها ولكني لم أرى بعيني
أزهقت روحها دون أن اعلم ودون أن يأخذ رأي وكأنهم قالوا بينهم وبين أنفسهم رجل تخونه زوجته لا يستحق أن يأخذ برأيه
ثم قال بحرقة :لم ينتظروني ويدعوني أسمعها وهي تنعتني بأبشع الكلمات وتقول لا أريده وتعترف بخيانتها لي مثلما اخبروني
لعلي بسماع كل هذا منها يقسو قلبي عليها واجبره على أن يكرهها
كيف اكره من باتت قبل يوم من مقتلها بأحضاني
أردف بعدها قائلا بصوت مخنوق :
جدتي أنا أتمزق
أن الم الخيانة بجهة وألم فراقها بجهة وألم ذكرياتي التي تؤيد خيانتها والتي لا تؤيد خيانتها بجهة لا أدري إلى أية جهة التفت وأية جهة أنسى
غرقتُ ببكاء ٍ صامت فمصيبتنا نحن تهون أمام مصيبة هذا الممزق تماما
آه آه خلود ماذا فعلتي بهذا الشاب الذي أصبح بقايا شاب
قلت له بصوت خنقه البكاء على حال هذا الشاب : أنسى كل الجهات وتذكر أنك زوج وأب وأبدأ حياتك وكأن خلود لم تكن فيها
أجاب بمرارة : الكلام سهل والتطبيق صعب
تقولين أب ثم ضحك بمرارة وقال :أبٌ لا يقوى على رؤية أبنته لأنه يخشى عليها من ثورة غضب قد تفاجئه ويزهق روحها أو ثورة حنين تفاجئها ويخنقها بضمه لها لأنه اشتاق لأحضان تلك الخائنة
أما الزوج فلا أدري لما تزوجت هل لأنساه أم لأجد من أذيقه العذاب معي وأبقى على ذكراها
هذه المسكينة تتجرع مني أنوع العذاب وهي صامته
ماذا افعل وقد أصبحت كتلة من الشر لا تهدأ ألا بعذاب غيري
قاطعته وقلت : أنت لست كتلة شر بل أنت كتلة خير يريد الشيطان تحويلها لكتلة شر
بني قوي علاقتك بخالقك وأترك وسوسة الشيطان؛ أكثر من الاستغفار وتصدق لكي يفتح الله لك أبواب الفرج

إجابة بضحكة ساخرة يبدو أنه اعتاد عليها : الشيطان استوطن منزلي
قاطعته بقولي: استغفر ربك وتعوذ من وسوسة الشيطان وأملأ بيتك بذكر الرحمان
قال وهو يحدق عاليا : أريد أن اعرف لما خانتني وأنا كنت خاتم بيدها لا تكاد تقول قول ألا وقلت نعم
أجبته : طفلة وجدت نفسها بلباس الكبار ودون محاسبة وظنت أن كل الأخطاء تغتفر لها فوقعت بالكبائر وزين الشطان لها فعلتها وشجعها أمان العقاب على المضي بطريق الخطأ
ثم قلت : خلود صفحة انتهت حاول أن تبدأ صفحة جديدة
وخذ طفلتك تحت جناحك فهذه الصغير سوف تحمل ذنب ليس لها يد فيه
قويها بتربية صالحة فأمامها مستقبل يتطلب قوتها أن لم تعرف الناس ما حصل
كل سكان المنزل يعرفون به وأن ضمنت سكوت الصغار لسيطرة الكبار لن تضمن هذا السكوت أن رحل الكبار
أعدها لمستقبل قد تسمع فيه كلمة تجرح كن قويا ً فيهابك الجميع ويخشون جرحها خوفا منك وهي ستسمد قوتها وثقتها بنفسها منك
ثم قلت :
هل تريد لأبنتك أن تنشأ يتيمة ضعيفة ومنبوذة من قبل والدها
جدها وجدتها لن يبقيا بقوتهما سيأتي يوم ويضعفان وأخوالها لا بد لهم من إنشاء أسر مستقلة
ثم قلت بتساؤل
اخبرني من يبقى لأبنتك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كنت أتكلم وهو شارد عني تماما لا أدري أن كان يسمعني أم ذهب بعيدا عني
أجاب وفي عينيه نظرة ضياع وشتات وغير الموضوع تماما : هل تعرفين من هي زوجتي
أجبته هل هي ابنة عبد الرزاق العامل الذي يعمل عندكم
أجاب : نعم هي تلك الصغيرة التي كانت تساعد والدتي بين فترة وأخرى وعندما توفت والدتها انقطعت عن زياراتنا وهي بعمر ال 11 سنة

بعد وفاة والدتها اعتنت بأخوتها الـ 4 والدها يخرج صباحا ويعود مساءا ً تاركا ً خلفه طفلة لبست ثوب الكبار
ثم أردف بل لبست ثوب الرجال أبواب منزلهم بالكاد تغلق ولكنها أغلقتها أمام الطامعين بعفتها وشرفها
لما لم تختلط عليها الأمور وتنحرف مثلما انحرف غيرها
أجبته : لأن أصابع يدك ليست متساوية
ثم قلت: مادمت واثق منها ومن أخلاقها لم تتصرف معها هكذا
ضرب على صدره بحدة مشيرا ً على جهة قلبه وقال :هذا يتعبني بالمقارنة ويتعبني بحبٍ غادر لا يرضى المغادرة
أجبته : هما طريقان إمامك أما طريق الذكريات الذي ويسوسها الشيطان
أما طريق الراحة بأتباع طريق الرحمان
ونهضت لارتدي عباءتي وقلت له الخيار خيارك والحياة أمامك والله وهبك زوجة صالحة بدل من تلك .......... لأجله انتزعت الكلمات من داخلي وقلت طالحة
فأختر مع من تعيش أما مع ذكريات الطالحة أو مع واقع الصالحة
وقلت له استودعك الله وخرجت دون أن انظر خلفي
تركته ليختار حياته والوضع الذي يرغبه ودعوت أن يهديه الله الى الطريق الصحيح
فهو رجل صالح ووالده مثله ووالدته سيدة فاضلة كان قلبها عامر بالمحبة
عائلة مثل هذه لن يظلها الله وأن ابتلاها
هل تعرفون بعد الزيارة أدركت من هي الفتاة التي كانت تأن بالحلم
أنها بالتأكيد زوجة سعد تبارك أعانها الله وسخر لها زوجها وأعاد طيبة قلبه له
أنا واثقة بأن سعد سوف يعود لصوابه ليس اليوم ولا غدا لان ما حصل له ليس بالسهل حتى يتجاوزه بسهولة ولكنه سوف يعود فأنتظر معي ربما نرى سعد بعد أن لملم جراحه في النهاية


بعد هذا النهار المضني فكريا احتجت لأخذ قيلولة صحوت بعدها لأجد سهيلة تنتظرني لكي تعتذر عن زلة لسانها وبأنها لا تعرف كيف تفوهت بتلك الكلمات وهي التي تعارض قول هذا الكلام
قلت لها حصل خير وأتمنى أن لا يتكرر مثل هذا الخطأ حتى لا تكون نقطة الصفر هي مرجعنا دائما
أجابت وهي تتأسف بصدق :خالتي صدقيني الغضب أعمى بصري وبصيرتي
فلو كنت أرى لتنبهت لوجودك ولما نطقت بكلمة ولكنه الغضب هو من سيطر عليه
فاعذريني رجاءا
غيرت الموضوع بقولي : هل اقتنع سيف بالعمرة
أجابت نعم والأسبوع القادم سوف يغادرون فجرأ
أجبتها : على بركت الله


انقضى الأسبوع سريعا واليوم يوم سفر الإخوة الذين رافقتهم مريم بناءا ً على طلب أبراهيم
كم أتمنى أن يهدأ قلب هذه الأم الموجوعة
أما ابنة خلود رفل فلقد أخذها والدها لحين عودة أجدادها
في خطوة فرحت لها وخشيت منها ولكن الأيام أثبتت أنها خطوة ناجحة وسعد تقبل عودة أبنته لكنفه
فلا يشعر بمعنى فقد الأبوين الا من فقد أبويه وسعد يعرف المعنى ولن يجعل أبنته نسخة شبيه له هداه الله عليها
رغم عودة الابنة الى كنف والدها الا أن والدها لم يعد لكنف العائلة الا للضرورة القصوى
لايهم المهم أن يبتعد عن ذكريات الماضي التعيس ليستطيع أن يحظى بمستقبل سعيد
لنترك سعد
ودعوني أخبركم بما حصل إثناء سفرة أبنائي للديار المقدسة
قضيت فترة سفرهم مترددة على منازلهم وتوغلت أكثر في عالمهم
أصغر أبنائي مثنى أولاده لازالوا صغار
أثنين ولد وبنت أعمارهم 8 سنوات و7 سنوات وزوجته سندس امرأة عاملة بنفس مجال عمل زوجها وهو الصيدلة حياتهم هادئة فهي حريصة على عدم نقل مايدور خارج منزلها لداخل منزلها
زوجة أبني يوسف هي ساهرة ربة منزل تخرجت من الجامعة ولم تجد عمل
شعارها خالف تعرف لا تتفق مع احد مطلقا ولكن يوسف مرتاح جدا معها
وهذا ما يهم
لديهم فتاة وولدين عمر الفتاة 13 سنة والولدين أعمارهم 5و 10 سنوات
وبيت أبراهيم تعرفونه
اما بيت سيف وزوجته سهليه لديه ثلاث فتيات
الكبرى رانية والوسطى دانية وأخر العنقود دنيا
اعمارهم رانية 21 ودانية 15 ودنيا 7 سنوات
وولد وحيد اسمه حارث 16 سنة


اكتشفت إثناء رحلة أبنائي انطوائية رانية وحبها للخلوة بنفسها وعدم رغبتها مشاركة الآخرين
هذا بالإضافة لشكوى والدتها من رفضها للخاطبين دون مبرر يذكر
على الرغم من عدم إكمالها للدراسة الجامعية بعد فهي في المرحلة القبل الأخيرة
ألا أن خطابها كثر


لسمعة والدها ولحسن أخلاقها وهناك شاب تقدم لها فيه كل المواصفات مع وعد بإكمال الدراسة العليا أن رغبت
رغم ذلك رفضت
بصراحة ناقوس الخطر دق في رأس الجدة وقررت أن تكتشف ما يدور برأس رانية ابنة ال 21 سنة
قبل أن نكتشف ما يدور في عالم رانية لنتعرف على شخصية ماجد الابن الأكبر لـ ابراهيم
وهو اكبر شباب العائلة سننا لان ابراهيم وسيف كان وقت زواجهم متقارب
عمره 21
وهو شبه مرتبط مع دانية بخطوبة عائلة اتفق الجميع عليها
والفتاة تبدوا مرحبة بها
ولكن ماجد يتصرف معها تصرف الزوج لا تصرف الخطيب
والكل في حالة تجاهل لهذا الوضع لاتندفعوا بأفكاركم بعيدا فتصرف الزوج اقصد به التحكم المطلق بل السيطرة التامة على كافة تحركات دانية ويبدوا أن الوضع أزداد سوءا ً بعد وفاة خلود
في إحدى المرات كنا نجلس في جلسة سمر ليلية في الحديقة الخلفية ,تقريبا كل نساء العائلة وأطفالها
ودخل ماجد ووقعت عينيه على دانية على الرغم من أنها محجبة وترتدي ملابس تسترها رغم عدم وجود شخص يجب أن تتحجب منه في جلستنا ولكنها كما فهمت أوامر ماجد
أعطاها نظرة فاستأذنت ودخلت لداخل المنزل وجلس هو وأكمل السهرة معنا
بصراحة احترت بما أفسر هذا ولا أريد التدخل بصورة مباشرة في موضوع الكل يراه طبيعي ألا أنا أجده غير طبيعي
حدس الجدة ينبآني أن لماجد قصة وبقيت أراقب لعلي احصل على اشارة تقوديني لقصة ماجد
ولكن المراقبة طالت ولم احصل على ما أريد
وجاءوا زوار بيت الله بوجوه مشرقة اكتسبوا اشراقتها من اشراقة وجمال وصفاء المكان الذي كانوا فيه
عمت الفرحة منازل العائلة استبشارا ً بمقدمهم
كان استقبال بنات سيف لوالدهن استقبال تساقطت فيه الدموع تأثرا ً بالموقف
فلقد دخل والدهن البيت واستقبلته زوجته سهيلة
وهن كن يراقبن من بعيد خشية أن يقتربن وأن يحصلن على الصد ككل مرة يقتربن منه بعد الحادثة
ولكنه بادر بالخطوة وهو من تقدم لهن واحتواهن بأحضانه وهن انكببن يقبلن جبينه وعينيه ويديه ونزلن على قدميه وهو من سحبهن
دموعهن لم تتوقف ودموعه امتزجت بدموعهن وأنا وسهيلة لم نكن احسن حال منهم
تمنيت أن تزيل هذا الدموع بذرة الشك التي نبتت في أرض العائلة
أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله أكبر

بعد أربعة أيام من مجيئهم من الديار المقدسة عندما كنت استعد للنوم سمعت صوت طرقات على باب منزلي
قلت لـ هند (الفتاة التي تعمل عندي ) : ألا تسمعين الباب اذهبي وافتحيها هذا المسلسل يعاد 3 مرات في اليوم
ذهبت وهي تنظر للخلف لكي لا تفوتها لقطة منه
ويالة المفاجئة
هل تعرفون من جاء لزيارتي انها
مريم
دخلت وهي ترتدي وشاح أبيض إضافة صفاء ً على بشرتها البيضاء
فمريم بيضاء جميلة بخفة دم يندر تواجدها لنساء اللواتي يملكن بياضها
رحبت بها بحفاوة , شعرت بمريم مختلفة فهي تبدوا خجلة ومترددة على غير عادتها
قلت لها تفضلي وجلسنا سويا ً في الصالة
قالت بعد نزعت عنها عباءتها : تمنى ألا أكون أزعجتك
أجبتها بصدق : البيت بيتك وموعد نومي لم يحن بعد

ثم ساد الصمت إلى أن أخرجت كيس من تحت عباءتها وسلمته لي قائلة : أنها نوعية جيدة من الحنة والبخور عندما رأيتها هناك تذكرتك وقلت لابراهيم أنا من أشتري هذه الأغراض لخالتي أنت أشتري لها شيئا ً أخر
أخذت الكيس وشكرتها قائلة : شكرا لكي لأنك تذكرتني أبراهيم لم يقصر مطلقا
ولكن صدقيني هديتك لها وقع في نفسي يختلف عن هدية أبراهيم ليحفظك الله ويرعاك
قالت بتردد :خالتي أتمنى أن تسامحيني فلقد تكلمت عنك كثيرا ونعتك بصفات اخجل من ذكرها أمامك
وما حصل لعائلتي فتح عيني على أخطائي فأنا بشر أخطأت واليوم جئت اطلب المغفرة من الله والتسامح منك فهلا سامحتني
اجبتها : لكي السماح من كل قلبي
ثم أردفت مريم أنتي أبنتي ويشهد الله عليه أني أراك ِ طيبة القلب ولكن لسانك
يحتاج الى حرس لكي يمنعه من التفوه بكلام لا يصلح أن يقال
تسللت الضحكة الى شفتيها وقالت : أعانني الله عليه وأعانكم أنتم عليه
خالتي فلتتحمليني فلساني لن يتغير بين ليلة وضحاها فهو ملازم لي منذ أكثر من ثلاثين عام هل تريدين أن يتغير في أشهر
اليوم اطلب السماح على ما فات وليعني الله على بدأ صفحة جديد لا يعبث بها لساني الطويل
واطلقت ضحكة صافية وبادلتها الضحكة
وقلت لها : أنا اقول عنك قلب طيب ولكن طيبته لا تنتقل الى لسانك
قالت ادعي لي بأن تنتقل الى لساني
ضحكنا مرة أخرى وبعدها بدأت تسرد لي رحلتها للديار المقدسة وجمال مسجد الرسول وروعة الجلوس في البيت الحرام
شوقتني لزيارة بيت الله فلقد مضى وقت طويل على أخر زيارة لي
دعوت الله أن ييسرها لي ولكل عباده المتشوقين لرؤية بيته
وعند منتصف الليل انصرفت مريم بعد أن تفاجئنا بمقدم ماجد يسأل عن أمه التي تأخرت كثيرا لم نشعر با الوقت مطلقا ً فلقد كان الوقت منتصف الليل عندما جاء ماجد


جاء فصل الشتاء الذي يمنح الناس البرد والدفئ معا ً فما اجمل البرد فيه وما اجمل الاختباء من البرد فيه
واحتاج منزلي لبعض الترميمات على سطحه وتطلب الوضع أن اغادر المنزل
والإقامة بمنزل احد أبنائي
وبعد الحاح لم يحصل من قبل من قبل مريم أن اقضي هذان اليومان عندها قبلت حتى لا تساورها الشكوك في كوني لم اتقبل تسامحها مني
وفعلا ً قضيت اليومين في بيت ابراهيم برفقة مريم التي تعرفت على طيبة قلبها الصافية ومحبتها لأبراهيم واعتنائها به
وبأرتياح أبراهيم لها ومحبته الصادقة لها
وكانت الأقامة معهم رائعة بتواجد تلك الصغيرة خفيفة الدم أبنة خلود التي تقريبا تقيم لديهم ويطلب والدها رؤيتها بين فترة واخرى
هو لا يأتي لاخذها بل يرسل والد زوجته لكي يحضرها له
الحمد لله أنه تقبل تواجدها جزئيا وسوف يعتاد تواجدها كليا
الخطوات المتأنية تأتي بنتائج ثابتة لندعه يأخذ وقته لتقبلها
وأهم فائدة حصلت عليها في بيت أبراهيم
هي الاطلاع على اسرار ماجد
فلقد ضبطته في أول يوم وهو يتكلم بهاتفه دون أن يشعر بتواجدي بالصالة الداخلية لكبر صالة منزلهم بتقسيم داخلي خارجي
لذا لم ينتبه لتواجدي عندما دخل الصالة وجلس متخذ وضعية الاسترخاء ممدا ً قدميه على الطاولة الوسطية للصالة دون مراعاة لما موجود عليها من تحف ومفرش
تغيرت ملامحه بعد أن وضع قدميه
كان يتكلم ويقول : حبيبتي لا عليك من الكلام المهم أنا وانتي لما تصادقين همسة أنها الفتاة التي كنت اعرفها قبلك وهي فتاة وصلت معها لعلاقة لا أريد أن اجرحك واقول لكي ألى أين وصلنا
واستمر بالكلام معها بكلام تدرج من العتاب والى المزح الى قلة أدب لم اتخيل أنها تحدث في مكالمة هاتفية
وعندما وجدته تمادى وليس في نيته أنهاء المكالمة
حركت الطاولة القريبة مني وكانت ردة فعله حركة سريعة اسقط فيها احدى التحف الموجودة على الطاولة التي وضع قدميه عليها
وبعدها اصبح مشتت بين النظر لي ولملمت الزجاج من على الارض
وبين هذا وهذا اغلق هاتفه
نظرت له نظرة مؤنبة وقلت : الآن فقط ادركت لم استسهل الناس انتهاك عرضنا
لأن في منزلنا من استسهل أنتهاك أعراض الناس
وتركته دون أن استمع أليه او أن اقدم له النصح فشاب تجاوز ألـ 20 سنة يدرك جيدا الخطأ من الصح والتجربة التي مر بها تهد جبل وتوعي عشيرة
ألم تكن كافية لتوعيته وتدمير الرغبة المحرمة داخله

تتالت الايام وحياتي أصبحت فيها حركة لم أعهدها من قبل وكثرت زيارة زوجات أبائي الى منزل
زيارات بعضها ودية وبعضها لتوطيد العلاقة وبعضها من اجل سماع الإخبار والقيل والقال وبعضها واجب رسمي
المهم في الموضوع اني تعلمت شيئا هو أشتري ولا أبيع
لا أريد أن تصدر مني كلمى وتتلقفها عقول غير واعية وتنتهي بمشكلة أسمها العجوز قالت كذا
علاقتي بهن علاقة ودية وفقط
في احد الأيام أتت رانية الى منزلي لأنها تريد مساعدتي في دراستها
فهي طالبة في الكلية التربية قسم الاقتصاد المنزلي المرحلة لثالثة
وكان لديها بحث عن أدوات الطبخ أيام زمان
واتت تسأليني عن بعض الأشياء وكانت جلستي معها رائعة مزيج من ذكريات الماضي وربط بما يوجد بالحاضر
ألى أن قطع حديثنا اتصال هاتفي من إحدى زميلات رانية وبعد تحية بشوشة من رانية بدأت رانية تساعدها في فهم بعض الأشياء التي تصعب عليها
انتهت المكالمة وبصراحة اقتحم فضول العجائز رأسي وقلت لها :رانية من المتصل
أجابت أنها :امنة عبد الرحمن
أجبتها :أي عبد الرحمن
قالت :عبدالرحمن ألـ .....
عندها قفزت الذكريات الى رأسي وتذكرت ذلك الفتى الصغير الذي يصغر مثنى بعامين كانت علاقتهما اخوية صادقة
وحكاية هذا الفتى حكاية
قلت لها : كم اصبح عمر أبنته
أجابت: 18 ونصف فهي في أول جامعة وأحيانا ً تحتاج لبعض المساعدة وتتصل بي ثم أردفت
تعرفت عليها في الجامعة وهي فتاة طيبة
قلت لها :وأخيها
أجابت : لقد حصل على معدل عالي جدا أهله للحصول على بعثة دراسية خارج البلد لدراسة الهندسة
اجبتها : ما شاء الله تبارك الله ان والدهم صغير العمر
ثم قلت باستفسار :هل تزوج بعد وفاة زوجته
أجابت بتلعثم:كلا انه .... لا أدري

استغربت هذا الارتباك الغير مبرر
أعدت السؤال بطريقة أخرى : لم تخبرك ابنته ان كان والدها متزوج ام غير متزوج
ثم أردفت بحنية ممزوج بخبث :مابك عزيزتي هل في سؤال ما يربك
اجابت بسرعة : كلا جدتي انه سؤال عادي والدها غير متزوج
ثم غيرت الحديث بسؤال يتعلق بموضوع بحثها
وأخذتنا أحاديث أيام زمان الى أيام جدتي وجدي والبيت الكبير الذي يحوي عددت غرف في كل غرف تسكن عائلة والمطبخ الكبير وأدواته البسيطة وخيره الوفير

ولكن هذه الذكريات لم تمنع التفكير بما وراء رانية من لغز
ولكن فضلت التريث هذه المرة لأن رانية كتومة ويصعب استدراجها
أتى الليل بسكونه وبرودته ولذة كوب الحليب بالقرفة مع قطعة البسكويت فيه
اصريت على رانية أن تقضي الليلة عندي وفعلا أبدت فرحتها واستعداده للمبيت
عندي
كان لدي شعور أن رانية لديها ما تقوله وهذا سبب مبيتها
ولم يخطأ شعوري
رن هاتفها واستقبلت مكالمة وكانت مرتبكة فيها وإجابتها تقتصر على نعم .........ولا ........وبعد قليل ........وان شاء الله
كنت انظر الى رانية وارتباكها بعد انهاء الاتصال الهاتفي
وهي تنظر لي تارة وتنظر للارض تارة اخرى
قطعت الصمت بقولي :جدتك فضولية وتريد أن تعرف من المتصل الذي اقلق نظرات حفيدتها
أجابت بابتسامة باهتة :أنها أمنة
أجبتها :علاقتكما قوية ما شاء الله
اجابت : نعم ثم قالت بعدها :جدتي انا اعرف قصة محسد وندى واعرف كيف استطعتِ اخرج ندى من أزمتها
ثم قالت بعد أن أخذت نفس يزيل ارتباكها :فهل يمكنني ان اطلب منك حل ما أنا فيه وسوف أكون قانعة بقرارك فيه لأن التفكير بما أنا فيه أصبح يؤلمني
أجبتها وهناك بركان من الشكوك ثار داخلي :ان قدرني الله سوف أكون لكي عوننا وسندا
أجابت بدون لف ودوران :والد أمنة يريد الزواج بي


الإجابة مفاجئة رسمت علامات الدهشة على وجهي
وهي التقطت هذه لعلامات ورسمت علامات إحباط على وجهها وقالت :جدتي هل أكمل ام الغي الموضوع تماما
أجبتها بصورة مباشرة : هل هناك علاقة بينكما
أجابت باندفاع :جدتي لا توجد ولن تكون علاقة بيننا ومن هذه اللحظة اعتبرِ الموضوع منتهي
جدتي إنا لست خلود إنا رانية ابنة سيف الذي يتهافت على طلب قربه الجميع لن اخذل أبي أبداً
ثم قالت بصوت باكي :جدتي كفوا عن مقارنتنا بخلود فلقد خنقتمونا
كانت هي تجلس على الأريكة وأنا اجلس في مكاني أرضا ً
نهضت واقتربت منها وجلست بقربها ووضعت يدي على يدها وقلت لها :أنت في عمر يمكنه أن يتصور ما حل بنا ولا يستغرب تصرفاتنا وإنا لم اتهمك ,أنت ِ من تحسست ِ من سؤالي
ثم قلت تأتين وتقولين والد صديقتي يرغب بالزواج بي وهو لم يتقدم الى اهلك فكيف عرفتي بالأمر
الا يدعوا ذلك للشك
أجابت :جدتي أمنة هي من أخبرتني برغبته
ثم قالت: هل تريدين ان أقص عليك الحكاية كاملة
أجبتها :نعم ارغب وارغب بأن تكون الصراحة هي أساس حوارنا
أجابت :أعدك إن تكون الصراحة هي الأساس
وبدأت بسرد الحكاية
وقالت : كنت في الجامعة انتظر السائق الذي يوصلنا أنا ومجموعة من البنات
اقتربت فتاة منا عرفنا من ارتباكها وخجلها أنها في الصف الأول
قالت :السلام عليكم
ورددنا عليها السلام
وبعدها قالت : هل خط النقل عندكم يمر بمنطقة ....
إجابتها إحدى الزميلات : نعم
قالت : هل لديكم مكان شاغر
وبالفعل كان لدينا مكان شاغر لأن إحدى المشتركات أجلت الدراسة لهذا العام لأنها تزوجت في العطلة الصيفية ولديها مشاكل بالحمل ففضلت أن تحافظ على حملها وتأجل دراستها
أخبرتها الزميلة :نعم يوجد لدينا مكان شاغر
وأصبحت أمنة مشتركة معنا بالخط وبحكم كوننا آخر البنات يوصلنا الخط توطدت علاقتنا كثيرا
وفي احد الأيام رأيتها تسير برفقة شاب يبدو في أواسط الثلاثينات
استغربت الأمر واستنكرته أيضا فآمنة رغم قصر معرفتي بها أألا أنها تملك أخلاق عالية مع التزام ديني كبير
وكان استغرابي كبير عندما رأيتها تمسك بيد الشاب وتذهب معه في سيارته

لا أعرف كيف انقضى ذلك اليوم حاولت الاتصال بها ولكن شركة الاتصالات في ذلك اليوم أعلنت عن صيانة للشبكة وتم قطع الاتصالات
لذا بقيت أترقب اليوم التالي وبالفعل ما أن وصلنا الى الجامعة وانفردت بها
سألتها بغضب : أمنة من هذا الشاب الذي كنت ِ معه أمنه لايغرك الشكل والسيارة
بعض الشباب يستغلون بنات صف اول وانبهارهن بالحياة الجامعية لإقامة علاقة تكون الفتاة فيها ضحية بنظر نفسها ومجرمة بنظر المجتمع
تكلمت طويلا وهي صامته و هناك ابتسامة على وجهها
وما أن انتهيت حتى انفجرت بالضحك والحمد لله كانا قد وصلنا للكلية التي ندرس فيها وهي للبنات فقط
قاطعت ضحكتها وقلت غاضبة : لما تضحكين أمنه أنا أنصحك ولو كنت ِ لاتعنين لي شيئا لما وجهت لكِ النصيحة ولو كنت أرى فيك فتاة غير خلوقة صدقيني لما كلفت على نفسي هذا العناء
ثم أردفت : أنت ِ فتاة أخلاقك عالية ومن المؤسف أن تكون ضحية لحظة إعجاب عابرة
عندها اقتربت مني وقبلتني وقالت : أنا محظوظة بتواجد صديقة رائعة وأخت كبرى مثلك
ثم قالت بنبرة فخر: أطمأني عزيزتي
من رأيتني معه هو حبيبي الذي لن يصل له حبيب أنه أبــــــــــي
توسعت عيني بدهشة
لتغلقهما أمنة بطريقة مرحة
وقالت : والدي تزوج وهو بعمر الـ 15 ووالدتي كان حملها سريعا بأخي وبمجرد أن اصبح عمر أخي شهرين حملت بي
لذا عندما نشاهد مع والدنا يظنونا اخوته الصغار وليس أبنائه الكبار

بعدها أصبحنا أكثر قربا ً من بعضنا وفي احد المرات تعطلت السيارة بنا في منتصف طريق العودة كل الفتيات اللواتي معنا أخذن سيارة أجرة أقلتهن الي منازلهن
ألا أنا وآمنة أهلينا ترفض ركوبنا بسيارة أجرة
هي اتصلت بوالدها أنا اتصلت بوالدي
وحظر أبي وأبيها في وقت واحد كان والدي مرتبط بعمل مهم
وبمجرد أن رأى والد أمنه طلب منه أن يقلني معهما ويبدو أن هناك علاقة أخوية عميقة بينهما
لأن والد أمنه عامل أبي وكأنه أخاه الأكبر الذي يكن له احترام كبير وأبي عامله وكأنه أخاه الأصغر الذي يستطيع الاعتماد عليه
وكان لركوبي معه بالسيارة والتعرف على نبرة صوته وتعامله الحنون مع أمنه هي نقطة تحول في مشاعري اتجاه والد أمنة ونقطة تحول في حياة والد أمنة لأنه فكر بالارتباط والزواج

كنت منصته لكلامها ولكن هذه النقطة أثارتني
وقلت لها : وهل من يحترم أباك وكأنه أخاه الكبير يفعل هذا
قالت : جدتي أمنه هي من طلبتني لوالدها أخبرتك منذ البداية بذلك وأنا صادقة اقسم لك ِ
وأنا من أرفض أن يتقدم لي خشية أن يُرفض لأنه أرمل ولديه أولاد بعمري تقريبا
جدتي أخشى أن افقد أمل الارتباط به
جدتي صدقيني مشاعري معه عذرية لم أدنسها مطلقا بما يسئ لأخلاقي
كوني واثقة أنا لم اكلمه مطلقا وهو لم يحاول ذلك
جدتي اخبريني ماذا افعل
ثم قالت بتوسل وجهيني مثلما وجهتي ندى التي عجزت أنا على أن أوجهها رغم عمق علاقتي بها
ثم أردفت بحزن عميق : ساعديني لأتخلص من مشاعري اتجاهه أو ساعدني لكي ......... صمتت وأنزلت رأسها حتى كاد يسقط في حضنها وقالت :
حتى أرتبط به دون أن تحدث مشاكل وتنتهي العلاقة الأخوية بينه وبين أبي وأعمامي

أخبرتها : هل تعرفين العمر الذي يفصل بينك وبينه
أجابت :14 سنة ثم قالت انه نفس العمر الذي يفصل بين عمتي وزوجها
قلت لها :نعم انه نفسه
ثم قلت : ولكن زوج عمتك لم يسبق له الزواج ولم تكن لديه عائلة وأولاد
قالت : ولكنك تعرفين قصة والد أمنة جيدا ً
عندها أخذتني الذكريات لبعيد لليوم الذي أتاني به مثنى ضاحكا وهو يقول : اليوم زواج القزم من العملاقة
اعرف جيدا أن فضلوكم وصل أقصاه لمعرفة ما حكاية القزم والعملاقة
الحكاية هي
عبد الرحمن صبي عمره 15 سنة ولكن مظهره يوحي بأن عمره 12 سنة
لديه خال وحيد وهو أبن عم لوالده يعمل في وزارة الكهرباء
رحل هذا الخال بعد شهر من زواجه نتيجة خطأ في موقع عمله
المرأة التي تركها هي ابنة عمه الوحيدة اليتيمة
كان الاقتراح أن يتزوجها والد عبد الرحمن ولكنها رفضت وبشدة كانت رغبتها أن تبقى على ذكرى زوجها ولن تتزوج أبدا ً ولكن أبا عبد الرحمن رفض وخيرها بينه وبين ولده الصبي عبد الرحمن الذي يصغرها بـ11 سنة وقبلت بعبد الرحمن المراهق على أن تقبل بأبيه وتفجع ابنة عمها المفجوعة أصلاً بوفاة أخيها الوحيد
وكان الزواج الذي أنتشر بين أقران عبد الرحمن باسم زواج القزم من العملاقة
لان عبد الرحمن كان في حينها قصير مقارنة بزوجة خاله ممشوقة القوام
وكان زواجهم حديث ذلك الوقت وطرفته التي لا تنتهي فعلى الرغم من عزلتي في حينها ألا أن زميلات المهنة اللواتي كن يترددن علية كن يتكلمن عن عبد الرحمن وزوجته وكيف حملت منه بوقت قصير وغيرها من الاحاديث التي تتندر بحملها من صبي صغير وهي المرأة الواعية
لم أقابلها مطلقا فمعرفتي مقتصرة على والدة عبد الرحمن فقط ولكني كنت أقول بنفسي دائما عندما يذكر اسمها أعانها الله على كلام الناس الذي لا ينتهي
وبعد أربعة سنوات على زواجهم رزقوا فيها بولد وبنت توفت نتيجة إصابتها بسرطان الثدي الذي لم يمهلها طويلا ً
وبقى عبد الرحمن يربي صغاره بمساعدة والدته ويعمل من اجل أن يوفر لهم ما يحتاجون رغم حالة والده المادية الفوق المتوسطة
وأكمل عبد الرحمن دراسته الجامعية تخصص قانون وسياسة وفتح مكتب للمحاماة
واستقل ببيت لوحده وهو وبكل صدق فخر لكل الشباب
ومثنى أبني يعتز به أخ وصديق
ولكن يبقى السؤال هل أبنائي يوافقون عليه كزوج لإحدى بناتهم ؟؟؟
هذه هي مهمتي القادمة
فرجل مثل عبد الرحمن يستحق فتاة مثل رانية وفرق العمر 14 سنة فرق لا بأس به أن كانت الفتاة مقتنعة
ولكني لن أبث الأمل بروح رانية
لأعمل دون درايتها اولا .

أول خطوة لي هي استدعاء مثنى من اجل معرفة رأيه بعبد الرحمن وخطوبته لرانية فهو صديق مقرب له وبالتأكيد يعرف خبايا شخصية عبدالرحمن التي لايعرفها احد
وحضر مثنى وملأ البيت ضجيج لان هند تخشاه كثيرا وتخشى كل من يعمل بالمجال الطبي فهي تظنهم يحملون أدواتهم دائما معهم وبالأخص الإبرة
ومثنى لا يقصر في إخافتها فهو ما أن يدخل حتى يضع يده في جيبه مدعيا استخراج الإبرة وهند تركض بأقصى سرعتها مع الصراخ العالي وتختبئ في غرفة المخزن العلوية ألي أن يخرج مثنى
جلس مثنى بقربي وكعادته لا يكف عن ذكر مدير مستشفاها الرجل الستيني الذي يرغب بأن يزوجني إياه ويفخر بأن يكون زوج والدته
مثنى شخصية مرحة لأبعد الحدود فهو عندما يتكلم تظنه يمزح ولكنه يعاود تأكيد كلامه بطريقة جادة عندما يقول : امي أن كان لديك رغبة بالزواج لا عليك بشوارب أبنائك فقط أخبريني وأنا من سأزوجك
وأنا اخبره بصدق :بعد عينا والدك لا يوجد رجل يملأ عينيا
هذا هو مثنى
بعد أن انتهى من مزحه وجده
قلت له : مثنى أرغب بأن أتكلم معك بموضوع مهم وأتمنى أن نتناقش به جديا
أجاب مثنى بمزح لايستطيع التخلي عنه : عينيا لكي وأن أردتي أذناي فهما أيضا لكي وما رأيك بـــ
قاطعته بعتب :مثنى لتكن جاد معي رجاءا ً فالموضوع لا يتحمل المزح الموضوع يتعلق بمستقبل شخصين يا حبذا لو كنت أكثر جدية بالكلام معي
أجاب بملامح اتخذت طابع جدي : ما الأمر امي لقد أقلقتني
قلت له لكي أزيل الشك الذي احتل نبرة صوته : لا تقلق بني الموضوع خير أن شاء الله
أجاب :أن شاء الله
قلت له : الموضوع ببساطة والدة عبدالرحمن أتت لي وتقدمت لخطبة رانية لعبدالرحمن
ارتسمت معالم الدهشة مخلوطة بابتسامة على وجه مثنى وقال : عبدالرحمن ألــ ام شخص أخر غيره
أجبته : هو هل هناك شيء يتعلق به يمنع هذا الارتباط
أجاب بفخر : لو كانت لي ابنة تصلح لأن تكون زوجة له لما ترددت مطلقا على عرضها له
ثم أردف عبدالرحمن إنسان متزن المسؤولية جعلت منه نموذج نادر للرجل المتزن أحيانا أجد نفسي إمامه وكأني أخاه الصغير وهو أخي الكبير
أنا موافق وأبارك هذا الزواج
ثم قال بطريقة مازحة : ياله من رجل محظوظة وحظه نادر بين الرجال فبين ألف رجل هناك رجل واحد زوجته تودع قبله وهو يبدأ حياة جديدة بأنثى جديدة
يعني يجرب صنفين من النساء يالة حظه
كان يجلس بقربي فضربته على ساقه وقلت له : وجهت عينك نحو الرجل والموضوع لا زال بأوله وتبدوا متحسرا على حالك وأنت من تزوجت بعمر صغير ولم تتحمل أن تأتي لبلدك وتتزوج تزوجت بالغربة ولتحمد الله على زوجتك وحسن أخلاقها
أجاب بنبرة جادة : والشرع حلل لي أربعة وأنا ارغب بثانية ليس لتقصير بزوجتي ولكني أجد في نفسي الاستطاعة النفسية والمادية
أجبته باستنكار : هل أنت جاد يامثنى
أجاب : لما لا هل هو حرام
أجبت : بالتأكيد ليس بالحرام ولكن ما لا أرضاه لابنتي لا أرضاه لبنات الناس
ثم قلت بحزم : مثنى ألزم حدودك ولا يغرك الإشكال التي تقابلها وأن حسنت أخلاقها الزواج مسؤولية قبل أن يكون مزاجية وتغير أجواء عاطفية
أن تسلل الملل إلى حياتك الزوجية حاول أن تعيد السعادة لها ولا ترمي كل المسؤولية على زوجتك الحياة الزوجية حياة مشاركة حقيقية
يعني أن حدث تقصير فلن يتحمله طرف دون الأخر
أجاب : ومن قال أن سندس مقصرة بالعكس هي غير مقصرة تماما ً وحياتي معها غير مملة ولكني أريد الثانية لرغبة بنفسي والشرع أحله لي
أجبته : تحليل تعدد الزوجات لم يوجد للمزاجين بل وجد لمن يحتاج هذا التكرار اما من مَن الله عليه بحياة سعيدة ومستقرة ورزقه بنين وبنات
زواجه بثانية يعتبر نوع من أنواع البطر
أجاب لكي ينهي الموضوع : أمي أنا لن أتزوج غدا كل ما في الموضوع هي فكرة تراودني ربما أفعلها وربما لا
ثم قال : لا تجعليها قضية
ثم شدد بكلامها عندما قال :هي فكرة و فقط .
أجبته: هداك الله وصدقني لن تجد مثل سندس وأن نفذت فكرتك فلن يوجد خاسر غيرك سوف تدخل القلق لحياتك السعيدة
هداك الله يابني ودعنا نرجع لعبدالرحمن واخبرني هل تعتقد أن سيف سوف يعارض على زواجه بابنته
أجاب بثقة : لا لن يعارض مطلقا فسيف يكن حب وتقدير واحترام لعبدالرحمن يوفق تقديره لنا نحن إخوته وهو دائما يردد بأن عبد الرحمن أخانا الخامس

أجبته : حسنا ً هذا يسهل مهمتي
أجاب مثنى : ما رأيك أن تأخذي رأي الفتاة أخشى أن يجبرها سيف على القبول بعبدالرحمن ووضع العائلة لا يتحمل مأساة أخرى
قلت له : أعوذ با الله من المأساة رانية فتاة عاقلة ولقد كلمتها بالموضوع و وافقت أن وافقوا أهلها
أجاب بارتياح: على بركة الله هل ترغبين أن أفاتح سيف بالموضوع
أجبته : لا داعي لذلك أنا من سوف أفاتحه
أجاب: علي أن العب بأعصاب عبدالرحمن قليلا
ذلك المحتال يخطب ابنة أخي دون أن يخبرني أولا
أجبته محذرة : لا تتكلم مع عبدالرحمن فهو لم يتكلم معك خشية أن يحظى بالرفض فيفقد صداقتك ومحبة إخوتك وخاصة سيف فأرادها سرية بيني وبين والدته دون أن يكون بالصورة ودون أن تكونوا أنتم بالصورة أن حصل قبول كانت الأفراح وعاتبه كما تشاء وأن حصل رفض لن يكون من خلالكم, نحن النساء من نتكفل بإيصاله
ثم قلت بتأكيد : لاتحرج الرجل لنحصل على الموافقة وبعدها أحرجه كما تشاء
أجاب بتذمر : أضعتي علي فرصة لن تعوض ولكني سوف أعوضها مضاعفة عندما تحصل الموافقة
ونهض وقبل رأسي وقال : ادعي لي بأن تكون يدي بيد عبدالرحمن
أجبته : بل أدعو لك براحة البال والسعادة مع زوجتك وأطفالك
أجاب بمرح : هذه أول مرة أجد العجوز لا ترضى بأن يتزوج أبنها ثانية وتحرق قلب كنتها
أجبته : العجوز ام وقبلها زوجة وأعيد عليك كلامي ما لا أرضاه على نفسي أولا وعلى بناتي ثانيا لا أرضاه على بنات الناس
هذا موضوع لا علاقة له بالكنه والعجوز
ثم قلت لإنهاء الكلام : اذهب هداك الله يا بني
خرج مثنى بصخب مثلما دخل بصخب لأنه أوهم هند بأنه يتحرك على سلم المنزل لذا تعالت صرخاتها
بينما هو توجه خارج المنزل
خطوتي الثانية هي بيت سيف
كونوا بالقرب

أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


السلام عليكم
تفضلوا الجزء واسفة على التأخير
ولي عودة للرد على تعليقاتكم القيمة

سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
وها أنا ادنوا من خطوتي التالية وقبل أن أصل لبيت سيف التقيت بماجد الذي كان يود الكلام ولكني صددته بنظرة غاضبة
لا أدري لما أجد في نفسي قسوة على هذا الشاب
ربما لان المصيبة التي وقعت لنا كبيرة وتصرفاتها بعدها كانت ناتجة عن عقل صغير
هداه الله
دخلت لبيت سيف من باب المطبخ المشرع دائما
طرقت الباب الداخلية وجاءني صوت سهيلة قائلا : أيها الطارق تفضل فأنا وأبو حارث في الصالة
ونفذت ما طلبت ودخلت
وما أن أصبحت على مرمى بصرهما حتى نهضا من جلستهما وحضروا لاستقبالي
واعتذرت سهيلة على طريقتها باستقبالي قائلة : أنها كانت تظنني ماجد الذي طال انتظاره لحارث واتى يستعجله
قلت لها : لا داعي للاعتذار فأنا لست غريبة ولم يكن الاستقبال بهذا السوء
علقت على كلامي قائلة : ان دخولك علينا يزيد البيت بركة خالتي
أجبتها بامتنان: حفظك الله وسهل لك أمورك
وجلست حيث يجلسون وإمامهم مائدة مُلئت بالتمر والجوز والشاي والمعجنات في جلسة اعتادوا عليها عصر كل يوم
قدمت لي سهيلة كوب الشاي
وقربت مني ما موجود على مائدتهم
وبدأنا كلامنا ونحن نتدفأ بالشاي ونستلذ بالمعجنات التي تعدها سهيلة
ابتدأت الكلام موجهة الكلام لهما وقلت : ما رأيكما أن تم تجاوزكما وخطبت رانية مني
كانت علامة الدهشة مرسوم بشكل واضح على ملامحهما
قلت قبل أن يتكلما : هل أصلح لهذا ام لا دخل لي
أجابت سهيلة بسرعة : خالتي ماهذا الكلام أنتي أمنا جميعا ولن الشرف أن تخطب رانية منك
ثم أردفت كل ما في الأمر أنني تفاجئنا قليلا ً
ثم قال سيف : أمي أنت تعرفين جيدا بمدى فرحتي بعودتك للاهتمام بشؤوننا وان لم أبدي هذه الفرح فأنت بالتأكيد تعرفيها
ولكن يا أمي رانية مصرة على إكمال دراستها ولا ترغب بالزواج
وأنا أخبرك بصراحة لن اقبل أن تجبر أبنتي
أن كان الشخص يستحق واقتنعت به رانية
فكلامك يمشي دون أدنى شك اما أن لم تقتنع فالتمسي العذر لي يا أمي
أجبته : بارك الله فيك بني الشخص يستحق ورانية أتركها علي
أجاب : على بركة الله ولكن اخبريني من هو
أجبته :أنه عبدالرحمن الـ .. والدته طلبت مني مفاتحتكما وبعدها يتقدموا بشكل رسمي
توسعت عينا سيف بفرحة : وقال ونعم الرجل
ولكن ما كنت أتوقعه حصل عندما قالت سهيلة : ولكنه متزوج ولديه أبناء تقريبا بعمرها أفكاره لن تكون أفكار شباب مطلقا ً فهو اعتاد على حياة الكبار
قاطعها سيف : أنا وافقت رانية فلا يوجد ما يمنع هذا الزواج
ثم أردف قائلا هذا الرجل نسبه اشتريه بالمال فكيف ارفضه وقد جاء يطرق بابي
وماهذا الكلام تفكيره تفكير كبار ,قالها سيف مستهزئا ً
ثم أردف بحزم الرجل كلنا نعرفه ونعرف ظروف زواجه لو كانت زوجته على قيد الحياة لما وافقت مطلقا ولكنها رحلت رحمها الله ومن حق عبدالرحمن أن يحيا حياة الشباب التي حرم منها
ثم قال موجها ً كلامه لي : امي أنا موافق بعد موافقة رانية
وخرج دون أن يسمع لسهيلة
شعرت بتأنيب ضمير اتجاه سهيلة
وقلت لها بصدق : سهيلة أنا آسفة لتصرف سيف يبدوا أنه كان يتمنى هذه الخطوة من عبدالرحمن
أجابت بحركة من رأسها بمعنى نعم ثم قالت : انه لولا رفضي لعرض رانية على عبدالرحمن لعرضها منذ زمن سيف عند عبدالرحمن ويتوقف تفكيره , يجده إنسان مثالي
ولكن خالتي أنا لا أجد فيه زوجا ينعش شباب رانية أجده سوف يضيف كهوله لشباب رانية ويفقده بريقه
أجبتها : ماهذا الكلام أنه رجل ولا يوجد رجل يضيف كهولة على المرأة ما لم تكن لديها استعداد لهذه الكهولة
ها أنت ِ مثلا اكبر من سيف بثلاث سنوات هل شعرتي يوما أن سيف ضعيفا إمامك وفرق العمر بينكما مؤثر على حياتك
هل أستصغرتي سيف يوما
هل نظر لك سيف يوما بنظرة تدل على انه يشعر بك كبيرة عليه
عزيزتي عبدالرحمن شاب يريد الزواج دعي تجربته السابقة خلف ظهرك ولا تفكري بها هو رجل يريد أن يعيش شبابه واختار أبنتك شريكة له


أجابت سهيلة بعيون شاردة : وأبنائه ,لديه ولد وبنت الا تجديهم عقبة في حياته وحياة زوجته ومدخل للمشاكل
أجبتها : وهل المشاكل تحتاج مدخل ,هل الزوجان اللذان يسكنان وحدهما لا توجد بينهما مشاكل
أجابت : خالتي هذا وضع مختلف
أجبتها بحدة : أنت ِ تضعين العراقيل
أجابت : لا أجد فيه زوجا يسعد أبنتي
أجبتها : وهي تجد فيه زوجا يسعدها
سقط كوب الشاي من يد سهلية ولم تبالي به
لأنها قالت بصوت مخنوق : خالتي هل رانية على علاقة به
ثم وضعت يدها على رأسها وقالت فضحت والدها
أجبتها بتحذير : لا تتفوهي بكلام لا وجود له الفتاة لا علاقة لها به ولكني كلمتها قبل أن أكلمكم وهي موافقة عليه وشعرت بها تميل له
هذا فضلا عن علاقتها القوية بابنته
ثم قلت : وأظنك تعرفين بهذه العلاقة
أجابت بحسرة :الفتاة لعبت بعقل أبنتي وأقنعتها بالزواج من والدها
أجبت : أبنتك لا تحتاج من يلعب بعقلها ابنتك أحبت عبدالرحمن
ثم قلت بلهجة تبعث الخوف بنفسها : هل ترغبين أن تصبح علكة تتناولها الأفواه
لأنك أن رفضت سوف تتأثر نفسية أبنتك وعندها يربط تأثرها بخطبة عبدالرحمن
ويقال أبنة فلان احبت والد صديقتها الذي تقدم لخطبتها وتم رفضه دون سبب
وتفتحين علينا أبواب نحن في غنى عنها
الفتاة تحبه والرجل أخلاقه وسمعته ووضعه كلها جيدة جدا
فالرفض في هذه الحالة ضرب من الجنون وقلة فهم
اخبريني سهيلة ما رأيك
كانت سهيلة شاردة الذهن ولم تجبني
ولكنها نهضت
دون أن تستأذن وبعد اقل من خمس دقائق جاءت برفقة رانية
جلست رانية منكسة رأسها بينما سهيلة هناك بركان داخلها رسم لوناً احمر على ملامحها
قالت سهيلة موجهة الكلام لرانية : هل عبدالرحمن هو سبب رفضك لخطابك
كان الصمت سيد الموقف
وسهيلة رددت كلامها بغضب
قاطعتها قائلة : سهيلة ما بك لما تتصرفين هكذا
قالت : خالتي قدري وضعي أريد أن اسمع منها وأنا انتظر الجواب
وأتاها جواب رانية الخافت عندما قالت : أمي لن اقبل به دون رضاك ِ
لأني أريد التوفيق في زواجي به وأن قبلت به دون رضاك فلن احصل على ما أرجوا
ونهضت وقبل أن تنصرف قالت : أخبري والدي أني غير موافقة وانهي الموضوع ولا تتكلمي به معي أبدا لأنه انتهى تماما بالنسبة لي
ثم قالت بغصة :وليؤجل حديث الزواج الى ما بعد تخرجي
وخرجت وتركتنا ننظر للفراغ الذي خلفته ورآها
التفت الى سهيلة قائلة :أيرضيك ما حصل
قالت بغضب : صغيرة ولا تعرف مصلحتها
أجبتها : ألم تكوني صغيرة ذات يوم مثلها وتعلق قلبك بشاب اصغر منك
هل تذكرين أم نسيتي
أربطي الموضوعين معا وتخيلي أنك فقدت حب ذلك الشاب وكانت أمك ِ السبب
حاولت المقاطعة ولكنني أسكتتها بحركة من يدي
وقلت لها : لو كان عبدالرحمن رجل هناك ما يعيب أخلاقه او التزامه الديني أو أن يكون عاق بوالديه او متهاون في تربية أبنائه او متهاون بسمعة أبنتك
لكنت أنا أول من يقف معك ويشجعك على رفضه
ولكن عبدالرحمن عكس ماذكرت
وفي النهاية هي أبنتك
استأذنت منها وهي لم تحاول إيقافي
عدت إلى منزلي وأن اخشي أن تتحول خطبة رانية إلى مشكلة بين سيف وسهيلة وتكون نفسية الفتيات هي الضحية لأنهن يتأثرن كثيرا ً في توتر الأجواء بين سهيلة وسيف
هذا ما لاحظته في تلك الأيام التي كان فيها سيف في قمة توتره من قضية خلود
لذا قررت أن استدعي سيف لمنزلي لكي أنبهه على اخذ سهيله بالطيب والكلام الجميل
من اجل أقناعها
توجهت للحمام لكي استعد لصلاة المغرب وبعدها اتصل بسيف
أنهيت صلاتي المتبوعة بقراءة ما تيسر من القرءان واتصلت بسيف
الذي كان على مقربة من المنزل عائداً من الجامع
دخل سيف واستقبلته هند بحفاوة وهو كعادته لا يقصر معها يعطيها مبلغ من المال
ليس بالبسيط لذا تطير من السعادة عند رؤية سيف
تقدم إلى حيث اجلس وجلس بقربي
سألته إن كان يرغب بتناول الطعام معي
أجاب بوقتٍ آخر لأن سهيلة سوف تفسر الأمر وكأنه زعل وتحدي وهو يريد أن ينهي الموضوع على خير
استحسنت رأيه وهذا شجعني أكثر لفتح الموضوع معه
قلت : بني سيف أرفق بسهيلة فهي أم وتهمها سعادة ابنتها
لا ترغمها على القبول بهذا الزواج وخذها باللين واللطف
أجاب بأريحية عالية : امي سهيلة عندما تصبح عصبية تكون قراراتها غير واعية لذا لن أنقاش الموضوع معها وهي بهذه العصبية وبنفس الوقت أن لم تفرغ عصبيتها تبقى تغلي من داخلها ولن تتوصل لنتيجة عقلانية في قراراتها

ثم قال بضجر :لذا علي أن أجد طريقة لكي تفرغ سهيلة عصبيتها وبعدها نتناقش بالموضوع
كنت صامته فهو أدرى بطباع زوجته ..لأن سهيلة بالنسبة لي امرأة ذات عقل موزون
بينما من يصفها سيف امرأة يتحكم بها غضبها
عموما نحن البشر لنا أمزجة متعددة وأحيانا ًنظرتنا لمشاكل الآخرين فيها عقلانية أكثر من نظرتنا لمشاكلنا
قلت له : رانية تأزمت كثيرا فهي لا ترغب بمشاكل بينك وبين والدتها لذا قالت بحضور والدتها أنها لاترغب بهذا الزواج
أجاب بثقة : امي لا عليك سوف يصلك ما يسعدك ما دامت رانية موافة والرجل لا يوجد ما يعيبه
سهيلة وتفريغ غضبها هي مسؤوليتي وبعدها سوف تعود سهيلة العاقلة التي تعرف كيف تتخذ قراراتها
أجبته مازحة : أهل مكة أدرى بشعابها
ضحك قائلاً : أصبتي أهل مكة أدرى بشعابها
ثم أردف : ألم يأخذك الشوق لها
قلت له بصدق : وهل ينتهي شوقي لها
قال : استعدي في العطلة الصيفية سوف اصطحبك أنتي وسهيلة أن شاء الله
قلت له : بشرك الله بالخير دائما , سوف استعد منذ الآن
نهض وقبل رأسي وودعني قائلا : دعواتك فليس من السهل تفريغ غضب سهيلة
قلت له : سهل الله لك كل صعب
وانصرف بحفظ الله
بعدها تناولت عشائي وجلست مع هند وهي تتابع تلك المسلسل التي أذهبت بعقلها تماما
وخطرت لي فكرة قررت أن أطبقها عصر الغد فكلام مثنى عن الزوجة الثانية أقلقني وخطوبة رانية أشغلتني عنه
وانتهى اليوم وجاء صباح اليوم تالي لاجديد فيه سوى أنه ثقيل جدا لأنني كنت فيه مترقبة لإخبار سيف مع سهيلة وكنت اعد الساعات لكي يأتي العصر
وكانت عيني لا تتوقف عن النظر الى الساعة
حتى قيلولتي البسيطة لم استمتع بها
وبمجرد أن أصبحت الساعة الرابعة ارتديت عباءتي وتوجهت لمنزل مثنى لأرى كيف يعيش مع سندس وما سبب تفوهه بذاك الكلام
طرقت بابهم وأتاني صوت سندس قائلا : من الطارق
أجبتها :إنا أم سيف
فتحت الباب بسرعة وقبلتني بكل احترام
وطلبت مني الدخول بكل احترام
سندس إنسانة ذات أطباع خاصة , حتى عندما ترحب بي يبدو ترحيبها لمن لا يعرفها فيه جمود في حين أنا اعرف جيدا أن طبعها هكذا لا تستطيع أن تظهر أكثر من هذا
أهم مافي الموضوع أنها إنسانة ملتزمة ومرحة وجلستها خالية تماما من الغيبة والنميمة
هي من الناس الذين لايمكن معرفتهم ألا أذا تمت معاشرتهم
أدخلتني صالة المنزل ووجدت الصغار رغد وعاصم قد افترشوا الأرض وحولهم إصباغهم ومندمجين بالتلوين
وما أن رأوني حتى قفزوا مرحبين بي وبعدها احضروا رسومهم لكي أكون حكم بينهم أيهم أفضل
وكم هي مهمة شاقة يصعب ان يحكم بها لذا فضلت التهرب منها وقلت لهم عندما تنتهي كل أوراق دفتر الرسم سوف اطلع عليها واحكم من هو الأفضل
عندها قالت سندس : إذن الدفتر سوف تنتهي أوراقه غدا
قلت بدهشة :غير معقول
أجابت :معقول جدا لان هذا عاشر دفتر رسم ينتهي منذ بداية العام الدراسي
ضحكت من أعماق قلبي عندما نظرت الى حيث يجلسون ويتسابقون بالرسم من اجل نهاية الدفتر
وقلت لسندس : اتمنى أن يجدوا حكم غيري
قالت ضاحكة : لن تفري منهم مطلقا سوف يطالبان بأن تحكمي بينهم ولو بعد سنة
بعدها استأذنت لان تريد أن تغير ملابس قبل أن يأتي مثنى
واستغليت الوقت في مشاهدة صالة المنزل الكبيرة ا البسيطة بأثاثها والنظيفة جدا وفي كل ركن فيها توجد نيته من نباتات الظل هذا فضلا عن بعض الأصص المنتشرة هنا وهناك أعطت للمكان جوا ربيعيا رغم المفارش والمدفئة التي تؤكد على أننا في فصل الشتاء
قطع علي تأملي دخول سندس التي كانت ترتدي ثوب منزل رائع وبعض الحلي التي تصلح أن ترتدا في المنزل مع لمسات بسيطة من الماكياج تتناسب مع لون ثوبها الفيروزي
جلست بقربي وقالت : اليوم سوف تتناولين عشائك عندنا
حاولت الاعتراض ولكنها قالت : لن اقبل ان تعتذري فهذا الموضوع أفكر به منذ وقت طويلة وهاهو أتاني على طبق من ذهب بحضورك
ثم قالت بمرح يتناسب مع شخصيتها : الا ترغبين بمعرفة أن كنت زوجة جيدة لأبنك ام زوجة تنغص عليه حياته
أجبتها : ما أره أمامي يدل على أن مثنى وفقه الله بزوجة صالحة
أجابت بمرح : لا تغرك المظاهر
ضحكت على تعليقها وقلت : أنتِ ادري بنفسك
بادلتني الضحك وقالت : يبدوا أني سوف أعطيك فكرة غير جيدة عني
أجبتها: لا عليك لن تتغير فكرتي عنك أبداً
وبدأنا تبادل الحديث المتشعب عن عملها وكيف فضلت الجلوس بعد الظهر في المنزل رغم الربح المادي الذي يمكن أن تحصل عليه أن عملت فترة مسائية
لأنها تجد في العمل المسائي إرهاق لها سوف يؤدي إلى تقصيرها بحق منزلها
لذا فضلت الجلوس بالمنزل من تلقاء نفسها دون تدخل مثنى بالأمر
وما أن نطقنا اسمه حتى سمعنا صوته
وهو يطلق صرخة أخافنا فيها وتعالت صرخات طفلاه اللذان ما أن سمعا صوته حتى تقافزا لاستقباله وكانت رغد أسرع من عاصم لحضن والدها الذي استقبلها بين ذراعيه واخذ يدعك وجهه بوجهها وهي تضحك تارة وتتألم من لحيته تارة أخرى
وسندس تقول له :سوف تملئ وجهها بحب الشباب في وقت مبكر أن واصلت هذه العادة
أما عصام فكان يسحب قدمي رغد لكي يوقعها أرضا ويأخذ مكانها
انزل مثنى رغد وهو يلهث ويقول :الحلويات التي تأكلينها سوف تكون سبب في عدم قدرتي على حملك
ابدت رغد انزعاجها وفرح عصام بتعليق ابيه واخذ يقول لها :رغد الفيلة
نهره مثنى وصمت عصام باستياء
كل هذا حصل ومثنى لم يراني لأن كنت اجلس في لأريكة التي تعطيه ظهرها عندما يدخل
ولكن سندس نبهته قائلة: مثنى انظر من جاءنا اليوم
أدار وجهه يبحث عن الزائر قرأني ونظر لي نظرة خبيثة فمثنى لا تخفي عليه خافية
وتقدم الى جهتي وقبل رأسي واحتضنني قائلا : تفتقدين حضن رجل وأخشى أن تبحثي عنه في مكان آخر لذا سوف أعوضك
دفعته ناهرة له وقلت : لن تتوب مطلقا
وأيدتني سندس بقولها :لن يكون مثنى أن لم يطلق هذه الكلمات
واستأذنتنا لكي تعد العشاء
وبقيت مع مثنى الذي ما أن غادرت سندس حتى قال : هل جئتِ لكي تطمأني على الوضع
قلت له : والوضع فوق الجيد جدا ولله الحمد ولكن هنالك من لايحمد الله على نعمه
أجاب :لقد أخذتي كلام على محمل الجد
اجبته :لأن كلامك اغلبه مزح ويتحول بعدها إلى جد
أطلق ضحكة عالية وقال :أمي قلت لكِ هي فكرة
سندس إنسانة رائعة وحياتنا سعيدة لاتخلو من منغصات هنا وهناك لاتوجد سعادة كاملة
ولكن فكرة الزوجة الثانية أحيانا تطرق رأسي كتجربة
أجبته : سعادتك لا تستحق أن تمررها بتجارب غير مضمونة النجاح
ثم قلت :بني مالذي حصل حتى تطرق هذه الفكرة بابك
أجاب ب آه طويلة : انه حب مراهقة وجدته أمامي في فترة النضج
أجبته باستنكار :وهل عدت مراهقا لا توزن الأمور فيأخذك هذا الحب بجنونه
أجاب :أمي قلت هي فكرة ولن تأخذني بعيدا هل تعرفين لماذا
نظرت له بمعنى أكمل
قال :لأني اشعر بنفس كالخيل الجامحة التي وضعت في مزرعة جدارها من ألواح خشب متفرقة ولكنه جدار عالي ينظر للحرية من خلاله ولكنه لايستطيع تجاوزه
فيقنع أخيرا بالترويض
أجبته بحيرة :بني ولكنك لست محتجز أنت رجل كونت نفسك وحققت طموحك وسندس شاركتك الطموح والدراسة وكانت اختيارك الذي لم تقبل النقاش فيه
تزوجت صغيرا وأكملت الدراسة معها
خطوات حياتك كلها كانت سندس رفيقتها فعن أي احتجاز وحب مراهقة تتكلم
أجاب بعد أن نظر لجهة المطبخ لكي يتأكد من خلو المكان من سندس : هل تذكرين وداد ابنة أستاذ سالم الذين كانوا يسكنون بالقرب من بيت جدي القديم
تذكرتهم وقلت له ما بها
قال :كانت فتاة أحلام كل مدرستنا فلقد كانت في الصف الثالث متوسط ونحن في الخامس إعدادي كانت في منتهى الجمال وتعرف نفسها جميلة لذا كانت تتعمد تحريك شعرها بدلال وتطلق الضحكات مع زميلاتها وترمي الشباب عندما يقتربوا منها بنظرة تعالي تجعلهم يتراكضون خلفها
كنت أنا منهم
قلت له : الا تجد أن الموضوع قديم على ما اذكر الفتاة تزوجت بأبن عم والدتها
قال : نعم تزوجت وهجرها زوجها تاركا ً خلفه 6 أطفال هي معليهم الوحيد لا يوجد من يتحمل مسؤوليتهم
اقتطعوا لها أهلها جزء من حديقة منزلهم وشيدوا لها منزلا بعد أن باع زوجها منزلهم وهرب
قالت له بتساؤل :وكيف عرفت بقصتها ؟؟؟؟
قال بتردد : هي تعمل معي بالصيدلية
أجبته بتأنيب : مثنى هل جننت
أجاب بتروي :أمي لاتأخذك الأفكار بعيدا فهي امرأة ملتزمة جدا لا علاقة لها بتلك الفتاة التي تسعى للفت أنظار الشباب
لازلت تحتفظ بجمالها ولكون المسؤولية ألبستها ثوب الوقار لم أتخيلها مرتدي لها مطلقا فلو اخبرني احدهم أنها أصبحت راقصة في احد ملاهي الليل
لصدقت أما أن تكون ماهي عليه فهذا امر شتت افكاري
ثم قال بهمس : أسرت قلبي بألاعيب المراهقة سابقا وأسرت عقلي بوقار الكبار اليوم
أجبته : وكبف وصلت لك
قال : عن طريق شريكي فهي تقرب لزوجته وهي من توسطت لها لكي تعمل عندنا
ثم قال :امي هي فكرة راودتني فقط هل تجدين من السهل تحقيقيها
المرأة متزوجة ولديها 6 أطفال أكبرهم على مشارف الجامعة وأصغرهم بعمر عاصم
امي لاتأخذك الأفكار بعيدا سندس زوجتي التي أحب
ولكني أمر بمرحلة تخلخل ليس ألا لاتشغلي أفكارك
قلت له : هداك الله بني وأراح قلبك بما فيه صالح لك
أجاب بنبرة جادة : أكثري من الدعاء فولدك بحاجة له
دخلت علينا سندس تدعونا لتناول العشاء
وفيه اكتشفت كم مثنى محظوظ بهذه العائلة الجميلة
أتمنى أن يعود لعقله ويحافظ عليها

أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

عدت الى منزلي بعد يوم ممتع تعرفت فيه على عائلة ابني الأصغر مثنى حمدت الله الذي أيقضني من سباتي وأمد في عمري لكي يمنحني هذه المتعة التي أنا فيها رغم بعض المتاعب التي واجهتني ألا إني كنت سعيدة بالتعرف عليهم
بعد يومين من زيارتي لبيت مثنى زارتني ساهرة ظهرا وتتكلم بلهجة عتب شديد لأني قمت بزيارة الجميع ولم أزر منزلها بعد
وتدعي بأن زوجات أبنائي يسمعنها كلام بما هو معناه بأنني لا ارغب بزيارة منزلها
وبعد كلام وشد وجذب وعدتها بزيارة ولكنها أطلقت العنان لدموعها وأصرت على أن تكون الزيارة اليوم على العشاء
وقبلت مرغمة ليس لأني اصدق كلام ساهرة وأقوالها ولكني اعرف جيدا أن ساهرة سوف تصدع رأسي بإلحاحها
وليكن سرا ً بيننا ساهرة في رأسها موال وأنا اعرفه جيدا
رغم اختلافي معها ولكني أقر واعترف أن ساهرة إنسانة ذكية جدا
فهي بالتأكيد لم يغب عن عينها تحركاتِ في الأيام الماضية لذا تريد أن تعرف ما وراءها
ولكن الجدة المستيقظة حديثا سوف تعرف جيدا كيف تسكتها بطعم بسيط جدا
وبالفعل ذهبت عصرا لبيت يوسف وكانت ساهرة باستقبالي بحفاوة
أجلستني في صالتهم الرئيسة وكانت هبة ابنة يوسف تكتب وأجبتها في صالة المنزل
طلبت منها والدتها أن تذهب إلى غرفتها لكي تكمل وأجبتها
ولكني طلبت منها أن تبقيها حيث هي ارغب برؤيتها وهي تحضر وأجبتها اشتقت لرؤية الطالبات
وافقت على مضض بينما هبة طارت من الفرح
جلسنا جلسة ودية لم يخب ظني مطلقا بغرض ساهرة من هذه الدعوة
بعد سلسلة من الأحاديث العامة ومن الإخبار التي ساهرة بارعة في تقصيها دخلت الموضوع بطريقة ذكية فبعد أن تحدثت عن زميلة لها تشتكي من عصبية زوجها ربطت الموضوع مباشرة ببيت سيف وقالت : بالمناسبة خالتي البارحة سمعت صوت عالي يصدر من بيت سيف
ثم أردفت قائلة :عندما تتكلم صديقتي عن زوجها أتذكر سيف فهو دائم الصراخ صوته يسمع عندنا بينما سهيلة هادئة
ثم قالت بخباثة : او ربما تدعي الهدوء
ثم أجابت على نفسها بقولها : مسكينة ماذا تقول زوجي دائما الصراخ بسبب ودون سبب
أجبتها بطريقة عادية جدا : لا يوجد منزل يخلوا من الصوت العالي والمشاكل ضيف يدخل كل منزل دون أستاذان والمرأة الجيدة هي التي تستطيع احتواء مشاكل منزلها وأن خرجت أصواتها خارج أسوار المنزل
لتقول ساهرة بطريقة بريئة ولكنها بعيدا كل البعد عن البراءة :أكيد خالتي سهيلة حريصة على أن تبدوا بمظهر كمن لا مشاكل في منزلها مع أن صوتهم كان مرتفع ويمكن تميز كلامهم
ثم قالت بعد أن اقتربت مني : خالتي سمعتهم يتكلمون عن رانية فلقد تردد اسمها أكثر من مرة في كلامهم
نهرتها قائلة : ساهرة هل تتجسسين على بيت حماك
أجابت باستنكار : خالتي وهل تتوقعين مني ذلك
ثم قالت بتبرير : أصواتهم مرتفعة وهذا ما وصلني رغم حرصي على ألا أركز بالأصوات العالية ولكن أصواتهم تصل لمسمعك واضحة لا حاجة للتركيز عليها
ثم قالت بطريقة مشككة ناصحة : خالتي يجب أن تتدخلي فنحن لا نامن وجود خلود جديدة بالعائلة
عندها لم أتحمل أجبتها بحدة : ساهرة خلود رحمها الله وبناتنا فيهم الخيرة والبركة
وأطمأنِ رانية لن تكون خلود ثانية رانية سوف ترفع رؤوسنا أن شاء الله
دعي بيت سيف بمشاكلهم فهم أدرى بها وانتظري ربما ما بعد المشاكل أفراح
وعندها دعي أذنيك مفتوح لالتقاط صوت الزغاريد
أجابت بأسى :يا ألاهي هل سيتزوج ذلك المراهق من تلك الطفلة أذن خلود جديد قادمة أكيد
أجبتها بحدة اشد : ساهرة هل وجهتي دعوة لي من اجل أن ترددي اسم خلود أمامي لكي تعيد لي صورة أريد نسيانها
قاطعتني باستنكار : ابد خالتي يقطع الله لساني أن قصدت ذلك ولكني أريد مصلحة العائلة ولا أريد أن تكرر فيها قصة حزينة لأن ماجد متهور ودانية صغيرة
قاطعتها دون توضيح :لاعليك بعائلة سيف
ثم قلت بتأكيد :ساهرة اهتمي ببيتك دعيهم ومشاكلهم هم يتكفلون بها
أجابت بمسكنة :هذا جزائي أردت تنبيهك
قلت لها :جزأك الله خيرا ولكن سيف ليس بالصغير لكي أتدخل في مشاكله مع عائلته خاصة ولايوجد من شكا لي لما أقحم نفسي في حياتهم الخاصة
وشددت على حياتهم الخاصة
لتغير ساهرة الموضوع وتبدأ من نقطة أخرى
وهي ابنة خالها الصيدلانية التي تعمل في نفس المشفى الذي يعمل فيه مثنى ولديها تعاملات مع الصيدلية التي يديرها مثنى بعد انتهاء عمله في المشفى
لتقول بطريقة مسرحية مبالغة :خالتي لا أدري كيف تستطيع سندس نوم الليل وهذه الإشكال والألوان تمر على زوجها طوال اليوم
وبعدها تقول: ابنة خالي تقول النساء يتهافتن على مثنى حيث يعمل من اجل لفت انتباه
ثم قالت بشهقة كمن تذكر شيئا : خالتي ابنة خالي أخبرتني هناك امرأة مطلقة تعمل عنده وهي بمنتهى الجمال وأنتي تعرفين المطلقات ولهفتهن على اقتناص الأزواج
قلت بصوت مرتفع : استغفر الله وأستغفرالله وأتوب أليه
ثم قلت : سوف تقذفين امرأة بعرضها دون دراية
ساهرة هداك الله اخبري ابنة خالك أن لا تتكلم عن أعراض الناس
ثم قلت لإبعاد الشك عن تلك المرأة وأبني في نفس الوقت : تلك المرأة غير مطلقة هي امرأة مسكينة هجراها زوجها وترك لها مسؤولية 6 أطفال وكل ذنبها أنها تمتلك جمال لا يمكن إخفاءه
ثم قلت بتساؤل يبدوا أن جمال المرأة يصبح في بعض الأحيان عبئ يضاف الى أعباء حياتها
فهي لو لم تكن جميلة لما لفتت نظر قريبتك وتكلمت عنها بهذا الشكل
أجابت بصيغة تبعد الاتهام عن ابنة خالها :خالتي الناس تتكلم أبنتي خالتي نقلت كلام الناس فقط
قلت لها :وهي رددت ما سمعت دون أن تتأكد منه وكانت النتيجة أنها أشركتك في ظنها دون أن تتأكد ,هداها الله
ثم قلت : ساهرة هل من الممكن أن تغيري الموضوع
أجابت: بالتأكيد خالتي أنا لا أرغب أن أتكلم عن الناس مطلقا لا
كان الصمت جوابي
ماذا أقول لها وهي من تستمتع بالكلام عن الناس وتقصي إخبارهم
هداهم الله
بعد جلسة كان أساسها الكلام عن هذه وتلك والمشاكل داخل منازل خلق الله
استأذنتني سهلية لإكمال إعداد العشاء
وأنا بقيت لوحدي نظرت باتجاه هبة وجدتها مستغرقة بالقراءة
ناديت عليها وقلت لها :هبة اقتربي مني عزيزتي
نهضت هبة تحمل معها حقيبتها ومحفظة أقلامها وكتاب ودفتر الرياضيات الذي كانت منهمكة في حل مسائله
جلست بقربي سألتها في أي صف أنتي الآن :أجابت في الأول متوسط
قلت لها :ما شاء الله
وكيف أنتي بالدراسة
أجابت :ممتازة معلماتي جميعهن معجبات بذكائي
قلت لها: حفظك الله عزيزتي
بينما أنا وهبة نتكلم أحاديث تليق بعمر هبة وبراءتها الظاهرة على محياها رن جرس الهاتف وقفزت هبة ولأن الهاتف قريب سمعتها تلقي السلام على جدتها ومن ثم طلبت من والدتها أن تتكلم مع جدتها عبر الهاتف الموجود بالمطبخ
ذهبت الى المطبخ لكي تراقب ما تعده والدتها حتى لا يحترق
وأنا دفعني الفضول لاستكشف ما يحوي رياضيات الصف الأول متوسط فلقد أعجبني مظهره الخارجي
وبدأت أقلب بصفحاته ووجدت فيه ما استطيع أن افهمه وما لم أستطع فهمه
وفي رحلة تقليبي سقطت ورقة مطوية بعناية استوقفني الرسم الظاهر من بين طياتها
كان الرسم عبارة عن سهم يضرب قلب والقلب ينزف وبداية السهم مكتوب عليه حرف h ونهايته مكتوب عليه a ابتسمت على أفكار الطفولة وفتحت الورقة ووجدت محتواها اكبر من أفكار الطفولة
ما كنت أظنه أنها رسالة من أحدى صديقات هبة
ولكن ما وجدته رسالة حب بين مراهق ومراهقة
ويبدوا أنها الرسالة الثانية لأنه يطلب منها الرد على هذه الرسالة وألا يكون مصيرها كسابقتها
ومن الطريف انه ذيل الرسالة باسمه الرباعي
وبمجرد أن وقع نظري على الاسم تذكرت الصغير الذي كان يأتي برفقة جدته لزيارتي كان جدا شقي
هل أصبح رجل ويحب
بدأت استذكر كم كان عمره عندما كانت جدته رجمها الله تأتي به لزيارتي وكم أصبح عمره الآن
وتوصلت الى نتيجة تقول أن عمره 15 سنة
قلت في نفسي :وساهرة تنظر للمشاكل خارج منزلها ولا تدري في المشكلة الموجودة في منزلها
بقيت بهواجسي التي بدأت تكبر تدريجيا والشيطان استغلها وبدأ يزيد عليها
استغفرت ربي بصدق مرارا وتكرارا حتى هدأت نفسيا
وعندما وصل يوسف كنت قد تمالكت نفسي قليلا
لم اشعر ساهرة وأبنتها بما حصل فساهرة ليست بالأم المتفهمة التي تعالج الأمور بروية سوف تعتبر الموضوع موجه لها شخصيا ً وانتقاص لتربيتها ولن تتفهمه ولن تقدم مصلحة ابنتها أبدا
أثرت السكوت وجمعتنا مائدة الطعام بألفة رائعة لا تخلو من همزات ساهرة عن هذه وتلك ولا تخلوا من نظرات يوسف المؤنبة
وأضافت هبة ببراءتها جو لطيفا من الأحاديث التي تبادلتها مع والدها اكتشفت من خلال هذه الزيارة العلاقة الرائعة بين هبة ووالدها فهي تبدوا والدته تارة وأخته تارة أخرى وصديقته أحيانا ً
وساهرة رغم عدم قناعتي في الكثير من تصرفاتها ألا أنها للأمانة أحسنت تربية هبة وأحسنت تعليمها القيام بدور الأخت الكبرى في المنزل
انتهت الزيارة وأنا مشغولة بطريقة أنقذ بها براءة هبة دون أثارت مشاكل
بقيت الليل بطوله أفكر وأفكر إلى أن أرهقني التفكير
وأخيرا التجأت إلى خالقي لكي يدلني لما فيه خير لي ولعائلتي
نظرت إلى الساعة ووجدتها الساعة الثانية صباحا ً ذهبت للحمام واستعديت لإقامة الصلاة
افترشت سجادتي وتوجهت إلى خالقي وبعد أن أكملت صلاتي
قرأت القرأن ومن ثم أخذت مسبحتي وبدأت استغفر الله
حتى سمعت آذان الفجر ولبيت نداءه
وعدت إلى مسبحتي استغفر خالقي
ولا أدري كيف أخذني النوم
ظننت نفسي لم أنم ولكن الساعة التي على الجدار تشير إلى التاسعة صباحا
لا أدري لما نفسي منشرحة اليوم, وهناك صوت داخلي يقول هذا اليوم خير أن شاء الله
أعددت الفطور برفقة هند وبدأت هذه الكبيرة الصغير بسرد تفاصيل مسلسلاتها المفضلة وكم تضحكني عندما تتعاطف مع هذا دون ذاك وكم تحززني عندما تصف فساتين الفتيات الصغار في المسلسل وتطلب مني فستانا يشبهه
ماذا أقول لها هي لاتدرك مطلقا وضع جسدها الكبير وعقلها الصغير
كم قلبه ابيض فتاة منغولية ولكنها حقا رائعة
استمتع برفقتها كثيرا اشعر بالحديث معها بصفاء عجيب
وبينما هند تتكلم خطرت لي فكرة فيها اضرب ثلاثة عصافير بحجر
ألا تجدوني أصبحت جدة ماكرة
لا عليكم بي فقط اخبروني فيما بعد هل فكرتي جيدة أم غير جيدة
لقد نسيت أن أخبركم شيئا
لا تفاجئوا ولا تحرجوني بتعليقاتكم
الأمر بساطة الجدة دخلت عالم التكنولوجيا باقتناء هاتفا خلويا
أصر يوسف علي أن أخذه ورغبني به وقال أن استعماله بسيط
كل هذا لكي يتخلص من ثرثرة هند عندما يتصل بي عبر هاتف المنزل
وأدرج يوسف أرقام كل إفراد العائلة الذين لديهم هاتف
ومن بينهم من قررت أن اتصل به لمعالجة قضية هبه
هل تريدون معرفة من هو
انه ماجد
اتصلت به وجاءني صوته الذي يدل على نومه
قلت :السلام عليكم
قال :أجاب باستغراب وعليكم السلام
ثم قال يا بنت الحلال السلام عليكم وصوتك هادئ أذهبي الله يحفظك أنا لا أقيم علاقة مع الفتيات الملتزمات
أجبته بحدة : أنت تقيم علاقة بالفتيات القليلات الأدب اللواتي على شاكلتك
أنا جدتك أيها العاصي
صمت لفترة ومن ثم أتاني صوت متأفف
بعدها قال :جدتي ما ألأمر هل أشترى عمي يوسف لك هاتف حتى تزعجيني
أجبته بحدة : بعد ربع ساعة أنتظرك
وأغلقت الهاتف
هل تعرفون متى شرف حضرة المدير العام ماجد
لقد جاء بعد صلاة العصر
هداه الله
دخل بصمت كامل ألقى سلام مجبر عليه
وجلس بعيدا عني
وابتدأ هو بالكلام قائلا :جدتي أن كنت ِ تريدين نصيحتي
أنصحك بأن لا تتعبي نفسك أنا لا أقوم بشيء خطأ هن من يتهافتن علي وأنا لا أقيم علاقة مع فتاة شريفة حتى أن هي أرادت القيام بعلاقة معي
كل من أعرفهن فتيات أقمن ألف علاقة قبلي هن من جعلن أنفسهن تسلية
هل يوجد من يجد لعبة تسليه ويقول لا أريد أن لم أكن أنا سوف تجد ألف غيري


تعجبت كثيرا من هذا المنطق الذي اسمعه للمرة ألأولى
أجبته بتروي :بني هل تعتقد أني أكرهك
أجاب بسرعة :كلا جدتي فأنا اعرف جيدا أنك تحبيني
وتحبين كل أحفادك رغم ابتعادك عنا فأنا لا زلت اذكر عندما كانت والدتي تريد عقابي كنتِ ملجئي دائما رغم صمتك وعدم معرفتك لما أتيت أليك كنت اشعر بالأمان عند أتواجد في منزلك
أدركت من خلال كلامه أن هناك بصيص أمل يمكن أن أنفذ منه
قلت له : إذن لما تستثقل نصيحتي
أجاب :جدتي أن لاتعرفين مجتمع الشباب من يتمنع يطلقون عليها ألقاب لا يمكن أن يتحملها رجل
أجبته بتساؤل :لما ألا يوجد فيهم من قرأ سورة يوسف واتعظ منها
ألم يبين الله فيها صورة للإنسان المتعفف الذي جازاه ربه خيرا
إجابة :بضحكة وهل تريدين أن نكون مثل الأنبياء والرسل
أجبته :استغفر الله ما وضع الله قصة يوسف في كتابه ألا من اجل العظة
أجاب :جدتي صدقيني أحاول أن أتغير
أردت أن أقحم قضية خلود في كلامي ولكني خشيت ثورة مبكرة تنسف غرضي من استدعاء ماجد
قلت له :بني تعفف من اجل نفسك ومن أجل دانية التي تنتظرك ومن اجل أطفالك
فربك سوف يجزيك خيرا على تعففك
أجاب بقلة صبر : أن شاء الله جدتي أفكر بالموضوع
الآن اخبريني لما طلبتي قدومي
أجبته :هل أجد فيك رجل اعتمد عليه ويمكنه علاج قضية صعبة بحكمة
صمت لفترة وعيناه بدت فيهما نظرت خوف
أجاب بهلع : جدتي أخبريني من هي التالية ثم
نهض بثورة ألحقها بتلك ******** حتى لو كانت أمي
قلت له بحدة :اخرج من منزلي


أجاب بصراخ :جدتي اخبريني وألا :خرجت وقلت للجميع جدتي تتستر على *****
في منزلنا ولا تريد أن تقول من هي
قلت لها وأنا ادعي عدم المبالاة في حين أنا من داخلي ارتجف :اذهب وأخبر من شئت كنت أظنك رجل ولكني الآن عرفت معنى أن يكون الرجل رجل بالاسم
وتوجهت إلى غرفتي وتركته يعربد
وبعدها هدأ صوته وازدادت رجفتي ماذا أقول لهم أن جاءوا مستفسرين
وتضرعت لله أن يجد لي مخرجا وماهي ألا دقائق ودخل ماجد
وجلس بقربي ووضع يده على رأسه وقال :جدتي ارحمني وقولي لي من هي فطعم العار لا زال عالقا بفمي ولا أريد أن أجربه مرة أخرى
قلت له :لن أخبرك أن لم تعدني بأنك لن تنهض من مكانك ما لم أنتهي من كلامي
أجاب :أعدك فقط أطفئ ِ النار التي أشعلتها في داخلي
كم شعرت بأسى لحاله
لذا حاولت أن تكوني كلماتي لها وقعا خفيفا عليه
قلت له :بناتنا كلهن فيهن خيرا أن أخطأت واحدة ليس من الضروري أن تخطأ اخرى ما ممرنا به امتحان رباني علينا تجاوزه
أجاب بلهفة وقلة صبر :جدتي استحلفك الله اخبريني القصة
أخبرته ما حصل بالتفصيل مع كلام يبرئ ساحة هبة
قال : ذلك الجبان صديق حارث كيف يجرأ
قلت له :مثلما أنت تجرأ
حاول المقاطعة ولكني قلت له بإصرار :الخطأ خطأ لا علاقة له بفتاة شريفة وفتاة غير شريفة هي مخطئة بالتأكيد ولكنك شاركتها الخطأ لو تمنعت ربما كنت سبب في هادياتها ولكنك توغلها بقبولك بالوحل أكثر

أجاب بعد أن اخذ نفس قوي :الحمد الله الموضوع مجرد تصرفات مراهقين
أجبته :وكيف سوف تعالجه
أجاب :بثقة لا عليك دعي ذلك الفتى المراهق علي أنا اعرف كيف أتصرف معه
أجبته :بني فقط ضع أمام عينك سمعة ابنة عمك وبين له أنها هي من وشت به
وليكن تصرفك سريع حتى لا تتهور الفتاة وتقدم على تصرف لم نحسب حسابه
أجاب :بالتأكيد
ونهض قائلا :سوف اذهب أليه الآن
قلت له :لاتفقد أعصابك ويعلوا صوت وعندها تصبح مشاجرة بينكم ويتردد اسم الفتاة وتصبح مذنبة بعين الجميع
أجاب :جدتي لا تقلقي أنا اعرف كيف أتفاهم مع أمثاله
وغادر غرفتي ولكنه عاد من جديد
قلت: له ما الأمر
قال :كيف ستتصرفين مع هبة وهي لاتعلم بكل مايجري ربما ....
قاطعته لا عليك :سوف اطلب من رانية الكلام معها
ثم قلت اذهب سهل الله أمرك بالخير
واترك موضوع هبة لي
تقدم لي وطبع قبلة على رأسي وقال :أنتي تعرفين اكره تقبيل النساء حتى أمي ولكن اليوم استثناء
أبعدته ضاحكة وذهب وهو يبتسم
خطوتي التالية
هي هبة


أستغفر الله وأتوب أليه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

سبحان الله والحمد لله ولا أله الا الله والله آكبر

خطوتي التالية
هي هبة

لن استطيع أن اصف لكم سعادتي عندما وجدت أن اختياري لماجد في حل قضية هبة كان موفقا
فلقد جاءني ماجد صباحاً واخبرني انه أنهى الموضوع تماما وما حصل لن يتكرر حاولت أن اعرف منه ما حصل لأن فضول النساء اذهب حكمت الكبر
ولكنه لم يعطني جوابا ً واضحا ً اكتفى بقوله أنه أنهى الموضوع
وصوت الحكمة داخلي اخبرني بالكف عن سؤاله

ودعني مذكرا بضرورة الكلام مع هبه
وبالفعل طلبت رانية وقلت لها أريد رؤيتها
وبعد اقل من عشر دقائق كانت رانية إمامي وفي عينيها لهفة يراها من لايملك عيني
ولكي لا أزيد من لهفة هذه العاشقة
دخلت بالموضوع مباشرة
وقلت : رانية أريدك بموضوع ولايوجد من أثق به غيرك ومن ثم أردفت بسرعة
لأبعد عن رانية أي تفكير ممكن أن يأخذها بعيدا وقلت :الموضوع يخص هبة أبنة عمك يوسف
انطفأ البريق الذي كان يسكن عيني رانية
وقالت :تفضلي جدتي أنا مصغية
أخبرتها بتفاصيل الموضوع
كانت رانية مندهشة من كلامي ومن ثم قالت بصوت كله دهشة :جدتي كم أنتي رائعة هذا الموضوع أدار رأسي ورأس دانية واقلق راحة تلك المسكينة هبه
وأسكن الرعب في حياتنا نحن الثلاثة خوفا من أن يعرف والدي او احد أعمامي بالموضوع والمسكينة دانية ترتعد فرائصها عندما تسمع صوت ماجد بمزاج عصبي مع حارث لأنها تعتقد انه علم بالموضوع وعلم أنها تعلم المخاوف جعلتها تفكر بأمور غير منطقية
ثم أطلقت |ه آه قوية وقالت :جدتي أزلتي عن سمائنا كابوس مزعج جدا جدا
جدتي وجودك في حياتنا إضاءة أيامنا كم أتمنى أن أكون في كبري مثلك
ثم اقبلت نحوي وقبلتني على رأسي واحتضنتني وبادلتها الأحضان
وقالت :انتي جدة رائعة
قبلتها وقلت : وانتي حفيدة رائعة
ثم قلت : لن تضيع فتيات العائلة عند تواجد رائعة مثلك معهن
اجابت : بل لن تضيع العائلة وتوجد فيها ام عظيمة مثلك جدتي
جدي محظوظ لانه تزوج بك ِ
لقد دفعتني كلمتها الى الماضي الى ذلك الحبيب الذي قال لي ذات يوم
وتحديدا عندما أصبحت ام وهو أصبح أب رائع
انه يتمنى الموت قبلي لأنه يرى بي أم تستطيع أن تقود السفينة وحدها
في وقتها قلت له أنك تكرهني لانك تتمنى لي حياة لست فيها
ليقول : بل أنا احبك وأحب عائلتي الام هي من توحد العائلة لانها متواجد بينهم اما الأب فتواجده داخل المنزل محدد بأوقات معينة
ثم قال مازحا : والأصدقاء لن يدعوني وحيدا أن غادرتِ الحياة سوف يجدون لي زوجة وهذه الزوجة سوف تكون زوجة أب قاسية .....
في حينها لم أسمح له بالتوغل بالموضوع وطلبت منه عدم فتح الموضوع مطلقا ً
أيها العزيز لم أكن تلك الأم التي توقعت فلقد أبعدني الحزن عليك عن مملكتي ومملكتك
آسفة حبيبي
قاطعت أفكاري رانية بقولها :جدتي كيف تقبل ماجد هذا الوضع دون أن يثور
قلت لها : كلام العقل يصل للعقل وماجد يحتاج لمن يتكلم مع عقله ويشعره بمسؤولية ما يدور حوله وأختك يجب أن تتغير وتقوي نفسها
الضعف الذي هي فيه أمامه لن يكون مفيدا لها بالمستقبل
ثم قلت : وهذا الوضع غير مريح تماماً يتصرف معها تصرف المتزوجون في السيطرة والأوامر والنواهي وما يربطهم كلمة بين الكبار هذا لا يرضي الله
لا أرغب بالتدخل بالموضوع وكذلك لا أريد أن أبقى متفرجة
رانية عزيزتي افتحي عيني والدتك على هذا الموضوع
أجابت : جدتي والدتي تعرف بهذا الموضوع وهي تحاول جاهدة أبعاد سيطرة ماجد عن دانية من اجل دانية وراحتها النفسية فأنت لاتعرفين كم تتأثر نفسية رانية عندما تسمع صوت ماجد العصبي حتى وأن كانت عصبية مازحة
قلت بتساؤل : هل هناك اتصالات بينهما
أجابت : كلا جدتي لم يصلا الى هذا الحد فماجد حريص جدا على دانية
أجبتها : ولكنه غير حريص على غيرها
أجابت بحزن : جدتي دانية تتمزق عندما ترى الفتيات اللواتي معها في المدرسة يتكلمن عن علاقات ماجد مع بعض الفتيات اللواتي يدرسن معها وتكتم في قلبها ولا تتكلم
وهو لايبالي بهذا الموضوع في إحدى المرات شاهدته وهو يقل إحدى الفتيات من أمام المدرسة وهو رآها ولم يبالي
قلت لها : لان أختك ضعيفة وكلكم ساهمتم في زيادة ضعفها
أجابت :جدتي دانية رغم معرفتها بكل هذه الأمور الا أنها متمسكة بماجد ولاترغب بالكلام عن علاقاته ألا عندما ينفذ صبرها لتعلن نفسها عن قهرها بدموع لا تتوقف لمدة يومين أحيانا ً
قلت : وماجد ما ردة فعله
قالت : هو لايعرف فدانية حريصة على عدم إيضاح مشاعرها اتجاهه
أجبتها : ولكنه يعرف بأنه تحبه
أجابت : وكلنا نعرف بحبه لها رغم كل مايفعل
أجبتها :هداه الله
ثم قلت : هذا الوضع يجب أن يتغير من اجل مصلحة الاثنين
وغيرت الموضوع تماما وقلت بتساؤل : رانية اخبريني عن هبة وكيف علمتِ بموضوعها
قالت : لقد جاءتني ذات يوم وهي ترتجف من الخوف ورمت ورقة على سريري
وابتعدت الى زاوية الغرفة وتكورت على نفسها وبدأت تبكي برعب
أرعبني شكلها اقتربت منها ولكنها أشارت إلى الورقة بمعنى اقرئيها
فتحت الورقة ووجدت فيها كلمات حب وهيام وحركات المراهقين والاسم الكامل لصاحب الرسالة
ثم قالت بضحكة : بصراحة جدتي ضحكت من أعماق قلبي على حركة القلوب والاسم الكامل
ولكن زيادة بكاء هبة أوقف ضحكاتي
فالبنت كانت منهارة تماما اقتربت منها وحاولت تهدءتها ولكنها كانت تكرر سوف يقتلني والدي
أرعبتني الكلمة وبقولها لتلك الكلمة دخلت دانية التي انهارت تماما عندما علمت بالموضوع واحتضنت هبه وبدأن بنوبة بكاء ارتعبت منها

وبصعوبة بالغة استطعت تهدئتهن وبقينا بحيرة في كيفه التصرف ونحن متهمات وأن كنا غير مذنبات فما حدث مع خلود أبعد البراءة عن بنات العائلة حتى وأن أظهرتم غير ذلك
لم أناقشها في هذا الموضوع لان كلامها صحيح جدا
ولكن قلت : اخبريني عن هبة فهي مراهقة وهذه الرسالة ممكن أن تحرك داخلها مشاعر معينة
أجابت بثقة : هبة لن تتحرك مشاعرها بسهولة أمام مراهق بعمر من بعث الرسالة لأنها تعشق والدها وشخصية والدها ودائما تقول لن أتزوج ألا بشخص يشبه والدي
هذا كلامها منذ أن كانت صغيرة واستمر الى يومنا هذا
سرحت بكلامها لأني لم أواكب أحاديث أحفادي وهم صغار ولا أذكر تفاصيل تلك الأحاديث
قاطعتني رانية بقولها :جدتي أظمأني أن أنهى ماجد الموضوع اعتبريه منتهي تماما
لان هبة فتاة رائعة
وبقت رانية تكلمني عن هبة الى أن سكن الاطمئنان قلبي
انتهت زيارة رانية دون أن افتح موضوع عبدالرحمن
رغم لهفة رانية الواضحة لفتح هذا الموضوع ولكني فضلت عدم التدخل ألا أن يحل سيف مشكلته مع سهيلة
أحسست باستقرار داخلي عندما حُلت مشكلة هبة
بعض الأمور نتخوف من عواقبها ونخشى مواجهتها وعند المواجهة يتوفر لدينا حل يريحنا تماما
نحن البشر يأخذنا سوء الظن بأنفسنا وبمن حولنا بعيدا
نقدم سوء الظن على حسن الظن في اغلب أمورنا ناسين أن بعض الظن أثم
وأن الله عند حسن ظن عبده مادام العبد يحسن الظن بخالقه
هدانا الله
بعد أسبوع تخللت أيامه زيارة لمنزل أخي رحمه الله لن أخبركم بتفاصيلها
وأطلقوا العنان لخيالكم وتوقعوا ما حصل فيها
في نهاية الأسبوع وتحديدا عصر يوم الخميس
فوجئت بزيارة سهيلة التي انقطعت عن زيارتي لمدة عشرة أيام تقريبا
ألقت السلام وجلست وهناك حيرة في عيونها
فتحت الكلام بقولها :اعرف جيدا أن في نفسك عتب علي
أجبتها : وهل عرف العتب ألا من اجل الأحباب
أحابت :خالتي أنا معك تجاوزت الكلام ومرحلة سرد تفاصيل مشاعري نحوك
يشهد ألله أنك بمنزلة والدتي
أجبتها : أنا واثقة من ذلك
قالت :خالتي لقد حصلت الكثير من المشاكل في منزلي بسبب موضوع عبدالرحمن
ورانية نفسيتها تعبة جدا وسيف يسعى جاهدا من اجل أن يرضي الجميع ولقد تعب كثيرا معي
ثم قالت بنبرة حزينة :خالتي أشعر وكأني سبب الحزن الذي سكن منزلي
ولا أقوى على قول كلمة موافقة لأعيد بها الفرح لأركان المنزل
اشعر بها كلمة ثقيلة تعني بالنسبة لي ألقاء أبنتي في منزل لن تجد فيها السعادة
قاطعتها بهدوء : وهل أن تزوجت ابنتك بغير عبدالرحمن سوف تضمنين لها السعادة
هل السعادة مقرونة بشخص غير عبدالرحمن والتعاسة هي الزواج بعبد الرحمن
ثم قلت بتأنيب : سهيلة اتقي الله ما تقولينة رجما ً بالغيب والغيب لا يعلمه ألا الله
قدمي النية الحسنة وسوف تجدينها أمام
أن كنتِ في كل أفكارك تقدمين النية السيئة وعدم السعادة كيف تتوقعين أن تحصلي على شيء مخالف لها
توكلي على الله ما خاب من أتكل عليه وكوني راضية عن أبنتك تكون السعادة حليفها والقناعة تسكن نفسها
كنت أتكلم وسهيلة شاردة تماما وهناك دموع تجمعت بعينها تأبى السقوط
اقتربت منه وقلت لها : سهيلة أبنتي هل هناك ما يعيب عبدالرحمن في دينه وأخلاقه
أجابت بإشارة من رأسها :لا
قلت لها :هل هناك من كان يتوقع لك ِ السعادة مع سيف عندما تزوجته وأنتِ أكبر منه
قالت : الكل كان يقول انتظري بضع سنين وسوف يتزوج عليك ِ لأن الرجل لايكبر بسرعة بينما المرأة بعد أول طفل تتغير
ثم قالت بزهو:
ولكن سيف لم يشعرني مطلقا بأني اكبر منه وأنا لم أأخذ كلامهم على محمل الجد كنت واثقة من حب سيف وكنت واثقة من سعادتي معه
أجبتها : وأبنتك واثقة مثلما كنت ِ قبل ُ واثقة
ثم قلت بحنان :لا تحرمي أبنتك من سعادتها ,وتبقى السعادة بالحياة الزوجية توفيق رباني
فقط كوني راضية عنها حتى توفق في حياتها
تنهدت سهيلة وقالت : أتصلي بوالدة عبد الرحمن وقولي لها نحن موافقون ليتقدموا بشكل رسمي
أجبتها بشك :هل سيف يعرف بهذه الموافقة
أجابت بابتسامة حزينة :سيف نفض يده عندما اخبرني بأن الموافقة متعلقة بي
وعندما أوافق اذهب وأبلغك دون أن أعطيه خبر لأن موقفه ثابت لن يتغير
قلت : الله يسعدهما ويبرد قلبك ويفرحك بزواج أبنتك
نهضت سهيلة وقبلتني على رأسي قائلة : خالتي الله لايحرمنا منك أدعي لي فأنا بحاجة للدعاء من اجل أن يطمأن قلبي على أبنتي
أجبتها بصدق : الله يريح قلبك بأذن الله

اليوم يوم الجد في علاقة عبدالرحمن ورانية
اتصلت بها وأبلغتها بما حدث ويبدوا أن الفتاة أصيبت بصدمة شلت لسانها بقت صامتة وأنا أنادي عليها
رانية أجيبيني رانية هل أنتي بخير
إلى أن أتاني صوتها مرتعشا ويحمل تسأل :جدتي هل أنتي واثقة
قلت لها : كل الثقة أتصلي بآمنة وقولي لها ليتقدموا بشكل رسمي
أجابت بخوف :جدتي وماذا عن والدة عبدالرحمن وما قلته
قلت لها :لا عليك هذه الأمور لا احد يسأل عنها الخطوبة سوف تتم وهذا هو المهم هذه أمور جانية سوف تنسى ولايوجد من يتذكرها في معمعة الاستعدادت
أبلغي أمنة ووالدها سوف يعرف كيف يتصرف
عندها جاءني صوت رانية الذي ملئ بشجن الفرح وهو تقول : جدتي ماذا أقول
ولكي أمنع عنها وعن نفسي الحرج قلت لها :قولي مع السلامة وأن لم تقوليها سوف أغلق الهاتف
وبالفعل أغلقت الهاتف لأدع حفيدتي تعبر عن فرحتها بطريقتها الخاصة

اذا كنت أنا اشعر بمزيج عجيب غريب من المشاعر فكيف هي وهي صاحبة القلب الذي يتلهف لسماع خبر يريحه
اما أنا في كل مرة اشعر أن يقظتي أحدثت أثر في عائلتي اشعر بفرح ينعش روحي
التي شاخت
هل أخبركم سر اشعر وكأني عدت الى شبابي وأن هؤلاء الأحفاد هم أبنائي
بقدر هذه الفرح اشعر بغصة عندما أتذكر خلود تلك الزهرة الجميلة التي لم أتعرف عليها من الداخل مثلما تعرفت عليها من الخارج
خلود أيتها الغائبة الحاضرة بماذا كنت ِ تفكرين وكيف انحدرت الى تلك الهواية أين كان الجميع عنك
ياترى هل كنت أستطيع إنقاذها لو كنت الجدة التي عليها أنا
هل كنت سوف أرجعها الى جادة الصواب واحتوي تمردها
استغفرت ربي وتعوذت من الشيطان الذي أن يفسد عليه فرحتي
وقلت بصوت خرج من أعماق نفسي الفرحة الحزينة
قدر الله وما شاء فعل
الحمد لله

بعد يومين أنتشر خبر خطوبة رانية وبدأت الاستعدادات لهذا الحدث السعيد بالعائلة
وما أن وصل الخبر الى ساهرة حتى أتت عاتبة ولائمة
عاتبة علي لأني لم اخبرها ولائمة لسهيلة وسيف كيف وافقوا على هذا الكهل زوجا لأبنتهم
كانت تتكلم وأنا احرك سبحتي تارة مستغفرة وتارة حامدة لربي
هل تعتقدون ساهرة أربكها صمتي على العكس من ذلك
فتحت موال جديد أسمه زواج عبدالرحمن بالسر من إحدى النساء وذكرتها بالاسم
عندها تكلمت وقلت : ساهرة خافي الله في أبنتك هذه أمرأة الكل يعرف عنها أنها امرأة صالحة وعمرها كبير ولا حاجة لها بزوج في مثل هذا العمر
أجابت باندفاع : هي بعمر زوجته السابقة
أجبتها بتذمر واضح : ساهرة حياة عبدالرحمن وزوجته لا شأن لنا بها وحياته قبل أن يأخذ رانية لا شأن لنا بها عبدالرحمن إنسان خلوق وتدينه واضح جدا وبره بوالديه مضرب للأمثال
ثم قلت : اخبريني هل ماذكرت صحيح ام خطأ
أجابت بتلعثم :صحيح ولكنه كبير على رانية
أجبتها : عمره مناسب لرانية وسيف وسهيلة مقتنعين به والفتاة قبلت به
البقية عليهم أن يفرحوا لا أن يعترضوا لأن الاعتراض ليس من حقهم
تلميح واضح جدا ولكن ليس على ساهرة التي قلبت الموضوع رأس على عقب عندما قالت : يبدوا أن رانية على علاقة به رأيتها ذات يوم تترجل من سيارته
عندها قلت بصوت عالي : استغفر الله وأتوب أليه
وقلت بعدها : ساهرة أتقي الله لا ترميها بما ليس فيها سيف هو من طلب من عبدالرحمن إيصال رانية مع أبنته عندما تعطلت سيارة الخط الذي يقلهم
ولكي ابعد الشبه قلت :كنت حاضرة عندما اتصلت رانية تخبر والدها
أخرجتني ساهرة من هدوئي وقلت لها بحدة :ساهرة ألا تتمنين الخير لابنة حماك
أجابت بذعر : بالتأكيد أتمنى ولكن ...
قاطعتها قبل أن تكمل كلامها وقلت : انتهى الموضوع واستعدي مع هبة لحضور عقد قران رانية
قالت : بهذه السرعة
قلت لها : لايوجد ما يؤخرهم , ولكي أنهي الموضوع استأذنتها لكي أصلي وأتقرب الى خالقي بدل أن اجالس ساهرة التي لن تكف عن نميمتها
وهي بدورها استأذنت وانصرفت

أكملت صلاتي ونظرت الى الساعة ووجدتها تشير الى الرابعة عصرا هذا موعد خروج ندى من المدرسة
اتصلت بالبيت وجاءني صوت أبنتي مرحبا ومهنئا بخطوبة رانية وبعد تبادل الأحاديث طلبت منها أن تخبر ندى بأني أريد رؤيتها
والحجة اشتياقي لها وكيف أن الدراسة أبعدتها عن زيارتي

دخلت وهي بنفسية مختلفة تماما شعرت بالفرحة تشع بعينيها وهناك ثقة عالية بنفسها شعرت بها من خلال مشيتها الواثقة
هناك شيء تغير بهذه الفتاة جلست بعد السلام وتبادل الأحضان لأنني فعل كنت بشوق لها
وكانت المفاجئة عندما قالت : جدتي اعرف ماذا تريدين مني
ومن ثم قالت بتصميم : أنا غير موافقة أنا لست لعبة بيده وأرجوك جدتي مثلما ساعدتني بالوصول الى هذه المرحلة ساعدني في تخطي خطوبته وقفي بجانبي في رفضي له
هذه الخطبة أن وصلت لوالدتي معناها ملحة سوف تبدأ ولن تنتهي
تركتها تفرغ ما في جعبتها وتلقي حقدها الدفين على محسد بكلمات كنت واثقة أنها خرجت من فمها دون علم قلبها وبغفلة عن عقلها
وعندما أنتهت
قلت لها : هل انتهيت ِ ام أن هناك ما تودين قوله
كان جوابها عيون تتحرك بدهشة
قلت لها : هل تركتي كلمة لم تقوليها بحق أبن اخي وأنت ِ تعرفين معزتي له دون أن تتفوهي بها
أطرقت رأسها أرضا ً وحاولت الكلام ولكني سبقتها بقولي :
لو كان ما تفوهتِ به فيه شيء بسيط من حقيقية مشاعرك لوقفت معك
ولكنك تفكرين بعقل المراهقين وتسترجعين بعقلك كل ما شاهدته من مسلسلات لا علاقة لها بالواقع
وتحاولين تطبيقها وكأن محسد سوف يكون ذلك البطل الذي سوف يبقى يصر على حبيبته مهما تفوهت بحقه من كلمات
ثم قلت : استيقظي من سباتك وانظري للموضوع جيدا
هذا محسد الذي قتل الخوف من ألله داخلك وجعلك تستغفلين اهلك وتقضين معه أوقات تقضين يومك بأكمله تفكرين بها
جاء يطلبك بالحلال وتتمنعين وعندما طلب منك مواعدة بالحرام لم تكوني تتمنعين
ثم قلت بصوت مرتفع : انظري بعيني وقولي جدتي أبن أخيك لا أرغب به زوجا ً وليبحث عن نصيبه في مكان اخر
وأنا سوف اتصل به واخبره بكلامك وأرشح له ألف واحدة وأقنعه بخطبتها وبعد اقل من أسبوع تكونين أول الحاضرين لعقد قرانه
انتظرك أنظري الى عيني ورددي ما قلت
كان الصمت هو رد ندى ودموع تساقطت من عينيها هي تأكيد على أن حب محسد لا زال يسري بعروقها
لم تأخذني الرأفة بها
فهده الصغيرة تسعى لقتل حلمها بعنادها , محسد رغم كل ما حصل شاب جيد
يصلح أن يكون زوج لها وهي رغم كل ما حصل لازالت تحبه
وهناك نقطة يجب أن يلتقيا فيها
بعد صمت
كفكفت دموعها وقالت : جدتي محسد يتصل دائما على الرقم الثابت واخشي أن يكتشف والدي او والدتي وأنتي تعرفين الباقي
قلت لها :هذا لن يتكرر بعد الآن اخبريني بغيره
لتقول :
جدتي لن أقول أن حب محسد انتهى داخلي ولكن هناك أمل أبندى داخلي وارتباطي من محسد يعني قتل هذا الأمل
ثم قالت :جدتي هل تذكرين طالبة أسمها الهام قمت ِ بتدريسها في صفوف محو الأمية
حاولت استذكارها ولكن دون جدوى
لتقول ندى : هذه الطالبة أصبحت من أفضل مدرسات اللغة العربية بالمنطقة
وهي كلما تراني تقول جدتك بعد الله هي سبب وصولي إلى ما أنا


قلت لها : لا أذكرها
لأرى ندى تقول بحماس : جدتي هي تقول انها كانت بعمري عندما جاءت لصفوف محو الأمية وكانت متزوجة ولديها طفل وأنتي كنتِ تدريسهم وسمحتي لها باصطحاب طفلها
قاطعتها عندها لأني تذكرت تلك الفتاة التي كان عمرها 18 سنة ولكن شكلها يعطي 14 سنة
التي جاءتني متوسلة بأن اسمح لها بأن تصطحب صغيرها للعدم وجود من يعتني به
وسمحت لها بعد أن طلبت منها أن تعدني بأن تكون الأولى على دفعتها
وفعلا ً أوفت بوعدها
قلت لندى بتساؤل : ندى كيف أصبحت ألهام مدرسة
قالت بحماس كبير : لقد نجحت في محو الأمية وأنهتها بما يعادل الابتدائية والتحقت بالمتوسطة ومن ثم الإعدادية وحصلت على معدل في الثانوية ودخلت الجامعة
ثم قالت بإعجاب : جدتي لو تسمعيها عندما تتكلم عن ما واجهته في حياتها من اعتراضات من قبل أهل زوجها ورغم وقوف زوجها إلى جانبها ولكنه أحيانا ً يتأثر بكلام أهله وكانت تتحمل من اجل أن تكمل دراستها
وكانت النتيجة أنها أصبحت أحسن مدرسة لللغة العربية بالمنطقة
جدتي أنا ظروفي أفضل بكثير منها لقد زرعت داخلي الأستاذة ألهام أمل
يكاد يساوي حب محسد في قلبي
ثم قالت بتوسل : جدتي ساعديني أن احتفظ بالاثنين
جدتي محسد لن يعترض الآن وأن أخبرته برغبتي سوف يوافق ولكني واثقة أنه سوف يجبرني على أن اقبل بما يرضيه أن ارتبطنا
ثم قالت بحزن : جدتي أنا اعرف محسد جيدا وهو يعرف جيدا أنا ضعيفة أمامه
قلت لها : وهذه مشكلتك التي أوقعتي نفسك بها بتهورك وبتسرعك بإقامة تلك العلاقة الغير سوية ولابد لكِ أن تتحملي أخطائك وتسعين لإصلاحها
أجابت بانكسار: جدتي أرجوك ِ كفي عن تأنيبي فلقد انبتي نفسي بما فيه الكافية
وأنا إلى الآن احصد نتائج ما فعلت فهاهو محسد يتقدم لخطبتي وأنا في رأسي الف فكرة أريد أن أحققها وحب محسد عائق لها كنت اعتقد في ما مضى أن الزواج بمحسد هو حلمي الوحيد
اليوم أدركت أن في حياتي أحلام أخرى لاتقل أهمية عن الزواج بمحسد
جدتي اخبريني كيف اتوصل لحل يرح قلبي وعقلي
قلت لها بجدية : فكري بالموضوع وتوصلي لقرار يريحك أنا لن أفيدك في هذا الموضوع
حاولت أقناعي ولكني كنت مصرة على موقفي هذه الصغير يجب أن تتخذ قرارها بنفسها
حتى لا تدع الآخرين شماعة لأخطائها في يوم ما
وحتى تستطيع أن تواجهه ضعفها إمام محسد وتدافع عن أملها
فأن ساعدتها هذه المرة سوف تبقى ندى الضعيفة التي تلجئ لي دائما
اما أن هي ساعدت نفسها عندها سوف تكون أول خطوة لها في الطريق الصحيح
غادرت ندى دون أن أجد لها حل لأنها هي من يجب أن تجد هذا الحل
أنا واثقة إنكم تريدون معرفة كيف وصلت الأمور إلى هذه الحد
وما الذي غير رأي محسد
لن أطيل عليكم سوف أخبركم تفاصيل زيارتي لمنزل أخي
أوصلني مثنى إلى منزل أخي بعد إلحاح من زوجة أخي ام لبيد من اجل أن أزور منزلهم الذي قاطعته طويلا ً
وبالفعل دخلت المنزل وجدت ام لبيد لديها اجتماع مع بعض العاملات اللواتي يعملن لديها
بعد السلام الذي يمتاز بروح الدعابة الذي تمتاز به زوج اخي
كانت تريد إنهاء الاجتماع دون أن تنهي السبب الذي من اجله أقيم الاجتماع
ولكني لم أقبل بذلك وأخبرتها بأني سوف أتابع التلفزيون بينما هي تنتهي من عملها
أجابت بمرح : أنتي لست غريبة محسد يجلس بالداخل يشاهد التلفزيون ولا يشاهده
هذا الشاب يقلقني لا ادري ما به لديه نوبات سرحان لاتنتهي
تركتها دون أن اعلق على حالة محسد
دخلت صالة المنزل ووجدت محسد محاط بغيمة من الدخان ورائحة الصالة لا تطاق من كثر تدخينه
قلت : السلام عليكم
وتوجهت الى الشباك وأزحت الستارة جانبا ً وفتحت الشباك
لكي يتجدد هواء الصالة
أما محسد فقز من مكانه وأطفئ تلك المؤذية التي كان يتنفسها
وتقدم لي بوجه مبتسم ابتسامة حزينة جدا
ورحب بي
بحفاوة كعادته
ما أره أمامي هو محسد بالتأكيد ولكن هناك شيء انطفأ داخله
جلست بقربة وتبادلنا الأحاديث عن إخوته وعن أبنائي وبارك لي خطوبة رانية لعبدالرحمن وأثنى عليه وعلى أخلاقه وعلى قوة شخصيته
وبعدها اخذ يكيل المدح المبالغ فيه على حفيداتي
إلى أن قال : كنتِ تعرفين
أجبته وأنا اجهل تماما ً مايقصد : ما الذي كنت اعرفه
قال : علاقتي بندى
قلت له بحد: تظن نفسك ذكي وتقتحم حرمة منزلي وتستغفلني دون أن يكون لي علم
استغليت خوف تلك الصغير منك وأقمت معها علاقة لاترضاها على اختك
ثم قلت بتأنيب وعتب : هل أبقيت لي احترام بفعلتك هذه
أجاب بسرعة : لكي كل الاحترام عمتي غرضي شريف معها ويشهد الله على ما أقول
قلت له باستهزاء واضح : ومن قال في منزلي ذات يوم أنه شبه مرتبط مع أخت صديق له
ووصفها بالفتاة المهذبة التي لا تقيم علاقة تستغفل بها أهلها
اجبني لمن هذا الكلام
كان جوابه نفسا ً قويا ً خرج من أعماقه
قال : كنت واثق أنها متواجدة في مكان ما في منزلك وكانت في تلك الفترة لحوحة جدا وأردت عقابها لكي تكف عن الإلحاح
ثم قال بأسف : لم أكن أتوقع أن بعقابها أعاقب نفسي معها
ثم قال بصدق : لاوجود لأخت ذلك الصديق كل مافي الأمر أنني كنت متضايق جدا من اندماجها بالعلاقة معي كنت أرغب بقربها وأرغب بأن تبتعد عني برغبتها وتقول كفى ما يحصل عيب
ولكنها كانت تقترب أكثر كلما قسوت أكثر
أجبته بحدة :صغيرة وجدت فيك فارس أحلامها وتعلقت به مثلما تتعلق ببطل مسلسل شهادته وقربك من العائلة صور لها أن الطريق الذي تسير به أمن ونهايته سعيدة
ثم قلت بتساؤل : هل كنت تريد من فتاة صغيرة مثلها لم تكمل الدراسة وتوقفت عنها بمرحلة مبكرة أن تعرف ما يخبئه شاب على مشارف الثلاثين
انت الكبير وقعت بالخطأ ورميت خطأك على عاتق تلك الصغيرة
كل ذنبها انها فتاة وانت شاب خطأك يغتفر وخطأها يعلقه المجتمع طوقا في عنقها
حتى موتها الله يغفر الذنوب والبشر المغفرة لديهم أمر مستحيل
أجاب بخجل : عمتي لا تعاتبيني وجدي لي حل
حفيدتك ترفض تماما ً الكلام معي وصل بي الامر بأن هددتها بإبلاغ والدها عن علاقتنا ففضلت أن أبلغه وتأخذ عقابها على أن تكلمني
عمتي كل ما أريد خطبتها وهي تضع العراقيل بطريقي
تضع شرط تعرف جيدا أني لن اقبل به تريد أكمال دراستها حتى الجامعة
بربك عمتي أن هي أكملت دراستها حتى الجامعة احسبيها كم سنة تحتاج
هل هذا منطقي
لا أخيفكم أمرا ً شعرت بزهو كبير بهذه الحفيدة الذكية التي استطاعت أن تقلب الأدوار فبعد أن كانت في موقف ضعف وهو في موقع قوة أصبحت الآن هي في موقف قوة وهو الضعيف الذي يريد رضاها
قطع حديثنا دخول أم لبيد
جلست بجابني وقالت : هل أستطعتي معرفة ما بال هذا الشاب يحرق نفسه بالتدخين
ليجيب محسد بخبث : يريد الزواج بحفيدة العمة والعمة لاتريد مساعدته
ليتهلهل وجهة أم لبيد وتقول بفرحة كبيرة : بشرك الله بالخير دع العمة علي, أنا من سوف يقنعها فقط اخبريني هل هذا كلام جد أم كلام مزح
ليقول محسد بإصرار : بل هو كلام جد وعم وخال وكل الأقارب فقط اقنعي العمة
عندها تكلمت قائلة : الأمر ليس بيدي بيد والدها و والدتها وبيدها هي قبلهم جميعا
لتجيب ام لبيد : من هي من حفيداتك
ليجيبها محسد بحالمية : انها ندى الشقية صاحبة العيون العسلية
إجابته والدته بتأنيب مازح : اخجل ياولد جدتها موجودة
ليجب بتملك : أتكلم عن زوجة المستقبل هل تكلمت عن فتاة غريبة
أجبته : ألا أن تصبح زوجة المستقبل احترم شيب عمتك
اقترب مني وقبل رأسي قائلا : لعمتي كل الاحترام اتمنى أن تغفر لي كل زلاتي
فهمت تلميحه ولم أعطه جواب لكي لا يتمادى
وغادرنا وتركني برفقة والدته التي لاحديث لها سوى ندى وكيف سوف تدللها
وتترجاني أن أقنع ابنتي وزوج أبنتي
لتنتهي الزيارة بندى مثلما بدأت بندى



أستغفر الله وأتوب اليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

السلام عليكم
اسفة لى التأخير كونوا على ثقة تنزيل الاجزاء بمنتدين امر مربك
خاصة مع حرصي على الرد على ردودك المثرية
تفضلوا الجزء ولي عودة للرد على ردودكم
قراءة ممتعة

سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

الخضر والماء والوجه الحسن هكذا قال الشاعر
كان لديه وجه حسن واحد واجد نفسي أكثر حظا ً منه وأنا أرى نفسي بين كل الوجوه الحسنة لأحفادي وأبنائي وزوجاتهم
رغم الاختلاف الطبقي والاختلاف الثقافي ألا أن هناك انسجام ربما فرضته الطبيعية الربانية التي نحن فيها
حتى تعليقات ساهرة المقصود والمبطنة وكأنها غير مقصود لا تلقى لها صدى وجوابها ضحكات وتحويل كلماتها إلى نكات
حتى برودة سندس وعمليتها أصبحت طرفة يتندرون بها وتطلق هي الضحكات عليها
هذه النزهة الجميلة كنت احرم نفسي منها وانعزل في منزلي ولا أشاركهم الخروج إلى الطبيعية الجميلة في المنزل الذي تملكه العائلة خارج حدود المدينة وصخبها

كانت الجلسة النسائية رائعة وبحضور العروستين رانية التي أصبحت خطوبتها رسمية وندى التي انتشرت خطوبتها في العائلة ولم تحدد بعد بموافقة أو رفض
أما أجواء الرجال فلعب الشباب وضحكاتهم وتشجيع الكبار ومشاركتهم كلها تؤكد أن الأجواء لديهم رائعة جدا
خطوبة الفاتنين أعاد للعائلة الثقة ببناتها رغم الحزن الذي يترقرق بعيون مريم وإبراهيم ولكنهم يشاركون الجميع فرحهم ويحاولون جاهدين لملمة جراحهم

كانت نزهة من العمر بالنسبة لي
وزاد النزهة مرحا مثنى وإحراجه لرانية وندى
فلقد اقتحم مثنى جلسة النساء بعد أن أستأذن بالدخول عليهن
دخل وتوجه مباشرة الى حيث تجلس ندى ورانية متجاورتين وألقى السلام بعد أن جلس واحتضن الاثنتين معا ً وبدأ بكلام عادي عن الدراسة والدرجات
وبعدها اخرج هاتفه وبدأ بالكلام قائلا : أهلاً وسهلاً الف الف مبروك هنيئا ً لك
كنت سندا خفيا لك
ليقول بعدها : أبا عوف هل تريد أن أبلغ سلامك لأهلك مستقبلا فهي تجلس بقربي
وألقى نظرة خبيثة على رانية التي شهقت شهقة قوية وكادت عينها تحرج من محجريهما من هول صدمتها
وقفزت من مكانها وحاولت الهرب ولكن يد مثنى كانت أسرع من حركتها وأجلستها في مكانها رغم اعتراضها الصاخب بحركة جسمها و الصامت جدا جدا في تعبيرها بصوتها خشية أن يصل صوتها الى ذلك الذي يلتقط ما يدور من خلف سماعة جهازه
أجلسها مثنى وهو يتكلم مع عبدالرحمن قائلا : يا بختك ويا حظك يا أخي امتلأ رأسك شيبا ً وها أنت تتزوج بفتاة بعمر أبنتك ليطلق بعدها مثنى ضحكة عالية على الكلام عبد الرحمن المعترض على كلامه
ليقول مثنى : لاتخشى شيئا الفتاة عندنا لاتغصب يعني وافقت عليك بإرادتها وتورطت بعجوز مثلك
كل هذا يحدث وسط ضحكات النساء وتعليقات سندس التي تؤنب مثنى وهو لايبالي بها
وخجل رانية التي أصبح وجهها قطعة حمراء
وتنفست الصعداء بعد أن أغلق مثنى هاتفه
لتقف باكية قائلة : عمي أحرجتني لما فعلت ذلك
ليجيبها ببرود مقلدا لهجتها : عمي أحرجتني
ألإحراج مدته أقصاها فترة خطوبتكم التي سوف تكون قصيرة وبعدها لسانك لن يكف عن ترديد أسم عبدالرحمن وسوف تشكريني على هذا الوقت الممتع
لتحرج رانية غاضبة دون أن تتكلم من المكان الذي نجلس فيه
لأخرج من صمتي وأقول له : مثنى لقد بالغت في إحراج رانية ,لازالت الخطبة في أولها
ليجب : لا عليك دلال بنات تجديها من الداخل سوف تطير من الفرح هذه الحركات ليست على مثنى
لتستغل الموقف ساهرة قائلة :سندس زوجك ليس بالهين خذي حذرك خشية أن يأتي بالثانية دون يخبرك
لتجيب سندس بثقة : مثنى لن يفعلها ثقتي به حدودها تبدأ ولا تنتهي
ليجبها مثنى بمرحه المعتاد : قلبي أنتي هل هناك رجل اسعد مني
لينظر اتجاه ساهرة قائلا : أن فعلتها لن أفعلها وحدي سوف يكون أخي يوسف معي
وهذا وعد مني
لتقول ساهرة برعب : أعوذ بالله منك اتقي الله يوسف لن يفعلها أنا واثقة
ليجيب مثنى بتهكم : أتمنى أن تكون ثقتك بمحلها
حاولت ساهرة الكلام
ولكن مثنى ضغط على هاتفه وتكلم مع الشخص الذي في الجهة الأخرى قائلا : أهلا بأبا المتنبي
لتقف ندى هذه المرة مسرعة ولم تدركها يد مثنى لأنها كانت مستعدة
وانطلقت مسرعة ومثنى يركض خلفها
وأصبحا بعيدان عن مرمى بصرنا
لتقول سندس : الله يكون بعون ندى ورانية إلى أن تتزوجا سوف يحرجهما مثنى دون توقف
لتجيب ساهرة التي تغيرت ملامح وجهها بعد أن اسكن مثنى الشك بقلبها :أعانك الله عليه كيف تتحملين هذا الكم من المرح فمعه لا يمكن معرفة متى المرح ومتى الجد
لتجيب سندس ببرود : لا تشغلي بالك أن استطيع تميز لحظات مزحه عن جده فمثنى كتاب مفتوح بالنسبة لي وروحه المرحة تعطيه وضوح أكثر لأن أي تغير يحدث له يُلتقط بسهولة عليه
لتجيب ساهرة بلهفة : هل ما قاله عن إقناعه ليوسف بالزواج مزح أم جد
لتجيب سندس بمراوغة : هذه المسألة لا تتعلق بزوجي تتعلق بزوجك أنتي ادري به
لتصمت ساهرة مرغمة
بصراحة أعجبني رد سندس لتي أوقفت تدخل ساهرة

ويبدو أن مطاردة مثنى لندى انتهت دون أن يحصل منها على ما يريد من إحراج يصبغ لها وجنتيها
ليأتي إلى حيث نجلس لاهثا بعد مطاردة ندى
ليقول موجها الكلام لام ندى : هل جُنت أبنتك حتى ترفض محسد
لتقول سارة : هي لم ترفض وأنا أوضحت الأمر للخالة أم لبيد
الفتاة تريد إكمال دراستها وتريد أن تضع هذا الأمر شرطا يقسم محسد على تنفيذه

ليجيب مثنى بتهكم :بربك هل تقفين معها في هذا الشرط المجنون ما الذي ينقص محسد حتى يرضى بشرط أبنتك
ليقول بعدها : كوني على ثقة سوف لن يقبل بهذا الشرط المجنون وسوف يضيع على أبنتك زوج لن يعوض
لتقول سارة :صدقني أنا لا أقف معها بالعكس أنا مع محسد وهذه نقطة خلاف بيني وبينها ولكن الخالة أم لبيد عندما سمعت شرطها شجعتها وأيدتها ووعدتها بأن تحصل على هذا القسم من محسد رغم أنفه
ومحسد يتصل بي يريد مني إقناعها بالعدول عن شرطها لان هذا الشرط معناه ضياع اكثر من 10 سنوات من أحلى سنين عمرهما في الدراسة ولانشغال عنه وعن بيته
لتقول بعدها سارة بحيرة : وندى تعد بأنها لن تقصر وأنا اقف حائرة بين الاثنين
ليقول مثنى : دلالكم زائد
عندها جاء دوي وقلت بحدة : الدلال لا علاقة له بندى مطلقا فأختك تعرف جيدا مدى تحمل ندى للمسؤولية ومدى حسن تصرفها
لتقول سارة معاتبة : أمي هل تقفين معها من اجل أن يضيع محسد من يدها
قلت لها بتأكيد : محسد لن يضيع وأن ضاع سوف يأتها من هو أحسن منه
أبنتك لا ينقصها شيئا حتى تقتنصين الفرص لها دعيها تقرر بنفسها وتحدد مستقبلها وقفي معها وليس عليها
واخبروا محسد بأن شرطها نهائي وها الموضوع يجب أن لا يطول بالمفاوضات
أما أن يوافق على شرطها ويعقدوا القران وأما أن يرفض الشرط وكل شخص يذهب في نصيبه
لتقول سارة : وهذا ما سوف يحصل فلقد مللت من هذا الوضع وخاصة أن احد اقارب والدها قد لمحت والدته بخطبتها بعد أنم عرفوا بخطبة محسد لها وينتظرون النتيجة ليتقدموا أن لم تُقبل خطوبة محسد
ليجيب مثنى: الله يكتب لها ما فيه خير لها
ولكن محسد برأي هو الأفضل
ليعم الصمت على المكان
وينصرف مثنى ليبدأ الكلام مع سارة عن خطوبة ندى بين مؤيد لشرطها وبين معارض له
دون تدخلي طبعا لأني اجد هذا الموضوع يخص أثنين فقط هما محسد وندى

انتهت النزهة
وتوجهنا الى منازلنا بأجسام متعب وأرواح مرتاحة
ما أروع الأفراح وتعب تجهيزاتها وتلك الضجة الضاحكة التي ترافقها وتلك أللألوان الزاهية من الملابس التي تتلقفها الأيدي
وتلك العيون التي تحدق ببعضها لتلتقط الجمال في كل مكان تشاهده
لتختلف النظرة بين منبهرة مما ترى وحاسد لما ترى وغير مبالية لما ترى
وجاء يوم الفرح يوم عقد قران رانية وعبدالرحمن
ابنة عبدالرحمن كانت فرحتها ظاهرة عليها حتى فاقت فرحتها فرحة والدة عبدالرحمن التي كانت فرحتها هادئة جدا لأن طبيعة هذه المرأة هادئة وليس لأنها غير فرحة
أحيانا ً من المريح معرفة طبيعة الشخص حتى لا تأخذها الظنون إلى أمور لا علاقة لها به
مع أني من مَن يفضلون الظن الحسن على الظن السيئ لأن الظن الحسن ليس بالناس بل في من خالق الناس الله سبحانه وتعالى

ربما تتسألون عن خطبة ندى
لنترك العروسة في ارتباكها بعقد قرانها
وأخبركم عن ندى القوية التي رفضت بإصرار القبول بالخطوبة ما لم يعدها محسد
بإكمال دراستها الجامعة
حاول محسد بمختلف الطرق أن يجبرها على التخلي عن شرطها
جاءني ذات يوم بلحية غير مهذبة وملامح ذابلة
استغربت وضعه الذي لايلق بمهنة العسكرية المرتبة
ولكن زال استغرابي بعد معرفتي بأجازته التي طلبها من اجل ترتيب أوضاع خطوبته التي لم ترتب مطلقا
طلب مني متوسلا ً أن اقنع ندى بالتخلي عن شرطها
وأجبته بلا مبالاة واضحة بأن الموضوع يخص ندى وحدها ويخصه هو بعدها
أن شاء القبول تمت الخطوبة وأن شاء عدم القبول ندى ليست أخر أمرأة بالعالم
وربما نصيبه بعيدا عن ندى
وأخبرته بقصد واضح عن رغبة أقرباء والد ندى في خطبتها بعد أن يحدد موضوع خطبته منها ,حتى يستطيع أن يحدد خطواته بصورة جيدة وبمعرفة مسبقة لواقع الحال
فكان الموضوع أشبه بالصاعقة حلت على رأس محسد لم يستطع الكلام ولم يستطع الصمت ولم يستطع الجلوس ولم يستطع الحركة كان يتنقل بمكانة ويحرك يده ويضعها خلف رأسه وبعدها ينزلها يحاول الكلام ويبدوا أنه أضاع الكلام
كنت أقف مذهولة ولائمة لنفسي إمامه حاولت تهدئته بقولي :كلامهم مجرد تلميح
ولكن كلماتي لم تلقى قبول لدى محسد
ولم تجعله يتكلم كل ما فعله توجه للهاتف منزلي
وضرب بعصبية واضحة على أزراره وبعد ثواني أطلق العنان للغضب الذي ملأ صدره
وعندها عرفت مع من يتكلم وبرقم من اتصل
وانتم بالتأكيد عرفتم هويته
اجل إنها ندى التي خاطبها محسد بدون سلام وأمامي قائلا : أفعليها ووافقي على غيري لتجدي كل رسائلك التي بعثتها على هاتفي في هاتف خطيب السوء الذي سوف تخطبين له
وأغلق الهاتف وأنهار بالمقعد المجاور له
عندها لم تأخني به الرحمة وقلت له :محسد اخرج من منزلي وندى حتى وأن وافقت عليك أنا من سوف تقف بوجهك
أخرج ولا أريد أن أراك ثانية منذ اليوم لا يوجد لدي أبن اخ اسمه محسد
لينهض ويقول بغضب واضح :هل تجدين ما يحدث منصف بالنسبة لي حفيدتك تريد أن تنهي شبابي بدراستها أن وافقت على شرطها
وتريد أن تنهني بقبولها لخطوبة ذلك التافه أن لم أوافق على شرطها
تجلس في منزلها تأمر وأنا اكتوي بناري وتريدين مني أن أتصرف تصرف العقلاء
وهل بقى لدي عقل لكي أتعقل
ثم قال بغضب وعناد :
لن أغير ما قلت ندى لي من غير شروط
وخرج ولم اره ثانية كل ما وصلني أن الخطوبة أوقفت دون أن تلغى
وعلت الزغاريد بدخول عبدالرحمن الذي استقبلته أبنته التي بدت أختا ً له أكثر منها ابنة
كان مشهد البنت مع أبيها مشهد رائع فلقد احتضنته وقبلت جبينه وارتمت على يده وقبلتها وسحبها لأحضانه
وتكرر المشهد مع والدة عبدالرحمن ولكن الأدوار اختلفت فعبدالرحمن هو الذي قبل جبين والدته ويدها وسط دعواتها له بالتوفيق
ثم جاء دور رانية التي لم ترفع رأسها مطلقا كانت ترتدي ثوبا اخضر بلون الفستق
مزين بقطع كرستال في الصدر ومخصر على جسدها الجميل بإكسسوارات هادئة جدا تليق بما ترتدي
تقدم منها عبدالرحمن وسلم عليها باليد لأن الحشد لايسمح له بغير هذا السلام
وجلس بقربها
ولأن الحفلة كانت بحضور محدد مقتصر على الأهل وبعض الأصدقاء المقربين
جلس عبدالرحمن مع رانية أمام الجميع كان الموقف محرج جدا لهما
لذا تقدمت سهيلة منهما وأخرجتهما الى الصالة الداخلية بعيدا عن الأنظار المركزة عليها
بيني وبينكم كنت أرى عمر عبدالرحمن كبير على رانية ولكن رغبتها به كانت توقف هذا التفكير عندي
وعندما رأيتهما معا وجدت فارق العمر غير واضح تماماً
غادروا ورافقتهم دعواتي ودعوات كل محب

تمضي الأيام ونرزق بطول عمر فيها نتمنى أن نكون قضيناه بطاعته سبحانه وتعالى
حلت علينا العطلة الصيفية والفرح يحيط بنا فعروسنا نجحت للمرحلة الرابعة من الجامعة وحدد زواجها في العطلة الربيعية

وندى الطموحة نجحت بتفوق أذهل الجميع وزاد ثقتها بنفسها وزاد في تمسكها بطموحها
وخطبتها بمحسد متوقف بالاتفاق مع العائلتين دون مشورة الخطيبين
والأسباب تعرفونها لاحقا
هل تريدون معرفة أين أنا
أنا في اطهر بقعة على وجه الأرض أنا في مكان يشرح الصدر بالفرح دون فرح مكان التفاؤل فيه عنوان والسلام فيه سكن
انه ملاذ الجميع ومنى الجميع
الجدة في مكة بيت الله الذي نشتاق له ونحن فيه ونخشى من الأيام وعلى الأيام فيه
نتمنى أن تكون الأيام طفل صغير لنهدهده وينام ولا تمضي أبدا لكي لانغادر هذا المكان الطاهر
بقى يومان ونرحل من أرض مكة وكم أتمنى أن أنام وأصحو وأرها أصبحت عمر بأكمله وليس يومان
سهيلة وسيف تكفلا بكل ما يتعلق بالهدايا بعد توصيات مني ولأني لا أريد ضياع الوقت في شراء الهدايا
أجد الوقت الذي اقضيه في الحرم المكي وقت لايقدر بثمن
دعوت الله من أعماقي أن يعم السلام على الإسلام ويرزق أبنائي وأحفادي حج بيته
ويهديهم إلى الطريق الصحيح
وأن تكون خلود وما حصل لها امتحان رباني يجتازوه برضى وقناعة
وأن يرزق سعد ولدا صالحا يكون سندا له ولابنته وأن ينسى خلود وأيام خلود تماما
هل تذكرون سعد زوج خلود
كان لي لقاء معه يوم سفري
كنا نريد أن نستقل السيارة برفقة مثنى ومودعين من قبل كل من في البيت
وقبل أن أركب نظرت الى منزل سعد ووجدته يترجل من سيارته وبرفقته ابنته وزوجته التي كانت عبارة عن قطعة سوداء
سبحان الله كان سابقاً مع خلود لايبالي بما ترتدي فعين المحب كانت لاترى الأخطاء أبدا
بدت زوجته ممتلئة قليلا
تقدمت نحوه فهو لن يتقدم نحونا أبدا لأن هناك قطعية بينه وبين أخواله هو من حددها ورفض كل طرق التواصل
ولكن قلبي يأبى أن يخضع لهذه القطيعة ومهما كان جفاءه سوف أتحمله لأن ما حصل له ليس بالأمر الهين
قلت :السلام عليكم
تقدم مني وقبل رأسي وقال : وعليكم السلام تذهبين وتعودين بالسلام وعمرة مقبولة بأذن الله
شكرته ودعوت لله أن يرزقه حج بيته وتقدمت زوجته وسلمت بحفاوة بالغة ويبدوا من صوتها أن أحوالها مع سعد أصبحت بأحسن حال

إجابة بكلمة واحدة :آمين
قلت : يبدوا أن هناك ضيفا قادم لكم واخ لرفل سوف ينافسها في محبتكم
لتجيب تبارك بمرح: رفل لن يأخذ مكانها احد سواء كان صبي أو فتاة
أجبتها :حفظك الله يا أبنتي وجزيتي خيرا وسهل الله عليك والدتك ان شاء الله ورزقك بر من تلدين بأن الله
لتجيب بخجل واضح بصوتها : الله يحفظك جدتي
اكتفيت بهذا المقدار من الحديث لأني لا أريد أن أتكلم أكثر فأثير الجرح الذي بدأ يندمل
فوجه سعد المشرق وتحسن حاله الجسدي والنفسي وعلاقته مع زوجته التي تبدوا في أحسن حالها
كلها أمور تؤكد أن سعد بدأ يتماثل للشفاء من مرض اسمه خلود

انتهت اليومين بسرعة كنت أخشاها وها نحن نطير إلى وطننا وكلنا شوق له ولمن فيه وكلنا شوق بالعودة الى الديار المقدسة ثانية
مع أرض مكة يختلف الشوق تماما نرى أنفسنا لانعرف أولويات الشوق كيف تكون فنحن نرغب بالبقاء فيها ونرغب بالعودة لوطننا
فهنيئا لكم يا ساكنيها ويامن اتخذتموها وطننا
كان الاستقبال في المطار من قبل رجال العائلة الذين انظم لهم عبدالرحمن
الذي تقدم مني ومن سهلية وقبل كل منا على رأسها
لتتفوه سهيلة بكلمات جعلتني اضحك عليها
فما أن ابتعد عبدالرحمن
حتى قالت سهيلة :يشعرني وكأني تجاوزت ال 80 عندما يلقى السلام علي
اجبتها ضاحكة :أطال الله عمرك بطاعته وتتجاوزين ال80 بأذن الله
لتشهق شهقة قوية وتقول : الله يحفظك خالتي 80 كثير جدا علي
الخير فيما اختاره الله
كانت جدتي تقول هينة لينة وبالفعل رزقها الله ميتة مثلما كانت تردد
فلقد توفاها الله وهي نائمة نامت كعادتها كل يوم ولم تستيقظ لصلاة الفجر
وعندما تفقدناها كانت الروح قد غادرت جسدها منذ ثلاث ساعات
رحمها الله
قلت :رحمها الله ورزقنا ميته مثلها أصابت جدتك بقولها هينة لينة


لينقطع حديثنا بمزمار قوي من سيارة مجاورة لسيارتنا وفيها كل من ماجد وحارث الفرحين بعودتنا بطريقتهم الخاصة

كانت أجواء الاستقبال في المنزل رائعة
واستمر توافد الأقارب الذين يهنئوننا بالعمرة وبسلامة الوصول لمدة أسبوع
قضيتها في منزل سيف حتى نسهل أمر زيارة الأهل والأصدقاء
كان أسبوع رائع
إبطاله رانية وعبدالرحمن ومثنى الذي لم يكف عن إزعاجهم
فما أن يأتي عبدالرحمن حتى يدخل مثنى المنزل بتوقيت عجيب ويجلس بقرب عبدالرحمن ويأمر رانية بالمغادرة لان لديه كلمة سر لعبدالرحمن
كل هذا يحدث على مرأى ومسمع منا في كثير من الأحيان
وبعد أن تحرج رانية بتذمر واضح وبأعتراض مباشر من عبدالرحمن
يبدأ مثنى بمزحه الذي ينتهي بطلب يد أبنة عبدالرحمن والحجة انه يريد بديل لابنة أخيه الحسناء التي سوف يحضا بها عجوز مثل عبدالرحمن

ومن حسن الحظ أن عبدالرحمن يعرف مثنى جيدا فشخص لايعرف طبيعية مثنى كان من الممكن أن يأخذ كلامه على محمل الجد وينتهي المزح بزعل

أحيانا ً يتدخل سيف مؤنبا مثنى قائلا له : ألا تكبر ألى متى تبقى هذه تصرفاتك دع الفتاة وزوجها
هل تعتقدون أن مثنى يبالي بالعكس يقول : وهل تتوفر فرصة كهذه أزعج بها عبدالرحمن وأبنتك ضحية زوجها الذي كان لا يقل إزعاج عني سابقا

ليكتفي سيف بهز رأسه دلالة على يأسه من حالة مثنى

وفي هذه الأجواء الهادئة السعيدة
شقت صرخة أربكت السكون وخلخلت أركان السعادة لتعيد الذكرى من جديد وفي نفس العائلة ولكن بشكل مختلف
عدت الى منزلي وبعد أسبوعين
دخلت علي مريم وهي تصرخ وتلطم على وجهها وتقول :لما أنا يا ألاهي لما أنا
أحمدك وأشكرك أحمدك وأشكرك
حاولت تهدئتها لأعرف منها ما حصل قلت : مريم اهدئي واستغفري الله كل ما يحصل لنا هو اختبار رباني قولي استغفر الله وسوف يجدك الله فرجا
لتقول بصوت خافت لايخلوا من الشهقات :استغفر الله وأتوب أليه
وتبدأ بتكرارها دون توقف وتركتها تستغفر ربها حتى تهدأ
لتكتمل العائلة بتواجد إبراهيم الذي كساه الهم وعلا الوجوم وجهه وجلس على الأريكة بالقرب من مريم التي اتخذت الأرض مجلسا لها
ولم يتكلم مطلقا اكتفى بوضع يده على كتف مريم التي بدأت تبكي بكائنا ً يقطع القلب


قلت بتساؤل : الايوجد من يحترم كبري ويقول لي ما حصل هل مات احد هل مرض احد
اخبروني فأن اتقطع وأنتم تلوذون بصمتكم
ليجيب إبراهيم :وهل يوجد لدى بيت إبراهيم سوى سوء الإخبار وصوت البوم بالدار
فبعد مصيبة كنت أظنها مضت ولن تعود
عادت المصيبة بشكل مختلف وبوضع مختلف ....
وانقطع كلامه
ولم أتمالك نفسي ماالذي حدث وما هي المصيبة الجديدة ولمن هه المرة
لم أجرؤ على السؤال
لذت بالصمت ولسان حالي يدعوا الله بصدق بأن ينقذ هذه العائلة ويسترها في الآخر مثلما سترها في الأول
إلى أن قطع الصمت هاتف إبراهيم
أجاب قائلا : وعليكم السلام
ليقول بعدها : لاعليك أختي كوني واثقة بأن الغلط سوف يُصلح ولا تتعجلي وتخبري أحد سوف نكون عندكم خلال هذا الأسبوع
ليغلق الهاتف بقوله : حفظك الله
لتنهار مريم وتبدأ با لبكاء واللطم على وجهها
ليوقفها إبراهيم ويمسك بيدها ويقول لها رددي معي :قدر الله وما شاء فعل حسبي الله ونعم الوكيل
لتردد معه بشهقات لاتنتهي وبكلام بالكاد يميز
كل هذا يحدث أمام عيوني المراقبة وقلبي الذي اشعر به يتمزق من الخوف على من هم أمامي وعلى ما خلف هذا البكاء والعويل ولا زلت أخشى السؤال
ولكن إلى متى
شجعت نفسي بقراءة أية الكرسي و ألم نشرح صدرك
وقلت : هلا أعرتموني انتباه ووضحتم لي ما يحدث
وقلت بتوسل : أرجوكم قلبي لم يعد يقوى على تحمل الصدمات
ليجيب أبراهيم وهو منكس الرأس :أن لم نفضح بسبب خلود
سوف نفضح بفعلة ماجد
اجبت بتساؤل خائف :ومابه ماجد وعن أية فضيحة تتكلم
ليجيب أبراهيم بقصة طويلة كاد رأسي ينفجر من وقعها عليه
عندما حلت مصيبة خلود أغمى علي لمدة أسبوع هرب عقلي من استيعاب المصيبة
ولم يتغير الواقع صحوت ووجدت المصيبة حقيقة يجب مواجهتها

ماجد أيها المجنون أهذا أخر طريق لهو الشباب ومرحهم

خرجوا بحزنهم وتركوني بهواجسي التي أحالت فراش السرير البارد الى أشواك ملتهبة
ظننت لوهلة أني أشم رائحة حريق اعتقدت انه من فراشي الذي احترق بكثرة تقلبي
ولكن الرائحة شيئا فشيئا تتضح
ألى أن ميزتها ونهضت بحذر من فراش ِ وفتحت باب غرفتي بحذر
لتزداد قوة الرائحة
اقتربت أكثر من الصالة لأجد من افترش الأرض في الظلام وهناك جمرة حمراء يزيد الظلام لمعانها
لا أدري من أين أتتني الشجاعة حين قلت :من هنا
ليأتني صوته الهادئ جدا يقول :هذا أنا جدتي
عرفته انه ذلك البائس الذي أضاع نفسه وهرب بعد أن رفع صوته على والديه
اغضب الله بفعلته الأولى وأغضبه بعقوق والديه
اقتربت من مفاتيح الإنارة وفتحتها
ونظرت الى ذلك الجالس الذي لم يغير جلسته ولم يترك تلك المحرقة من يده
على الأقل احتراما لجدته لم أجادله في هذا الموضوع لان موضوعه وما به اكبر من أن افتح معه عتاب حول تلك المحرقة
جلست على لأريكة المقابلة له دون كلام فأنا لا أريد أن افتح معه الموضوع حتى لا يأخذه العند ويهرب من منزلي كما هرب من منزل والده
انتهت المحرقة وأطفئها في علبتها التي مُلئت بأخواتها المنتهيات هذا المجنون دخن علبة كاملة ولا ادري كم الوقت الذي استغرقه في إكمالها
هداه الله
التفت لي قائلا :عجيبعجيب الايوجد لديك كلام توبخيني به
قلت لها ببرود أكتسبته من تلك السنوات التي قضيتها بسبات :ومافائدة التوبيخ والكلام والفعل حصل وانتهى اليوم نبحث عن حل وليس عن كلام توبيخ
أجاب :والحل هو الذي قاله أبنكِ يريد أن أتزوج من اتهمتني بانتهاك ِ لشرفها
قلت له باستياء :احترم نفسك فأبني هو والدك و واجب عليك احترامه
الفتاة لم تتهمك والدتها شاهدتكما في منزلهم وفي منتصف الليل وفي الحديقة الخلفية
لو رآكما مجنون لظن الظنون بكما فكيف بأم ترى أبنتاها بهذا الوضع
ليجيب باستهزاء : لم اكسر لهم باب ابنتهم هي من فتحت الباب وبدل أن تعاقب الفتاة وتربى من جديد تأتي إلام بكل قوة عين وتقول أستروا على أبنتي لأن ابنك انتهك شرفها
ليقول باستهزاء واضح : ونعم الام ونعم التربية للابنة خططوا وكنت أنا الضحية
أجبته :وأنا كان في الموضوع تخطيط فأنت الأحمق الذي وقعت فيه حذرتك من تهاونك في شرف الناس حتى جاء اليوم الذي سوف يفرض عليك الزواج من اجل تصحيح خطأ أنت بريء منه هذه نتاج خطئك عليك تحمله
ليجيب بعصبية :أبنك يريد أن يصحح ماحصل لخلود بتلك البائسة رؤى ولايهمه مايفعل بي
جدتي اقسم لك ِ لم أنتهك شرفها هو مجرد لقاء لم يحصل به شيئا والدتها فاجأتنا بطريقة وكأنها متفق عليها بين الام وأبنتها
جدتي أتوسل أليك أن تقفي معي اشعر وكأني طريدة تم اصطيادها من قبل صياد لايعرف قيمتها
جدتي هذه الفتاة لعوب حصلت على رقم هاتفها من احد أصدقائي هل تعرفين معنى أن تكون زوجة لي
لينهار باكيا ويقول :جدتي أنقذيني تكلمي مع والدي اخبريه أني لست مذنب
اخبريه أنهم اصطادوني ولم افعل للفتاة شيئا ً
اجبته بهدوء :مافائدة كلامي امام دموع ام الفتاة ودخولها بيت والدك وتنتخي به لإنقاذ شرف أبنتها وتقول له لا املك سوى حلين أما أن يتزوج أبنكم الفتاة او أن اخبر والدها فيدفنها لينتصر لشرفه
وأب مثل أبيك يعرف معنى الشرف المنتهك كيف تعتقد سوف يكون تصرفه
ليجيب بمرارة : يضعني تحت قدميه من اجل أن ينتصر لروح تلك الخائنة
ليقول بحرقة وغضب :خلود أيتها الخائنة البائسة احترقي بنار جهنم الأبدية اثارك سوف تبقى تحدد حياتنا الى الأبد
قلت بغضب :استغفر ربك واطلب لها الرحمة ما حدث نتاج عملك لادخل لخلود به
فلو لم تدخل بيت الفتاة وتواعدها سر لما حصل لك ما حصل
ليجيب بقسوة :لا رحمة لها ولاغفران اسكنها الله نار جهنم لاتخرج منها
لذت بالصمت فزيادة الكلام تجعله يزيد في كلام لا داعي له
ليقطع الصمت بقوله :جدتي ارجوك دانية لا تستحق ما سوف يحصل لها
جدتي دانية حبي الوحيد وأنا اعرف جيدا أنا قلبها وعقلها كلاهما مشغول بي
جدتي لاترحمني ارحمي دانية واقنعي والدي بتغير رأيه
جدتي حتى طريق الهروب قطعه علي
فهو أن لم أتزوجها تزوجها هو وحرق قلب والدتي
وأن تزوجتها حرقت قلبي وقلب دانية
ليقول بتوسل :جدتي ارحمي ضعف قلب دانية جدتي بحق الله ارحميها

دانية كيف غابت عن تفكيري تلك التي تعلق قلبها بهذا المتهور كيف سوف تتقبل واقع يقول
أن الحبيب لن يكون لها قبلت بهي خائنا ً من اجل أن تحافظ عليه حبيب
فهل سوف تقبل به بهذا الوضع ؟!!!!!!

غلطة الشاطر بعشرة مقولة من قالها اخذ عليها درجة عشرة من عشرة
ماجد ذلك الذي كان يظن أن قلوب العذارى ملعبه الذي يبرع في اللعب فيه
فبين لعوب يحسن التعامل معها وبين خجول يستمتع في أزاله خجلها
وبين شريفة جعلها آخر موانيه واسكن حبه الصادق لديها
وقع في فح نصبته ام وجدت فيه زوجا مناسبا لابنتها يستطيع أن يصحح اعوجاج تربيتها التي لم تستطع تصحيحها لروح التمرد التي سكنت الابنة

نعم أصبحت مقتنعة تماما أن ماجد الذكي كان ضحية مخطط إلام وأبنتها
ولكن يدا الجدة هذه المرة مقيدة ومساعيها لم تنجح
دموع تلك المرأة أعادت ذكريات مقيتة لمنزل إبراهيم ,وضعف إبراهيم بهذا الموقف
جعله لايسمع صوت العقل الذي يصرخ بوجهه سوف تظلم أبنك

وعُقد اجتماع الأخوة في منزلي حتى يمنعوا فضول النساء من اقتحام اجتماعهم
اجتمعوا أبنائي وأن أتوسطهم في صالة منزلي التي بدت صغيرة بحضورهم
هذه أول مرة اكتشف بها فداحة غلطتي في التخلي عن بيت العائلة
ولكن قدر الله وماشاء فعل الحديث بما مضى يجلب الحزن والآسى لذا
دائما اردد قدر الله وما شاء فعل

ابتدأ مثنى الكلام بجدية تبدوا هجينة على مثنى :إبراهيم هل ما تريد فعله معقول
هذا رجل وليس فتاة تريد سترها وأن رأتهم والدتها برفقة أبنك هذا موضوع يجب أن تتستر به أم الفتاة بدل أن تأتي باكية فاضحة لنفسها ولأبنتها
إبراهيم يلفه الصمت
أجاب سيف : أن زوجته آياها لا اريده في المنزل اشتري له منزل او اسكنه في الشقة التي فوق المحلات
اسكنه في أي مكان ألا المنزل لدي بنات ويكفي ماحدث
عندها تكلم أبراهيم بعتب قائلا :فعلا يكفي ماحدث فبين أبنه ***** و أبن متهم بانتهاك شرف على عائلة إبراهيم أن تنفى
ليقول بهدوء: الحمد الله والشكر :ألاهي لم أقصر ولكنه أمرك ولا اعتراض لي عليه
ثم نظر لإخوته وقال : احكموا وعلي التنفيذ وما تريدون سوف يحصل باستثناء إلغاء الزواج
أجاب يوسف :إبراهيم نحن معك ولايوجد من ينفيك كل مافي الأمر أننا نريد أن نمنع خطأ تريد أن ترتكبه بحق أبنك
فتاة تواعد شاب وتفتح له الباب في منتصف الليل
بربك كيف تؤمنها على شرف أبنك ومنزله
أجاب إبراهيم بثقة : أنا من سوف يصلحها بأذن الله سوف أرى بها خلود وأنشئها من جديد
ليقول بعدها :اعرف انها مخطئة وأنا اغفر لها خطئها فبين عائلة معروفة بثرائها وام ضعيفة الشخصية وأب قوي الشخصية وإخوة يظنون أن أختهم مثال للفتاة الشريفة ودائما الأهل آخر من يعلم هذا أن علموا
ضاعت هذه الفتاة وأنا بأذن الله من سوف يمنع ضياعها أكثر
أجاب مثنى باستهزاء : ما شاء الله علي أن ابحث عن فتاة لعوب وأتزوجها لكي أصلحها واحصل على ثواب إصلاحها واكسب من وراء هذا الإصلاح ابناء
يشار لهم بالبنان لان امهم ******
ليقول بحد :إبراهيم تتكلم عن مجتمع فضيلة والمجتمع الذي نعيش فيه لاعلاقة له بمجتمع الفضيلة
هل تعتقد أن ابنك يستطيع أن يخرج من المنزل عند زواجه بها
افهم أيها الرجل أبنك تعرف عليها عن طريق صديق له قضى معها أيام وليالي عبر الهاتف وربما واعدته مثلما واعدت أبنك
إبراهيم ما تفعله سوف يهز أركان العائلة
ليقول بتجريح واضح : لقد سترنا الله لخير فعلناه او لخير فعله والدنا وأنت تسعى لفضيحتنا اتقي الله بنا يا إبراهيم يكفي ما حصل لنا بسببك وبسبب أبنتك
ليكمل بحرقة :
أبن اختنا الوحيد أصبح غريب عنا ولا يرغب برؤيتنا
وتريد أن تكمل مآسينا بإضافة فرع متعفن إلى عائلتنا
أجاب إبراهيم بهدوء : هل أنهيتم كلامكم
كان الصمت هو الجواب
ليجيب إبراهيم : بعد أسبوع كلكم مدعون لحفل زواج ماجد أن لم يكن حفل زواج ماجد فهو حفل زواجي
نهض الثلاثة
وغادروا منزل
وقبل المغادرة نظر سيف لابراهيم وقال : ليتزوج من يشاء ولكن زوجته لاتدخل هذا المنزل مطلقا ما حيت
وبعد مماتي سوف أوصي بهذا الأمر ومن يريد أن يخالف الوصية فهذا شأنه
وأنصرف وبقيت أنا وإبراهيم وحدنا
نظر إلى جهتي قائلا : أمي لما لم تتكلمي
أجبته بهدوء :ماذا أتكلم كل ما أردت قوله قد قيل فما فائدة الكلام مع إصرارك
أجاب بحسرة :أمي أبنتي سلمت شرفها وهي متزوجة وقتلت بلحظة غضب أعمت الجميع
هل تريدون أن أرى خلود أخرى تموت وأنا مكتوف اليدين
أريد أن أنقذ الفتاة من براثن العار وأنقذ أهلها من ذل العار حتى وأن كانوا لايشعرون به الآن
أجبته بمرارة :والضحية أبنك البكر وتلك المسكينة دانية التي تحملت الكثير من اجل أن يكون ماجد في النهاية زوجا لها
أجاب بهدوء :الله سوف يعوضها خيرا منه
إما هو فهذا جزائه ,أمي مهما تكلمت لن تشعروا بما داخلي ولن أستطيع أن أوصله لكم
كل ما أستطيع قوله أريد أن احصل على الراحة وراحتي في هذا الزواج
أجد فيه ضارة نافعة لعلي بها اكفر عن ذنوبي
لذت بالصمت لأن الكلام مع مثل هذا الإصرار أجده مضيعة للوقت والجهد
لتدخل دانية بعيون دامعة وتوجهت مباشرة إلى حيث يجلس إبراهيم


وقبلت يده وبتوسل قالت :عمي عاقبه بما شئت ألا هذا الزواج
وعادت وقبلت يده وهو يسحبها :عمي أتوسل بك عمي ارحمني وأرحمه
عمي رؤى في مدرستنا وكل من في المدرسة يعرف أخلاقها
يكفي أن تسأل حارس المدرسة ليخبرك عن تصرفاتها ووقاحتها
لم يجبها إبراهيم كل ما فعله قبل جبيناها وقال :أنت فتاة صالحة سوف يرزقك الله خيرا من ماجد فهو لايستحق فتاة مثلك
لتجيب بجراءة :ولكني لا أريد غيره
وقبل أن تكمل جملتها سحبتها يد سيف من شعرها وأسقطتها أرضا ً
وحصل ما لم يكن بالحسبان تشابك الإخوان
سيف يحاول سحب دانية وإبراهيم يقسم أن ضربها لن يحصل خير
وبينهم أنا أقف متوسلة أن يكفوا عن ما يفعلوا احتراما لأنفسهم أولا
ولي ثانيا
ولكن عند الغضب تُلغى الاحترامات
ليشتد المشهد بدخول ماجد الذي ما أن رأى انهيار دانية وحالة والده وعمه
حتى أطلق سراح صوته وصرخ بأعلى صوته :دانية لي لايوجد من يمنعني عنها
لن تتزوج غيري ولن أتزوج غيرها
عندها أتفق الأخوان
وابتدأ سيف بالكلام قائلا :نجوم السماء اقرب لك لو كنت آخر رجل بالعالم لن أزوجك أبنتي
لينظر إلى حيث جلست دانية تحتمي بي باكية :ادفنها حية ولا أزوجها إياك أيها ******
لتنتحب دانية ببكاء حاد
وجاء دور إبراهيم الذي أيد كلام سيف بقوله :وأنا احرص منك على عدم زواجهم دانية جوهرة وأبني لا يؤتمن عليها
ليصرخ ماجد :لن أكون تحت أمركم اخطفها ولن تستطيعوا أن تقفوا بوجهي
كان نصيبه كف قوي من والده
أسقطه أرضا وبعدها أمسكه وسحبه خلفه
وماجد سكنت مقاومته
اما دانية فكانت تكتم شهقاتها وعيناها لم تكف عن التقاط تفاصيل ماجد
حاول سيف تكرار مشهد ماجد مع دانية
ولكني تدخلت بقوة وقلت له لن تخرج من منزلي تبقى عندي معززة مكرمة
وأنا من سوف أوصلها لمنزلك
حاول لأعتراض فقلت له بحدة :يكفي تقليل لاحترامي
كان الخروج من المنزل جواب سيف
بقاء دانية بأحضاني ارجع لي ذكرى تلك التي لجأت الى حضاني وكان مصيرها الموت فيها
احتضنت دانية أكثر وشهقات تمزق قلبي لا أملك حل لها
ماذا أقول احتار عقلي في تشكيل الكلمات المناسبة
وبكائها يربك أفكاري لذا لذت بالصمت إلى أن توقف بكائها
ورفعت رأسها ونظرت باتجاهي تطلب مني أتكلم
آه أه صغيرتي ماذا أقول فكلامي لن يفيدك ولن يحل مشكلتك لأنه لن يتوج حبك بالرباط المقدس
أمام الحاح عينيها قلت :دانية الله وضع في كتابه عبرة لكل شيء وأن فتحنا قلوبنا للقران تشربت عقولنا وقلوبنا بالإيمان
اعرف جيدا ً أنك تقولين ان جدتي كبرت وأصبح لا هم لها سوى المواعظ
ولكن اسمعيها مني كلمة وتذكريها جيدا القرأن وما فيه من حكم ربانية لايرتبط بعمر محدد فهو لكل الأعمار والأيمان أن زرع بالقلب يصون الصغير والكبير عن فعل الخطأ
ولكي تصبري نفسك تذكري قوله تعالى ]بسم الله الرحمن الرحيم ({وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216]}.

دانية يأبنتي ما تمرين به صعب ولكنه واقع يجب أن تتعاملي معه بواقعية بعيدا ً عن العواطف ماجد لن يكون لك ِ أبدا
أجابت بإصرار :أقبل أن أكون الثانية ثم تقدمت مني وأمسكت يدي وقالت :جدتي أتوسل لك
ثم أخذت يدي وقبلتها قائلة :جدتي لن أستطيع العيش جدتي اشعر باختناق وانفاسي تضيق علي
جدتي كيف أعيش دون ماجد جدتي ماجد هو أنفاسي هل يوجد من يحيا دون أن يتنفس جدتي أتوسل بك ِ
كل هذه الكلمات كانت ترددها دون توقف وأن ألوذ بالصمت وتارة اقبلها على وجنتيها وتارة على جبينها وتارة أخذها بأحضاني الغادرة
وهي تكرر جدتي لن أستطيع العيش دون ماجد
يالة قسوة أحضاني التي تُميت كل من يلجئ لها
قلت لها بعد أن رفعت رأسها :دانية ماجد صفحة وانطوت والدكِ لن يقبل به زوجا لك أبدا ً و والده لن يرتضي لك زوجا مثله
دانية أباك وعمك يريدان لك الأفضل
أجابت بصراخ :هما يريدان الموت لي
جدتي سوف أموت كوني واثقة بأني سوف أموت
قلت لها بحدة :دانية استغفري الله فالموت أمر رباني لا تستهيني به
لو كل شخص قال عن نفسه بأنه سوف يموت لكانت جدتك أول الموتى بعد وفاة جدك
دانية استغفري الله وتعقلي ماجد صفحة وانطوت لا أمل في رجوعها
وتركتها تبكي لوحدها وتقتنع بواقعها
ونهضت وتوجهت لغرفتي وتناولت هاتفي وطلبت من رانية الحضور
وحضرت رانية
واقتربت من أختها واحتضنتها وعادت الثانية للبكاء
وفعلت رانية ما عجزت عنه فلقد بدأت بالكلام معها عن وضعها مع ماجد وعن سهر الليالي وكيف كانت أحياناً تقضي الليل بأكمله تدعوا الله أن يجد لها حلا ً في علاقتها مع ماجد
فأجابت دانية بانهيار وبكاء :رانية لم أكن اقصد حلا ً مثل هذا
واخذت نفس وقالت :رانية كنت اقصد أن يتعقل ماجد وتنتهي خطوبتنا بالزواج
وضربت وجهها وقالت :لم أكن اقصد الفراق دون لقاء لم أكن اقصد هذا الحل
ثم رفعت يدها إلى السماء وقالت :ألاهي الموت أرحم ألاهي الموت أرحم
لم يتحمل قلبي هذا المنظر فانصرفت دون كلام وتركت الأختين
وبمرارة ذقت طعم الفشل
أستغفر الله وأتوب أليه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&



سبحان الله والحمد لله ولاأله الاالله والله آكبر


وتم عقد القران على أنغام بكاء مريم ودانية وفرشت الأرض ببساط احمر من نزف قلب ماجد ودانية
العيون كلها حزينة ألا عينا إبراهيم التي بدت مختلفة وهناك بريق فرح سكن فيهما
وافق على أسكان ماجد في شقة بعد الزواج رغم توسلات مريم ألا انه لم يبالي بها
فكل شيء يقابله شيء الإخوة قبلوا بالزواج بشرط والشرط مغادرة ماجد أسوار الدار

اما أهل العروس لديها أخوة واحد منهم يكفي لكبح جماح عشرة أخوات
عندما رأيتهم تبادر لذهني سؤال كيف استطاعت أن تتمرد هذه الفتاة وهي لديها أخوة أشبه بالسور
5 أخوة شكلوا حلقة حولها وحول ماجد محبتهم لها واضحة وضوح خيوط الشمس في صباح ٍ مشرق لا أدري كيف طاوعها قلبها أن تجعل من إخوتها موضوع يتندر به الشباب
عندما تذكر الأخت اللعوب ليقال هؤلاء هم أخوتها
اما الأم فهي أبنه أكثر منها أم الفتاة تأمر وتنهي و والدتها ما عليها ألا السمع الطاعة
هل تبادلت هذه الأم مع أبنتها الأدوار ونست تبادل الإشكال
ام ضعيفة جدا ً وأبنه جميلة جدا تكبر ماجد ب 5 أشهر ولكنها بنفس مرحلة دانية
لاتوجد مرحلة دراسية لم تتأخر بها
هذا الزواج محكوم عليه بالفشل من كل نواحي وتبقى قدرة الله هي من تسيره
انتهى الحفل مثلما أبتدأ
قد تتساءلون كيف حضرتي الحفل أقول لكم حضرته لكي أقف بقرب مريم وإبراهيم
بعد أن تخلى الجميع عنهم سيف حضر وما أن انتهى عقد القران انصرف متحجج بعمل ضروري ويوسف حضر وغادر مع سيف لنفس السبب
وكانت المفاجئة مثنى رفض الحضور
أما النساء كان لدي أمل بتعقل سهيلة ولكن دموع دانية لم تعطي مجال لسهيلة بالتعقل
وسندس لم تستطع مخالفة رأي مثنى
اما ساهرة فهذا هو وقت الربيع لديها لتخرج ما في جوفها من كلمات تخرج لكي تلدغ وتقتل
لم تتوقف مطلقا عن أبداء رأيها فيما يخصها ولا يخصها
ومريم غير مبالية بها فما فيها يكفيها
وأنا لا ينقصني ألا ساهرة لذا تركناها وشأنها مع المدعوين من أهل العروس و والدة العروس
ركبنا السيارة متوجهين الى المنزل
أنا ومريم وإبراهيم وماجد هو من يقود
اما ساهرة فلقد اتصلت ب يوسف ليقلها
كانت أجواء السيارة هادئة حزينة وفتح الحوار إبراهيم قائلا لماجد :أتقي الله فيها وعاملها بالحسنى
ليجب بصوت غاضب مكتوم :لارحمني الله أن اتقيته بها سوف اجعلها تحلم بكلمة طيبة مني
ثم قال بمرارة :لقد جعلتني أضحوكة لكل من هب ودب الكل يتحدث عن ماجد الأحمق الذي أرتبط بتلك التي رقم هاتفها بتناقله الشباب
ليصرخ به إبراهيم :هل جننت من تتكلم عنها زوجتك عرضك تعقل أيها المجنون واثبت أنها في عصمتك شيء وفي رعاية اهلها شيء
ليجب بلا مبالاة:وما شأني بها فلتذهب ولتفعل ما تشاء
ثم اطلق صوت أستهزاء وقال :هذا ما ينقصني أن أراقب تصرفاتها وأن أتعب نفسي في معرفة ما تفعل
لديها خمس أخوة عندما رأيتهم وأنا الشاب خشيتهم
وهي الفتاة استطاعت اللعب بشرفهم
ثم كرر صوت الاستهزاء وقال : وأنت تريدني أن احكمها ,رؤى أن وضعتها في برج دون أبواب تستطيع أقامة علاقة مع الشباب وهي محبوسة فيه
أسألني أنا عنها
عندها قال أبراهيم :أستغفر الله وأتوب أليه
ليقول ماجد : تريد أن تعيد تربيتها ضحيت بي من اجل ابنتك الخائنة ومن اجل رؤى الخائنة
رضيت لي زوجة مثلها ولم ترضى لي شريفة مثل دانية هل كتب لنا ان تسكن ****
بيتنا
لتصرخ مريم به : اصمت أنت أخر من يتكلم أنت من جئت بالرذيلة لمنزلنا أنت من جئت بها لمنزلنا
كفاك ذكرا ً لخلود دون أن تقول رحمها الله هذا الذي أنت فيه هو نتاج مافعلته يداك بخلود وبغيرها قتلت أختك دون تمنحها فرصة للتوبة ودون أن تمنحني فرصة الكلام معها وأقدم النصح لها او أوبخها او حتى أضربها حتى تعلن توبتها
وبدأت نوبات شهقات مريم ولكنها لم تكف عن الكلام
لتأخذ نفس وتقول : تذوق طعم العار في منزلك ولن تستطيع قتله فهذه ليست خلود هذه أبنة الناس هل سوف تقتلها
احرص على أن تصلحها فلن يفيدك تجاهلها او أن تدعي بأن لاشأن لك بها
هذه زوجتك التي لن أسمح لك بأن تطلقها
يكفي فضائح يكفي مشاكل يكفي فراق ,من يدخل عائلتي لن أسمح له بالمغادرة ألا بأذن الله
ليقول ماجد بتهكم :لن تستطيعون التحكم بي فأنا مطلقها حتى وأن كان طلاقها مقترن بموتي اختار الموت وأطلقها

عندها قاطعه أبراهيم قائلا : لا تتكلم كلام اكبر منك الطلاق موضوع لن تقدم عليها مطلقا
زواجك بعد أسبوعين أستعد له لاينقصك شيء فقط اهتم بنفسك
ليفاجئنا ماجد بإيقاف السيارة وركنها على جنب ويترجل منها مسرعا ً تاركا ً والده يأخذ مكانه
عندها خرجت من صمتي قائلة :
ألم تستطيعوا تأجيل هذا الحوار حتى تهدأ الأمور ويتقبل أبنكم وضعه الجديد لما تحاولون تصعيب الأمر عليه عقد القران وتم وحصل لكم ما أرتم لما تضغطون عليه تريثوا قليلا
ليجيب إبراهيم بهدوء :أمي أنتِ لا تعرفين ماجد أن أعطيته وقت سوف يفكر بألف خطة ويتملص من مسؤوليته لذا لن أسمح له بالتفكير
الفتاة وأصبحت زوجته ووضعنا المادي جيدا جيدا فما الداعي لهذا التأخير
عندها قلت : وهل أعمارهم مناسبة لفتح بيت
ليجيب أبراهيم :مناسبة جدا هناك اصغر منهم استطاعوا فتح بيوت وتحمل مسؤولية
وأنا لن أتركهم مطلقا فالفتاة أبنتي أكثر من ما ماجد ابني
أجبته :أبراهيم أنا لاتنقصني الخبرة حتى أعرف ان هناك من هم أصغر من ماجد ورؤى فتحوا بيوت وتحملوا مسؤولية
ولكن هل أبنك الرجل الطفل وتلك المرأة الطفلة بهذا التهور الذي هم فيه أهل لفتح بيت مستقل
بني الفتاة أصبحت أمانة في رقبتنا أن حصل لها شيء أهلها سوف يحملونا مسؤوليته فهم لايعرفون عن أبنتهم شيء سوى انها الفتاة المؤدبة المدللة بينهم
عندها أجاب ابراهيم قائلا :امي عندما جاءت والدة الفتاة تستنجد بي من اجل سترها
لم أتجاوب معها عبثا ً
استخرت الله وتضرعت له أن كان في هذا الأمر خيرا فيسره لي ولعائلتي ولابني
ورغم كل المعارضات التي واجهتها ألا أن هناك سكينة ملئت قلبي ولم تبرحه منذ أن قررت ارتباط ماجد بها
وتوكلت على الله وتقدمت لخطبتها رغم هروب ماجد ورفضه التام للخطبة
كنت واثق بربي أنه سوف يهدي ماجد ويجعله يوافق على هذه الخطبة
ولم يخب رجائي بربي وجاء ماجد وهو موافق على الخطوبة ورافض للزواج
وعندها قال بثقة : وأنا واثق أن الله سوف يجعله يقبل بالزواج بأذن الله
ماجد عصبي متهور ولكنه ليس صعب الانقياد
عند غضبه تجدينه شاب عاق لوالديه ولكنه عندما يهدأ لن تجدين شاب طوعا لوالديه مثله
قلت له : ونعم بالله ما خاب من أتكل عليه وجعل الله مافعلت في ميزان حسناتك
نادر جدا ما أقدمت عليه
أجاب إبراهيم بمرارة : وهل ما مررت به ليس بنادر أب يستيقظ من نومه ليجد أبنته
قد تخلت عن شرفها و ........
ليتوقف عن الكلام بعد أن توسلت به مريم قائلة له وسط شهقاتها :ابراهيم ارجوك كفى كفى ألن ينتهي هذا الكابوس
خلود خلود كل من ارتكب ذنبا الصقه بخلود ابراهيم كفى ذكرا لها قتلت وانتهى امرها لا أريد أن تذكر امامي بالشر أبدا ما دمت حية كفى تجريجا لمشاعري ارحموني فأنا ام شهدت موت أبنتها بقسوة رغما ً عنها
لو كان موتها ميتة ربانية لكان الوضع ارحم لكان الوضع ارحم
لتنتحب وتقول الاهي ارحمني وضعت يدي على يدها وقلت لها :مريم استغفري الله وادعي لها بالرحمة
اجابت من بين شهقاتها :أنا لا اكف عن الاستغفار ولا اكف عن طلب الرحمة لها
ولكن الكل يلومني أن لم يكن بالنظرات فبالكلام وبعد ماحصل من ماجد
اصبحت متهمة بكوني أسوء ام مربية على وجه الارض
وزاد بكائها وهي تقول لم اقصر معهم لم اقصر كان تقصير الوحيد أني وهبتهم حرية وتعاملت مع خلود كأمراة وجعلتها صديقة لي لم ابخل عليها لا بالنصيحة ولا بالمزح شاركتها همومي وشاركتني همومها كنت اعرف انها لاتحب سعد وكنت واثقة بأن سعد بحبه سوف يستطيع أن يملك قلبها
لم أستشعر نواياها لم استشعر تغيرها لم انتبه صدقوني لم انتبه كنت أراها زهرة سعيدة إمامي لم أرى أي تغير عليها
اخبروني هل هناك أم تشك بتصرفات أبنتها المتزوجة فقط اخبروني
كانت تتكلم بحرقة ولاتكف عن البكاء وأنا وزوجها نلوذ بالصمت
فأنا ام لا املك ما أواسيها به فوجيعتها مهما مرت الأيام تبقى ذكرها مؤلمة متى ما حلت
وابراهيم حاله ليست احسن حال من مريم ولكن الرجال حزنهم بالقلب ولا يفصحوا عنه مطلقا

ساد الصمت المركبة حتى وصلنا المنزل
ترجلنا بصمت وكل واحد فينا له أفكار تراوده

دخلت منزلي بروح لا داخل لها بمن جاءت من عقد قران أول أحفادها
تمنيت ان يزرع الله الخير بهذا الفرح الذي سكنه الحزن
توجهت الى غرفتي عبر صالة المنزل فاستوقفني انين خافت
نظرت الى مصدره فوجدت دانية وقد احتضنت نفسها وهي تبكي بصوت خافت

تركتها وتوجهت الى غرفتي
دخلت الحمام وأحسنت الوضوء وأخذت كتاب الله وتوجهت الى تلك المسكينة
جلست بقرب رأسها وحملته ووضعته على ساقي دون مقاومة منها
يا ألاهي ارحم ضعفها وصغر سنها وقلة خبرتها
وبدأت اقرأ ماتيسر من القرأن عند رأسها
حتى هدأت وبعدها وجدتها نهضت وتوجهت الى الحمام واقتربت مني وقالت :جدتي أعطني القرأن
أعطيتها أيها دون أن أتكلم
لتقول دانية :هل تعرفين جدتي هذه أول مرة امسك بها كتاب الله في المنزل
نحن ندرس القرأن وأقرأه بالمدرسة كدرس فقط
اما اليوم فأنا أمسكه لكي أتقرب من الله سبحانه وتعالى
ثم قالت ودموعها ترقرت بعينيها :جدتي أن قرأت القرأن هل أنسى ماجد
أجبتها بحنان :أن قرأت القرأن ودخل قلبك الأيمان سوف تسكن السكينة حياتك ويسكن حب الله قلبك وسوف تقتنعين بما كتب الله لك
عندها سوف يعوضك الله خيرا وعندها سوف تكونين راضية تماما ً
دانية عزيزتي تقربي من ربك يقوي فيك ضعفك ويعزز ثقتك بنفسك
ماجد ليس نصيبك امني بهذا
كان الصمت جوابها وفتح كتاب الله هو فعلها

عالم الرجل غريب ,أحيانا ً يكون سهل جدا وأحيانا فيه من الطلاسم ما يصعب حلها
هل ياترى نحن معشر النساء لغز بالنسبة للرجل ام كتاب مفتوح ؟!!!
ماجد رجل حيرني بتصرفاته فهو بعد تلك الثورة التي أرعبتني ولم تجد أي اهتمام من قبل والديه
هاهو اليوم متزوج منذ أكثر من شهر
منع من دخول أسوار المنزل الكبير لكنه منعا مؤقتا
فهاهو يزور والديه بين فترة وأخرى دون اصطحاب زوجته و والديه لم يقصرا بحق زوجته أبدا ولم ينقطعا عن زيارتهما وكأنهما استرجعا بها روح أبنتها خلود
اما رؤى لأكلمك عنها هي فتاة لاعلاقة لها بتلك الفتاة اللعوب هادئة جدا جدا هناك عداء غريب بينها وبين والدتها لاتخجل من أن تصرح بأنها تكره والدتها
وزيارة لمنزل ماجد كشفت لي أوراق رؤى دون أن اخطط لكشفها
قبل حوالي أسبوع ذهبت مع مريم لمنزل ماجد كان استقبال رؤى لنا استقبال حافل
وكأننا نزلنا عليها من السماء
كانت نحلة في حركتها وفي تقديم الضيافة لنا التي كانت كثير علينا لأننا لسنا إغراب
وعندما قلنا لها كان جوابها : وهل الإغراب اعز منكما حتى اتعب نفس للإغراب ولا أتعبها لكما
بصراحة الجواب افحمنا هذه الفتاة تجيد انتقاء كلماتها
بعد فترة من الوقت استأذنت مريم للذهاب لطبيبة الأسنان لقرب عيادتها من شقة ماجد
وبقيت وحدي مع رؤى
أمراة في نهاية الستين مع فتاة في بداية العشرين أي حديث ممكن أن يجمعهما
ولكني كسرت القاعدة وقررت أن أتحاور معها لأكتشف من هي
وقلت :رؤى هل ستكملين دراستك
أجابت :جدتي أنا لا ارغب بالدراسة وأن رغبت ماجد يرفض هذا الموضوع تماما ً
عندها قلت لها :ان كنت ترغبين بالدراسة دعي ماجد علي
عندها قالت برعب :جدتي كلا كلا لا رغبة لي بالدراسة ماجد لا علاقة له بالموضوع
عندها أدركت ان هذه الفتاة تعيش في رعب اسمه ماجد ودانية أخرى سوف تبرز للوجود وام تشبه والدتها
لانقذ الحاضر من اجل المستقبل ولكن خوفي هذا كان مجرد سراب
قلت :رؤى عزيزتي انتي وماجد زوجان وليس سيد وجارية
لاتقبلي بما يمليه عليك من اجل إرضائه فقط ناقشي معه الموضوع وأن لم تصلي الى إقناعه على الاقل كان لك دور المناقش وليس دور المستسلم
عندها انكسرت عيناها للارض وقالت :جدتي أنتي تعرفين كيف تزوجت بماجد
ماجد أحيانا ً يشعرني اني ملكة زماني ولاتوجد فتاة في حياته غيري واحيانا ً ينقلب اسد ثائر يحاول افتراسي ولكنه لا يفترسني بأنيابه بل بكلماته الجارحة
فهو ان أتته نوبة الغضب لايكف عن سؤالي من من اصدقائه واعدته وكلمته وقابلته
جدتي اقسم اني كلمت احد اصدقاء ماجد فقط من اجل ان اتقرب من ماجد واحصل على رقم هاتفه ولكن ذلك التافه هو من نشر هاتفي على كل اصدقائه بما فيهم ماجد
ولم يكتفي بذلك اثار عني قصص لاحصر لها كلها انا بريئة منها
كل هذا حصل لأنني صارحته برغبتي بمعرفة ماجد فقط
لادري ما اقول امام هذه المصارحة التي لم اتوقعها هل تفيد النصيحة بعد وقوع الخطأ هل ترجع الملامة الامور الى سابق عهدها لتصحح
وهل ماقالته صحيح ماذا عن كلام دانية وكون هذه الفتاة فتاة ذات سمعة سيئة بالمدرسة
لا أدري من اصدق
بقيت صامته ونظري متوجه لها
عندها قالت :جدتي ألا تصدقيني
قلت : أبنتي هذا الكلام لاداعي له أنت الأن زوجة حفيدي وكلاكما أبنائي
كل ما اتمناه أن تطيعي ربك وتصوني بيتك وزوجك
عندها اعادت السؤال :جدتي الا تصدقيني
وأمام الحاحها قلت : وهل المطلوب مني أن أصدقك وأنا لااعرف عنك شيئا سوى أنك زوجة حفيدي الذي تزوجته بخدعة وقهرت قلب حفيدتي والفتاة التي سمعتها على صعيد مدرستها ........
وقطعت كلامي
لتقول هي :جدتي اكملي سمعتها لاتشرف احد أليس كذلك
نعم سمعتي ليست جيدة ليس لانها فعلا ً غير جيدة فأنا لم اكلم احد سو صديق ماجد قبل سنة
وأنا في المدرسة من عهد طويل فكل سنة اقضها بسنتين والتي تتأخر عن الدراسة كل المدرسات يتهمنها بسوء الأخلاق والكل يبتعد عنها ولايوجد من يرافقها سو أصدقاء السوء
عندها قاطعتها :لا ترمي خطأ تصرفاتك على الاخرين انتي فتاة واعية وتعرفين ان ما تقدمين عليه خطأ مهما كانت نظرة الكادر التدريسي عن الفتاة المهملة لن تصل لسوء الأخلاق
لتجيب بحرقة :تصل ان كانت والدتها لاتثق بها ولاتكف عن الكلام عنها وعن تصرفاتها بما يسيء لأخلاقها
كنت في المرحلة المتوسطة عندما اختبأت في احدى غرف المنزل لكي لا أذهب للمدرسة وكانت الصدفة الغير سعيدة هي التي اذهبت بسمعتي دون دراية مني
وبفضل والدتي
فلقد ذهبت للمدرسة من اجل اصطحابي لمنزل جدتي المريضة في حينها لتكتشف اني لم اذهب للمدرسة لتقيم الدنيا وتقعدها في المدرسة
لم تكن تتكلم عن المدرسة وعن المدرسات
بل كان كلامها عني وعن سوء أخلاقي ولابد أني خرجت مع من دنس شرفي
كان تبكي وتلطم كأنها تأكدت من اختفائي مع شاب
كل من في المدرسة شاهدوا والدتي وسمعوها
وعندما اكتشفت تواجدي في المنزل لم تستطع إثبات صحة تواجدي في المنزل لأن خبر هروبي مع شاب انتشر وأصبحت الكذبة ولظن السيئ حقيقية اما الحقيقية فلايوجد مصدق لها
عندها قالت بحرقة :تلك إلام البائسة لاتحسن التصرف أبدا بقيت نظرات الاتهام تلاحقني
قاطعتها قائلة :واكملتها بزواجك بماجد بخدعة
لتقول بتحدي :وأنا غير نادمة وهذه الفائدة الوحيدة التي استفدتها من تلك الأم البائسة
قاطعتها :رؤى هذه امك جنتك ونارك لاتتكلمي عنها هكذا أن كنتي لاتريدين لأبنتك أن تكلم عنك هكذا
أجابت بإصرار :ابنتي سوف أضعها بعيني وسوف افهمها وتفهمني لن اجعلها سخرية للآخرين لن أجعلها تواجه الناس وحدها وأن اختبأ من خطأ أنا ارتكبته
ثم عاودت الكلام عن الماضي قائلة :
حتى والدي لم تستطع مواجهته بغلطتها أبقتني فريسة لكلام الناس واختبأت في منزلها تسمع وتتفرج
اتترت كيف اتكلم مع هذه الفتاة فما حصل لها أن كان حقيقية لأم مذنبة ومقصرة بحق أبنتها
ولكن الماضي لن يعود ولن تصحح أخطائه
قلت لها :رؤى عزيزتي أن بقيت تفكرين بالماضي وتسترجعين صوره السيئة
حاضرك سوف يكون قطعة من ماضيك لن تستطيعين أن تعيشي حاضر سعيد
قالت بأسى :مع ماجد لا يوجد حاضر سعيد ولا مستقبل اتوقع به سعادة
قلت :وهذا اختيارك عليك أن تتحمليه


لتجيب بثقة :جدتي أنا لست جبانة وسوف اتحمل كل مايحصل حتى نوبات الغضب التي تأتي بين الحين والآخر لماجد سوف أتحملها كل ما أريده
ان احصل على ما يربطني بماجد عندها لايوجد شيء مهم حتى وأن أرد الزواج بدانية يكفني ان هناك ما يربطني به
قلت :لا عليك بدانية ما بينها وبين ماجد انتهى ولا عودة له
أجابت بحجل :ماجد يحبها
نظرت نظرة استغراب وقلت :ماجد زوجك ولاينقص دانية شيء حتى تتزوج رجل متزوج
أجابت :ولكن رانية متزوجة من رجل متزوج
قلت :زوجة عبدالرحمن رحمها الله الوضع مختلف
ثم قلت لاغلق الموضوع :ان كنتِ تريدين معرفة هل هناك مشروع زواج بين دانية وماجد
فأن أقول لك اطمئني دانية لن تكون زوجة لزوجك تعاملي مع هذا الموضوع كواقع وحسني علاقتك مع زوجك
نظرت في عينها فوجدت الفرحة شعت منهما وأنزلتهما خجلا من نظرتي
هذه الفتاة عاشقة لماجد ولكن عشقها يختلف عن عشق دانية الخاضع
رغم ما مرت به ألا أنها غير خاضعة تتكلم بكل صراحة ومن غير خجل وكأنها تقول هذه أنا تقبلوني هكذا
أخطأت نعم ولكني اعشق أبنكم

جاءت مريم برفقة ابراهيم الذي حظي بأستقبال أبوي من قبل رؤى التي احتضنته وقبلت جبينه ويده
لن استطيع أن اصف لكم فرحة ابراهيم بها وبأستقبالها
وجلست بقربه وبدأت تتحدث معه بمختلف المواضيع السياسية والرياضية واخبار اهل الفن
فتاة بمثل هذا المستوى الدراسي التعبان تمتلك ثقافة عالية جدا ومتحدثة لقبة جدا
امر يثير الاستغراب وينبأ العقل ان هذه الفتاة لديها ذكاء فطري
لتتحول هذه الثقافة العالية الى جهل عميق عندما حضر ماجد
ولكنها لم تكف عن الكلام وكانت تتكلم مع ماجد رغم صده الواضح لها
كان كلامها عبارة سؤال وجواب
السؤال من قبلها والجواب جوابا ً متكبرً من قبل ماجد
كانت تتقبله بروح رياضية عالية
ولا تتنازل عن طرح سؤال آخر غيره
عجيبة هذه الفتاة ولكنها هي من سوف تربي هذا المغرور ماجد
فهي تعرف من هو ماجد جيدا هي تدعي انها مطيعة لأوامره ولكنها غير مستسلمة لها تماما ً
اما دانية الهادئة الرقيقة لو كانت مكانها لأصبحت أنثى مهمشة تماما
لاهم لها سوا إرضائه دون نقاش او تحاور
ماجد و رؤى صفحة أُرغمت الجدة على قبولها وتقبلها

ربما تتسألون عن دانية
دانية بفضل الله أصبحت احسن بكثيرا تتجنب رؤية ماجد لا ترغب بذكر اسمه مطلقا
وترفض زيارة منزل عمها ابراهيم لاي سبب من الاسباب
احترم الجميع رغبتها دون نقاش
ودانية اليوم فتاة تحاول التقرب من خالقها ورتبت وقتها وواظبت على الصلاة بأوقاتها
وبدل ذلك الوقت الذي كانت تقضيه بالشكوك والتفكير بماجد
اصبح اليوم تقضيه بقراءة القرآن وتحضير دروسها ومتابعة حياتها التي كانت سابقة مكرسة لماجد فقط
حل علينا شهر رمضان ودانية لا زالت تنير منزلي شعرت بها أبنتي أكثر منها حفيدتي
كان رمضاني مختلف بوجودها تفننت في إعداد الفطور
حتى عندما اذهب لتناول الفطور في منزل احد أعمامها كانت ترفض الخروج من المنزل دون إعداد طبق نأخذه معنا
رفضت الحضور لمنزل إبراهيم ولم أناقشها
وبالمقابل أعجبت بشجاعتها بمواجهة ساهرة بمنزل يوسف عندما رمت ساهرة إحدى نغزاتها قائلة : زوجة ماجد حامل
لتجيب دانية بثقة :وفقهم الله
كلمة ألجمت فم ساهرة مؤقتا
فلقد عاودت بعد فترة أخذتها للتفكير لتقول : رأيت ماجد برفقة رؤى في منزل أبراهيم
هذه الفتاة أي رؤى أصبحت جميلة جدا بعد الزواج وأن كان الجمال لاينقصها قبل الزواج
كان جواب دانية ضحكة متواصلة مع هبة التي كانت تقص عليها مايدور بمدرستها

رغم الشجاعة التي تظهرها امام الجميع ألا انها هشة من الداخل فهي ما أن ندخل المنزل حتى تتوجه الى الحمام وبعدها تمسك القرأن وتبدأ بالقراءة بدموع متساقطة
عندما أراها بمثل هذه الحالة لا أتكلم معها فمن لجئت له ارحم مني ومن والديها عليها



أستغفرالله وأتوب اليه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

يلتففن حولها فراشات ملونات يحطن بفراشة بيضاء تارة تضحك خجلا لتعليق أحداهن وتارة تنظر شزرا لتعليق الأخرى
وتارة تنظر بتعالي نظرة الواثق بنفسه
وإنا نظراتي تعلقت بها لحسنها وبهاء صورتها وروعة ثقتها بنفسها
ولحلم كان لونه اسود في حياتها أصبح يرتدي ثوب الطهارة الأبيض
لأخرج من تأملي لهذه العروس الحسناء على صوت ساهرة وهي تقول:العريس تأخر
لتردفها بضحكة وتقول :يبدوا انه فلت بجلده
لتجيبها والدة العريس بقولها :بل انه يحضر نفسه ومظهره ليبدو مميزاً وهو بقرب هذه العروس الحسناء
لتختم ساهرة ما ابتدأت من كلامها بضحكة مجاملة
هداها الله لا ادري ما الفائدة التي ترتجيها عندما ترمي كلاما ً لافائدة ترتجى منه

تكلمت مع والدة العريس التي تجلس بقربي :أنها على حق عريسكم تأخر
لتجيب :اعلم أنها لى حق ولكن ما قالته كلمة حق أريد بها باطل وأنت تعرفينها تلقي كلاما ً لاداعي له لولا معزتك لأوقفتها عند حدها
أجبتها :اهدئي لاداعي للمشاكل فهذا ما تسعى له
فقط قولي هداها الله لانملك ان نغيرها
لتردد بقلة حيلة :هداها الله لا اريد أن أعكر فرحتي بأفعالها
غيرت مجرى الحديث وقلت :اين العريس أليس من حقي أن أسأل عنه
أجابت بضحكة :من حقك مئة بالمئة
انه يريد ان يكون زواجه مميز لذا سوف يرتدي زي أجداده على حد تعبيره
وهناك خطأ بالخياطة ذهب ليصلحه
قبل قليل ارسل رسالة يقول انه أكمل كل شيء وهو يستعد للحضور
قلت :وهل العروس تعرف بمخططه
اجابت :هذه هي الكارثة العروس اتفقت معه ان يرتدي بدلة رصاصية وربطة عنق تليق بها
وهو أيدها من اجل ان يسايرها في حين مخططه كان مختلف تماماً
أحبتها :تمنى لهما التوفيق والهدايا هذا الاثنان لديهما مفاجئات لاتنتهي
أجابت بضحكة :ولكنها مفاجئات سعيدة ربطت عاليتي بعائلتك
لا ادري لما كنت مستبعدة هذا الارتباط ليعزز ارتباطنا الروحي
أجبتها :انه ليس تقديرك وترتيبك هو تقدير الرحمن سبحانه وتعالى
أجابت :ونعم بالله
وارتفعت أصوات أبواق السيارات معلنة وصول العريس من اجل اصطحاب عروسه

نهضت والدته وأخته من اجل ادخاله على زوجته
وارتدت المتواجدات ما يسترهن وغادرت المكان من تريد المغادرة
ودخل بزي الأجداد شكله كان مزيج من أبي وأبيه
ملامح الأب وهيئة الجد
هذه المحسد أحسن اختياره لهذا الزي الجميل
كنت انظر اليها بانبهار وبعدها نظرت الى ندى التي وتوسعت عيناها عندما نظرت اليه
وأنزلتها خجلا من نظرته المعجبة
تقدم الى جهتي وقبل رأسي
واحتضنته وباحتضانه
احتضنت رائحة الأب والأخ
دعوت لها ان يوفقه الله ويرزقه ذرية صالحة تبره في كبره
و سلم على والدة ندى مقبلا رأسها احتراما


واتت اللحظة التي تنتظروها
وتقدم الى حيث ملاكه الطاهر ينتظره
قبل رأسها وهمس بأذنها كلام يبدو انه أغضبها واسعده لان ابتسامته توسعت لغضبها
جلس بقربها يحاول الكلام معها دون جدوى هذه الفتاة غضبت من عريسها لانه
ارتدى ثوب أجداده
ولكن محسد مقاتل شرس لم يكف عن محاولاته في الكلام مها ألا أن ارتسمت الابتسامة على شفتيها
وحان وقت مغادرة العريسان
وارتفعت أصوات الزغاريد
وغادروا تصطحبهم دعوات الأحبة
اعلم جيد ان فضولكم ارتفع وتريدون معرفة ماذا حصل وكيف التقى محسد بندى
أحيانا ً أمور معقدة جدا تُحل ببساطة لم نكن نتخيلها
ببساطة جاءني محسد وقال :عمتي انا أوافق على شروطها بشرط
أجبته بحدة :ومالذي يجبرها لى أن تقبل شرطك
اجاب :ان قبلت بشروطي فالذي اجبرها على قبولها هو ما أجبرني لى قبول شرطها
وان لم تقبل فهذا يعني لايوجد ما يجبرها وكل شخص يذهب الى حال سبيله
كلامه كان منطقي جدا
رغم موقفي العاتب عليه لتصرفاته السابقة والكن لا أنكر فرحتي بتجاوبه مع شروط ندى
وكانت فرحتي اكبر عندما سمعت شروطه التي بدت منطقيا ومن حقه ان يشترطها
الشروط هي أن لاتؤثر الدراسة على واجباتها تجاهه وأتجاه التزاماتها الاجتماعية المتعلقة بمعارفه
وان لا تكون سبب في تأجيل الإنجاب
الطريف ان محسد وقف على رأسي ولم يخرج الا بعد أن اتصلت بندى واخبرتها بشروط محسد
وكأن هذه الفتاة كانت تنتظر بفارغ الصبر هذه الخطوة منه
لانها ما أن سمعت الشروط حتى قالت موافقة
لم اشئ أن أبين لمحسد موافقتها الفورية وادعيت إكمالي للمكالمة والحوار مع ندى حتى بعد أن أغلقت الهاتف
وكان الحوار عبارة توضيح لندى ما يقصد محسد من شروطه م محاولة لترغيبها بالموافقة
وأنهيت المكالمة التي انتهت أصلا
وقلت لمحسد :ندى موافقة
ليخرج نفسا ً عميقا ويقول :الحمد لله
لتنتهي قصة ندى ومحسد بالثوب الابيض
كانت البداية خطأ عذبت الاثنان لأنهما ابتدأ خطأ ولكنهما صححا الخطأ فكان الثوب الأبيض هو جائزتهما
عندما اسمع قصة من استعجل الحلال بالحرام استذكر تلك القصة التأريحية التي تقول:
مما يُروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علية السلام أنه

أوقف فرسه مرة ً عند باب مسجد وقبل أن يدخل لُيصلي استأمن

أحد الواقفين عند الباب على فرسه وعلى السرج الذي عليه ...

فطمع الرجل المُستأمن على الفرس وسرق سرج الفرس وهرب

إلى السوق وباعه هناك ...

ولمّا خرج الامام علي بن ابي طالب علية السلام من المسجد لم

يجد الرجل ولا السرج فذهب إلى السوق ليشتري سرجاً آخر

حتى يستطيع ركوب الفرس ، وقد أدهشه أن وجد سرج فرسه

نفسه معروض للبيع في السوق فسأل صاحب الدكان بكم

يبيعه ..؟

- فقال البائع : بعشرة دراهم ...

- فقال له الامامعلي : وبكم باعك السرج من أحضره لك .. ؟؟

- قال البائع : بخمسة دراهم ..

فاشترى الامامعلي عليه السلامالسرج وقال : سبحان الله ، لقد

كنت أنوي أن أدفع للرجل السارق خمسة دراهم عند خروجي من

المسجد لقاء أمانته .. لكنه أستعجل رزقه وسرق السرج وباعه ..

ولو لم يستعجل رزقه بالحرام لأخذه بالحلال .. !!
كل هذا حصل بعد سنة من إحداث زواج ماجد
تزوجت رانية وهي تنتظر مولدها الاول
اما زوجة ماجد رزقت بمولودة جميلة
حاول تسميتها دانية ولكن الرفض كان من كل افراد العائلة
هذا الشاب تعلق بدانية أرادها زوجة تهوره أبعدها وأرادها ابنة وحكمة من حوله منعته منها
كل ما يحصل للانسان هو نتاج عمله وحده لا علاقة للاخرين به
اخرجني من فيض ذكرياتي صوت هند وهي تقول :جدتي كوب الحليب برد
تناولته وخلدت للنوم وداخل شعور ان يوم غد مختلف تماما


أستغفر الله وأتوب أليه

&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

السلام عليكم

هل تسمحون لي بكشف اوراق ارهقت وأنا احاول اخفاءها
والتحول من معرف الى معرف لاخفاءه

تفضلوا الجزء الاخيررررررر

بقلمي
ارادة الحياة =لا اريد مجاملة
قراءة ممتعة



سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله
اخذتنا الأحاديث وطول فترة الغياب جعلت أحاديثنا شيقة وإخبارنا متجددة
وتلك الندى بمغامراتها مع محسد ودراستها اعطى لأحاديثها سلسلة من التشويق والإثارة
قفزت برعب عندما افتقدت هناء
وذهبت مسرعة الى الحديقة ووجدتها في المكان الذي تحب ان تلعب به
حيث كانت الجدة هناء تحب ان تجلس
هذه الصغيرة التي تبلغ من العمر اربعة سنوات تعلقت روحها بروح من سميت بأسمها فهي تتبع خطوات الجدة وهي لم تلتقي بها
اكتشفت هذا الامر عندما فقدتها ذات يوم عندما كان عمرها 2 سنة
قلبت المنزل بحثا ًعنها ولم ادع مكان لم ابحث فيه
وبعد ساعتين من البحث وجدانها نائمة على المقعد الموجود بالحديقة الذي اعتادت الجدة الجلوس عليه وظل الوضع الى الآن كلما فقدتها وجدتها اما تلعب في حديقة الجدة او نائم على مقعدها الذي بقى في مكانه في حديقتها

اعلم بأني صدمتكم ولكن الموت هو الثوب الذي يسترنا جميعا فهل رأيتم من يمشي دون ثوب يستره هذا هو الموت
والجدة عملها سقبها ويقظتها تركت لنا ذكريات أنستنا ايام صمتها
هل تصدقوني ان قلت لكم ان العائلة كلها لاتذكر الجدة الصامتة التي تخلت ن مسؤليتها
الكل يتذكر الجدة التي نهضت ولملمت شمل العائلة واستطاعت بهدوء حل مشاكلها
لم تجبر احد على تقبل شيء غير مقنع بالنسبة له
الجميع كان مقتنع بحكمتها الهادئة
الجدة هناء كان مؤمنة وايمانها بخالقها جعل من خطواتها اثار بقت حتى بعد ممامتها
انطبقت عليها المقولة


( المخلص لربه كالماشي على الرمل الناعم .. لا تسمع خطواته لكن ترى آثارها
رحمها الله واسكنها فسيح جناته
اعلم إنكم سوف تفقدون حكاويها
ولكن لن تتوقف بل سوف تكتمل بواسطة شخوصها انتظرو ماذا سوف يخبروكم به
وابتدأ بنفسي
هل تعرفون من أنا
انا
رانية التي طوقتني الجدة بمعروف لن انساه لها ما حيت فهي من بعد الله من جمعتني بعبدالرحمن , في كل مشكلة تحدث بيني وبين عبدالرحمن
أتذكر الجدة وكيف سعت من اجل ان تجمعنا في بيت واحد
بمجرد ان استذكر هذا أسارع لعودة المياه لمجاريها
بيني وبينكم اغلب المشاكل اكون انا مقصرة فيها , احيانا ً يأتي هو ويصالحني رغم معرفته بخطأي ولكن بالعشرة تعرفت اكثر على شخصية عبدالرحمن فهو انسان واثق جدا من نفسه لذا لايضره ان يراضي من هو مخطأ بحقه لانه يقول انه يريد جزاء ما يفعل من الله سبحانه وتعالى
ويقول بثقة :أنا لم اخطئ وقلبي نظيف لذا اجد الصلح بسيط جدا
عكس من اخطأ بحقي فهو يجد الصلح صعب لان كرامته الزائفة تصعب عليه الامر
هذا هو عبدالرحمن
اشكر الله على انه زوجي
قبل ان ادخل في تفاصيل حياتي سوف اخبركم عن اخر ايام الجدة وكيف رحلت بهدوء مثلما قضت حياتها بهدوء
وتملكنا الحيرة عندما نستذكر ذلك اليوم فلقد كان اروع يوم في حياة العائلة رغم بعض المنغصات التي حصلت الا انها تعتبر لا شيء إمام روعة كل ماحصل في ذلك اليوم
كنت في حينها في بيت والدي بعد مشكلة بيني وبين عبدالرحمن حصلت من ورائها على توبيخ من والدتي لم احصل على مثله طوال فترة حياتي
كان هذا بعد زواجي بسنتين ونصف السنة
كان عمر ابني البكر مصطفى 7 اشهر وحامل في ابني الثاني شرف الدين
وكان سبب الخلاف هو هذا الحمل الذي لم احسب حسابه واردت اسقاطه
وكانت النتيجة خلاف مع عبدالرحمن وتوبيخ والدتي
ولا اعرف كيف اجيازيهما لولاهما لما تمتعت برؤية ضحكة شرف الدين الرائعة
كنا نجلس في مطبخ منزل والدي مجتمعين حول مائدة الطعام في وجبة الفطور الساعة السابعة والنصف صباحا
عندما سمعنا صوت طرقات على الباب عرف والدي انها طرقات والدته فز من مكانه وفتح لها الباب مرحبا بها مقبلاً رأسها

دخلت بهدوئها المعتاد وقالت :اليوم قررت أن ادعو نفسي للفطور عندكم
وكانت اصوات الترحيب بها قوية ومازحة من قبلنا نحن احفادها
فحارث قال :جدتي لانملك فطور
فنهره والدي قائلا :حارث الزم حدودك
ولكن جدتي قالت :سيف دعه فهو يمزح هل تعقد بأني لا اميز المزح من الجد
ليقول حارث :عاشت الجدة الشبابية
ضحكت الجدة على تعلقه ولكن نظرات والدي الحادة منعته من أكمال الحديث
كانت أشهى وجبة فطور تناولتها رغم عدم رغبتي بالطعام بسبب الأشهر الاولى للحمل الا أن الجدة بجميل أحاديثها وبترغيبها لي بالطعام جعلتني اكل بشهية دون أن أصاب بأذى
فلقد اصرت على ان تعد لي وجبة الفطور
ابتدأت بكوب حليب وضعت فيه القليل من الكاكاو وضعته امامي كان منظره مشهي جدا بتلك الرغوة الجميلة
وبعده بنصف ساعة أعدت لي بيضة مسلوقة وقطعتها وزينت الصحن بالخيار والطماطم بطريقة مغرية وحمصت الخبز
وانتشرت رائحة تحميصه التي استقبلتها عصافير بطني بترحاب منقطع النظير
وضعت الصحن امامي فلم أقاومه التهمته بشراهة لأني لم أتذوق من الطعام غير البسكويت المالح خلال يومين والماء اجبر نفسي عليه
ولكن وجبة الجدة فتحت نفسي للطعام
كل هذا حصل وسط اعتراضات دانية وحارث وتلك الصغيرة دنيا التي تتشبث بشال الجدة الذي تلفه بطريقتها الا أن اسقطتها من على رأسها وسط ضحكات الجدة واعتراضها اللطيف
جميعهم كانوا يرغبون بوجبة مماثلة
حتى ابي وجدته معترض عندما قال :اين كنت يا امي عندما كانت سهيلة تنقطع عن تناول الطعام لايام في ايام حملها وينتهي بها المطاف في المشفى لكي تأخذ المحلول الذي يقويها ويقوي الجنين
اجابته بهدوء :كنت حيث كنت المهم عدت وكل ما اريد بعد هذا العمر ان اراكم قلب واحد لايفرق الغضب والحقد بينكم فهما وساوس الشيطان
اجاب ابي :امي ادخلي بالموضوع
لتقول :انت واخيك ابراهيم وابن اخيك ماجد
عندما ذكرت اسمه الكل توجهت انظاره الى دانية التي كانت ترتشف من كوب الشاي مدعية الامبالاة
لتردف جدتي كلامها بقولها :مهما بدا ابراهيم هادئ ومنصاع الى رغباتكم فهو يتألم من الداخل لان ولده يسكن خارج منزله
بني ارحم وجيعة اخيك ابنته ذهبت ولا يستطع ان يذكر اسمها او يترحم عليها ويصمت بقهر وخجل عندما يذكر اسمها امامه بسوء
وابنه ابعده عنه ولبى رغبتكم رغم المه الداخلي ولم يناقش احد منكم او يفتح معه موضوع عودة ماجد
بني اخاك يتألم وبيت ابراهيم بحاجة لماجد من اجل ان ينتبه على اخويه فهما في مرحلة بحاجة للمراقبة
ووجود ماجد بالمنزل يمكنه ملاحظة مايدور فيه
أجاب والدي :والدهما هو من ينتبه لهما وماجد كان موجود عندما فعلت خلود ما فعلت
اجابت جدتي :الوضع الآن اختلف وخلود ليست موضوعنا موضوعنا ابراهيم اخاك
والمه الواضح لفراق ابنه
صمت والدي وتنفس بعمق وقال :امي ما تطلبيه مني صعب
قالت جدتي :دخول ماجد المنزل صعب عليك وفراق اخيك لابنه سهل عليك وعليه
بني فكر بحكمة وقارن بين الامرين لتعرف أيهما اشد قسوة وصعوبة
ليقول ابي :امي لدي بنات وانتي اعرف بالوضوع
لتجيب جدتي :بناتك الله يحفظهن وانت محظوظ بهن وبحسن تصرفهن
نظرت تجاه دانية وقالت :دانية هل تعارضين تواجد ماجد في المنزل
لتجيب دانية بأرتعاش لاحظته على يدها لكوني قريبة منها :جدتي ان كانت راحة عمي ابراهيم في تواجد ماجد ما شأني انا
بعد كلام دانية كان الصمت سيد الموقف
الا ان قطعته الجدة قائلة :ابراهيم ماقولك
ليقول ابي مقولته المعتادة :خير اللهم اجعله خير
ليتناول هاتفه من على المنضدة وقبل ان يضغط على الازار قال :ما رأيكم بالذهاب الى المزرعة
الكل ايد الفكرة الا أنا لان هذا معناه ان اتصل بعبدالرحمن
واستأذن منه وهذا ما لا ارغب به
قطع علي سرحاني صوت ابي وهو يرحب بعمي ابراهيم ويدعوه الى المزرعة ويطلب منه ان يخبر ماجد واهله
لن استطيع وصف فرحة جدتي التي نهضت من مكانها وقبلت والدي على رأسه وبدوره والدي نهض وقبلها على رأسها ويدها واحتضنها وطلب من الجميع الاستعداد
وطلبت من جدتي ان تتصل بالخالة ام لبيد لتأتي هي وعائلتها
وكانت رحلة الاحلام
نغصت بتواجد زوجة ماجد التي اثار تواجدها حزن دانية رغم حرصها على أن تكون طبيعية ولكنها لم تتحمل للنهاية ودخلت احدى الغرف الموجودة في المزرعة لم يلاحظ احد غيابها ولكن قلب الاخت لاحظ
ذهبت باحثة عنها ووجدتها متكورة على نفسها منخرطة بالبكاء جلست بقربها نهضت مرعوبة ولكني أجلستها بمكانها واحتضنتها
وقلت :دانية الى متى
لتقول :الا ان يهدني الله وينتزع حبه من قلبي
قلت لها :ابعد كل ماحصل لا زال قلبك ينبض بهذا الحب
لتقول :هل اضحك عليك ام اضحك على قلبي ام اضغط على زر الايقاف ليتوقف حبه في خافقي الله وحده يعرف ما اشعر به وكيف اقاوم من اجل ان اغير هذا الشعور
ولكن رؤيته ورؤيتها معه ومعهم ابنتهم فوق طاقتي صدقيني رانية فوق طاقتي
كنت منصته لكلامها لاني لا املك ما اقول لها فمجرد التفكير بكون عبدالرحمن لن يصبح من نصيبي كاد ان يذهب بعقلي فما بالكم بأن يكون هذا الامر واقع حال يجب علي تقبله
حمدت الله بسري ودعوت لدانية بأن ينسها الله هذا الحب المقطوع الامل
لتدخل الجدة بشالها الابيض الخفيف الذي يلتف على رأسها وينزل الى اطراف كتفها
بثوبها الذي لزيتونياللون بنقشة خضراء فاتحة جدا
ثوب وقور يلق بها برائحتها المميزة
دخلت وحل السكون بدخلتها :نهضت من مكاني وجلست الجدة فيه
ووضعت رأس دانية في حجرها وبدأت تلعب بشعرها قائلة :دانية صدقيني ما يحصل في مصلحتك لاتقولي شيئا يغضب الله عليك الله لايكلف نفسا الا وسعها
ما بك ليس فوق طاقتك الله لايكلف العبد امر فوق طاقته عزيزتي
نظرت لها دانية وانزلت عينها وانخرطت بالبكاء بعد ان قالت :مصلحتي معناها تمزقي من الداخل وفرحة وهمية من الخارج
لتقول الجدة :نعم تمزقك من الداخل في صالحك فهو ان بقى بعيدا سوف يبقى هناك امل بداخلك يصرخ بالعودة له
ولكن رؤيته مع ابنته وزوجته وكيف يتصرف معها سوف تلغي صورة ماجد الحبيب وتثبت صورة ماجد الزوج والاب عندها سوف يتبخر الامل الذي داخلك لانه امل كاذب يريد خداعك ويرد لدانية العيش بألم ووهم
تحملي الالم والحقيقة لتنهضي بعدها قوية افضل من ان تبقي اسيرة امل زائف
والم لاينتهي
كانت الجدة تتكلم ودانية تنتحب بألم وانا متفرجة مصغية لتلك الجواهر التي تتناثر من فم جدتي
لترفع جدتي وجهة دانية وتجعلها تنظر لها وتقول :دانية ماجد مستعد ان يرتبط بك
قولي موافقة وانا سوف اقف بجانبك هذه المرة مهما حصل فقط قولي موافقة على ماجد وهو زوج واب ودعي الباقي علي
عندها صرخت بهلع :جدتي ارجوك لاتتكلمي معها هكذا هذه مجنونة بماجد وسوف ...
قاطعتني دانية قائلة :لو كان اخر رجل ما قبلت به ولن اقبل بغيره كرهت الرجال جميعها ونظرت لجدتي وقلت :جدتي افهميني انا لا ابكي ماجد بل ابكي ضعف اتجاه هذا الحب الذي يرفض الخروج من قلبي
صدقيني لن ارغب به زوجا بعد ان تزوج ما حييت
واشارت الى صدرها بحدة كل ما اريد ان يخرج من هنا
احتضنتها جدتي وقالت :ربك قادر على كل شي قوي إيمانك والقي بأحمالك على خالقك فهو منقذك
لتقول دانية بخفوت :ونعم بالله
لتقول الجدة مازحة سوف اتركك مع رانية وبعدها اريد رؤية دانية القوية لا اريد ان ارحل وانا مشغولة البال عليك
صغيرتي اريحني وقول لي سوف اكون قوية
اجابت دانية بتحدي :جدتي من اجلك سوف اكون قوية
لتجيب جدتي بمرح :دانية وان غادرت الحياة من اجل من سوف تكوني قوية
صغيرتي لاجل نفسك كوني قوية
وغادرت قبل ان نقول اطال الله بعمرك جدتي
بعد ساعة خرجت مع دانية واستوقفتنا ضحكات الجدة مع الخالة ام لبيد هل تعرفون كانت هذه المرة الاولى التي نرى فيها الجدة تضحك بصوت ومن شدة ضحكها وفرحتها عيناها مُلئت بالدموع
وبعد ان انتهت من نوبة الضحك قالت :خير اللهم اجعله خير
لتقول للخالة ام لبيد :الا زالت كريمة تملك تلك الروح المرح
لتجيب الخالة ام لبيد :بل زادت اضعاف مضاعفة
قالت الجدة بوجهة مشرق :ما رأيك ان نقوم بزيارتها غدا
رحبت الخالة ام لبيد بالفكر وشجعت الجدة على استرجاع علاقاتها السابقة
وانتهت الرحلة واختارت الجدة الركوب بسيارة العم ابراهيم
ربما قلب الام يريد ان يتأكد من راحة الابن
وكل ما نعرفه انها أغمضت عينيها في منتصف الطريق الكل ظن انها نائمة
لكنها فارقت الحياة منذ ان اغلقت عيناها
هذه هي تفاصيل اخر يوم للجدة
انتظروني لاكمل لكم حكايتي مع عبداالرحمن


رانية
لا ادري مالذي سوف يخبركم به عبدالرحمن لان لكل منا وجهة نظر مخالفة حتى وأن كان الحب يجمعنا
اليوم انا ام لثلاثة اطفال
مصطفى 8 سنوات وشرف الدين 6 سنوات ونصف وهناء 4 سنوات
هل اخبركم سر هل تعرفون متى احستت بأن عبدالرحمن زوجي ولنا حياة مستقلة
ببساطة عندما تزوجت امنة واشغلتها حياتها مع زوجها عنا
اما ابن عبدالرحمن لايشكل اي قلق بالنسبة لي فهو رجل لها الكثير من تصرفات والده العقلانية
أما أمنة فأغلب المشاكل كانت بيني وبينها رغم عمق العلاقة بيننا الا ان كلانا لم يستطع ان يتصور ان له شريك في عبدالرحمن
اول مشكلة لي معها كان سببها دخولها غرفتي دون استأذن وكأن الغرفة لازالت غرفة والدها التي تقدر زمن تبديل ملابسه وتقتحم عليه الغرفة
على الرغم من انها صادفت بعض المواقف المحرجة في اول أيام زواجنا الا أنها لم
تكف عن اقتحام خصوصيتنا
وعبدالرحمن لم يتكلم لأنه لازال يراه صغيرته المدللة لذا فضلت التدخل انا
لان الوضع لم يعد مقبول بالنسبة لي
وكانت أول مشكلة بيننا بعد ثلاثة أشهر من زواجنا
كنا نجلس جلسة ودية وفتحت معها الموضوع بطريقة عادية جدا ولكنها فاجأتني بعصبيتها وباستعدادها لهذا الموضوع وكأنها كانت تنتظر مني ان افتحه معها
قلت :امنة انتي تعرفين معزتك عندي فنحن صديقتان قبل ان اصبح زوجة أبيك وانتي من رغبتني بأبيك واحببته لتصرفاته معك وكلامك عنه
لتقول امنة بمزح حاد :واستوليت عليه كليا واصبحت حصتك منه اكثر من حصتي منه
اخذت كلامها على انه مزح وقلت :عبدالرحمن يعتبرك صغيرته المدللة حتى عمرك متوقف بالنسبة له لانه يعتبر دخولك الى غرفتنا بدون استأذان امر عادي جدا
في حين انا انحرج كثيرا منك صدقيني امنة الوضع محرج واصبحت اتقيد في حركاتي داخل غرفتي نعم نحن صديقتان ولكن هذا لايعني ان الغي خصوصية غرفة نومي
لتجيب امنة بحدة :قصدك غرفة نوم ابي ومثلما لك حق فيها لي حق فيها
هو ابي وهي غرفته قبل ان تكوني زوجته وتشاركيه فيها
حاولت امتصاص غضبها بقولي :امنة هل تمزحين هل سوف نتخاصم على من له الغرفة ومن يملك الحق الاكثر فيها
كل ما في امر اني اخبرك بمدة احراجي منك هل قلت شيء خطأ
لتجيب بغضب :تصرفاتك كلها خطأ تتصرفين وكأن المنزل كله ملك وتغيرين وترتيبين وتطلبين وتستقبلين ودون أن تستشير احد انتي انانية تريد كل شيء لك
بصراحة تفاجئت من ردة فعلها ولكن طبيعتي الهادئة لم تغضب بسببها
اقتربت منها وضعت يدي على كتفها فأبتعدت بأشمزاز واضح
ولكني لم ابالي قلت لها :امنة عزيزتي لو كنت اصغر عمرا لقلت عمرها افهمها امور غير موجودة امنة انتي صديقيتي اخبريني مالذي يزعجك من تصرفاتي
لتجيب بعيون دامعة :كلها لايوجد تصرف فيها جيد انتي اخذتي والدي كليا لك
غرفته التي تقفلي ابوابها بالمفتاح معناه من فيها لي لا تدخلوها


احتضانك له عندما تستقبليه وتحرصين على أن تكوني اول مستقبيله والتفاتاتك لتتأكدي من خلو المكان كلها تعني ا ن ابي اصبح ملكك
اهتماممك بمظهره وجعله يرتدي ملابس لم نعتد والدي مرتدي لها
في هذ النقطة قاطعتها وقلت :اية ملابس تعنين
اجابت بحدة :ربطة العنق التي اجبرته على ارتدائها عندما دعيتي للعشاء في منزل عمك
هل تعقدين انني حمقاء والدي كان لايطيقها وكم مرة توسلت به أن يرتديها
ولم يفعل هذا لأجلي ولكنه فعله لاجلك ماذا تفسير هذا غيرانك استحوذتي على والدي بالكامل واصبحت انا العنصر المهمش الذي تسعين لازاحته
بأقناعه بالزواج
عندها رفعت صوتي بحدة لان الاتهامات لاصحة لها
عندما اقنعت والدك بارتداء ربطة العنق كنت انتي من طلبت مني ان اقنعه ولن تعرفي كم اخذ مني هذا الموضوع وقت ولحظات زعل بيني وبين عبدالرحمن
وتقولين انا اريد ان أزيحك من طريقي بأقناعك بالزواج
نعم انا قلت عن من تقدم لك انه رجل لا يعوض ولكن في نفس الوقت قلت انك لازالت في المرحلة الثانية امامك مشوار ومسؤولية الزواج سوف تربك مسيرة دراستك
وقلت ان انتي تستطعين تحمل مثل هذه المسؤولية فهي فرصة زواج نادرة
ثم قلت بصوت مرتفع :اي جزء من كلامي كان المقصود به ازاحتك وتهميشك
تتكلمين عن نفسك وكأنك مظلومة وعبدالرحمن يقحمك في حياتنا في الصغيرة والكبيرة
اخبريني هل توجد عروس في العالم ترضى ان تصطحب ابنة زوجها معها في سفراتها وفي كل نزهة تقوم بها مع زوجها , عبدالرحمن لايرضى بخروجنا على انفراد وانتي لم تتنازلي يوما وتتركينا نخرج على انفراد
هل تقبلين من زوجك ولن اقول ابنته بل اخته مثل هذا التصرف
لتجيب بشموخ :هذا اختيارك لم نخدعك انتي تعرفين طبيعة علاقتي بوالدي وقبلت به
الا أن كنت تعدين لابعادي عن والدي
وبدئنا بكلام ابتدأ ولا نية له بالتوقف
وعلت اصوتنا وبدخول عبدالرحمن وبصوته الذي ملأ المكان رعبا عندما صرخ قائلا :كفى هل جننتما
لتركض له امنة وتحتمي به قائلة :والدي اخطأت الاختيار ليست هذه من تستحقك تريد ابعادك عني
ولم ادعها تكمل كلامها :وانتي تريدين زوجة اب تأخذ اوامرها منك وتتحكمين في تصرفاتها حتى الشخصية منها
لتجيب هي قائلة :وانتي الفقيرة التي تتقبلين هذا الامر غششتني بطيبتك واليوم ظهرتي على حقيقتك حرباء لونك يتغير حسب الظروف
اجبتها بعصبية وصوت مرتفع :ويالة طيبة قلبك ووعودك التي رأيتها على ارض الواقع مختلفة تريديني تابعة لك
استمرينا بتبادل الاتهامات وبعض الالفاظ التي لاتليق بنا
وعبدالرحمن صامت
وبعد مدة ابعد امنة عنه وغادر المكان وقبل ان يغادر قلت له
الاسود لهم الهيبة واللبوة هي من تضع الطعام في افواههم
لم يجبني نظرة لي نظر لو كان اجابني على وقاحتي ارحم
خرج من المنزل وعاد ليلا ولم يكلمني لمدة اسبوع وحاله مع امنة نفس الشيء
علاقتي بأمنة عادت تدريجيا بكلمات بسيطة وعتب بسيط
وبررنا ما فعلنا على انه ضغوطات التغير الجديد الذي حصل في حياتنا
واصبحت مشكلتنا كيف نرضي عبدالرحمن
أجد إرضاء امنة لـ عبدالرحمن امر سهل ولكن انا كيف أرضيه بعد تلك الوقاحة

كنت انتظر هذا الانفجار بفارغ الصبر فالوضع بينهما اصبح أشبه بمعركة غير معلنة وكلتاهما تلقي كلام معناه شيء ومقصوده شيء وكنت لا ابالي بهما معا وانتظر لحظة الانفجار التي كنت قد اعددت للتصرف الاصح فيها
عبدالرحمن
نعم تعمدت ان اتركهما دون كلام حتى لاتكون هيبتي ضحية كلامي معهما
وفي وسط استرضاء الابنة تضيع هيبة الاب وفي سط استرضاء الزوجة تضيع رجولة الزوج
تركت المنزل وعندما عدت لم اتكلم معهما خاصة تلك الحبيبة التي اتهمت زوجها بأن رجل بالهيئة فقط وينسحب عندما يتطلب الامر اثبات رجولة وهمية شعارها الصوت العالي واخذ جانب احد الإطراف والتخلي عن الطرف الاخر
وكأن من السهل اتخاذ جانب احداهن وترك الاخر تحترق
لتحترقا سويا وتطلبا السماح بدل ان اطلبه انا سوف تتهموني بالأنانية ولكني اجد هذا التصرف قمة العقل
كنت قد اعتدت تناول الفطور وحدي لان وقت خروج مبكر جدا ولا ارغب في ان ازعج منام ابنتي وزوجتي
كالعادة اعتدت فطوري المتواضع جدا كوب حليب وقطعة جبن مع كوب الشاي
هذه حالي الحليب اولا وبعدها الشاي والجبن
كنت ارتشف كوب الشاي عندما دخلت امنة التي لم اكلمها منذ اسبوع وقبلت رأس ويدي ولم اعرها اهتمام
لتقول بعيون يوشك الدمع على السقوط منهما :ابي ارجوك الى متى لن اتحمل اكثر
اجبتها بحدة :لا تتحملين جفاي ولكنك تتحملين اهانتي وتتحملين التدخل في خصوصياتي
حاولت المقاطعة فنهرتها بقولي :اصمتي حتى انتهي
عندما طلبت مني الزواج واخترتي رانية بالتحديد قلت انها من سوف تسعدك وتسعدني ولن تجد مثلها
ثم قلت بنظرة ثابتة عليها :اليس هذا كلامك
لتهز رأسها بعلامة نعم
قلت :واتت رانية وفي كل يوم اجد هناك شد بينكما واقول سوف ينتهي قريبا هو مجرد تحسس
ولكنه لم ينتهي ازدادت حدته والمطلوب مني ان اتدخل لصالح احدكن
اتدخل لكي انصف ابنتي التي عمرها 19 سنة وهناك من يسعى للارتباط بها
ولاتعرف معنى الزواج وكيف يجب ان يكون لوالدها خصوصيته المتعلقة بزوجته
لوكانت والدتك على قيد الحياة لما استطعتِ ان تتدخلي في خصوصية علاقتي معها وتقتحمي غرفتها دون اذن منها
امنة اجيبيني هل قصرت معك بعد زواجي هل لاحظتي تغير في محبتي واهتمام بك
اجابت :كلا
قلت :اذن اخبريني مالذي يحصل لما تتصرفين وكأنك طفلة عمرها 10 سنوات
اجابت وهي تبكي :ابي ارجوك لن اقول لك ما اشعر به عندها سوف ابدوا حقا طفلة
قلت بأصرار :ان لم تخبريني انصرفي لا اريد الكلام معك
اجابت :ابي ارجوك
قلت :امنة انصرفي
فأنهارات بالبكاء وقالت :تحبها اكثر مني تتودد لها اكثر مني تجلس معها اكثر مما تجلس معي
اخذت نفسي وقالت :ابي اعرف جيد ان لها حقوق تختلف عني ولكني لا استطيع ان امنع نفسي من المقارنة بين حبك لها وحبي لك
احيانا ً تأخذني الوساوس و أتخيل أني قد استغفلت وهناك علاقة بينكما قبل الزواج.....
لانهرها بنعنف :امنة الزمي حدودك هذه الافكار استعيذي من الشيطان منها ما بيني وبين رانية لن ينحدر الى هذا المستوى ليس حرصا مني على رانية
بل حرص مني عليك من طرق باب الناس بالشر طرقوا الناس بابه بالشر
هذا الكلام لا ارغب بسماعه ثانية
امنة عزيزتي انت ِ فتاة ذكية وبما انك تعرفين حقوق الزوجة وعلاقة الزوج والزوجة واختلافها عن علاقة الابنة
كوني عاقلة عزيزتي واستعيذي من الشيطان حياتنا سعيدة لا تعكريها بأفكار لا صحة لها
واقتربت منها واخذتها بأحضاني وقلت لها انتي ابنتي واختي ربيتك وتربيت معك
معزتك في قلبي لن يصلها احد لن استطع ان اصف لكي فرحتي بك عندما ولدتي ونظرت لك وان تفتحين عينك وتغمضيها صدقيني شعور جميل جدا لن استطيع ان اصفه لك ولكنك سوف تعرفيه عندما تحملين ابنك او ابنتك
ثم قلت بمرح :لا ادري كيف سوف اتخلى عنك واتركك لرجل تصبحين له اكثر مما انت لي
قالت :لن يأتي هذا اليوم
قلت :بل سوف يأتي واكون انا في المرتبة الثانية عندها سوف أُذكرك
اجلستها وقلت بجدية :امنة لنعد الى سابق عهدنا وصداقتنا لاخبرك بما يشغل بالي
اشارت برأسها بالموافقة
قلت :امنة انك تتحسسين من رانية فكيف ستتقبلين طفل بالعائلة خاصة ان كانت فتاة عندها سوف تعتقدين ان حبك فعلا سوف يتجزأ
لتجيب بثقة :على العكس سوف افرح بها فهي اختي وسوف ادللها اكثر من دلالك ودلال رانية لها
قلت بأرتياح :هداك الله
قالت :هل رضيت عني
قلت :ان عادت ابنتي العاقلة بالتأكيد رضيت عنها
قالت :عادت بأذن الله
وبتردد قالت :الا تصالح رانية
عندها قلت بحدة :امنة لا تتدخلي فيما لايعينك هذا الموضوع بيني وبينها
هذا الموضوع واي موضوع يخصني ويخص رانية لا تتدخلي فيه حتى وان طلبت رانية منك ذلك
لتصمت برعب وتقبل رأسي قائلة :حاضر حضرة المحامي الله يعين رانية عليك وانصرفت مسرعا

رانية تلك الحبيبة التي نبت حبها في قلبي بجذور متينة من اول موقف لها مع امنة حتى قبل ان اراها
سوف اخبركم اكثر عن عنها في الجزء القادم

بعد ثلاثة ايام من صلحي مع امنة وعودة علاقتي طبيعة معها التي استغلتها امنة أبشع استغلال
لا اعرف ان كان ببراءة منها ام بخبث فهي تتعمد المزح والضحك معي امام رانية الهادئة من الخارج المشتعلة من الداخل
التي قررت ان اطبخها على نار هادئة جدا جدا حتى لايتكرر ما حدث مرة ثانية
ويبدوا اني لم اقدر وقت نضوج الطبخة التي احترقت بسبب سوء تقدير الوقت
عدت متأخرا من مكتبي بعد يوم شاق من المناقشات بين عائلتين على ارث الجد
الذي اصبح شيء لا يذكر امام عدد افراد العائلتين
قضية مرهقة بمجرد نهاية النقاش تخيلت فراشي ووسادتي وركبت سيارتي للتوجه لهما
ودخلت غرفتي وليتني لم ادخل كانت حوريتي قد اعدت وسائلها الفتاكة في تعذيبي وفي اجباري على ان اكون الطرف الذي ينهي الخصام
ولكن هذه المرة تحديدا لا أيتها الجميلة
خلعت ملابسي وارتديت ملابس النوم وتلك الخبيثة تقرأ بكتابها وتدعي الا مبالاة
ولا تعرف مع من تتعامل فأن سيد اللعبة وهي تلميذة مبتدئة فيها
توجهت لفراشي وكان شعور الاستلقاء ممتع جدا انساني متعة النظر للجالسة بقربي
لم اطلب منها اطفاء النور والخلود للنوم بقربي كعادتي قبل الخصام, تركتها على راحتها
وتحملت النور وحركاتها المزعجة بتقليب الكتاب الذي تقرأه او الذي تدعي قرأته
ولا ادري كيف غفت عيني وكم من الوقت استغرقت هذه الإغفاءة التي انقطعت بضربة على كتفي
وصوت انثى غاضبة تقول :قلبك اسود
عرفت هذا الصوت وعرفت ما الغرض من هذه الجملة
قلت لها وانا في لذة نومي ولذة سماعي لصوتها الغاضب :ذكر الأسد قلبه اسود لو كان قلبه ابيض لما هانت عليه لبوته ويتركها وحدها تسعى لصيدها
عندها ثارت اكثر وقالت بنرفزة :عبدالرحمن اسفة هل هذا ما تريده هل تريد اذلالي
عندها استردت لها وقلت :لن يصيبك ذل ورأس عبدالرحمن يشم الهواء
ولكن لكل مخطئ عقاب وانتي اخطأت وعليك تحمل العقاب
قالت بتوسل :عقابك قاسي جدا عشرة ايام ياظالم كيف طاوعك قلبك
اجبتها :مثلما طاوعك قلبك وتخلى عقلك عن رجاحته واتهمتني امام ابنتي بأني ذكر اسد له هيئته فقط
لتقول بتودد :الم اقل لك حاقد
قلت :بل مصدوم من حبيبتي التي كنت اعتقد ان نظرتها عميقة وتفكيرها كبيرة
قاطعتني قائلة :عبدالرحمن ما تفعله امنة كثير اصبحت خصوصيتي معك مهدورة
وأنت لم تتصرف معها ولاتنوي التصرف
اجبتها :بنيت افكارك على استنتاجات وقررتي بناءا عليها كيف علمت بأني لن اتدخل او لا انوي التدخل
اجابت بثقة :كل تصرفاتك تؤكد ذلك
اجبت :لاعليك بتصرفاتي احيانا ً التصرفات لاتعكس الافعال ومعي بالذات ابتدعي عن قياس تصرفاتي مع افعالي
رانية امنة حط احمر في علاقتنا انا لا اطلب منك تجاوز الاهانة ان وجهت لك هذا ما لا ارضاه
تعالي واخبريني سوف ترين كيف سوف اتصرف معها هذا ان انهانتك
ما بينكما لن يصل الى تبادل الأهانات لأنه ببساطة نزاع على عبدالرحمن الذي بات مرهق من دلالكما عليه
فهي ما أن ترى تصرفاتك حتى تبدأ بالمطالبة بجرعة حنان ودلال زائدة وانتي ما ان ترين تصرفاتها المبالغة
تطلبين اكثر منها وفي وسطكما بت افقد الحنان وانا محاط بشابتين ممتلئتين بالحنان
اجابت :ولكن لم تنهي النزاع بيننا
قلت :ولكنه نزاع منتهي وغير منتهي كلاكما يجب ان تعرف ان محبتها في قلبي مختلفة
وكفة الميزان متساوية لن اميل بها لجهة على حساب الاخرى
ابنتي لها في قلبي محبة لن تصل لها زوجتي وزوجتي لها محبة لن تصل لها ابنتي
افضل ترككما على أن انحاز الى طرف دون اخر
والامر عائد لكما ان اعجبكما بعدي فلن اقصر به عليكما وان يعجبكما قربي فأني كلي لكما
قدرا الوضع واخبراني اما ان اتدخل في مشاكلكما اليومية فهذا لن ولم يحدث
اقتربت اكثر ورمت نفسها بأحضان قائلة :وبعدك لاطاقة لي عليه
عبدالرحمن انسى ما مضى
ابعدتها مدعيا ً الزعل :احاول
لترجع الى حيث كانت تقول بهيام :حقود
وانتهت اول مشكلة
بين وبينكم ما فعلته جاء بنتيجة ,رغم كثرة المشاكل بينهما الا انهما لم يقحماني فيها ابدا ابدا
عندما الاحظ جفاء بينهما اعلم انها متخصامتان وعندما الاحظ ود بينهما اعلم انهما قد تصالحتا
وهذه هي الحياة

رانية
اعرف جيد لقد اسركم بجميل كلامه والحكم التي يتفوه بها فهل هناك اشطر من المحامي في الكلام
عبدالرحمن متكلم لبق ومناقش مقنع
احيانا ً انعته بالانانية لان بتصرفه معي ومع امنة اراح نفسه واتعبنا فمشاكلنا لم تنتهي واحياننا الجفاء بيننا يستمر لايام
وانا واثقة من كونه يلاحظ مثل هذه الامور ولكنه يبقى صامت ولايعلق
وأنا لا اجروء ان اكلمه وامنة حالها ليس احسن مني
ومن الطريف اننا عندما نتصالح ننسى سبب خصامنا ونبدأ بالكلام عنه
وكيف لايبالي بنا وبمشاكلنا
وبعدها نضحك ونقول معه حق ان تفرغ لنا فلن يجد مال يسد به متطلباتنا
لان طاقته سوف تنفذ في حل مشاكلنا
ولكننا نعود للكلام عنه وعن لا اباليته
لاتنظروا لي هكذا
عبدالرحمن هادئ جدا جدا وبارد جدا في كل ما يتعلق بمشاكلي مع امنة
الحمد لله انها تزوجت بعد زواجي بسنة ونصف
ومن الطريف
انها جائت ذات يوم تشكو بنت اخت زوجها التي رافقتهم في احدى نزهاتها واضجرتها بطلباتها وبمزاحمتها السير بقرب زوجها
هل تعرفون ما كانت ردة فعلي
ضحكت من اعماق قلبي عليها وهي لم تتفا جئ بل ضحكت مثلي
قلت لها حينها :رحم الله جدتي كانت تقول لاتتصرفي مع الناس تصرف لاترضين ان يتصرفوا معك به
لابد من يأتي يوم ويرجع لك هذا التصرف بطريقة وبأخرى
نظرت تجاهي وقالت :تتشمتين بي
قلت ضاحكة :وانت تستحقين

اجابت بحدة مازحة :سوف اخبر ابي بشماتتك
قلت لها بلا مبالا :افعلي سوف تحصدين ثمارها
لتنطلق الضحكات بيننا وتقول امنة :ادبنا عبدالرحمن

فعلا ادبنا عبدالرحمن لم ينصت لي ولم ينصت لها
اراحنا وارح نفسه
قبل ان اختم قصتي مع عبدالرحمن
سوف ادعه يرضي فضولكم عن زواجه الاول مثلما ارضى فضولي
لاخبركم امر لم أجرؤ على سؤاله عن زواجه الاول الذي حرك الفضول داخلي منذ
اول يوم علمت انه والد امنة
هل تعرفون متى تجرأت وسألت
عندما مر على زواجنا اربع سنوات لا ادري اشعر به موضوع مخجل

عبدالرحمن
فعلا بعد اربع سنوات رانية سألتني عن زواجي الاول
بصراحة استغربت تأخرها بالسؤال وشكرتها على هذا التأخر لان الموضوع محرج جدا رغم مرور هذه السنوات الاأ نني لازالت اشعر بخجل داخلي عندما اتذكر اول ايام زواجي بزوجة خالي
لادخلكم الحكاية
كنت بين الخامسة عشر والسادسة عشر عندما توفى خالي وانتشرت الحزن داخل منزلنا فهو الاخ الوحيد لامي وابن عمي ابي ومتزوج من ابنة عمه اليتيمة
التي اصبحت مشكلة سببت حزن لامي فوقها حزنها على وفاة أخاها الوحيد
أخلينا لها غرفة بالطابق الثاني ومُنعنا من التجول فيه من اجل ان تقضي العدة بسلام
وانقضت العدة ولم يأتي السلام
فأبنة العم اليتيمة الجميلة يجب ان تتواجد في منزلنا بصورة دائمة ويجب ان يكون لتواجدها صفة شريعة
فكان لابد لوالدي ان يتزوج بها والدتي لم تعارض ولم توافق كانت دموعها تعبر عن رفضها وسكوتها يعبر عن موافقتها
وبحمية اولى مراحل الرجولة قلت لوالدي قبل يومين من عقد قرانه بها
انا سوف اتزوجها ليقفز والدي من مكانه وتتلقفني يداه ويبدأ بتسديد اللكمات على انحاء جسدي دون وعي منه ودون ان يحدد هدفه مصحوبة بسيل من الكلام الذي لم اسمعه مطلقا من والدي
وعلا صوت امي واخواتي الذي اجبر زوجة خالي على التدخل
وتنهي النزاع
عندما سألت قائلة :هل أنا سبب المشكلة
سكت الجميع بحضرتها
لتكمل كلامها موجهة الكلام لوالدي :ابا عبدالرحمن انت اخي الكبير هل هناك اخت تتزوج اخاها وعبدالرحمن ابني هل توجد ام ترضى بأبنها زوجا
لم لا تتقبلوني بينكم ام واخت تقبلون بتسترها بالباس بينكم
ولكن هذا الكلام لا يؤثر على والدي
الذي قال بغضب عارم :اما انا ام هذا مشيرا لي
توسلت له قائلا :الا يوجد خاطر لسليمان عندك
كان جواب ابي :اما انا او هذا
لينتهي الامر بأختيارها لي
عندها ادركت أية مصيبة اوقعنت نفسي بها
وانتشر الخبر وتلقفني الاصدقاء مازحين ومستهزئين ومعلمين ومستشارين
وذهلت مما عرفت لم اكن اعرف تفاصيل كثيرة عن العلاقة الزوجية سوى رؤؤس اقلام من هنا وهناك
لم تهمني مطلقا عندما اقدمت على ما اقدمت كنت اظنه زواج من اجل الحفاظ على زوجة الخال
وليس زواج يتطلب مني القيام بدور الزوج ومع من مع زوجة خالي التي كنت اناديها بعمتي
لم اعر احاديث الاصدقاء اهتمام الا أن طلب من والدي التحدث على انفراد
عندها تمنيت ان اكون أي شيء بالكون على أن اكون عبدالرحمن الذي اوقع نفسه بهذا الموقف المحرج ,كان والدي يتكلم وانا احرك رأسي
ألى أن انتهى الحديث وختمه ابي بقوله :هل استوعبت ما عليك القيام به
اجبته بحركة خجولة من رأسي بمعنى نعم
حرج ابي بعد ان حرك يده بطريقة مستهزئة ومستهجنة وضعي
وجاء يوم الزواج وادخلوني على عروسي التي رفضت ارتداء الثوب الابيض واكتفت ببدلة بلون امتزاج الشاي بالحليب تتكون من قطعتين تشبة بدلة معلمة التاريخ التي كانت تدرسنا في الصف الخامس ابتدائي
دخلت الغرفة وكانت هناك امنية تروادني ان يتحول احد الافلام التي شاهدتها الى حقيقية واصبح ذلك الزوج الذي رفضت عروسه قربه وبقى الامر سرا ً بينهما حتى وافاة احدهما ولأن عقلي صغير حينها كنت اعتقد ان الموت متعلق بالعمر لذا رجحت وفاتها على وفاتي سبحان الله الانسان كلما يتقدم بالعمر كلما يشعر ان الموت حقيقية ربانية لا علاقة لها بعمر الانسان


كل الاماني تبخرت وكل الافلام التي كتبت سيناريوهتها واخرجتها على عجل فشلت
بعد ان اقتربت عروسي مني وقالت عبدالرحمن اجلس :جلست بقربها على المقعد الذي يتسع لشخصين
لتبدأ بكلام وكل جملة تستشهد بها بأية قرأنية متعلقة بالزوج والزوجة وواجباتهما اتجاه بعضها او بحديث نبوي يتعلق بعشرة الازواج
او حديث لاحدى زوجات النبي تصف كيف كان يعاملهن الرسول عليه الصلاة والسلام
لا ادري لما اصبح الجو هادئ والمكان واسع وهناك رائحة عطرة ملئت المكان وزوجة خالي اصبحت حسناء لاتقاوم

تلك المرأة رحمها الله كان لها فضل علي لن انساه ما حييت
بفضل الله وفضلها اصبحت عبدالرحمن الحالي
هذه حكايتي معها
اما حكايتي مع دانية فهي مختلفة رانية هي الشباب الذي لم استطع عيشه
عوضني الله برانية بدلا عنه
عندما رأيتها لاول مرة بعد ان تعلقت بها من خلال احاديث امنة عنها التي اخذتها سكرة الضحك وهي تتذكر نصائحها التي القتها عليها من اجل ترك الشاب الوسيم الذي ترافقه والمقصود بالشاب انا
عندها تعمدت ان اذهب للجامعة ثاني يوم من اجل رؤية رانية
التي اكدت تواجدها بقلبي بعد رؤيتها
ولن انسى فضل الجدة وسعيها في تتويج حبي لها وحبها لي بالزواج

رانية
ربما تتسألون كيف يكون الزواج بين رجل بالاربعين وامرأة في منتصف العشرين
اقول لكم بصراحة ان اردتِ ان تري زوجك كهلا سوف يصلك هذا الشعور حتى وأن كان في العشرين وأن اردت ان تريه شابا سوف تستطيعن رؤية مالم يستطع الناس رؤيته

أدعكم مع حكاية اخرى من حكايات الجدة وهب مفاجئة لكم
تتحرك هنا وهناك رفل تطلب منها ان تنظر لما ترتدي وتبارك تطالبها بربط شعرها وذلك الصغير يبكي بحضني يريدها ان تأتي لحمله
وانا اجلس على مائدة الفطور وبحضني الصغير قصي امنعه من االحركة
لكي تنتهي والدته من اشغالها
انتهت وخرجت رفل وتبارك الى المدرسة
وجلست بتعب على مقعدها وبدأت بتناول الفطور بعد ان اخذت قصي مني
قالت :الا تستطيع مساعدتي
قلت بتهكم :في ماذا هل اعطي رأي بملبس رفل ام اعدل شريط تبارك
لتجيب بحدة :وما بها ان عدلت شريط تبارك لاتقول انك لاتجيد مثل هذا العمل
قلت بعد ان وضعت يدي على يدها :ان حضر الماء بطل التيمم
لما اعمل مثل هذا العمل واميرتي موجودة وتتكفل به بدل عني
لتبعد يدي :وتقول يال ثقل دمك
اجبتها بجدية :ثلثين الولد على خاله
لتقول بأستهزاء :من؟ مثنى احياناً من كثر مزحه يصبح دمه وزنه طن
قلت لها :لا ليس مثنى انه خالي الغالي والد الغالية وجد الغالي




أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

هل تعرفون من أنا


نعم انا سعد وزوجتي هي دانية

كيف تابعوا بقايا حكايا الجدة رحمها الله

لأبدأ معكم حكايتي من اسم تبارك ولما أطلقته على ابنتي
وسوف تكون المفاجئة التي لم تتوقعوها
اسم تبارك لم أطلقه إنا على ابنتي بل والدتها رحمها الله هي من أطلقته عليها
رحلت وتركت لي ذكرياتها التي تعذبني بطيبتها ورقتها وحنيتها وإخلاصها وتركت لي تبارك تذكرني دائما بقسوتي عليها وطيبتها علي
كانت نعم الزوجة التي تحملت سعد المطعون بشرفه بشكه ومزاجيته وقسوته على جنس حواء
تحملته وغريت منه ولكنها لم تستمتع كثيرا بتغيره لأنها رحلت
رحلت وتركت لي ذكرى أخر الأيام معها التي كانت أشبه بأيام العرسان الجدد
فلقد بدت في عيني في تلك الأيام أجمل مخلوق على وجه الأرض
تركتني الطيبة مثلما تركتني الخبيثة

عندما علمنا بـ جنس المولود أنثى بعد أن احتار السونار في تحديد جنسه مرة يقولون أنثى مرة أخرى يقولون ذكر وبصراحة كنت أتمنى ان يكون ذكر لأني أخشى على الأنثى من أب غُدر بشرفه ولن يكون قلبه نظيف اتجاهها ,تبارك تحملت ورفل وسوف تتحمل ولكن قلبي لا يتحمل أنثى أخرى أعذبها بشكوكي
ولكن قدر الله وما شاء فعل
أتت تبارك الأم وجلست بقربي وتكلمت بخجل وخوف أصبحا رفيقاها بالكلام معي
قالت :هل من الممكن ان اطلب طلب
قلت بملامح جامدة بعد أن أبعدت الوسادة التي تسند رأسي :تبارك ادخلي بالموضوع مباشرة لا تلفي وتدوري
قالت بتلعثم :ممكن أن اختار اسم المولودة
نظرت لها بنظرة متفحصة دون كلام
لتقول بسرعة :أنسى الموضوع لا أريد
قلت بتهكم:وأي اسم تريدين أن تطلقي عليها
لتنزل رأسها أرضا ًوتقول :تبارك
أعدت النظرة مع أضافت تساؤل :ولكنه اسمك كيف يكون ذلك
أجابت بخجل :كان لدينا معلمة كان اسم ابنتها على اسمها
ثم نظرت لي وأنزلت رأسها :كنت دائما أتمنى أن أطلق اسمي على اسم ابنتي مثل تلك المعلمة
يالة طيبة قلبها وسذاجتها :تعتقد بأني لا اعرف قصة تلك المعلمة التي أسرت قلب ابن خالها ورفضت زوجة الخال تزوجيه لخلافات عائلية فأقسم ان جعلها الله من نصيبه ان يطلق اسمها على كل ابنة يرزقه الله بها منها
وأطلق اسمها على ابنته الكبرى ودفع كفارة لأنه لا يستطيع ان ينفذ حلفه بشكل تام
لا ادري ان كانت تبارك تريد ان تعيش شعور العشق هذا اما انها تريد ان توهم الناس بمدى حب زوجها لها
ام تريد ان تقنع نفسها بحب زوجها لها
أي كان ما تريد فلقد لبيت لها هذا الطلب لأنها تستحق ولان سعد في حينها بدأ قلبه يميل لتبارك
لا تندفعوا بخيالك مجرد شعور بالارتياح أكثر منه حب
وتم تسمية ابنتي تبارك في حياة والدتها
وبدأ حياتي بالتحسن بعد ولادة تبارك كان عمر رفل عند والدة أختها سنتين ونصف السنة كانت شقية وكنت أحيانا ً اقسوا عليها ليس لأنها شيقة بل لأنها ذكرى خلود التي تأبى مغادرة افكاري
كنت كلما أخذني الشوق الى تلك الخائنة التي سكنت القلب ورفضت الرحيل رغم غدرها
كنت اذهب الي حديقة منزلي الخلفية التي ترتبط بمكان كانت خلود وبقية البنات يتخذنه ملعب لهن عندما كن صغار
وانظر الى المنزل وأتصور خيانتها لي لكي أغذي قلبي بالحقد لكي ينسى حبها
وفي عمق خيالتي سمعت صوت انين خافت وكلام مبهم كل ما استطعت التقاطه كلمة يا ألاهي
اقتربت من الحائط وتسلقت عليها لكي اعرف هل ما اسمعه حقيقة ام خيال
ووقع نظري عليها وهي تبكي وتنتحب وجسدها يرتجف وعينها محمرتان
هي نظرة واحدة ونزلت بعد ان عرفت هوية الباكية ولأن ابنتي رفل بشقاوتها وثرثرتها أعطتنا موجز إخبار بيت جدها , بجملها المتكسرة التي استطاعت تبارك فك ألغازها وعرفنا ان ماجد سوف يتزوج والخال ابراهيم غاضب منه ودانية في بيت الجدة لان الخال سيف يريد تأديبها
وبأحاديث من هنا وهناك اكتملت صورة الخيانة الثانية من نفس البيت والضحية
هذا المرة دانية التي تعلقت بذلك الخائن منذ ان كانت في الروضة لاترغب بغيره صاحب ولا تسمع كلام غيره ولا يوجد من يوبخها ان أخطأت غيره
مسكينة
لايشعر بطعم الخيانة الا من ذاقها وانا ملئت روحي الخيانة وظننت استحالت التخلص منها
فكانت دانية دوائي مثلما كنت دوائها

رفعت صوتي وقلت :هل يستحق منك هذا البكاء هل الخائن يستحق البكاء
سمعت شهقتها ووقع خطواتها التي ابتعدت وبعدها توقفت ومن ثم اقتربت من الحائط وقالت :من هناك
أجبت :انا من ذاق الخيانة مثلما ذقتها وأقول لك نصيحة دموعك ادخريها لمن يستحقها الخائن لا يستحق منك دمعة
ابتعدت عن الحائط وقالت :تكلم مع نفسك انت اولا وتجاوز خيانتها وكف عن تعذيب نفسك وتعذيب الآخرين معك
ولم اسمع بعدها سوى وقع خطواتها المبتعدة بسرعة الى أن اختفى الصوت
وقفت وقفة قصيرة مع نفسي لكي اعرف من هم الذين أعذبهم
بصراحة لم اهتم لكلامها حينها وقلت في نفسي فلتتعذب كما يحلو لها ما شأني بها

واندمجت في حياتي التي أصبحت مشرقة وبدأت تتغير نحو الأفضل بفضل الله وطيبة تبارك
وحصل ما لم يتوقعه احد ورحلت الجدة
كانت في منزلي قبل يوم من رحيلها تعاتبني لجفائي الذي طال مع أخوالي
ولم تخرج الا بعد ان أخذت مني وعد بأن أعود الى العائلة التي اشتاقت لي
في وقتها قلت :جدتي أنتِ فقط من تزوريني وتسألين عن إخباري
قالت بوقار :بني انا امرأة كبيرة وما تبقى من العمر لايسمح لقلبي بالقسوة
فرغم قسوتك معي في أول أيام تواصلي الا أن هذه القسوة لم تقسي قلبي بل زادتني قربا ً منك لأني اعرف سعد الطيبة واعرف سبب تواجد سعد القاسي
وكانت مهمتي استرجاع سعد الطيب والحمد الله انا واثقة بأنه بدأ يعود ويتخلى عن قسوته
اقتربت منها وقبلت رأسها وقلت :اسفة على كل ماحدث واعدك بأن اعود بعد ان اجد في نفسي رغبة للعودة
ودعتني قائلة :هداك الله بني
في اليوم التالي كنت عائدا ًمن عملي عندما رأيت تجمع أخوالي أمام إحدى السيارات التي لم استطع تميز هوية صاحبها لكثر من حولها من النساء والرجل
التقطت إذني كلمة لا حوله ولا قوة الا بالله
فأسرعت الخطى لأعرف ما الأمر
اقتربت من إحدى النسوة التي ميزت عينيها أنها عمتي أخت ابي الوحيدةقلت:عمتي ما الذي حصل
قالت :رحلت وتركتنا دون ام تحن علينا
سألت مرة ثانية محاولا إبعاد الفكرة التي استوطنت عقلي :من هي التي رحلت عمتي أرجوكِ ما الذي حصل
قلت بشهقة قوية :أنها جدتك ام سيف

وتمت عودتي الى كنف عائلتي برحيل الغالية التي كانت أمنيتها عودتي
رفعت نعشها معهم وأنزلتها الى قبرها معهم وحثثت التراب على وجهها معهم
ودعتها الوداع الأخير بقولي جدتي ارحلي بسلام فلقد عدت الى حيث ترغبين عودتي
كانت أيام عزائها مشحونة بالحزن لأقصاها
كنت بينهم ولكن قلبي يأبى ان يسامحهم أقف بقربهم بالعزاء وابتعد عن مجلسهم عندما يخلوا المكان من الغرباء
في أخر يوم اقترب مني خالي سيف مادا ًيده دون ان يتكلم
نظرت الى يده دون ان أنظر الى عينة كنت انظر لها بشوق متردد وبرغبة اختلطت علي فبين رغبة في مدة اليد ورغبة في الابتعاد عن اليد احترت بنفسي
ولكن خالي سيف منعني من الهرب واتخذ القرار بنفسه عندما سحبني من كتفي وأسكنني أحضانه وقبلني على رأسي
كما إنا ممتن له فلقد كنت بحاجة لهذا الحضن الدافئ وهذا الحنان الأبوي لكي تستقر نفسي
واقترب بقية أخوالي وتلقفتني أحضانهم العطرة
جدتي شكرا من الأعماق لكي كنت في حياتك بلسم وفي مماتك بلسم

وبدأت اجتمع بأخوالي في التجمعات العائلة ولكن تبارك خط احمر لا ارغب باختلاطها بهم
كان ماجد لايكف عن تلميحاته السمجة في كل جلسة تجمعني بأخوالي
في احد اللقاءات قال :ابا تبارك كيف أحوالك وكيف الصغيرات
خبيث واعرف قصده ولما يلمح فهو يتعمد ذكر اسم ابنتي الذي هو اسم زوجتي لكي يغيظني بهذه الفعل
كان يمكنني أن أتعامل معه بنفس الأسلوب وأقول له عن ملامح ابنته التي تشبه أمها التي كانت تتباهى بملامحها أمام مستطرقي الطرق
ام اخبره عن زوجته التي كانت تسعى لإقامة علاقة معي لكي أوصلها له
ولكني ترفعت عن هذه المعاملة من اجل أن يحفظ الله بناتي ويستر عليهن
وشعرت بامتنان لخالي مثنى الذي التقط ما يرمي له ماجد وقال بعد ان رمى ماجد بنظرة محذرة :ابا رفل كيف احاول عملك و .......
وبدأ الكلام يأخذ جانب عملي وتجاري لايسمح لماجد بقول شيء يتهكم به
فأنا وماجد يجمعنا ثأر واحد هو يعتقد اني السبب في انحراف اخته وأنا متأكدة انه السبب في مقتل حبيتي دون ان يمنح قلبي فرصة لكي يقسو عليها وينتزع حبها من أعماقه مثلما أُنتزعت روحها من جسدها
في جلسة صراحة مع حارث الذي ضميره لم يسمح له بالنوم دون مصارحتي
بعد ثلاثة أشهر من مقتل خلود
فاجئني بزيارة غير مرحب بها من قبلي لمحل عملي وطلب مني جلسة منفردة في أول الأمر رفضت ولكن أمام دموع عينه وتوسلاته أخرجت كل من في المحل لاعرف ما وراء التوسلات والدموع
وبقينا لوحدنا
وبدأ حارث يقص علي ما يؤكد خيانة الحبيبة التي رفض قلبي تصديق خيانتها
حارث :سعد ارجوك انا لا دخل لي ماجد هو من خطط ودبر لكل شيء
قلت له لنخبر سعد وهو من يتخذ القرار
قال لي ان سعد مجنون خلود هي الرجل في البيت وهو المرأة سوف يسامحها ويجعلها تلوث سمعتنا بالوحل وهو يتفرج
صدقني سعد ساعدته نعم ولكن رغم عني شحن رأسي بكلام النخوة والشرف
صدقني سعد انا لا انام ليلي بسبب الكوابيس التي تقتحم منامي
كنت استمع له بروح مسلوبة ونظرة تائهة :ماذا اقول له أأقول له ان ماجد معه حق واني قلبي كان من الممكن ان يسامحها ولكنها لن تعود لمنزلي بل تبقى في بيت والدها المهم ان تبقى على قيد الحياة المهم ان يتخلص قلبي منها تدريجيا كلما شاهدها أمامه وتصور خيانتها
كلمة أكرهك من فمها كان يمكنها اقتلاع حبها من صدري
أما أن تقتل دون ا ن أرها ودون أن أرى خيانتها مهما تكلموا عنها قلبي يأبى تصديق أنها فعلت ما فعلت
هذه كانت حياة سعد بعد خلود وبوجود تبارك
اما سعد بعد تبارك ومن ثم مع دانية فهو مختلف تماما انه سعد الحقيقي الذي نفض عنه غبار السنين وشك الخيانة

في أخر أيام تبارك سعت بكل قوتها وأسلحتها من اجل تزويج أبيها بخالتها التي رحل عنها زوجها دون أن ترزق بأطفال منه
الخالة كانت في منتصف الأربعينات وليست ذات جمال خارق حتى يقتنع بها والد تبارك
كان الوضع يحتد بينهم لأقصاه كانت تقول له :لن تجد مثلها
ليجيب بتهكم :لما ؟هل هي الاميرة ديانا
لتقول بإصرار :خالتي أفضل من الأميرة ديانا خالتي إنسانة متعلمة متدينة ذات أخلاق عالية وروح مرحة
ليقول :وجمال خارق يصعب مقاومته
لتجيب بتحدي :اجلس معها نصف ساعة فقط وأتحداك أن لم تراها أجمل امرأة في العالم
لتقول بثقة عالية :فقط جرب فلسان خالتي فيه سحر عجيب يحول قلة جمال وجهها إلى جمال بديع

كانت والدها ينظر لها نظرة غاضبة ويرحل دون كلمة
كانت هذه حالتها في كل مرة تتصل بي متوسلة ان احضر والدها لمنزلنا
وكنت أجد صعوبة في إقناعه بالحضور ولكنه يرضخ بالنهاية اما شدة إلحاحي الناتج عن شدة إلحاح تبارك
ولم تستسلم أبدا رغم إصرار والدها ورفض خالتها
قاتلت بضراوة وجمعتهما
واعدت لهما عرس يليق بهما وتزينت في ذلك العرس وكأنها هي العروس
عندما شاهدتها خشيت عليها من عيني قلت لها :اقرئي المعوذات على نفسك تبدين رائعة الجمال
أجابت بعتب :اليوم فقط أبدو رائعة الجمال
قلت لكي أثيرها :طبعا اليوم فقط فأنتي تضعين ألوان الطيف الشمسي كلها في وجهك
لتقترب مني وتضربني على كتفي وتقول :لا احتاج إلى كل هذه الألوان لأبدو جميلة إنا واثقة من جمالي حتى وان لم تخبريني أنت به
اقتربت منها وطبعت قبلة سريعة على رأسها وقلت :حفظك الله لي أحسست بجمال روحك قبل أن أدرك جمال وجهك
أنزلت رأسها خجلا بعد أن غادر الخوف من ملامحها في تلك الفترة

بعد 7 أيام من زفاف العريسين كانت تعد للاحتفال بيوم السبعة
التي تكفلت به ونست أمر فستانها الذي أرسلته الخياطة وبه نواقص كثيرة وأمور لم تتفق عليها مطلقا
اتصلت بي في الساعة الحادية عشر صباحا متوسلة بي ان اصحبها للخياطة من اجل ان تصلح الفستان قبل الظهر ولكي تستطيع ترتيب نفسها قبل الحفلة التي تبدأ عصرا وتنتهي بعد العشاء
غضبت منها وقلت لها لن اصطحبها وإنها أهملت نفسها تماما واهتمت بكل التفاصيل ورتبتها ونست أمر نفسها
ورغم كلامي القاسي ألا أنها لم تكف عن التوسل والتودد
فقبلت مرغما ً وقلت :سوف أكون بعد نصف ساعة في المنزل أن لم أجدك بقرب الباب سوف انصرف
ولكي مثلها عند الخياطة فطلبت مني متوسلة أن تكون جلستها عند الخياطة ساعة فرفضت بشدة ورضخت هي
ووصلت للمنزل ووجدتها خلف الباب وما أن وقفت سيارتي حتى خرجت مغلقة الباب خلفها ودخلت بعد أن ألقت سلاما باسما ورددته عليها بتذمر واضح
كانت تضحك وتمزح مع رفل وتبارك التي أصبح عمرها 2سنة
إلى أن انتزعت الابتسامة من فمي رغم انفي
لتقول بتنهيدة واضحة :الحمد لله الذي ارني ابتسامتك أخيراً
قلت لها بعتب :تصرفاتك اليوم لاتطاق
لتقول :تحملني اليوم فقط وسوف لن أزعجك بعدها ابدا ابدا
كانت تقولها مازحة ضاحكة
كانت جملة لا معنى لها في حينها ولكنها أصبح لها معنى بعد ذلك فهي لم تزعجني بعدها فعلا
أنزلتها بقرب منزل الخياطة وقلت لها أعود لكي بعد نصف ساعة
نظرت لي نظرة متوسلة باسمة ورفعت سبابتها دون أن تتكلم بمعنى ساعة
وافقت فورا لأن نظرتها وبسمتها كانت بريئتان لا يمكنني رفضهما
غادرت السيارة وحاولت أنزال تبارك ورفل ولكنها لم تفلح لأنهما تمسكتا بي
ولم تفلح في إقناعهما
فتحاملت على نفسي لكي اخرج من هذا المأزق وقلت لها :دعيهما سوف انزلهما في منزل أبيك
ذهبت وهي ممتنة لي وفرحة لأنها تخلصت من اصطحاب الصغيرتين المزعجتين
وعدت بعد ساعة ولم استطع دخول المنطقة الشعبية التي تسكن فيها الخياطة
لكثرة رجال الشرطة والإسعاف والحريق ترجلت من سيارتي مسرعا ً وسألت احد
رجال الشرطة الذي اخبريني بالخبر الصاعقة فلقد فُجرت سيارة مفخخة بالسوق القريب جدا من سكن الخياطة
تركته وأسرعت متجاوزا كل العوائق في طريقي وكان لساني يردد زوجتي هناك
رحموا حالي وتركوني ابحث عن من كانوا واثقين بأني لم أجده
توجهت الى حيث العمارة التي تسكن فيها الخياطة ووجدتها تحولت الى أكوام وأنقاض حديد وحجارة
توجهت الى الأنقاض وصرخت تبارك بأعلى صوتي ولم تجبني بقيت اصرخ الى ان جاء احد رجال الشرطة وهدئني قائلا :أخي اهدأ قليلا واخبريني هل هذا منزلك
أجبته بأنفاس لاهثة وعيون دامعة :زوجتي كانت عند الخياطة
ليلتقط كلامي احد المتواجدين ويقول :لا حوله ولا قوة الا بالله
الخياطة تسكن الطابق الثاني
ليقول بعدها :ترحم على اهلك يا اخي
تخطيت الشرطي وأمسكت برقبة ذلك الرجل كدت أن اقطع أنفاسه لولا تدخل رجال الشرطة الذين تمرسوا التصرف في مثل هذه الحالات
قيدوا حركتي واخرجوا هاتفي من جيب سترتي
واتصلوا بخالي سيف
الذي تكفل بأمري وبقى معي حتى استخرجوا بقيا خلود من تحت أنقاض العمارة عرفتها من ملابسها التي تمزقت عليها
رحمها الله

دانية
قبل كل شيء لأخبركم ماذا يعني سعد لدانية قبل أن يصبح زوجها
سعد كان أمنية بالنسبة الأمنية ليست لشخص سعد
كنت عندما أره برفقة خلود احسد خلود على محبة سعد وعلى تفاهمه معها وعلى حسن معاملتها لها كانت تدلل كثيرا عليه اذكر في إحدى المرات التي اجتمعنا فيها في المزرعة ادعت غضبها لسبب تافه جدا واخذ إمام الجميع يحاول استرضائها ولم يغادرها الا بعد ان رأى الابتسامة تنير وجهها
لم يبالي بهمزات وغمزات ماجد وهو يقول له :سوف تذبح نفسك من اجل إرضائها
كان يرد عليه بقوله :نفسي فداء لها
وماجد يجاوب :يالة رخص نفسك و هاونها
وسعد يترفع عن الإجابة لأنه كان عاشق لا يبالي بمن يجد عشقه عيب فهو يجد عشقه ميزة
كنت أتمنى أن تتحول كل صفات سعد إلى ماجد لأحظى بماجد عاشق بدلا ً عن ماجد الآمر الناهي الخائن الذي علي تقبل خيانته أمام عيني واصمت
لذا عندما تقدم لخطبتي سعد اختلطت علي كل الصور فهو زوج خلود الذي يشهد الجميع بتغير أطباعه نحو الأسوأ وهو ذلك العاشق الذي كنت أتمنى صفاته في حبيبي الخائن وهو الأب الذي فاق حنانه على بناته الحدود الطبيعية للحنان
وهو من حرك نبضات قلبي حركة بسيطة عن معدلاتها المعهودة عليها
كلمة موافقة عليه أخذت مني وقت طويل هو منحني إياه بكرم ممتنة له
فدانية التي تعلقت بحب ماجد كان بحاجة لوقت لتزرع حب سعد بين ضلوعها
لم ترغب به زوج فقط لأنها لا تريد ان تعيش حياة الأزواج العادية كانت تريده زوج وحبيب وهو يستحق وهي تستحق
كنت حينها في السنة القبل الأخيرة لدراسة الصيدلة الدراسة التي تأخرت كثيرا فيها وتفوقت كثيرا فيها
وكانت الجدة رحمها الله خير معين لي في دراستي
احتوتني بعد ما حصل لي كانت تراقبني صامته وأن وجدتي صامته تفتح معي أحاديث الصحابة والرسل و تسردها لي بطريقة محببة للنفس تشرح الأجواء من حولي وتجعلني أفكر بعظمته سبحانه وتعالى وكيف اختار رسله ومنحهم الصبر وقوة التحمل
عندما أعلنت نتائج الامتحانات العامة وكان معدلي قليل لا يسمح لي بدخول الجامعة
وأصاب كل من حولي بالإحباط فدانية المتفوقة حصلت على معدل لا قيمة له أمام تفوقها
هي فقط من شجعتني وجبرت كسري الداخلي وأقنعتني بالدراسة في احد المعاهد الطبيبة
وان اثبت تفوقي فيها لأن من يحصل على معدل عالي فيها يمنح مقعد في إحدى الكليات الطبيبة حسب اختياره
وتوفت رحمها الله بعد ان وضعتني في اول الطريق
لأخبركم سر كل من يعرف الجدة انهار عند وافتها الا انا داخلي قناعة ان الجدة ذهبت الى مكان افضل من مكانها بيننا كنت كلما أغمضت عيني أراها صامته مبتسمة مرتدي شالها الأبيض وثوبها الأبيض الذي ارتدته عندما ذهبت للعمرة
لذا كان قلبي بارد جد عند وافتها رحمها
ربما تسألون عن ماجد لن أقول نسيته وأصبح ماضي فهذا أمر لم اقوي على قوله الا بعد ان تعالت دقات قلبي بحب سعد
ولكن تواجده بيننا مع زوجته وثلاثة بنات رزق بهن تباعا ً
جعلت الأمل بالارتباط به معدوم انا راودتني أفكار شيطانية تقول ليهل يحبها هل يحاصرها بأوامرها ام هو طوع أوامرها ترهقني هذه الأفكار وأبعدها بقراءة المعوذات وأية الكرسي
فماجد أصبح ماضي لا امل له بالعودة ابدا
حتى عندما احدث تلك الضوضاء عندما علم بخطبة سعد لي لم ابالي لها ولم تهتز شعر من رمشي لها لأنه في تلك الفترة أصبح لا وجود له
أما كيف التقيت بسعد فهذه حكاية أخرى
في أول أيام فصل الربيع الذي يصفه البعض بقلب المرأة لتقلبه
في حين واقعي يقول أن قلب الرجل أكثر تقلبا
المهم كان نهارا حارا نفذت فيه أوراقي التي اكتب بها محاضراتي وتوجهت الى مكتبة قريبة من الكلية لم اعتد التعامل معها فأوراقي كانت اختصاص حارث هو من يأتي بها ولكن نفاذها بالكلية دون أن انتبه لهذا الأمر أٌجبرت على الخروج والتوجه لأقرب مكتبة
دخلت وتوجهت الى الرفوف حيث توضع الأوراق وتناولت ما احتاج له وتوجهت لكي أسدد الحساب
فوجئت بقلة أدب واضحة من قبل البائع الذي قال بوقاحة :دعي الحساب علينا دكتورة
لم أتمالك نفسي :وقلت له لما هل أنت من بقية أقاربي ورميت الحساب الذي اعرفه جيدا بوجهه وخرجت من المكتبة مسرعة خشيت أن يلحقني البائع
هناك فعلا ً من لحق بي ولكنه ليس البائع أنه سعد
سمعت وقع خطوات خلفي فأسرعت من خطواتي وأسرعت الخطوات أيضاً
الى أن أصبحت شبه راكضة لأفاجئ بمن يقول دانية انتظري
توقفت عند سامع اسمي نظرت الى صاحب الصوت وجدته سعد لا ادري لما ادعيت عدم معرفتي به رغم معرفتي به
قال :لما تركضين بالشارع الا تخجلين من هذه التصرفات
أجبته بحدة :ما شئنك أنتِ ومن تكون حتى توقفني وتصرخ بأسمى في منتصف الشارع
أجاب بحدة :انا سعد
قلت :زوج خلود
دون ان قصد شيء ولكنها كلمة خرجت ولم استطع إعادتها عندما أدركت ما
قلت كان الأوان فات ولا يوجد ما يمكن إصلاحه
ليقول بحدة :بل ابن عمتك
لم استطع الكلام فماذا أقول عن ماذا اعتذر لذا فضلت الصمت
وهو استمر بالكلام قائلا : ما الذي فعلته بالمكتبة
أجبته بضجر :اشتريت أوراق وخرجت
ليقول :وتشاجرتِ مع صاحب المكتبة ولم تبالي ابنة من تكوني ولا تخشي ان يتصرف معك بطريقة تهدر كرامتك
أجبته بانفعال :هل تريد مني السكوت أمام قلة أدبه
أجاب :بالطبع لا أن واجهتي مثل هذا الموقف دعي الأوراق واخرجي من المكتب ولا تتفوهي بكلمة تحسب عليك
فالمكتبات بهذا الشارع لا حصر لها يمكنك ان تجدي ما تريدين لدى مكتبة أخرى
كان الصمت جوابي لان كلامه مقنع ولا املك جواب له
ليقول بعدها :تعالي أوصلك
قلت له بحدة واثقة :حضرتك ترفض ان يوصل حارث بناتك عندما يتأخرن بالمكوث في بيتنا او بيت عمي ابراهيم
وبعدها قلت :آسفة لدي أهل يخافون علي مثلما أنت تخاف على بناتك
وقبل ان يجيب قلت له اسمح لي تأخرت عن محاضرتي
وانصرفت دون ان اسمع جواب
كان هذا القاء هو بداية تكون مشاعري اتجاه سعد وبداية لتحركات سعد التي تدل
انه يبادلني نفس المشاعر
سعد
كان تقبلي لمقتل خلود أسهل بكثير لتقبلي لمقتل تبارك
لان تبارك الشهيدة تركت داخلي انطباع يختلف عن خلود الخائنة
تركتني أتمزق كلما تذكرت جفائي معها وأتحسر على كل لحظة حب لم إبدالها فيها مشاعر صادقة
ولكنها تركت لي ما يخفف وطأة هذا الشعور داخلي
فلقد أخبرتني خالتها بعد ان رأت تدهور حالتي ان تبارك كان لا هم لها سوى سعادتي وكانت تخبرها بكل ما مر بها معي وانها في الفترة الأخيرة كانت تحلق من السعادة معي لدرجة أنها كانت تقول لو اختارها الله الى جواره لقبلت برحابة صدر لانها حصلت على كل ما تريد
حصلت على السعادة معي وزوجت أباها من خالتها واستقرت أوضاع منزل والدها
وكانت تختم قولها مازحة مع خالتها بقولها
ان توفاني الله بالتأكيد خالتي لن تقصر مع بناتي
هل رأيتم قلب أطيب من قلبها تدمج رفل مع تبارك وتقول بناتي
رحمك الله تبارك
بعد وفاتها فقط أدركت سر إصرارها على زواج والدها من خالتها
لان الخالة كانت خير معين لي في تربية الصغيرتين
فلقد تحملت ثلاثة أرباع مسؤوليتهما رغم إصراري على أن تناما في منزلي كانت الخالة تبقى في منزلي الى أن تخلد الصغيرتان للنوم
كنت ممتنة لها فهي لم تفرق بينهما الا قليلا ولم أوجه لها اللوم فمحبة تبارك في قلبها محبة لا يمكن ان تصل لها رفل
رغم ذلك كانت حريصة على يكون التعامل بأقل تفرقة ممكنة
في تلك الفترة كان الكل يضغط علي من اجل ان اتزوج واجهت الجميع واخبرتهم برفضي التام
الزواج الاول كان لظروف معينة ورغبة مراهقة والزواج الثاني لظروف قوية وزعزعة في النفسية واختيار حاقد
الزواج الثالث سوف احرص على ان يكون بظروف زواج طبيعة وبرغبة بالعيش بحب واستقرار
وحصل ما أريد عندما تزوجت دانية
عندما التقيت بها في تلك المكتبة كنت ابحث عن دفاتر تلوين ويجب ان يكون الاختيار حسب توصيات رفل وتبارك
دخلت وتوجهت الى رف الأوراق وأنا أراقبها وبعد ان خرجت وبخت صاحب المحل ورميت الدفاتر في وجهه وخرجت خلفها
كم تمنيت ان أحطم أسنانها عندما قالت زوج خلود
وكم تمنيت ان أكون في احد الدول الغربية وأقول لها هل تتزوجيني عندما رفضت ان اصطحبها
وحمدت الله بعدها لأني من امة محمد ولدينا عادات وتقاليد تمنعنا من التهور

منذ ان رأيتها وهي لم تفارق خالي تغيرت كثيرا وأصبحت أكثر ناضجاً وأكثر قوة هناك شيء اختفى في نظرة عينها
هل تعرفون ما هو
هو الضعف والخوف الذي كانت تمتاز به نظرات دانية

لم يعجبني وضعي هذا وكثرة تفكيري بها فأنا لست صغير حتى اشغل نفسي مثل المراهقين لذا علي ان اخطوا خطوة تقربني من دانية او تبعدني عنها

كانت رفل وتبارك يعشقون التواجد في بيت الجد سيف لان دانية تدللهم كثيرا وهناك وفرة من الألعاب موجودة في المنزل من اجل أطفال رانية
وهم يستفردون بها بغياب أطفال رانية
هذا هو الوتر الذي عزفت عليه
اتصلت بمنزل خالي سيف وأنا واثق من هوية من يرفع الهاتف فالمكان الذي تتواجد فيه تبارك لا يوجد من يسبقها لسماعة الهاتف
قلت لها تبارك أعطني الخالة دانية
سمعت صوت خطواتها السريعة
واتاني وصوت هادئ يقول :نعم ابا رفل
قلت :السلام عليكم
اجابت بصوت متوتر:وعليكم السلام
ولأني لا أجيد الف والدوران واختلاق الكلمات والتبرير والأعذار دخلت بالموضوع مباشرة
قلت :دانية أريد الارتباط بك
ومن ثم قلت بعد ان وجدت الأجواء هادئة :أريد ان اتقد لك وقبل هذا أريد ان أكون واثق من قبولك واني رفضت يكون الأمر بيننا لا اريد ان يتدخل احد فيجبرك
انتي تعرفيني جيدا وما لا تعرفيه اسألي به وسوف اخبربكل بصراحة لأني ارغب بحياة واضحة لايوجد فيها غموض
ليأتي صوتها هدائا قائلا :أن رفضت هذا لا يغير علاقتك من اعمامي وتعود سعد المنعزل وأكون أنا السبب
قلت :بالتأكيد لا لن تؤثر وما لجئت لمثل هذا الفعل الا من اجل إبقاء أجواء العائلة طبيعة
فأن رفضتني لايوجد ما يؤثر على علاقتك بأعمامك ولا علاقتي بأخوالي الموضوع بيننا ان وافقت ِ أعلنت عنه
ومن ثم قلت : في حالة رفضك تبقين أخت عزيزة وغالية أتمنى لها التوفي
قلت هذا الكلام رغم عني وداخلي ابتهال لله ان توافق دانية
قالت :امنحني فرصة للتفكير
وضعت يدي على مرسل الصوت وأطلقت نفس راحة من أعماق روحي المتوترة
قلت لها :لكي وقت مفتوح أتمنى عدم إطالته
أجابت ولم تجب قالت :مع السلامة حتى ذلك الوقت
وأغلقت الهاتف وبقيت انتظر

وطال انتظاري أكثر مما كنت أتوقع وكنت خلال الانتظار مواظب على زيارة بيت خالي سيف لعلي المح تلك التي سببت حالة عدم الاتزان داخلي
ولكن دون جدوى
وبعد ثلاثة أسابيع رن هاتف منزلي رفعت الهاتف بتذمر لكثر خيبات الأمل فيه وكثرة لهفت السابقة عليه التي كانت تتحطم أمام سماع صوت لم أتمنى سماعه
واليوم وبهذا الصوت المتذمر سمعت الصوت الذي أتمنى
اعتدلت بجلستي ورددت عليها السلام بقولي:وعليكم السلام
قالت :آسفة لأني أخرت عليك الرد
عندها أدركت ان طلبي رفض
ولكنها فاجأتني وأغضبتني بقولها :موافقة بشروط
عندها الغضب أعمى بصيرتي وطول الانتظار جعل من شروطها مطارق على رأسي قبل ان اسمعها قلت:قولي غير موافقة وكفى لا تتحججي بشروط
أجابت ببرود:يبدوا انك ندمت على طلبك
قلت :انا غير نادم ولكن أن تأتي بعد ثلاثة أسابيع وتقولين شروط هذا ما لا أتحمله
أجابت :أذن ننهي الموضوع
قلت بتذمر :هاتي شروطك
كان الصمت جاوبها كررت طلبي:هاتي شروطك
أجابت :دعني انسحب بكرامتي فشروط لن تجد قبول لديك
قلت بجدية :انا من احدد ان كانت مقبولة ام غير مقبولة هاتيها لكي يتحدد وضعنا
ولا زلت عند وعدي لن تتغير علاقتي بالعائلة ان لم تعجبني شروطك
قالت :اريد ان تطول فترة الخطوبة لأني بحاجة لفترة خطوبة طويلة من اجل ان نفهم وضعنا وان وجدنا أننا لا نستطيع ان نكمل حياتنا كزوجين ننفصل دون مشاكل
لا ادري لما أعجبني شرطها رغم انشغالي بالتفكير بها الا ان هناك مخاوف داخلي من الارتباط بها
فهي خليط من خلود لقربها منها ومن تبارك لأنها تشبه أخلاقها
فكنت أجد في نفسي حائرة في كيفية التصرف معها
قلت دون تردد :لكي ذلك
الشرط الثاني والأخير:أتمنى ان تمنحني فرصة للكلام دون ان تقاطعني من اجل إيضاحه
قلت :تفضلي
قالت :خلود وماجد
حاولت المقاطعة بقولي :لا تتفوهي .....
قاطعتني :انت قلت لن أقاطع فدعني أكمل
قلت بحدة :أكملي واختصري
أجابت :خلود وماجد ماضي لا اريد ان افتحه ولا اريد منك ان تفتحه معي


تعامليني على اساس اني دانية وليست قريبة خلود
انا دانية ابنة سيف اذهب وأسأل عني وعن أخلاقي كأنك تخطب فتاة من عائلة غريبة عن عائلتنا وتريد التأكد من اخلاقها قبل أن تتقدم لها
ان وجدت في ما يعيب الغي فكرة الارتباط بي
وأن أعجبتك أخلاقي ابعد الشك الذي زرعته تجربة خلود داخلك عني
فلقد ذقنا من والدي إشكال وألوان من الشك وقلة الثقة وواجهنا بعد خلود ايام عصيبة في منزلنا
تلك الأيام لا أريد أن أعود لها في منزلك

قلت :لما تعتقدين انك سوف تواجهيها في منزلي
اجابت:لان والدي وهو عمها ونحن بناته تربيته قسى علينا
فكيف بك وهي زوجتك كيف سوف تثق بزوجة اخرى
قاطعتها بقولي :تبارك
قاطعتني قبل ان أكمل:لاتقارن بيني وبين تبارك رحمها الله لكل واحد وضع وقوة تحمل تختلف عن الأخرى
قلت :حسننا لكي ما طلبتي
ومن قلت هل يمكنني ان اسأل سؤال
قالت :تفضل
قلت :ماجد ما يعني بالنسبة لكي
قالت بثقة :ابن عمي فقط وهناك مشاعر حيادية اتجاهه لا هو حب ولا هو كره
أجبت بتلاعب:هل أنتِ واثقة
أجابت بذكائي:مثلما إنا واثقة من حيادية مشاعري اتجاهك
عندها انتابتني موجة من الضحك نتيجتها ركضت كل من رفل وتبارك نحوي ليعرفوا سبب ضحكات والدهم
تمالكت نفسي وقلت :موافق على شروطك وسوف اكلم خالي سيف
قالت بخجل :براحتك
ورادفتها بقولها :مع السلامة
أغلقت الهاتف وفتحت أبواب أحلامي
وتقدمت لها وكانت فرحة خالي سيف وبقية أخوالي لا حدود لها وانتشر الخبر بالعائلة
ولأول مرة استقبل عمتي مريم في منزلي بعد ان سمعت بخبر خطبتي
دخلت المنزل وجلست حيث جلست الجدة في أول زيارة لها لمنزلي بعد الحادثة
قالت بصيغة عتب واضحة : الف مبروك جمعكما الله بالخير بأذنه لو كنت أخذت رأي بزواجك لما اخترت غير دانية فطيبة قلبها تليق بطيبة قلبك
ماذا اقول لها أية كلمة أقولها لن اضمن أنها لن تسبب جرح لها
قلت :الحمد لله
قالت بتردد :هل لازلت تعتبرني عمتك الوحيد
يالة تشابه الأسئلة بينها وبين الجدة
قلت بابتسامة لذكرى الجدة بعد أن اقتربت منها وقبلت رأسي :عمتي وعلى عيني ورأسي
قالت بعيون تجمع الدمع فيها :سامحها ولاتحملها ذنب فوق ذنبها امنحها شيء من السلام وامنح نفسك ثواب التسامح وسامحها من أعماق قلبك
تصلب عودي لذكرى تلك الخائنة وعتب على هذه العمة وحزن على هذه إلام
تطلب مني امر فوق طاقتي فأنا أتمنى أن يطل الله بعمري ويمنحني عمر ضعف عمري لكي أبقى احقد عليها و وأوجه لقبرها نيران حقدي
كان الصمت والابتعاد عنها جوابي
قالت بتوسل :لن أقول لك سامحها اليوم بل فقط امنح نفسك فرصة للتفكير بمسامحتها
أرجوك بني فكر بالموضوع
نظرة لها نظرة شفقة وقلت :عمتي لا تعكري علي فرحتي
قالت :معاذ الله ان افعلها لتقول مازحة رغم حزنها :بعض ملوك الدول ورؤسائها يمنحون المجرمين عفوا ان صادفت مناسبة لهم
امنح تلك الروح المذنبة عفوا وسامحها
تأثرت كثيرا بكلامها وبتوسلاتها ولكن لم أقوى على قول كلمة سامحتها ولكني وعدت بالتفكير
غادرت عمتي وهي فرحة لذلك الوعد الذي ربما أفي به وربما لا

وقبل عقد قراني بيوم واحد سمعت طرق على بابي أشبه بدوي الرصاص توجهت نحو الباب مسرعا وفتحتها بسرعة لتوجه لي لكمة لم اكن احسب حساب لها
وهناك من أوقفني بعد ان سقطت متمسكا بمقدمة ثوبي وما ان قربني من وجهه وتمالكت نفسي حتى عرفت هويته
قال بصوت مرتفع :دانية يا شبه رجل يا من تركتك زوجتك وارتمت في أحضان
المنحطين
قلت له بعد ان حررت نفسي وابعدته بقوة :هل تتباهى بما فعلت اختك الشريفة ام تريد ان أخبرك بمن اخترت بدل دانية أنت وأختك كلاكما اختار الانحطاط ليقترن به وانا وهي كلانا اختار من يخلص له العمر كله
قلت هذا الكلام وإنا ارتجف وكم ندمت عليه بعدها فمهما يكن تلك الخائنة هي ام ابنتي وان انتشر ما فعلت فتلك الصغيرة هي أول المتضررين ولكن هذا الماجد ارتفع رصيده عندي لأقصاه

حاول توجيه ضربة ثانية لي
ولكني تفاديتها وقلت :فعلتها مرة دون أن انتبه ولن تفعلها ثانية
اجاب وهو يرتجف :سوف تندم
قلت :افعل ما يحلوا لك فأنت أقصى ما يمكنك فعله قتل حشرة تعبث بالأوساخ
توجه لي محاولا ضربي وتشابكت الأيدي
وبقينا نتبادل اللكمات الى أن أتى الخال ابراهيم وسيف وفكا بيننا ووبخانا لاننا لم نحترم أعمارنا وكان لماجد حصة الاسد بالتوبيخ

وتم عقد القران وطالت فترة الخطوبة التي منحتي ودانية واالبنات فترة تعارف تعرفت من خلالها على عائلة الخال سيف عن قرب
وتعرفت دانية على سعدعن قرب تعرفت على سعد ببقيا حقد على خلود وبقيا ذنب على ما فعل لتبارك
صارحتها بكل ما حصل لي بحياتي بحبي لحلود ورفضي لتصديق خيانتها ومعاملتي لتبارك وتعلقي بها بعدها وشعوري بالذنب اتجاهها
كانت تسأل دائما ما ذا عني انا كنت اتهرب من الجواب
وفي ليلية زفافنا أخبرتها بعشقي المختلف لها
هل أخبركم سر معها شعرت اني اول مرة أتزوج معها استطعت ان اقول خلود سامحتك ليس من أجلك بل لأن قلبي رفض الحقد عندما دخلته دانية

دانية
كنت سعيدة عندما وصلني خبر تشابك ماجد وسعد ليس من اجل ماجد
بل لأن سعد دافع عني وتمسك بي رغم تهديدات ماجد
أفكار مراهقة وتأثير افلام اعرف جيد
اكثر موقف أثر بي هو زيارة الخالة مريم التي انفردت بي بعد ان أستأذنت من والدتي
أوصتني بسعد قائلة :ضعيه بعينك وامنحيه السعادة التي لم يشعر بها انا واثقة بأن سعد لن يقصر معك
ومن ثم قالت :دانية سامحي نقي نفسك من الحقد واحرصي على نقاء قلب سعد منه
لااريد ان يجمعكم حقدك على ماجد وحقده على خلود
اريد ان يجمعكم حبه لكي وحبك له
قلت لها بثقة :عن نفسي انا لا احقد على ماجد اما سعد فكوني على ثقة سوف احرص على ان يكون قلبه خالي من الحقد


وكان يوم زفافنا وأعلن لي فيه سعد بحب لا مثيل له وأعلنت له عن حب لم يسكن قلبي مثله
في ذلك اليوم فقط عرفت معنى الحب الحقيقي
وعندما رزقنا الله بقصي اكتملت فصول قصتي مع سعد
سعد لم يتغير داخله ذلك العاشق الذي كنت أتمنى ولكنها بمرور الوقت تطابقت الصورة مع الأفعال فأصبح سعد ذلك الشخص الذي كنت انتظر وأتمنى واختفت صورة ذلك الحب المراهق
حياتي معه سعيدا جدا بعيدا عن بعض المنغصات الي تركتها رواسب خلود التي يجاهد سعد في التخلص منها
كنت عندما ألاحظها لا ألومه لأني اشعر بصدق بمدى لومه لنفسه
انتهت حكاية سعد ومعها تنتهي حكاية دانية


أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر

كم انا ضجر اليوم تلك بهدوئها تقتلني وتلك بضوضائها تربك هدوئي
عندما احتاج لراحة منهما اسكن خلوتي في شقة تقع فوق مكان عملي
وما أن يأخذني الشوق لإحداهن حتى اذهب لها دون موعد ودون اعتبار في كونها ليلتها هي او ليلية غيرها
فهل عرفتم حكاية من القادمة
كونوا بالقرب

في كل مرة توصيني بجاراتها الجديدة أشعر بأني إنسان خائن وهذه المرأة امرأة فوق الرائعة وصافية القلب ولكن ماذا افعل بهذا القلب الذي يمكنه ان يُسكن اكثر من واحدة فيه
قبلت جبتها التي أدمنتها لاحقا وودعتها لتلحقني كلماتها قائلة :ما هي المناسبة
أجبتها :تعودي على هذه القبلة كل يوم لأنك تستحقيها
وفعلا أدمنت تقبيلها على جبهتها كلما خرجت خارج المنزل وفي أيام خصامها كنت كمن أدمن كوب الشاي وانقطع عنه ابحث عن جبهتها لكي اقبلها ولا أجدها أمامي وما أن وجدتها حتى لصقت شفتي عليها لتنهل مما حرمت منه
رغم برودها وصدودها في تلك الفترة
نعم انا مثنى الذي وصفتني رباب بأني ابو عيون زايغة
أقول لها انتن سبب العيون الزائغة وانتن سبب تسمية الزوجة الأولى والثانية
فلو لم تقبلن بي لما كانت سندس الاولى وزهراء الثانية
لو رفضت النساء القبول بلقب زوجة ثانية لما كان هناك زوجة اولى
لن أطيل عليكم
لأخبركم قصتي مع زهراء هي زميلة دانية في الدراسة ولكنها في مرحلة متقدمة عنها دانية كانت في المرحلة الثانية وزهراء في آخر مرحلة
وحالها كحال دانية تخرجت من المعهد الطبي وحصلت على معدل عالي والتحقت بكلية الصيدلة عمرها كان حينها 28 سنة وكنت على عتبة الحادية والاربعين
بروح شبابية عالية وشكل يخطف أبصار المراهقات والشابات
هو ليس غرور الله إعطانا عينان لكي نشاهد ما يدور حولنا وهذا ما يدور حولي
وما ألاحظه عندما اذهب لإحضار صغيرتي من المدرسة كانت نظرات الطالبات الأكبر منها تحدق بي بإعجاب وأنا لا أبالي لأن طموحي اكبر منهن
وحصلت على ما ابتغي عندما جاءت دانية تتوسل بي لكي امنح زميلتها زهراء وظيفة عندي في الصيدلية وكنت ارفض بإصرار لان عدد العاملين عندي مستوفي تماما
وبقيت مصر على رأي ألا أن رحلت إحدى الموظفات لدي هل تعرفون من هي
تلك السيدة التي عشقت تهورها ووقارها
عاد ذلك المغفل الذي هجرها وطلب منها الجلوس بالمنزل وألا رحل ثانية وجلست لكي تبقيه بين أضلعها وتطبق عليه بعناية فائقة ويكون هو سقف منزلها المتهاوي
يال غرابة العاشق بالعشق يصبح اسير الوهم وهو يعرف جيدا انه اسير له
ورغم ذلك تجده مبتسم لا ادري هل يضحك على نفسه ام لكي يضحك الناس عليه عندما يرو بلاهة ابتسامته
جاءت زهراء في اليوم التالي لاستدعائي لها عن طريق دانية
منذ ان دخلت المكان لفتت نظري بدت واثقة الحضور ترتدي معطف يصل لركبتها يخرج من تحته قماش بتدرجات صحراوية
لتختم المسيرة بحذاء نسائي يصل لنهاية القماش الصحراوي
منظر ملفت جدا ادار رؤس كل من في المكان
توجهت لي وعرفت نفسها انها زهراء لتزهر المكان بالزهور حولي لأني أدركت ان هذه الزهراء لن تمر مرور الكرام في حياتي
كانت مجدة ومثابرة وتريد ان تتعلم كل شي رغم دراستها وفترة الامتحانات في تلك الفترة ألا أنها كانت منضبطة بالحضور لمكان عملها
وفرضت احترامها على كل من في الصيدلية وبادر احد زملائها بطلب يدها فرفضته بلباقة مدعية انها تريد أكمال الدراسة في حين أسرت إحدى الموظفات
بأنها لاترغب الارتباط به لأنه لا زال في بداية حياته وسوف يتطلب وقت لكي يكون نفسه وسوف يكون الزواج عائق له
وجهة نظرة مادية بحته ولكنها لم توقف إعجابي بها
كنت نجتمع يوم السبت في وجبة خفيفة ودار نقاش حول الزوجة الثانية فأثار هذا الموضوع امتعاض النساء المتزوجات و وجوم الفتيات الغير متزوجات وفرحة الرجال سواء من كان متزوج او غير متزوج احتد النقاش فأنهاه شريكي بقوله
المسألة مسألة قناعات
لتجيبه بثقة نعم قناعات سواء للرجل او للمرأة
عندها سألتها بوضوح وقلت :زهراء لما تعطينا رأيك
لتجيب بثقة أصابت النساء المتواجدات بدهشة ونثرت هذه الدهشة الزهور داخلي عندما قالت :امرأة لا تأكل امرأة ووجهت نظرة لي عرفت انها ضوء اخضر لكي أتقدم لها
لأصف لكم زهراء :فتاة جميلة ولكن للأمانة سندس أجمل منها بكثير ولكن الروح المرحة لزهراء أعطتها جمال خاص بها
عائلتها تتكون من اب وام واخوين منفصلين عنهما ويسكنان خارج المدينة التي نقيم بها
والدها متقاعدان ويتمتعان بسمعة أخلاقية عالية جدا
وزهراء بالذات سمعتها ليست عليها شائبة عندما تقدمت لها وشرحت و وضعي ووضع زوجتي وان زواجي لا يعني بأني اتخلى عن زوجتي او لا احب زوجتي او يوجد تقصير منها كنت واضح جدا جدا معهم اخبرتهم بأني اريد زوجة ثانية وهذا لا يعني تقصير الزوجة الاولى
اعترضت والدتها على زواجها وتم إقناعها من قبل أخوة زهراء و والدها وتم عقد قراني بحضور إخوتي وسعد وبتكتيم إعلامي عن بقية المتواجدين بالمنزل
رغم اعتراض الأخوة ومحاولتهم إقناعي بأن ما افعله سوف يدمر منزلي ولكني لم اسمع لهم بل سمعت نبضات قلبي التي كانت تقول زهراء زهراء

وكم ندمت لاحقا على سماعي كلام دقات القلب وتم الزواج بعد شهر من عقد القران
سكنت أول الأمر عند أهلها ألى أن ارتب مكان للسكن لم يمانع والدها لأنها وحيدتهم
ولكني امتعضت من و وضعي وبدأت ابحث عن منزلي استقر فيه مع زوجتي زهراء
اما سندس فلم اقصر معها مطلقا ولم أشعرها بوجود اخرى في حياتي
ولكنها كانت تشعر ان هناك شيء أخفيه عنها
كلما اجتمعنا تقول :مثنى هل يوجد ما تخفيه عني
اقول لها :لما تقولين هذا
تقول :لا ادري اشعر ان هناك شيء تغير فيك ولكني لا استطيع تحديد ما هو
كنت أجيبها بضحكة رنانة :ربما تزوجت عليك
لتقول :وهل تفعلها وماذا تقول لمن تخطب منهم هل تقول زوجتي ليست جميلة وتقصر معي ولا يوجد لدي أطفال
أجبتها بمرح :بل أقول لهم ان زوجتي رائعة الجمال وأنا أحبها وهي امرأة غير مقصرة معي
ولكن احبتت ابنتهم مثلما احبتت زوجتي
لتجيبني وهي تضحك :وأية عائلة مجنونة تقبل بهذا الزوج العاشق المجنون
اجبتها :تقبل ان كان من تقدم لهم مثنى ابن فلان
لينتهي الحديث بمزح من قبل سندس وبكلام جد جد من قبلي
حصل ما تمنيت وحصلت على منزل ملاصق لمنزل والدي حيث تسكن العائلة دون تردد اشتريت المنزل وأسكنت زهراء فيه وطلبت منها ان تتقرب لسندس وتبتعد عن بقية النساء قدر الإمكان وخاصة ساهرة
رغم تغير ساهرة الواضح بعد وفاة الوالدة رحمها الله ألا أن هذه المرأة تملك حدس نسائي لا يخطئ مطلقا لذا سوف تلتقط كلمة ربما تسقط سهوا من زهراء ولا تلفت انتباه احد بينما ساهرة سوف تربط الخيوط لتخرج بنتيجة مفادها ان زهراء زوجتي الثانية
نعم ساهرة انسانة ذكية وذكائها لا يستهان به
وسكنت زهراء بالقرب من منزلي وتقربت الى عائلتي تحديدا من سندس رغد و وليد ومن الصغير سيف
نعم رزقت بصبي اخر وزهراء حامل بصبي ثاني
احمد الله على نعمته لا تظنوني جاحد انا انسان اقدر نعمة ربي وما فعلت ليس بالحرام ولكنه مرفوض لديكن معشر النساء
زهراء وسندس تمتلكان صفات مشتركة كونهما نفس الاختصاص بالدراسة وكلاهما تمتلك ثقافة لا بأس بها وتقريبا المستوى العائلي متشابه لذا حصل اندماج بينهما
كانت زهراء تسعى لتقوية العلاقة بسندس لكي تنهي هذه الفترة السرية بأسرع وقت
لأنها كانت تقول اريد ان اشعر بكوني زوجة حقيقية يقضي زوجي معي اليوم بإكماله ان كان يومي انا لا اريد ان اتجاوز على حق سندس ولكني اريد حقي
كنت إهدائها وأحاول امتصاص غضبها وأن لم افلح ارمي كلام واخرج من المنزل
اقول لها :لم أضربك على يدك تعرفين الظروف وانا غير مقصر معك وسندس سوف اخبرها بالتدريج وكوني واثقة انا اريد الاستقرار مثلما تريدين ولكني اسعى له بالتدريج لان سندس لا تستحق مني ان أعاملها بقسوة ا وان ارمي بوجهها مثل هذه الحقيقة
لتجيب بغضب واضح :وان كنت تحبها لما تزوجت عليها
أجيبها بحدة :وأنا احبك وسوف أتزوج عليك
لتصمت وتسكن حركات عيونها
واتركها تضرب أسادس بأخماس وأغادر المنزل
تقولون أناني لا يفكر الا بنفسه
هذا انا لم اخدع احد سوى سندس وسوف أتحمل المسؤولية كاملة
لأخبركم عن سبب أدماني لتقبيل جبهة سندس
عندما تعمقت العلاقة بين زهراء وسندس كان لا بد من ان تطرح سندس على زهراء أسئلة تخص زوجها الغائب الذي ادعت زهراء انه خارج الدولة في عمل له


كانت سندس متعاطفة معها وتطلب مني قضاء بعض الحاجات لها
حتى عندما رزقت زهراء بولد كانت تحرص على توفير كل مستلزمات الصغير
وكانت تتوسل بي لكي احضر لها بعض المواد التي لا تستطيع إحضارها
وكانت تقول :ان زهراء فتاة طيبة و والدها كبيران بالسن وعلينا مساعدتها الى أن يأتي زوجها
وذات يوم حصل ما لم اكن احسب حسابه كنت قد هيئت نفسي لكي اخبر سندس
عن زهراء ولكن قدر الله وما شاء فعل
وصل مسج لهاتفي يقول :مثنى ارجو أن تأتي بسرعة لأن فاروق حرارته مرتفعة
وبالفعل ركضت بسرعة وتوجهت لمنزلي الثاني ولم تلتقط عيني تلك العيون التي كانت تراقبني ولا تلك الخطوات التي تبعتني
وصلت لمنزلي ولم الحظ من دخل خلفي وذهبت لغرفة النوم وتفحصت فاروق وطلبت من زهراء ان ترتدي ملابسها لكي نأخذ فاروق للمشفى
ونهضت لكي احضر مفاتيح السيارة وأكمل ارتداء ملابسي في منزل سندس لأفاجئ بسندس تقف بقرب باب غرفة نومي عند زهراء
لم يكن الموقف يتحمل الكلام
تقدمت منها :ولكنها ابتعدت وذهبت بخطوات واثقة الى منزلها ذهبت خلفها توجهت الى غرفة النوم أبدلت ملابسي وحملت مفاتيحي وتوجهت للصالة بطريقي وجدت سندس بحالة ذهول
حاولت الجلوس بقربها ولكنها وجهت لي نظرة عتب وقالت :اذهب واقلهم للمشفى
الكلام ينتظر ولكن الصغير ربما يصيبه آذى ان تأخرت عليه
قبلت جبهتها رغم اعتراضها وانصرفت

وعندما عدت برفقة زهراء وفاروق وجدت سندس تنظرنا بقرب المنزل دخلت معنا
ووجهت سؤالها لزهراء متجاهلة وجودي تماما قالت :هل كنت تعرفين انه متزوج
اجابت زهراء بخجل :نعم
لتقول سندس ببرود :وقبلت به
لتقول زهراء بثقة :هل هذا حرام
تجاهلت سندس السؤال وقالت :وهل اتفقتم على خداعي
عندها تدخلت وقلت :لم يخدعك احد وسبق ان تكلمت معك بهذا الموضوع كل ما في الأمر إني أردت أن أهيئك لمثل هذا الخبر قبل أن أخبرك به
أجابت :وهل كلام المزح بين الزوجين هو من اجل إمرار ما يريد الزوج ان يقوله وليست لديه الشجاعة لقوله
وهل خداع الزوج لزوجته وجعلها تندمج بعلاقة صداقة مع زوجته الثانية وتفتح بابها وقلبها لها تعتبره الزوجة المخدوعة تهيئة لها لكي تتقبل واقعها المر بوجود زوجة تشاركها بمن شاركته احلى سنين حياتها
لتقول بعد ان وقفت لكي تغادر :لتهنئ بك مكاني في منزل والدي ان انت لم تحترمني ولم تحترم العشرة بيننا منزل والدي يوفر لي هذا الاحترام
حاولت اعتراض طريقها وإقناعها
ولكن كل محاولاتي وتوسلاتي لم تلقى عند سندس الهادئة سابقة الغاضبة حاليا صدى يذكر
ورحلت الى منزل والدها
سندس
قتلوني بخدعتهم لم أبالي بزواجه بقدر مبالاتي بكوني خدعت من قبلهم فهو كان بارع في إظهار حبه وهي كانت بارعة في تعميق صداقتها بي
وكلاهما لهم مصلحة واحدة وهي تقبل وجودهم بحياتي
ولكن هيهات سندس لن تقبل بهذا الوضع ولا بهذا الضعف
خرجت وكان في نيتي العودة ولكنها عودة قوية أفضل من بقاء ضعيف
طلبت الطلاق وتمسكت بطلبي رغم محاولات كل من حولي ابي امي اخوتي
اخوة مثنى زوجات اخوته بناتهم
دون جدوى وحصل لي ما طلبت ولم يرتجف لي جفن لاني كنت واثقة من عودتي لذلك المخادع المازح الذي تربع على عرش قلبي وأعلن عدم مغادرته مهما حصل
ولكي أهنئ بفترة استراحة فكرية وعملية قدمت على إجازة لكي أكمل عدة الطلاق ولكي ارتب أموري وأهيئ نفسي لما ينتظرني
أول الأمر جلست جلسة عائلة مع عصام ورغد وحاولت ان أوضح لهما وجهت نظري وابعد تلك النظرات المؤنبة التي تلاحقني
خاصة وهما ليسا صغيران هما في أولى عتبات المراهقة
وتم لي بعض ما أردت ولن اطمع بأكثر منه ولكن سوف احصل على الكثير بالصبر
وبعد انتهاء العدة عدت الى عملي بعد ان طلبت نقلي إلى مشفى غير المشفى الذي يعمل به مثنى
وتعرفت على معارف جدد وكان من بينهم دكتور في نهاية الاربعين
تركته زوجته بعد ان اكتشفت انه لايستطيع ان يحقق لها رغبتها في ان تصبح ام
كان يحاول الاقتراب مني بكل الطرق وكنت اصد هذا القرب احتراما لنفسي اولا
ولكوني لا ارغب بالزواج ثانيا
ألى ان تكلم معي بصراحة عن رغبته بالزواج بي
ولكني رفضت دون ان أوضح أسباب رفضي
ولكنه تقدم بشكل رسمي ضاربا بعرض الحائط رفضي المباشر له
وعندما وصلني الموضوع لم انم في وقتها بل أجريت كل اتصالاتي وحصلت على رقم هاتفه واتصلت به وأخبرته بعدم رغبتي بالزواج بوضوح شديد
ولكنه كان يتكلم بوقار شديدة وبأسلوب مقنع بالحوار واجواء الحديث عبر الهاتف تمنح الانسان فرصة في التمعن بكلام الطرف الأخر أكثر من المواجهة وجه للوجه
أغلقت الهاتف بعد ان اخذ مني وعد بالتفكير بالموضوع لا ادري كيف قطعته
وبدأت بعقد مقارنة بينه وبين ذلك المخادع وللأسف الشديد المخادع دائما يفوز بهذه المقارنة
وانتشر خبر خطبتي رغم حرصي على كتمانه ولكن والدتي كأي ام تريد رد اعتبار لابنتها أمام من فضل عليها اخرى
أوصلت الخبر الى مثنى
لأفاجئ به زائرا لي في مقر عملي
خرجت معه لمعرفتي بأن الأمور سوف تصل الى حد لن يكون مفرح لكلينا خاصة ان فقدنا أعصابنا في مكان عملي
لذا فضلت الخروج والتوجه للمنزل من اجل مناقشته بموضوع لا دخل له به
دخلت المنزل ودخل خلفي وطلبت من والدتي ان التقي به وان تقف هي عند باب غرفة الضيوف التي تركتها مفتوح لكي لا نقع في اثم الخلوة
قال :سوف تتزوجين
أجابت مثل ما أجابت زوجته :وهل هذا حرام
نظر بنظرة عتب تشبه نظرتي له عندما صدمت به وقال :سندس عندما لبيت طلبك و وافقت على الطلاق ليس لأني استغنيت عن وجودك في حياتي
اقسم بالله ان لوجودك في حياتي مكان لن يأخذه غيرك
قاطعته قائلة :ولكن يوجد مكان بقربي يتسع لاخرى تقف بقربي
أجاب بعد ان اخذ نفس عميق :سندس تريدين تحطيمي لن يكون لحياتي طعم ان تزوجتي بغيري كيف أهنئ بحياتي وانتِ تتوسدين ذراع رجل غيري
كيف سوف أتحمل خيالاتي التي تصور لي وضعك معه مثلما كان وضعي معك
سندي أطفالنا كيف سوف يكون وضعهم بيني وبينك
سندس أرجوك استرجعي سندس العاقلة
اجبته بحدة :مثلما ان تحملت خيالاتي التي تصور لي وضعك معها وكيف تأخذها بأحضانك مثلما كنت تأخذني كيف تمزح معها مثلما تمزح معي
اما الأطفال فهم بعيني ومن تقدم لي انا واثقة من محبته لأطفالي
اجاب :هل تنتقمين؟
لكي ما تريدين ولكن أطفالي يعيشون بكنفي
قلت :لم يكن الزواج مرة ثانية هدفي ولكن القسمة ولنصيب ساقته لي والأطفال لن تستطع ان تتكفل بهم ان استطعت اليوم لن تستطيع غدا
ربما لو كانت والدتك رحمها الله على قيد الحياة لما ترددت في إبقائهم معك لأني سوف أكون مطمئنة تماما من تواجدهم عندها رحمها الله
فكر بعقلانية مثنى لن ينفعك ولن ينفع الأولاد تواجدهم معك
نظر لي بنظرة ثاقبة ووقف وبعدها وقال :فكري جيدا
قلت :فكرت وان سألت عن من تقدم لي سوف تعلم انه شخص لا ترفضه فتاة في نهاية العشرين فما بالك بأمرأة بالأربعين
خرج دون ان يتكلم اما انا فنفسي تكلمت كثيرا معي أحاول إسكاتها ولكنها ترفض وتعود للكلام بأصرار تقول لي لا تقبلي وهذه فرصتك لتعودي له بقوة
الست انتِ من وعدتي نفسك بالعودة القوية هذه فرصتك للعودة القوية
أخرستها بالتوجه للصلاة ملبية نداء الواجب

مثنى
وما ان خرجت سندس حتى انتشر خبر زواجي وانكشف معه سر زوج الجارة
سوف تسألون دانية اين هي من كل هذا اقول لكم دانية كانت تعرف وقطعت علاقتها مع زهراء بعد ان فشلت في اقناعها بعدم الزواج بي
اما كيف استطعت إخفاء الموضوع وكيف لم تلحظ سندس ترددي على الجارة
أقول لكم هذا الامر لا يحتاج الى سر عسكري خاصة ان كنت ساكن في منطقة الزيارات بين الجيران تعتبر فيها حالة نادرة
ومع تواجد العائلة كلها في سور واحد منح العلاقات داخل السور خصوصية
وقلة علاقات خارجية
وفقط زهراء هي من اقتحمت السور بمساعدة مني ومن اخوتي

طلقت سندس بعد ان وجدتها متمسكة بطلبها
من اجل ان امنح مشاعرها فرصة للشفاء وبعدها أرجعها الى منزلي وترجعني الى أسوار قلبها هذا أن كنت غادرتها
ولكني فوجئت بمن تقدم لزوجتي لكي يصبح زوجا لها بدل عني
عندما وصلني الخبر من قبل زهراء بطريقة بسيطة جدا ولكنها أشعلت داخلي نار اتقدت ولم تنطفئ ألا بعد .......
حاولت زهراء تهدئة غضبي ولكن دون جدوى
ذهبت الى حيث تعمل سندس وما أن رأتني حتى طلبت مني ان نغادر المكان الى منزل اهلها من اجل ان نتكلم بهدوء
بهدوء بهدوء بهدوء
هذه هي سندس تريد مني اليوم الهدوء وأنا داخلي بركان يثور
وجرى بيننا حديث افقدني لأمل برجوعها زوجة لي
وأشعل البراكين داخلي تحرقني من الداخل وتمنع استقراري من الخارج
عدت الى المنزل توجهت الى غرفة نومي حاولت النوم لم استطع حاولت الجلوس لم استطع وقفت لم اقوى على الوقوف
النار تحرقني وآلاف الصور تقتحم مخيلتي
اتخيله يمسك يدها اتخيله يقفل الباب خلفه ويختلي بها
اتخيله يقحم يده بين خصلات شعرها واتخيل واتخيل واقسى ما اتخيل انه اليوم يفكر بها ويتخيلها بين يديه
هناك من فكر بزوجتي زوجة يال حرقة قلبي
كنت ادور في الصالة عندما دخلت زهراء قائلة :مثنى ما بك
تسألني ما بي :قلت لها بعصبية لا شأن لكي ورميت التحفة التي بقرب قدمي وخرجت من المنزل بحثا عن معين
توجهت لمنزل سيف وطلبت من سهيلة وسيف ان يذهبوا معي لإقناع سندس
ولكن خجلهم منها وكون ابنتهم هي من عرفتني على زهراء منعهم من الذهاب معي
توجهت الى من لم اتوقع نفسي يوما سوف الجئ لها انها ساهرة
شرحت لها الوضع و وافقت على مساعدتي
ذهبت معي هي ويوسف توجهنا الى منزل اهل سندس وطلبنا مقابلتها واتت هي و والدها و والدتها التي كانت تؤيد خطبتها الجديدة
تكلمنا وتكلمنا ولم نصل الى حل ألا أن
طلبت ساهرة الاختلاء بسندس ولا ادري ما الذي حصل لكن ما حصل أراحني
وأحرجني وجعل سندس ملكة قلبي دون منازع
عندما اتت سندس تحمل محمولها وإمام الجميع اتصلت بغريمي ووضعت الجهاز على وضع يُسمع الكلام للجميع
وكان الحوار الأتي
قالت :السلام عليكم
ليجب بصوت كرهت نبرته :وعليكم السلام
ليقول بعدها اتمنى ان تكوني قد توصلت لقرار بموضوعنا
اجابت :نعم دكتور قررت
يا الاهي لا استطيع ان اصف لكم ما حصل لي عندما قالت قررت
قلت سوف تذبحني بقرارها وتعيد لي ضربتي بضربة قاضية لن اقوم بعدها
اجاب هو :اتمنى يكون خير
اجابت بثقة :كل خير
ليقول قلبي انه الشر بعينه
لتجيب :دكتور انا امرأة المسؤولية في حياتي مقدسة ولا استطيع الهروب منها وزوجي السابق يريد ان أعود له سوف أعود لا لرغبة مني بالعودة له
ورمقتني بنظرة باردة
وقالت:بل من اجل اطفالي سوف يشتتهم زواجي ان كان هو لم يبالي بوضع أطفاله وتزوج دون ان يفكر بعواقب زواجه
انا لن اكون مثله واترك المسؤولية خلفي ظهري لأني اعرف نفسي لن أهنئ بحياتي وخلفي مسؤولية مهملة
دكتور انت إنسان تتمنى الارتباط به فتيات اصغر مني وسبب رفضي لا لعيب فيك
بل لعدم قدرتي عن التخلي عن مسؤوليتي
أجاب :أتحملها معك
اجابت :اسفة دكتور وفقك الله مع غيري
وأغلقت الهاتف بعد سلمت عليها وسلم عليه أمام أنظاري
وضعتني بموقف لا احسد عليه
وعرفت معنى ان يشاركك شخص بزوجتك وعرفت شعور سندس عندما شاركتها زهراء بي ولكن الأوان فات على اصلاح اخطاء اصبحت واقع في حياتنا
وعادت لي وطلبت مني ان تكون زهراء بعيدا عنها لاتريد قربها مطلقا
اما الأولاد فهم اخوة وترحب بتواجد ابنائي من زهراء بمنزلها ولكنها لن ترحب بأمهم ابدا ابدا
وكان لها ما ارادت وعادت سندس الى منزلي
وتحملت جفائها الى أن حصلت على رضاها

سندس
كنت متمسكة بموافقتي على الزواج بالدكتور ولكن زيارة ساهرة اهدت لي فكرة لم تخطر على بالي
عندما طلبت الاختلاء بي قالت :لم اعهدك منهزمة وفاشلة
قلت :بل انا ناجحة وسوف احصد ثمار نجاحي بحياة جديدة
قالت :وتحصدين نفور أولادك وزوج جديد بطباع جديدة وتتحملين فراق مثنى للأبد
سندس انت تحبين مثنى لا تنكري هذه المشاعر
اجبت :ومثنى خائن سوف ادع حبه خلف ظهري وأبدأ من جديد
اجابت :بل تعودين لمثنى رفيق عمرك وزوجك وتكونين الأولى المفضلة لديه
لتقول بعدها حصلت على ما لم تحصل عليه امرأة بمثل وضعك تقدم لكي شخص يخطبك وجعل زوجك السابق ثور هائج يبحث عن حائط لكي يحطم رأسه به
ارجعي له بقوة أوصلي له رسالة بأنك لازالت مرغوبة من قبل الرجال لكي يحرص عليك ويحسب الف حساب لأية خطوة متهورة ثانية مثنى لايمكن التكهن بخطواته
ومع كل هذه الاحداث سوف تتكهنين بكل خطواته القادمة
ارجعي له وعرفيه انك تخليتي عن فرصة ذهبية ليس من اجله بل من اجل أطفالك وحياتهم القادمة
او صلي لها كلام بمعنى انه على الهامش في حياتك
لكي يأخذه الحرص عليك ِ ويزداد الحرص يوم بعد يوم
لتقول بعدها :ولكن تذكري ان الله فوق عباده ولا تظلمي زوجته الثانية لأن مثنى عرف قدرك اليوم وندم على تسرعه بالزواج
اعجبني كلامها وراودت رأسي فكرة ونفذتها فورا
وبالتأكيد عرفتوا ما هي
وعدت سندس القوية التي وضعت شروطها دون ان تأخذ حق من تطاولت على حقها كنت احرص على حقها في زوجي اكثر من حرصه على حقها فيه
ليس لاني استمتع بهذا الامر او ارغب به
كلا بل لاني اخاف ربي

مثنى
واليوم أنا في مكان الاستجمام بالنسبة لي في الشقة التي تقع في اعلى مكان عملي
احتاج الى هذا المكان عندما اضجر منهما ليس لأنهما مزعجتان او هناك مشاكل بينهما على العكس كلاهما اتخذ الجانب المسالم
ولكن قلب مثنى هو من لم يتخذ هذا الجانب فهو دائما يطالب بالحلال بمغامرة اخرى
ولكي اكبحه اهرب منه ومن اجواء المنزلين لاختلي بنفسي لاعود بشوق اكبر لهما
وابعد شبح الثالثة عني
رحم الله والدتي نصحتني فأحسنت النصيحة ولكني لم أنفذها
هكذا انتهت حكايتي
مثنى


أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
انظر لهن وهن يتلاعبن أمامي وأتخيلهن بعمر الشباب وملأن وجوههن بالإصباغ التي تخفي براءة الطفولة وتظهر أقبح مراحل الشباب
أتوجه لهن لكي اقبرهن قبل ان يصبحن نسخة عن مَن أودعتها الثرى ونسخ عن من كبلتها بقيود شكي
وما ان اصل لهن حتى تختفي الصورة التي تخيلتها وتعود صورة براءتهن
من ظلمت ياترى نفسي ام خلود ام دانية ام والدتهن
انتظروني

رؤى
قيل زمان الحب أعمى مقولة نسمعها صغر وترسخ في أدمغتنا ونعشق هذا العمى
دون أن نعلم ماهو فمجرد أن ترتبط كلمة حب بأي كلمة تجعل تلك الكلمة جميلة حتى و وأن كان معناه فقد البصر و يا ليته يفقد البصر فقط بل يفقد البصر والبصيرة معا
نعم الحب أعمى يجعلنا نركض خلف سراب نحسبه ماء او ربما هو ما ولكنه ليس من نصيبنا وعندما نصل له لا يروينا


نعم رؤى التي تتكلم رؤى التي فقدت البصر تماما واحبت ماجد بكل جوارحها
وسعت له بكل الطرق لم تبالي بسمعة عائلة ولا بنظرة الناس لاخوتها ولوالدها ولوالدتها
وجعلت تلك الام البائسة شريكة لي في ما خططت يداي وهي كانت أداة تنفيذ أدركت بعد حين انها عملت ما عملت من اجل نفسها وليس من اجلي
رحمها الله لم توفر لي الراحة ولم اوفرها لها
وها أنا اجني ثمار ما زرعت
شك ونظرات تجعلني أغوص بأعماق الأرض وزوج أوفر له حب بلا حدود يوفر لي حب في وقت محدود
ينظر نحو بناته نظرة حقد وبعدها تتحول الى نظرة شفقة ومن ثم يغرقهن بحنانه بعد ان يغرقهن بقسوته
نقائض نقائض هذه هي حياتي
عندما يكون عاشق يرفعني نحو السماء وعندما يكون حاقد ينزليني الى اسفل الارض
ويال طول فترات حقده وشحة فترات عشقه
ولكن مع كل هذا أسألوني ماذا يعني ماجد بالنسبة لي اقول لكم
انه العشق الذي ملأ قلبي ولا ينوي مغادرته مهما حصل
اعيشه ألم واتجرعه غصة غصة وبيني وبين نفسي أأومن بأني استحق
فتاة سعت نحو شاب عبر الشباب ما تركت باب الا وطرقتها من اجله
حصلت على حبه وفقدت احترامي لنفسي
هل تعرفون مالذي يجمعنا
بناتنا هن نقطة لقاء بيننا نتشارك الحقد عليهن مثلما نتشارك محبتهن
لا تستغربوا حقدي على بناتي رؤى الفتاة التي أضمرت حقدا دفينا ً على والدتها اصبحت نسخة ثانية منها
لم ارغب ان اكون نسخة عن والدتي ولكن رغم عني
اجد نفسي نسخة عنها
فما أن تختفي احدى البنات عن أنظاري حتى أهرول باحثة عنها وأنا أتخيلها في وضع مخل مع ابن الجيران او مع ابن العم سيف او مع أي كان صورة تتراءى إمامي
ابنتي الصغيرة وهناك من سلب براءتها وانتهك طفولتها
وبعد أن أجدها انقض عليها بوحشييه وينتهي المشهد الذي يتكرر دائما بظهور الجدة مريم التي تنقذها من قسوتي وتوبخني على ما فعلت بها
وكأننا نمثل مشهد من فلم كارتوني أقوم أنا بدور الام الشريرة فيه وتقوم الجدة مريم بتمثل دور الجدة الطيبة
ونتبادل فيه الكلمات التي اكون مخطئة بها ولا تكفي الأعذار لكي اصحهها
ولكن رب العباد منَ علي بأم زوج كانت سلوى لي فيما أنا فيه
فهي متفهمة وناصحة
وتعاملني مثل ابنتها رحمها الله التي لا اعرف سبب كره ماجد لها
فما أن يشار عن احدى بناتنا انه تشبه عمتها
حتى ينفجر ماجد بغضب غير مبرر له تماما وينفي هذا الشبه جملاً وتفصيلا ً

حاولت الاستفسار ولم اجد سوى وجوه واجمة وكلمات غير مفهومة وغضب شديد من قبل ماجد
فضلت السكوت فأنا اخر امرأة تريد ان تتكلم بالماضي

ماجد
وجهتم لي اصابع الاتهام وقلتم عني مستهتر واستحق ما حصل لي
لأخبركم ما حصل
سعت لي ولم تدع طريق لم تسلكه نحوي وكان اخر الطرق احقرها
جاءني احد أصدقائي متوسلا بي قائلا :اذهب لمنزلها بعد الساعة الـ12
ماجد أتوسل بك انت اليوم؛ ووعدتني أن اكون أنا غدا ان اقنعتك بأن تذهب لها

مانعت وبشدة فلست من يفعلها وأنا اعرف معنى أن ينتهك عرض صاحب البيت
والقهر الذي يكون وراءه ولكني ذلك الصديق كان له اسلوب يقنع الصخر بالتحرك من مكانه ,توغل داخلي واستخرج روح ماجد المغامر وذهبت الى حتفي بقدمي وبملأ ارادتي
وكانت النتيجة لوثت حياتي وتركت البراءة خلفي ورضيت بالقذارة مستقر لي
وها أنا اب لثلاثة بنات اجد في كل واحدة منهن صورة لخائنة فبين خلود ورؤى أضعت براءة بناتي وحبي لهن
أعاملهن بقسوة بالغة وبعدها أغرقهن بحاني لانهن بناتي قطعة مني
أصحو في منتصف الليل أتفقدهن ورفضت رفضا قاطعا ان يكون لهن غرفة مستقلة عن غرفتي حتى وأن أصبح عمر الواحدة منهن 20 سنة
شك شك شك
حياة ظاهرها لمن يراقب يجدها حياة طبيعية ولكن لمن يعيش فصولها
حياة شائكة نرتجي فيها الرحمة والمغفرة من رب العباد
من ينظر لماجد يقول انه ماجد الشرس الذي ما أن تقال كلمة إمامه حتى يقفز غاضبا ليسكت الطرف الأخر سواء كان على حق او على بطال
نعم زرعت هذه الصورة الشرسة لكي لا اسمح لأي شخص بالوجود ان يلقي كلمة علي او على اهل بيتي

نعم ارهبهم بصوتي العالي لكي امنع ثرثرتهم الواطئة من الوصول ألى اذني
هذا هو ماجد الجديد صاحب الصوت العالي واليد التي تطول كل من يتطاول عليه او يلمح بالتطاول عليه
ماجد الذي حرموه دانية وطهرها اراد أن ينقي روحه بامتزاجه بروحها الطاهرة
ولكنهم منعوا هذا الارتباط اراد ان ان يرى في إحدى بناته طهرها ويبقى اسمها يتردد على لسانه فوقفوا بوجهي رماح وسيوف غرزت بعيني
كم كنت اشعر بسعادة غامرة عندما يتردد على مسامعي أن دانية رفضت من تقدم لها
اقول في نفسي لا زالت تنتظرني وأهيئ نفسي لكي اسكنها منزلي وتغمرني بطهرها
وأبعدها عن منزل اهلي الذي تشرب بالخيانة
فأعددت لها منزلا لها خارج حدود المنزل الكبير دون أن أشعر احد بهذا المنزل وخططت وخططت ولكن ذلك الإمعة نسف كل مخططاتي
مثلما نسفت الخيانة كل احلامي
ورضيت رغم عني وهل هذا غريب عن من قبل بكل شيء رغم عنه
يعربد كثيرا ويفعل قليلا هذا أنا
وتزوجت دانية وبزواجها اصبحت حياتي لا هدف لها
ورضيت برؤى زوجة لي طوال عمري فأن لم تكن دانية زوجتي لايهم من تكون زوجتي
اتصلت بها قبل زواجها فقط لكي امني نفسي بأنها من الممكن ان تعود لي لأفاجئ بها تقول :ماجد ان مثل اخي حارث
وتسم بعدها بالله العظيم بأنها لاتشعر نحوي بغير مشاعر الاخوة
اخبرتها بذلك المنزل الذي خصصته لها
فقالت لي :هنيئا لك ولزوجتك ولبناتك
قلت لها :احرقه ولايسكنه غيرها
قالت :ماجد أنا لن أكون لك حتى وأن لم أكن لسعد طريقنا ليس واحد ولم يكن في يوم من الايام واحد
ذكرتها بأيام المراهقة وجميل ذكريات الصبا
لتذكريني بكل لحظات الخيانة وألم لحظات الشك والخوف
وعدتها بحياة مختلفة أن منحتني فرصة
قالت :قلبي تعلق بمن منحه فرصة ووهبه استقرار واحترام
وقالت بعدها :ماجد أنا ابدأ حياة جديد أتمنى ألا يكون لك مكان فيها فأنا وسعد نستحق أن تكون لنا حياة جديدة وأنت تفهم جيدا ما أعني
ألجمتني كلماتها
واغلقت الهاتف دون أن أودعها وبالتأكيد هي لا رغبة لها بوداعي
ورحلت البراءة ومعها امنيات الحصول عليها
رؤى
من تتزوج برجل تعرف جيدا انه أسير عشق أخرى عليها أن تتحمل كل ما ترى وتسمع
اصابه الجنون عندما علم بخطبتها وتفوه بكلمات تمنيت أن اكون صماء على أن اسمعها
قال بالحرف الواحد أنا اتزوج ***** وسعد يتزوج دانية الشريفة أي عدل هذا
قالها امام والده واما اخوته وامام بناته اللواتي ارتمين بحضن جدتهن خوفا من سطوة غضبه
وفي لجة غضبه قال
لمن بنيت المنزل من اجل من كنت اعمل في الليل والنهار لكي اوفر المال وانتهي من بنائه واتزوج بها بعد تخرجها
وصرخ بأعلى صوته واشار بيده نحوي وقال احرقه ولا تدخله هذه الـ*****
لم اتفوه بكلمة ماذا اقول وأنا من حرمته من هام بها عشقا ولم يوفي لها عهدا
ماذا اقول وأنا التي رضيت بكل شيء من اجل ان يكون ماجد زوجا لي
فضلت الصمت الذي اصبح صديقي الذي اعتز بصداقته
ماجد
اصبحت اقصى امنية اتمناها ان يكون خط بناتي في الحياة مختلف عن خط العمة والام
حياتي وألمي وفقدي لدانية بجهة ومستقبل الصغيرات اذي يتراءى لي مظلم حالك
الظالم بجهة
رؤى
غلفت قلبي بغلاف يمكنه من تحمل كل الصدمات ووفرت لحب ماجد اجواء لن تشيخ
ولكن ما لم استطع ان أتجاوزه خوفي على مستقبل الصغيرات
ذلك المسقبل الذي اجده نسخة من مستقبلي
احاول أن ابعد شبح مستقبلي عن مستقبلهن
طلبت من ماجد ذات يوم أن ننتقل الي بيت مستقل بشرط أن لا يحتوي على حديقة كبيرة
حديقة صغيرة امامية ومنور خلفي صغير يكفي
لم أبالي بنظراته التي تشتعل غضبا وتوجه سهام اللوم نحوي
فما أسعى أليه يجعلني أتغاضي عن كل تلميح يوجهه لي بهذه النظرات
ألمي من تعامل ماجد وندمي على ما فعلت معه ومع والدتي بجهة
خوفي الذي يزداد يوم بعد يوم على صغيراتي بجهة

هذه هي الحياة التي بدأت بخدعة واستمرت بخوف


يتأنق ويغرقه نفسه برشات العطر الثمين عندما تسمع رشات العطر تظن أن هناك شخص يستعمل مبيد حشري لقتل الذباب
ولكنها هذه عادته عندما يخرج للعمل يغرق نفسه عطراً
وان اغرق بغيرتي فهو يتوجه لعمله وعمله فيه جولات في أماكن الازدحام في الأسواق والمنتزهات
كم شعرت بحقد على من وقع على أوراق نقله لهذه الإمكان

خرجت من صمتي وتوجهت له
وأنا ادعي الهدوء وداخلي يحترق من الغيرة
أمسكت كتفه وأدرته باتجاهي مدعية ترتيب ربطة عنقه وأنا اخنقه بها
وهي يبعد يدي ويقول بضحكة مكبوتة :اختنقت
اقتربت منه وقلت :اسفة حبيبي نظرت لها من بعيد وبدت لي غير مرتبة
وعدت لنفس الحركة
ولكنه ابعد يدي
وقال بغرور: مرتية جدا لا يوجد بالعائلة كلها من يربط ربطة العنق أفضل مني
ولكنها الغيرة التي حركتك
اقتربت منه وقلت :ولما اغار, الغيرة تركتها لمن لاتثق بزوجها
اما أنا فثقتي بزوجي لا حدود لها
وجه لي نظرة تعالي وغرور وقال :الله اعلم بمحتوى القلوب والعقول
قلت بنظرة غاضبة :هل أنا المقصودة بهذا الكلام أم أنت
كعادته عندما يتهرب من الكلام قال :انتبهي على ألأولاد وتأكدي من إغلاق الأبواب
ولا تنتظريني احتمال كبير اني سوف أتأخر

لم أبالي بكلامه و وجهت يدي الى ربطة عنقه وسحبتها بغفلة منه ونسفت ترتيبها تماما
وهربت بسرعة من امامه ولكني لم افلح بالهروب فأنا امام ضابط شرطة محترف امسكني
وطوقني وفك ربطة شعري واخذ يعقده انتقاما مما فعلت
استسلمت له ورفعت رأسي له وقلت :أريد أن اعرف لما هذه الاناقة كلها من اجل من لما تبالغ بالتعطر بهذا الشكل
قال :وهذا اللف والدوران كله من اجل هذا السؤال الروتيني
قلت بغضب :لقد اعجبك المكان الجديد
ليقول ببرود :هو مكان عمل لا يهم أين يكون
قلت :ولكنه يدفع الانسان للاهتمام بمنظره
قال بثقة :كل من يعرفني يعرف جيدا بأني شخص مرتب المظهر
وقال بعدها بنظرة مركزة لي :وأنا زادت أناقتي فهذا يدل على مدى اهتمام زوجتي بي وحرصها على منظري
قلت بمسكنة :دعك من هذا الكلام فأن احترق بغيريتي الا يهمك هذا الامر
قال بمرح :وأنا اعشق احتراقك واتمنى أن يزداد
ضربته على كتفه وقلت :هل تتمنى لي الاحتراق
توجه نحو الباب وقال :من الغيرة علي نعم ونعم ونعم وقبل كفه ورمى القبلة باتجاهي
فهل عرفتم من أنا
اجلس بعيدا عن جلستهم الثلاثية التي توسطها جهاز التلفاز الذي تعلقت به عيونهم متابعين بلهفة ما يحدث في مصر الكنانة تارة يثنون عليهم وتارة يضحكون على روحهم المرحة التي لاتتركهم رغم الصعاب
كان محسد اقربهم لجاهز التلفاز بينما الخالة ام لبيد وولدها لبيد جلسا بقرب بعضهم
لذا كان محسد دائما يلعق موجها الكلام لهما
محسد :ما شاء الله عليهم تمسكوا بمطالبهم حتى النهاية دون يأس
ليجيبه لبيد :هم ادرى بما يدور في بلدهم ولو أن أوضاعهم جيدة لما لجئوا لمثل ما لجئوا أليه من اجل ان يحصلوا على حكم يرضيهم
لينهي كلامه بقوله ثورة رائعة
ليجيبه محسد :اعجبني موقف الجيش
لتتدخل الخالة ام لبيد قائلة :جيشهم كان حلم والدكم كان يتمنى أن يكون الجيش سندا للشعب ومدافع عنه وان لا يسيس بحزب حاكم او بشخص الحاكم الجيش هو الشعب
ليجيب محسد باعتراض :والدتي وما بال الشرطة
أجابت الخالة ام لبيد بكلامها الذي دائما يدهشني :الشرطة دائما متهمة بولائها للحكومة وهذا امر لايمكن إنكاره بينما الجيش وضعه يجب ان يكون مختلف
لينتهي الحوار بالدعاء لبلد الكنانة بوحدة الصف وهدوء الأنفس
وفي غمرة أحاديثهم صدرت من محسد التفاتة الى حيث اجلس ونظر تحديدا الى قدمي التي تخلو من جورب يصر علي ان ارتديه بحضور لبيد
وانا دائما في حالة تمرد على هذا الامر وهو دائما في حالة تشديد عليه
وما أن لمح قدمي تخلو منه حتى بدأ يوجه لي نظرات الغضب كلما وجد لبيد مشغول بوالدته وأنا كنت لا أبالي بها
ألى أن فاض الكيل به وتوجه خارج الصالة و وصل الى مكان لا يُمكن الخالة ام لبيد ولبيد من رؤيته بدأ يشير لي بأن أتي أليه وأنا كنت مستمتعة بغضبه وبإشاراته الغاضبة ألا أن رفع صوته مناديا ً لي عندها لم استطع تجاوز ندائه ولبيت ندائه على مضض خاصة وعينا الخالة وابنها اتجهت نحوي
وما أن وصلت الى حيث هو حتى امسك بيدي وتوجه بي الى غرفتنا واغلق الباب
وبدأ بكلامه الغاضب هل تعرفون عندما اراه بهذه الحالة من الغضب وأكون أنا سببها ومتعمدة في احداثها تكون مهمتي عندها كتم ضحكتي واحاول بجهد أن امنع انفلاتها
قال محسد :الى أين تريدين الوصول بهذه الحركة
اجبته ببرود :الي أين طبعا الى حيث راحة زوجي حبيبي
ثم قلت :محسد حبيبي لبيد لاينظر الى اية امرأة حتى أني اشك انه ينظر لزوجته هو دائما مطرق الرأس ونادرا ما يرفعه
ليخرج نفسا ً قويا ويقول "ندى حاولي أن تفهمي أنا لا اعني لبيد تحديداً هي مسألة تعود على اللبس المحتشم لا أكثر ولا اقل ارتداء جورب بسيط لا يأخذ من وقتك غير ثواني ما الذي يضرك فيه
اجبته :لم اعتد عليه يضجرني داخل المنزلا اما خارجه فالمسألة جدا عادية
ليجيب بتهكم :لماذا لم تعتادي عليه يا عروس يبدو اننا في اول ايام زواجنا
اقتربت منه ووضعت يدي على اعلا ثوبه المنزلي وقلت :وهل هناك ضرر في اعادتها
لينظر لي تلك النظر التي تمزج الحب بالغضب بالمرح هل تعرفونها لأني هكذا ارها
ويقول :ذهبت ايامك ولا تكون طماعة ودعي غيرك يستمتع بأيامه
اجبته بحدة :ما تقصد
اجاب ببرود يشبه برودي في أول حديثنا :لا اقصد شيء عقلك من يبرع بتحوير مقصد الكلمات
اجبته بحدة :محسد
ليجيب :اذهبي والبسي جوربك
حاولت الاعتراض والرجوع الى اخر الحديث لكي افهم ما ورائه
لكنه لم يسمح لي بالكلام وقال :ندى عزيزتي الرجل عندما ينظر الى الارض هذا لا يعني انه لا ينظر ابدا ً صدقيني نظرة واحدة تكفي لكي يعرف تفاصيل المرأة التي امامه وماذا ترتدي
اجبته بضربة على كتفه وقلت بغضب :هؤلاء من هم على شاكلتك الذين يأخذون صورة بأشعة اكس للمرأة التي ينظرون لها
ثم قلت بغضب لان الكلمات لم تعد تسعفني :محسسسسسد اجبني ما يدور برأسك
اجاب ببرود قاتل :لا يوجد ما يدور برأسي غير جواربك في الوقت الحاضر
كدت أن انفجر لو لا دخول ابنتنا شهد وهي تبكي وترتمي بحضن والدها
لا ادري ما بال هذه الفتاة تختاره دائما ملجأ لها
هل تعرفون عندما اغضب من محسد اشعر بحبه لابنائه وحبهم له وأنا اجد نفسي خارج الأقواس
أقترب منهما وأخذتها من حضن والدها وقلت :شهد حبيبتي ما بك لما هذا البكاء
أجابت بكلمات متقطعة بسبب بكائها :الفتاة التي تجلس بقربي في الصف تدعوا علي وتقول أتمنى من الله ألا تنجحي بالامتحان وتقول أن دعوتها مستجابة لانها تؤدي الصلاة مع والدتها وأنا لا أؤديها مثلها
أجبتها بتساؤل :ولما تتمنى لك ِ مثل هذه الأمنية
اجابت :لأني لم أعطها ناتج ضرب 4في 6 في امتحان جدول ضرب الـ4
أصابتني الحيرة ماذا اقول وكيف أوصل لها اللبس الذي أصاب أفكارها
نظرت لها بحيرية وشاركني محسد هذه النظرة وهي تتوسطنا بدموع منهمرة وشهقات متواصلة
وانقذت الموقف سيدة الانقاذ عندما دخلت الى حيث نقف حائرين وقالت بتساؤل :ما يجري هنا ولما تبكي شهد
لم نتكلم انا و والدها لأن شهد وجدت في اخبار جدتها سبق صحفي فهي لجأت لغرفتنا مضطرة لأن لبيد كان متواجد مع والدته وهي تخجل كثيرا من عمها لبيد
قالت شهد بعد أن عادت في نوبة بكائها الى نقطة الصفر :ماما سؤدد تقول انها تتمنى من الله أن تكون درجتي بالامتحان سيئة جدا لأني لم اعطها ناتج ضرب 4في 6 في الامتحان
ماما هي تصلي الله سوف يقبل دعائها
اخذت العمة ام لبيد بيد شهد واجلستها بقربها على الأريكة وسط نظراتنا المدهوشة من ابتسامتها
قالت بتروي :شهد الم اخبرك أن الغش حرام
اجابت شهد وهي تكفكف دموعها: نعم قلتي ولكنك قلتي أن من يصلي الله يعطيه ما يريد ويذهب الى الجنة
اجابت الخالة بهدوء :الم اخبرك بأن الله لا يضيع تعب التلميذ الذي يدرس باجتهاد ويكافئه بدرجات عالية
اجابت :نعم ولكن
قاطعتها الخالة :شهد انتي لم تبلغي سن الصلاة لذا لا تأنبي نفسك لأنك لا تؤديها الآن وكوني تلميذة شاطرة وتعلميها وعندما تبلغي السن المناسب لاداء الصلاة يكوني ادائك لها ممتاز
أخبري زميلتك :ان الله هو الحق ولا يقف مع الباطل والغش باطل الله سوف يوفقك لأنك لم تسمعي كلامها وتمنحيها فرصة للغش
اخبريها ان من يؤدي الصلاة يجب أن يبتعد عن الغش
اخبريها بحديث الرسول الذي يقول (من غشنا ليس منا )
اخبريها بقصة النبي شعيب الذي ارسله الله لكي يهدي قومه الذين كانوا يغشون الميزان ويغشون في الطعام الذي يبيعوه
ثم احتضنتها وقالت :عزيزتي كوني واثقة من نفسك ومن تعبك في دراستك واثقة بالله سبحانه وتعالى الذي سوف يجزيك خير جزاء
وتمني لزميلتك أن يهدها الله ولا تنسي أن تخبريها بما اخبرتك
هزت رأسها كدلالة على الاقتناع والأنصياع لكلام جدتها التي تسميها ماما لأنها فعلا امها التي ربتها
كل هذه الأحاديث أن اجهلها العمة ام لبيد هي من تربي أطفالي التربية الموجهة الصحيحة اما انا فأم معتنية فقط اعترف بهذا واحمد الله الذي وهبني هذه العمة الرائعة
انصرفت شهد لغرفتها وتسابقنا أنا ومحسد الى حيث تجلس العمة ام لبيد لكي نقبل رأسها ويدها لأن الكلمات لا تفيها حقها ولافعال ايضا قليلة بحقها


غادرنا محسد متوجها الى حيث يعمل لأن مناوبته اليوم مسائية
وتركني اغلي من الداخل بغيرة اعرف سببها وااكره أن افصح به لمحسد ولكني فاض الكيل بي واليوم سوف افجر قنبلتي
قطع افكاري صوت هاتفي الذي اعلن عن اتصال من والدتي الحبيبة
اجبت بلهفة :امي كيف حالك
قالت بعتب :تسألين عن حالي لما لا تأتين لمنزلنا
اجبتها بحب :امي تعرفين دراستي التي طالت وشااخت وشخت معها ولأولاد ومدارسهم وعمل محسد في مكانه الجديد
اجابت والدتي دون قصد منها لأثارة مشاكل :مابه عمل محسد يبدوا سعيدا ً به
كنت في السوق ومررت بالمكان الذي يتواجد فيه وجدته مع احد زملائه في العمل يضحكون من اعماق قلوبهم
مررنا بقربه ولم ينبه لنا لشدة انسجامه
أعلنت الإشارات الحمراء ازدحامها في رأسي ولم ابين لوالدتي هذا الأمر وقلت لها :مزحة عابرة بين زميلين
صدقيني امي عمله في هذا المكان جدا ً متعب
اجابت والدتي بكلام متعمد :بالنسبة له ام بالنسبة لكي
ثم غيرت الموضوع قائلة :ننتظركم يوم الخميس أعددت لكي الحلوى التي تحبيها
وأغلقت الهاتف بعد تبادل أحاديث عن اخبار الأهل والأقارب
وبدأت هواجسي تأخذني الى ضحكات محسد ابتسامة منه تكفي لـ لفت انتباه من يقتنصن الابتسامات فما بالكم بضحكة رنانة
كدت أن امزق ملابسي لشدة الغيرة والغضب
توجهت للحمام من اجل الوضوء لكي اطفئ نوبة الغضب التي اشعلها الشيطان
هذه كانت نصيحة الجدة لي قبل زواجي بمحسد بأيام
جدتي الغالية ها أنا زوجة لحبيبي رزقنا الله بفتاة جميلة وصبين رائعين
ومحسد يريد المزيد احياناً أظنه يريد المزيد من اجل إبعادي عن الدراسة واحياناً أراه يحب الأطفال فعلا
آه جدتي كنتي موجهي لطريق الصواب عندما تأخذني الافكار بماذا كان من الممكن ان يحصل لو لم تكشف الجدة علاقتي بمحسد لكنت اليوم أعض اصابعي ندما ًولما كانت علاقتي بمحسد مثل علاقتي اليوم به
احمد الله على وضعه الجدة في طريقنا لكي توجهنا نحو طريق الحلال
انهيت وضوئي وقرأت عشر صفحات من القرأن الكريم
هدأت نفسي وبدأت بالتفكير ولا أدري كيف وصلت للماضي بأفكاري
هل تعرفون الى أين وصلت
أنا اخبركم وصلت لأول يوم لي مع محسد الى اول يوم اقفل فيه الباب علي وعليه
انا وهو وحدنا وفي مكان مغلق علينا ولكن شعورنا بالامان وصل الى اقصى درجاته شعور رائع جدا جدا لايمكن ان يوصف كيف اصف الامان والاستقرار والهدوء
شعرت حينها أن هذا الامان الذي نشعر به هو رضا من الله علينا
وتذكرت حينها كيف كنا خائفين متوجسين ونحن بين الزهور في حديقة جدتي ولاتوجد حدود لجلستنا
لأن الامان كان مفقود حينها وغضب الله كان واقع علينا و يجعلنا خائفين مقيدين رغم الفضاء الواسع حولنا
سبحان الله والحمد لله الذي توج حبنا بحلاله
سلطان النوم اخذني من افكاري ولم استيقظ الا بعد ان شعرت بحركة بقربي


محسد
كانت الساعة تشير الى الحادية عشر والنصف
سكان المنزل يخلدون للنوم في مثل هذه الساعة الا نداي فهي تبقى مستيقظة تنتظر محسدها
نعم هي نداي وأنا محسدها
تلك الصغيرة التي استطاعت أن تجعل صورتها كبيرة بيعني بعد أن ضاقت وصغرت
كنت اظن حياتي معها سلسلة من المشاكل والاعتراضات والعند ورغم هذا الاعتقاد تزوجتها لأنها و وببساطة نداي أنا وقلبي ملكها وقلبها يجب أن يكون ملكي
فكانت حياتي عكس ما توقعت تماما ندى كبيرة بعمر صغير تتقبل النصيحة وتناقش أن لم تصلها الفكرة وتقنع ان لم تقتنع
كم اتعبتها لكي تتخلى عن دراستها دون أن اصرح بشكل مباشر عن عدم رغبتي بدراستها
ولكنها تحملت ولم تفتح معي مطلقا موضوع دراستها فهي كانت تؤجل سنة وتستمر بالدراسة لسنة وتخلت عن رغبتها في اكمال الدراسة الجامعية واختارت دراسة تتخرج منها تدريسية في التعليم الابتدائي, الدراسة فيها تستمر لمدة خمسة سنوات بعد الدراسة المتوسطة تمنح المتخرج شهادة دبلوم
كم شعرت بأمتنان لهذه التضحية ولكني لم افصح به امامها

هكذا نحن الرجال نشعر بأمتنان لهن دون ان نعلنه لهن
تقولون لماذا
اقول لكم ببساطة هذه هي طبيعتنا فلا تناقشن بها
توجهت الى حيث نداي ووجدتها مستغرقة في نوم عميق
شعرت بخذلان فهذه اول مرة تخذلني نداي
اقتربت منها بهدوء ولكنها نهضت فزعة ووضعت يدها بقرب قلبها واخذت نفس عميق وقالت :محسد افزغتني
قلت :جلست بهدوء ولكنك تشعرين بتأنيب ضمير لأنك لم تنتظريني لذا نهضتي مفزوعة
لم تجبني بل نظرت لي نظرة غير مبالية وأستلقت من جديد واغلقت عينيها
اقتربت منها قائلا :ندى مابك
اجابت بعينين مغمضتين :انت تعرف
قلت :ندى دعي كلام الالغاز واخبريني مابك دون لف ودوران فنحن لسنا زوجين تزوجا حديثا ً ونجهل بعضنا
نهضت من جديد وقالت :محسد اكاد أن اجن منذ أن تزوج خالي مثنى
وزاد الوضع سوءا عندما تصادف زواجه مع انتقالك لعملك الجديد
انت لاتشعر بي تماما ولا تحبني مطلقا جاف المشاعر منذ أن رزقنا بأول طفل لنا
قلت لها :ندى أنا احبك .... ومن ثم وضعت يدي على فمي في محاولة لإضافة جو فكاهي لهذا الجو المتوتر
قلت لها :انتزعتي الاعتراف مني دون أن اشعر
اجابت :ربما حتى الكلمة لا تشعر بها
اجبتها :ندى لا ادري لما هذا التركيز على الكلمات والنطق بها انتي اول زواجنا لم تطلبي تصريح واضح بمشاعري اتجاهك
اجابت بسرعة :لأني كنت واثقة
نظرت لها نظرة مؤنبة وقلت :ندى ما الذي بدر مني لكي يدفعك بالشك بمشاعري اتجاهك
اجابت بهدوء تحاول قدر الامكان السيطرة عليه :محسد ارح قلبي واخبرني بما يحصل في عملك هل تريد اقناعي انك لم تتعرض لمحاولة لـ لفت نظرك من قبل بعض عديمات الحياء
اجبت :ولنفرض تعرضت لمثل هذا الموضوع ما الذي يفيد الكلام فيه ان كان لاصدى له داخلي
ندى تعوذي من الشيطان غيرتك تزيد يوم بعد يوم لو كان هذا الموضوع في اول زواجنا لكان جدا عادي اما بعد مرور 7 سنوات فهذا امر غير معقول تماما
ندى خالك مثنى تزوج ثانية لانه خالك مثنى وليس كل الرجال خالك مثنى الذي يرى بالزواج مغامرة تجدد له حياته صدقيني هو لو يجد في نفسه القوة على الزواج بثالثة لما تردد خالك مثنى انسان مللول ووجد في الزواج تغير وتحمل كل تبعات
هذا الموضوع
اما انا لست مثنى اولا
واقولها صادقا لا رغبة لي بالزواج بثانية لما اتزوج بثانية وزوجتي لا ينقصها شيء ولدي اطفال رائعون وحياتي مستقرة
لما ادخل عاصفة الى منزلي تدمره من الداخل وتجعل منه منظرا خارجيا متكامل ومنظر داخلي متهالك
اقتربت منها وتلقفتها احضاني وقلت :ندى لكي تطمأني أعدك بأني أن فكرت بالزواج سوف تكوني اول من يعلم
نهضت بفزع وقالت :اقتلك واضعك في اكياس وأوزعك على افرع المنطقة
توجهت لها مدعيا الغضب وقلت تقتلين من
قالت بتحدي :انت وتستحق حينها القتل
اجبت وأنا اضحك :مثنى فتح لنا باب للمشاكل لا داعي له هداه الله هو تزوج ونحن ابتلينا من وراء زواجه
ندى عزيزتي اقسم بالله لك بأني لن اتزوج ثانية
اجابت :ومكان عملك
اجبت بضجر :مابه مكان عملي هل أنا وزير الداخلية لكي احدد وأختار مكان عملي
ندى أنا موظف في مكان عملي وعندما تصدر اوامر النقل يجب تنفيذها دون نقاش
ومن كان يريد خيانة زوجته يستطيع خيانتها في منزلها دون أن تشعر به
كوني عاقلة كما عهدتكِ
اخذت نفس عميق وقالت :محسد لاتضجر مني هناك معركة تدور في افكاري وفقدت السيطرة تماما عليها
قلت :ندى أن كان كل ما قلت لا يرضيك
اذن لا يوجد ما يرضيك
اجابت :ما يرضيني وجودك بقربي
اقتربت منها وقلت :وأنا بقربك حتى يأخذ الله امانته
اجابت :انا قبلك أن شاء الله
قلت :بل أنا قبلك
لتضع يدها على فمي في نفس الوقت الذي وضعت يدي على فمها

ندى هذا هو محسدي الذي عشت معه خوفا في الفضاء الواسع
وامانا ً بين اربعة جدران
محسد هذه هي نداي التي علمتني معنى الحب الحلال وجمال لحظاته



أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&

الجزء الاخير

سبحان الله والحمد لله ولا أله ألا الله والله آكبر
دهشت من تواجدها امامي بردائها الواسع وغطاء رأسها الذ يصل الى وسط جسمها الملابس التي ترتديها كانت نفسها ملابسها التي كانت ترتديها عندما توجهت لاداء العمرة ثياب ناصعة البياض تشبه بياض قلب صاحبتها

كانت تجلس بمقعد قريب من سرير ابنتي
توجهت لها وقلت خالتي :كيف حالك حاولت الاقتراب منها وتقبليها ولكنها
قالت :لاتقتربي قبل أن تعديني بأن تقفي مع ابنتك
قلت :خالتي أنا دائما بقرب ابنائي
اجابت بعد أن نظرت اتجاه سرير ابنتي بحنان :هي بحاجة لكي فلا تخذليها كوني بقربها سانديها ثقي بها ابنتك فتاة رائعة كوني شاكرة لربك دائما لأنه وهبك مثل هذه الفتاة الرائعة
قلت بخوف :خالتي ما الذي سوف يحدث لابنتي
اجابت بعد أن قبلتني وقبلتها :كل خير أن شاء الله

استيقظت من غفوتي وهناك راحة تسللت الى قلبي لم ارى خالتي في منامي ابدا ابدا وها هي اليوم تزورني لكي تحثني على ان اقف مع ابنتي
هبة الفتاة التي افتخر بأنها ابنتي واشعر بتقصير كبير اتجاهها ,انشغالي بأحاديث الناس وتقصي الأخبار عن ذاك وتلك اشغلني عن متابعة زهرتي الرائعة هبة
واحمد الله بأني صحوت من غفوتي كان هناك ظن شيطاني داخلي يقول لي سوف تمرضين قبل ان توافيك المنية عندها يمكنك التوبة وترك أعمال الغيبة والنميمة
ولكن وفاة الخالة ام سيف وهي لا تشكوا من شيء غير حياتي وقناعاتي نحو الأفضل
رأيتها تصعد السيارة وهي بصحة وعافية وتتواعد مع زوجة أخيها على زيارة إحدى معارفهما وبعدها تتبادل الضحكات مع والد ماجد
وعندما وصلنا لم انتظر احد كعادتي دخلت الى منزلي مباشرة وتناولت هاتف المنزل لأتصل بابنة خالتي لكي أعطيها موجز ما حصل لكي نحلل ما تعني هذه الكلمة ولما زوجة فلان قصدت قولها وما يعني تصرف ام فلان ولما تصرفت به
وكل كلامنا مبني على الظن هل احتقرتموني
لكم ذلك لأن ساهرة أيام زمان كانت هكذا وتستحق الاحتقار
كنت في قمة انشغالي بالنميمة عندما دخلت هبة مسرعة وهي ترتجف وتقول:جدتي لا ادري ما بها لا تستطيع مغادرة سيارة عمي ابراهيم
لم أبالي بحديثها وقلت في نفسي ما بها يعني ربما هناك حديث خاص بينهم وأرادوا ان يبعدوا هبة لكي لاتسمعهم وتنقل الحديث لي لأنهم لا يجهلون كوني أحقق مع أطفالي واسألهم ما سمعوا ومن تحدث وما مناسبة الحديث
وهبة بالذات كانت تقف لي بالمرصاد فهي دائما تقول لم اسمع شيئا
لذا لم أبالي بما تقول فهي بكل الأحوال لن تأتني بالإخبار
الى ان وصل لمسمعي صوت صراخ وكلمة لا أله ألا الله بصوت مرتفع وبنبرة رجولية
ارتديت عباءتي على عجل وخرجت مسرعة لأفاجئ بهم يلتفون حول سيارة ابراهيم وقد علا صوت بكائهم توجهت الى حيث النسوة وسألت دون أن أوجه الكلام لشخص محدد :ماذا حصل
لتجيب مريم :رحلت من كانت بلسم لجروحنا
عندها أيقنت أنها غادرت الحياة وعندها بدت لي نفسي صغيرة جدا وتافهة جدا والحياة لا معنى لها وأنا قضيتها بالنميمة حتى الجدة رحمها لم تسلم من نميمتي
هل تعرفون احمد الله ان يوسف لا يبالي بأخباري ودائما يوقفني ان تجاوزت بأحاديثي معه لذا لم يكن يوسف ملجئي كانت ابنة الخالة هي من استمتع بالحديث معها لأن اهتماماتنا متشابهة

وسبحان الله بعد ان غيرت اهتماماتي وأصبحت مواظبة على صلاتي التي كنت أؤخرها لاستمتع بنميمتي وخصصت لنفسي وقت لقراءة القرأن وزيارة أقاربي ووجهت اهتمام خاصة لمنزلي وأطفالي بدأت بتربيتهم من جديد لكي لايكونوا نسخة مكرر مني
انقطعت علاقتي بأبنة الخالة وأصبحت اسمع كلام صادر عنها تنعتني بالمملة التي أصبحت تفكر بالموت أكثر من الحياة
وأنا لست كذلك أعيش حياتي بكل تفاصيلها اخرج استمتع بكل نعم الرحمن منزلي انتشرت في أجوائه روح الفكاهة التي كانت تندر فيها لاني وببساطة كنت افقد أعصابي واغضب لأتفه الأسباب ولايوجد ما يذهب غضبي غير الاتصال بابنة خالتي واخذ جرعة من النميمة
احمد الله على إصلاحه لي لا ادري كيف كنت سوف أقابل وجهه الكريم وأنا احمل معي ذنوب عباده معي كانت تسليتي هي من تفسد آخرتي وتقلص حسناتي
الحمد لله على الهداية ورحم الله الخالة ام سيف فعلا بلسم للجرح هذا ما اكتشفته عندما رحلت وياله من اكتشاف متأخر
هبة
ثقة بالنفس عالية هذه انا من الخارج اما من الداخل خائفة مرتبكة متوترة اراقب العيون وينكشف لي ما تقول في كل سنة تمر وتبرز ملامح أنوثتي اشعر بنظرات والدي تتغير ينظر لي نظرات قلق واحياناً بريبة
ويتعمد الجلوس بقرب الهاتف ان تكلمت فيه الى ان قطع الهاتف عن المنزل تماما والحجة ان قائمة الهاتف التراكمية لاتستحق ان يسددها لذا تم قطع الهاتف الأرضي من قبل دائرة الاتصالات
هل تصدقون والدي الميسور الحال لا يستطيع تسديد قائمة الهاتف وتركها تتراكم
لايهم فهذه بركات الموتى رحمهم الله
كبرت وأصبحت بالجامعة وأصبحت بحاجة لهاتف نقال استطيع ان أطمأن أهلي عني عندما يطرأ طارئ واستطيع ان أتواصل مع رفيقاتي اللواتي أضجرنني بتعليقاتهن عن عدم امتلاكي لهاتف نقال وأنا بهذا العمر
كنت اصمت عن تعليقاتهم ولا اطلب من والدي شراء هاتف لي لكي لا اثير شكوكه وادعه مطمأن علي
اشعر بالحزن على حال عائلتي وحال البنات فيها تحديدا

مرت السنون وغادرت الجدة ولازالت عيونهم تحتفظ بالشك ولكن افواههم ابت النطق به خشيت تقليب صفحات الماضي الأليم وفضلت الصمت
ألى أن أهداني العم سيف هاتف نقال عندما نجحت الى صف الثاني في الجامعة
ولكي أعيش براحة وسلام كنت أضع الهاتف في صالة المنزل بمتناول يد الجميع حتى أوفر لوالدي فرصة لتقليب محتوياته دون أن أحرجه او يحرجني
يظنون أننا لا نفهم تصرفاتهم كل ما في الأمر نحن نصمت لكي لانحرجهم ولا نحرج أنفسنا معهم
اليوم هناك حدث في حياة العائلة انه ..

حارث أبن العم الذي امسك خلود لكي تتجرع السم من يد أخيها
صغيرة كنت حينها سمعت أصوات خطوات مسرعة وأحاديث هامسة التقطتها إذني في سكون الليل
كيف التقطتها وغرفتي في الطابق الثاني لا ادري ربما قرب السرير من ألشبابك هو الذي ساعد أذني على التقاط جريمة منتصف الليل
او ربما هي ارادة ربانية لكي تشهد براءة الصغار على جريمة الكبار
أول الأمر تشبثت بسريري وأعلن قلبي سباق لا يتوقف بين دقاتها كاد ان يقفز قلبي خارج ضلوعي لسرعة دقاته ,خوف شديد أصابني جعلني لا أقوى على الحركة
رويدا رويدا تمالكت نفسي ودفعني الفضول فأزحت الستارة
لأراهم
أعمامي واقفين صفا وحارث وماجد يتصارعون مع خلود صراعا ً شرسا
مزقت به خلود ملابسهم وهم أشبعوها ضربا الى أن تمكنوا منها واجبروها على تناول ماكنت أظنه دواء ً فالكل يعرف خلود لا تتناول الدواء مطلقا ً وأن تناولته
تتناوله قسرا ً هكذا صورت لي طفولتي الأمر
حتى اكتشفت الحقيقية التي خبئوها جيدا فالتقطتها من همساتهم وهمهمتهم
لم أشارك سوى رانية فيما اكتشفت وهي من ساعدتني في تخطي أزمتي
ولكن هناك خوفا سكن اضلعي من كل الرجال وأولهم والدي
سوف تسألوني لما تعودين لهذه الذكرى الأليمة اقول لكم
حارث يريدني زوجة هذا ما قيل لي
نعم هم يقولون يردني زوجة
اما عيون حارث حين التقيه لا تقول شيئا
فتاة في الجامعة هل تعتقدون لاتميز نظرات الرجل ان كانت راغبة ام غير راغبة
ونظرات حارث وتصرفاته اخوية بحته لايوجد فيها ميزة ,عندما أزورهم يتصرف معي مثلما يتصرف مع رانية ودانية دون زيادة او نقصان
وما أكد لي نظرته الأخوية انه أصبح يتجنبني منذ أن تكلموا بموضوع الخطبة
عن نفسي لاأرى فيه غير حارث الذي امسك بخلود
وهذه النظرة بدأت تخف تدريجيا ولكنها لم تختفي لكي أتقبله زوجا ممكن أتقبله أخا ً بذكرى سيئة أما زوجا فهذا مستحيل

والدتي في الفترة التي أعقبت وفاة الجدة قوت علاقتها مع الخالة سهيلة حتى أصبحت علاقتهن أخوية
وأصبح من يتعرف عليما حديثا يظن إنهما أختان
أحيانا ً تقارب القلوب يوحي بأن هناك تقارب بالدم أيضا لما لا والقلب هو مضخة الدم
والدتي تغيرت كليا بعد وفاة الجدة وكفت عن تحقيقاتها التي كانت تضجرنا فيها في كل مرة نزور الجدة او نذهب الى منزل احد أعمامنا
بصراحة تغير احمد الله عليه فوالدتي كانت إنسانة حاقدة على كل أعمامي ودائما ترى نفسها اقل منهن
اليوم اصبحت مختلفة ولكن هناك مشكلة جديدة برزت تريد القرب أكثر منهم وهذا القرب لا يتم الا اذا تم زواجي بحارث حتى وأن كان على حساب قناعتنا أنا وحارث
الخالة سهيلة و والدتي اتفقتا
فهل سوف انجوا مما اتفقتا عليه
حارث
نعم انا من أمسكت بها حتى منعت حركتها قاومت بشراسة وبفوران دمي الثائر على عرضي كبلت يديها
وتجرعت السم من يد اخيها
هل أنا نادم بصراحة قليلا ً وليس كثيرا
احقدوا علي ولا تقصروا في حقدكم انا لست نادم ولن ابرر أفعالي لبشر وحده خالقي هو من ابث له ندمي لعله يتقبل توبتي لمشاركتي في إزهاق روح ملوثة
هو الكريم وأنا ارتجي كرمه

لنعود الى هبة الجميلة الصغيرة الرقيقة لا يوجد ما يعيبها من ناحية الشكل والأخلاق عيبها الوحيد انها اختي مشاعري نحوها لاتتعدى مشاعر الاخوة
حاولت تقبل الوضع الذي وضعت به من قبل والدي أمام عمي يوسف ولكني لم استطع تقبل هبة الأخت الرابعة لي زوجة
احترت في أمري وكيف استطيع التخلص من الإحراج الذي وضعني فيه والدي
في جلسة عائلية بسيطة ,وجه والدي كلامه للعم يوسف قائلا :أريد زهرتك هبة في منزلي
لم يصل المعنى للعم يوسف ولا حتى لي أول الأمر
إلى أن قال والدي :نريد هبة لحارث ونحن إخوة لا نحتاج الرسمية مثلما يحتاجها غيرنا
ضعوا أنفسكم مكاني ماذا أقول وأنا لم اعلم بهذا الأمر الا الآن كان الصمت حليفي خاصة مع نظرات عمي يوسف الذي بدى ينظر لي بتفحص وكأنه لم يلتقي بي من قبل
ولكنه بعد فترة تفحص قال :هي أبنتك فقط أمهلني بعض الوقت لأشاورها وأشاور والدتها
وجدت أن الوضع منتهي وموعد الزفاف سوف يتم تحديده
وأنا في صمت مطبق أتفرج فقط وما أن غادر العم يوسف حتى ثارت ثورتي وانتفضت رجولتي و واجهت والداي بثورة غضب لم يشهداها مني
هل تعرفون ماذا كانت ردة فعلهما على غضبي
ردة فعل جدا عادية أنا احترق بغضبي وهما يتناولان الشاي مع الفطائر ويتكلمان معي ببرود تام
قال والدي ببروده الذي زاد لهيبي :هل هناك أفضل من ابنة عمك شريكة لحياتك وسيدة لللمنزل بعد عمر طويل لي ولوالدتك
أجبته بصوت حاولت أن يكون متزن :أنا أراها ا أختا ً رابعة لي
لتجيب والدتي ببرود شديد :ولكن أخواتك ثالثة من أين جاءت الرابعة
حسنا لأدفع بحمم غضبي اتجاههما لعلي أزيح هذا البرود الذي غلفهما :زواج لن أتزوج جدوا لهبة زوجا ً غيري وتحملا الوضع الذي وضعتم أنفسكم فيه
وأن استثقلتم الأمر دعوا العم يوسف علي وأنا سوف افهمه الوضع وأخرجكما منه
حاول والدي مقاطعتي
فألقيت بقنبلتي دون مبالاة بعودة شبح الماضي لعائلتي مرحبا بشبح الماضي أن كان منقذي
قلت :الا أن كنتما تريدان عودة قصة خلود وسعد الى الساحة من جديد
وانصرفت وتركتهما بصمت ٍ مطبق

تركتهم ورحلت بحيرتي ماذا افعل ماذا اقول لذلك الذي أبرحناه ضربا أنا وماجد عندما علمنا بأنه ينوي إغواء ابنة عمنا الطفلة
ماذا أقول له وهو اليوم رجلا من اعز أصدقائي وصارحني بصدق نووياه بالارتباط بها
وطلب مني تمهيد الوضع له
كان يتكلم معي بروح مرحة ويذكرني بالضرب الذي تلقاه منا ويقول بشيء من الخجل أريد تعويض عن ذلك الضرب بأن تكون من ضُربت من اجلها حلالي
كنت أقول له هل تريد الانتقام من ابنة عمي
ليقول هو بثقة :كلا فهذه أفعال من لا أخلاق له وأتمنى ألا يؤثر طيش المراهقة السابق على قراركم
وأنا إمامكم اسألوا عني وأن لم أعجبكم لا تتردوا في رفضي

كيف لا يعجبنا وهو جارنا الذي لم يرتكب سوى تلك الهفوة بحقنا وما أن ردعناه حتى ارتدع وأصبح رجل نتشرف بأن يكون من معارفنا ونفتخر بكونه تقدم لإحدى بناتنا

ما الحل اخبروني
ساهرة
اول خطوة لي هي التحدث مع هبة توجهت الى حيث تفضل الجلوس بصالة المنزل
وقلت :هبة ما رأيك بكلام صريح بيننا
تركت جهاز الكومبيوتر والتفت لي قائلة :أن تكلمنا بصراحة سوف تغضبين لذا دعي الصراحة جانباً وافعلي ما تجديه لا يغضبك
تنهدت بصبر وقلت :بنيتي انتي أبنتي الغالية وأريد أن أطمأن عليكِ وحارث أبن عمك ربيته مثلما ربيتك
لتجيب بحماس :وهذا هو مربط الفرس أرى فيه أخي ولا أجد فيه شريك لحياتي
هو شعور داخلي لا أستطيع تجاوزه
قلت :ولكنه ليس أخيك وما أن يعقد قرانكما حتى تتغير نظرتك له لاتحكمي على مشاعرك الحالية مشاعر ما بعد عقد القران تختلف تماما
رأيتها تأخذ نفس عميق وتقول :والدتي افعلي ما يريحك لن نصل الى نقطة نلتقي بها
أجبتها :هل هناك عيب في حارث غير كونك تشعرين بمشاعر إخوة نحوه
أجابت بسرعة :نعم
ومن ثم صمتت وكأنها ندمت على ما قالت
قلت :لما الصمت اخبريني ماذا تعرفين عن حارث ونحن لا نعرفه
أجابت :لا اعرف شيئا انتم لاتعرفوه ولكني شاهدت منظرا انتم تقبلتموه وأن لم أتقبله
قلت :ماهو
كان الصمت مرة أخرى هو جوابها
قلت :هبة تكلمي
ولكنها أعادت جملتها :افعلي ما يريحك
قلت بغضب :هبة لا تتهربي من الجواب هل تعتقدين راحتي في حزنك
قالت :أن كان حزني معناه تقاربك أنتي والخالة سهيلة اكثر من بعضكما
اعتقد حزني عندها لا معنى له امام هذا الهدف السامي
نهرتها بشدة وقلت :هبة ماهذا الكلام المسألة ليست تقارب بين عائلتين المسألة ابن عمك شخص جيد لما نرفضه دون سبب مقنع
أجابت بغضب :وهل كونه من امسك بخلود لتتجرع السم سبباً مقنع للرفض وهل كوني أخشى أن يكون ذنب خلود معلقا برقبته وأخشى على أبنائي مستقبلا مما فعل والدهم وهل رعبي مما شاهدت طيلة تلك السنين كافي لرفضه
أمي أرجوك ارحمني ألا حارث لا تعيدوا تلك الصورة المقيتة الى خيالي فلقد جاهدت بصمت بيني وبين نفسي وهواجسي من اجل أن أتقبل حارث اخا ً وها أنتم تعيدون تلك الهواجس بقوة داخل رأسي وأفكاري كلها ترفض تقبله زوجا
وبدأت بالبكاء ولسانها يقول :اخبريني كيف استطيع تقبله زوجا أرحموني ارجوكم

ساهرة تركتها تفرغ شحنات حزنها وغضبها وشعور الاختناق داخلها الذي انتقل كله لي
هذه ابنتي الغالية وهذا زواج العمر والمتقدم شخص لا يعيبه شيء سوى ذكرى سيئة سوف تنغص حياة ابنتي
الحل هو الصراحة
في مثل هذه الامور لابد من الصراحة المجاملات وكلام اللف والدوران واختلاق الأعذار لا تأتي بنتائج
بل على العكس تزيد الوضع سوءا ً

ذهبت الى شقيقتي التي لم تلدها أمي لأضعها بالصورة الجديدة لموقف هبة
فكلانا يعرف مشاعر فلذة كبده وكنا نرتجي أن يكون الموضوع مجرد نظرة أخوية الزواج سوف يتكفل بإنهائها
وقررنا تجاهلها ومع ما جد لا بد من وقفة صراحة
جلست كعادتي بكل أريحية لان بيت سيف في مثل هذا الوقت يخلو من الرجال
هل أحسستم بتقارب بينكم وبين شخص عزيز عليكم الى درجة تمكنه معرفة ما بكم بنظرة واحدة
هذا هو حالي مع سهيلة
بدأت بالكلام قائلة :ما بك لما وجهك مرهق
اجبت :الله وحده هو المعين يبدوا أننا خططنا جيدا وظننا أن كل شيء تمام ونسينا أرادة الله استغفر الله
أجابت بخوف :ساهرة بلا الغاز ما الذي حصل
أجبتها بصراحة :هبة رأت جريمة مقتل خلود كاملة ومنظر حارث وهو يكبلها بقى عالق في ذاكرتها واليوم بخطوبة حارث لها رجع الموقف بأكمله الى ذاكرتها
ومن ثم قلت بتساؤل :
اخبريني هل ارتباطهم فيه صالح لهم
كان الصمت وملامح حزن ارتسمت على وجهها هو جوابها وبعد فترة قالت :لاحول ولا قوة الا بالله
وبعدها قالت :
كنت أظنه ماضي دفناه في ذاكرة السنين ولكن خلود ماضي ترك اثره على حاضرنا ومستقبلنا رحمها الله ورحمنا معها
ردتت معها في عادة اكتسبتها من شخصية ساهرة الجديدة :رحمها الله
ثم قلت دعي الموتى بسلام واخبريني ما هو التصرف الصح
قالت بثقة :الموضوع لازال بيننا وحارث رفض الارتباط بهبة والحجة يراها أختا رابعة له يمكننا إنهاء الموضوع قبل أن ينتشر ولن نخلص من القيل والقال
انت ِ عليك بـ يوسف وأنا أتكفل بـ سيف حتى لايكون هناك حرج بين الأخوين وننهي الموضوع كأن شيئا لم يكن
اجبتها :حارث ماذا تقولون له
قالت بقلق :نقول له رضخنا لطلبه وتم إلغاء الخطبة
وإنا واثقة بأنه لن يسأل عن تفاصيل ما يهمه إلغاء الخطبة فقط كيف لايهم
ثم قالت بحزن :كم كانت خيالتي سعيدة في هذه الفترة كم تخيلت منظرهم في منزلي هبة بهدوئها وحارث بطيبته كنت أظنهما ثنائي مكتمل قدر الله وما شاء فعل
أجبتها وأن لست بأفضل حال منها :أردت لهذه العلاقة أن تكون أقوى تخيلت نفسي جدة لأطفال أنتي جدتهم وكم كنت سعيدة بهذه الصورة
ولكن أرادة الله فوق الجميع الحمد لله على كل شي المهم كلاهما بخير
قالت سهيلة بتأيد :الحمد لله

وأخذت أحاديثنا مسارات أخرى حاولنا فيها تجنب خيبة أملنا فيما خططنا له
يوسف
صراحتها أعادت لي ما كنت أظنه دفن في مقبرة ذاكرتي وأصبح رفات لا ملامح له ولكنها ذكرى أبت الرحيل واتخذت ألف شكل من اجل أن تعود للحياة
انه عقاب رباني وصفحة أبت أن تطوى
كان الصمت جوابي وإغلاق الموضوع هو قراي
وحزن تعمق في داخلي
لان هبة وحارث اسمان لن تضمهما ورقة عقد القران
كم شعرت بسعادة في أعماقي عندما اخبرني أخي برغبة حارث بالارتباط بصغيرتي
ولو كان طلبها قبل 5 سنوات لما ترددت في إعطاءها له ان كانت ذاكرة هبة عن حارث تعني انه امسك بخلود
ذاكرتي عنه تخبرني انه رجل منذ صغره
تمنيته زوجا لها والأمنية شبه تحققت ولكن قدر الله وما شاء فعل
لا استطيع ان اصف لكم مدى راحتي عندما خطبت هبة شعرت بأن هناك هم انزاح عن كاهلي ليس كرها لها
بل من اجل حمايتها من أفكار الشيطان و وسوسته
فما شهده أخي ابراهيم لا يرغب أي منا في مشاهدته
و وجود فتاة تكبر بالمنزل معناه هناك خطر في هذا المنزل
نعم هذه أفكاري حتى وأن بقت حبيسة جمجمتي واختفت لمدة قصيرة
ولكنها موجودة واعترف بها
وها هي اليوم تعود بقوة مع ذكرى تلك الليلية المشئومة

حارث
لايهم كيف انتهى الموضوع ولا يهم أن كنت رفضت من قبلها المهم انه انتهى
وها أنا أعود الى حياتي وأعود الى صديقي الذي تهربت منه لفترة
الذي استقبلني بحرارة عندما رآني وعيناها متلهفة مترقبة لما أقول
لم ارغب بتعذيبه وهذه ليست عادة لي
قلت له :بلال الموضوع الذي تكلمنا عنه لا زلت اذكره فقط أمهلني بعض الوقت لان العائلة تمر بظروف خاصة هذه الفترة
رأيت الخيبة تسكن عينه بعد كل ذلك الحماس
قلت له بمواساة :سوف تأتيك إخبار تسرك فقط أمهلني
أجاب بثقة :حارث ان كان الجواب هو الرفض لا عليك يا أخي قل رفضوك وأنا أتقبلها برحابة صدر أتمنى ألا تضغطوا على الفتاة
أجبته براحة تامة :اقسم لك لم افتح الموضوع مع أي شخص في العائلة
واقسم لك كانت هناك ظروف لا أستطيع أن أخبرك بها هي من منعت إبلاغي لهم برغبتك
بعدها قلت بمرح: نحن لانغصب بناتنا أن قالت لا فهذا يعني لااااا
لن أقدم مصلحتك على مصلحة أختي
نظرة لي نظرة أمتنان وقال :الله يقدم الخير بأذنه

وخرجنا معا ً في جولة اشتقت لها وغبت عنها لمدة أسبوع ظننت خلاله أن هذه العلاقة انتهت

هبة
رجعت لي ضحكتي وعادت معها نظرات والدي المبهمة القلقة لايهم اعتدت عليها منذ ان تفتحت زهوري
ولكني افتقدت السلام الذي عشته أسبوع بأكمله افتقدت تلك النظرات الفرحة بعيني والدي
افتقدت ثقته بي التي ترجمتها تصرفاته بالابتعاد عن خصوصية هاتفي ونهر إخوتي أن اقتربوا منه وطلبه المباشر لي بأن احتفظ بهاتفي في غرفتي الخاصة و ألا ادعه بمتناول يد الجميع
وهاهو اليوم يعود هاتفي في صالة المنزل وفي متناول يد الجميع ووالدي ينظر دون تعليق كسابق عهده
لا تأخذكم الأفكار وتظنون أن والدي قاسي وأنا إنسانة مغلوبة على أمري ومظلومة بالعكس والدي إنسان رائع علاقتي معه رائعة جدا لديه روح مرح عالية
ولكنه وضع خطوط حمراء اعتدت عليها منذ الصغر
زيارة الصديقات ممنوع
صديقات غير معروفات ممنوع
الخروج من الجامعة لقضاء بعض الوقت مع الصديقات ممنوع
هاتف بعد الساعة العاشر ممنوع
قبلت بالوضع دون نقاش لاني وجدت فيه مصلحتي وبنفس الوقت اراعي به مشاعر والدي
ولكن الوضع اليوم بعد خطوبة حارث أصبح محرج بالنسبة لي وفي نفس الوقت متعب بالنسبة لوالدي
انا واثقة من كون والدتي استخدمت أسلوب الصراحة لإنهاء الوضع
هذا يعني ان الأمور أصبحت مكشوفة و والدي أصبح يعرف بأني كنت اعلم بحقيقة ما جرى لخلود رغم التعتيم عليه
لذا هو أيضا ً أصبحت تصرفاته مكشوفة
فلقد طلب مني أن أتخلى عن الخط الذي يوصلني للجامعة وهو من يقوم بإيصالي
وافقت لعدم وجود مجال للرفض
واسمعوا ما حصل بعدها
أصبح والدي ينهض منذ الساعة الخامسة وخمسة دقائق لصلاة الفجر ولا يعود للنوم لأنه يجب ان ينطلق بي نحو الجامعة الساعة 6.30 نصل الى الجامعة الساعة 7 والنصف ومن ثم يذهب الى عمله ويعود بي الى المنزل في الساعة الثالثة ويعود مرة اخرى ليكمل عمله
أصبح الإرهاق واضح عليه ولم يتحمل هذا الضغط العصبي والجسدي فكانت النتيجة انهياره الجسدي في وعكة صحية نتيجة مغص كلوي سببه الإرهاق والتعب الجسدي
وقبل بالأمر الواقع على مضض وعدت الى خط الجامعة ونظرات ابي العاجزة في كل يوم تودعني
ألا أن جاء دوري بالانهيار
كان يجلس وحيدا بعد أن غادرنا الأعمام الذين لم يكفوا عن زيارة والدي
اقتربت منه وقبلت يده وقررت أن أكون صريحة كوالدتي
قلت :ابي أنا اعرف سبب هذه الوعكة وأنا آسفة
نظر لي والدي نظرة حنان لم تمحها يوماً نظرة الشك
وقال :بنيتي المرض امتحان منه سبحانه وتعالى مرض بعده شفاء نحمد الله عليه
قلت :ابي انت ضغطت على نفسك كثيرا ً من اجل أن توصلني للجامعة
حاول مقاطعتي ولكني قلت :ابي انا اعرف جيدا لما تفعل هذا ومعرفتي ليست ابنة اليوم بل منذ الصغر ابي أرجوك أنا ابنتك التي ترفع رأسك بها ابي خلود لن تعود بي ولا بأي فتاة بالعائلة رحمها الله لا اريد أن اذكرها بسوء انا كبيرة كفاية لاعرف ان مافعلته خلود في الماضي هو حرام لا يرضي الله قبل أن يكون عيب بعيون الناس
ابي أنت من زرعت داخلي محبة الله والخوف منه فهل من يحب الله ويخافه
ممكن ان يرتكب اثم بحجم الذي ارتكب بالماضي
أبي أرجوك أرح أفكارك و وكل أمرك لله هو من سوف يحمينا
كنت أتكلم باسترسال وهو ينظر لي بتمعن
حاولت ان امنع الدموع من الانهمار حتى لا تعيق استرسالي ونجحت في ذلك ولكنها أعلنت انهمار عندما احتضنني والدي
وزاد انهمارها عندما قال :تحملي والدك فلن أتغير في يوم وليلة وربما لن أتغير مطلقا ً ما حصل ليس بالامر السهل
ثم قال بنبرة حزينة :سوف تشعرين بـ مخاوفي عندما تصبحين ام مسؤولية عن أبنائك
قلت له :وأنا اقبل بوالدي بكافة أحواله فأنت تاج رأسي
كل ما أريد راحتك وراحتك فقط
أبعدني عن أحضانه وقال اذهبي وحضري لي قهوتك المميز لكي تعدل مزاجي الذي عكرته
قبلته على رأسه وقلت :آسفة وسوف أكافأك غدا بقطعة حلوى مميزة مع كوب قهوتي المميز
وانصرفت تاركتا ً والدي يعيد ترتيب أفكاره او هكذا تمنيت

ساهرة

عندما انتهى موضوع حارث وأعقبه مرض يوسف هناك حالة يأس زرعها الشيطان داخلي وشعرت ان الفرح لن يزور منزلي
ولكن رحمة الله واسعة فأصبح للفرح مكان لمنزلي
تقدم الى هبة ابن جار لنا
والده رجل صالح وابنه رغم شقاوة الصغار التي كانت يشتهر بها في المنطقة ألا انه اليوم رجل بكل معنى الكلمة
كان الوسيط بيننا وبينهم مثنى فهو من اخبر زوجي برغبة هذه العائلة في أن ترتبط مع عائلتنا كانت فرحة يوسف كبير حتى حالتها الصحية تأثرت بهذه الفرحة وأصبح وضعه الصحي أكثر استقرار وبدأ يميل إلى الشفاء
اما موقف هبة فكان صامت غير معارض كل ما تفوهت به
أن كنتم ترون فيه زوج مناسب رأي من رأيكم
فكان رأينا هو رأيها

هبة
نعم كان الصمت هو جوابي لهذه الخطبة وبعد الصمت كان جوابي جملة من مسلسل تلفزيوني
وبعد أن اختليت الى نفسي بدأت بالضحك بطريقة هسترية
عندما تذكرت ذلك المراهق الذي سبب الرعب لي برسائله
وازدادت نوبة الضحك عندما تذكرت انه كان يكتب اسمه الرباعي في كل رسالة يرسلها
لقد وافقت على هذا الشخص زوجا


وافقت عن من كنت أظنه سوف يكون سببا في مقتلي على يد والدي
لن أنسى موقف رانية معي ولن أنسى تدخل الجدة رحمها فيما بعد وكم اشعر بامتنان لماجد في كونه تدخل وأبعده عني
لا اعرف ماذا فعل حينها كل ما اعرف ان بلال لم يعد ينتظرني بقرب باب منزلهم عندما أعود من المدرسة ا و أجده بقرب باب المدرسة عندما يكون دوامنا بعد الظهر
بعد أن تدخل ماجد لم اره مطلقا هو جارنا ولكن هل تعرفون لم اره منذ سنين
كل ما اعرفه انه اصبح اليوم مهندس في احدى دوائر الدولة
الا تجدون الامر مضحك


حارث
لم استطع أن اخبرهم برغبة بلال بـ خطبة هبة لأني اشعر بحرج حقيقي من والدي ولأني لا ارغب بفتح مواضيع إنا في غنى عنها
فكان ملجئ ابو عيون زايغة كما تسميه رباب
نعم انه العم مثنى الذي اخبرته بالحقيقة وتدخل وكانت النتيجة مرضية
لبلال الذي اشرق وجهه فرحا عندما اخبرته أن بيت العم يوسف يرحب بهم في أي وقت

بلال
لقد تم عقد قراني وها أنا انتظر أية ايحاءة من والد زوجتي او احد أعمامها او ذلك الخائن صديقي لكي ارى بها تلك الطفلة التي تعلقت بها بمراهقتي
كم اشعر احيانا ً بالخجل من تصرف الماضي ولكن لا تقلقوا فنحن الرجال ننسى المواقف المخجلة في حياتنا سريعا ً
واخيرا رحموا حالي وهاهو مثنى يتقدم مني ويقول لي تفضل الى الداخل اهلك بانتظارك
شعرت بنشوى لانه قال اهلي نعم هي اليوم اهلي وأنا استحقها
دخلت الى الداخل حيث اشار مثنى ووجدت والدتي تنتظرني في مدخل صغير يؤدي الى غرفة الضيوف
وما أن دخلت حتى تلقفتني أحضان اختي الكبيرة وخالتي التي بعمري
نظري لم يقع عليهن بل وقعَ على تلك التي تراقب يديها وهي ساكنة في أحضانها مشتتا ً نظرها بعيدا عني توعدتها في سري
وما أن انتهت مراسيم السلام والتعارف بيني وبين والدة زوجتي
جاء دوري لأختلي بملاكي
تقدمت منها وقبلتها على رأسها
هبة
قبلني على رأسي وأنا في عالم لا علاقة له بعالمي
جلس وسحبني من يدي واجلسني بقربه وأنا حتى هذه اللحظة لم انظر إلى وجهه
ألا أن سمعت صوت ضحك يصدر منه رفعت رأسي له وفي عيني نظرة استغراب

ولكنه لم يبالي بي ولم يكف عن الضحك
عندها بدأ الضيق يرسم ملامحه على وجهي لما يضحك هذا مالذي يرى امامه حتى يثير ضحكه بهذه الطريقة
حاول امساك يدي ولكني سحبتها كتعبير عن غضبي ولكنه سحبها مني وطبع قبلة رقيقة عليها وقال احب أن أعرفك بنفسي أنا ..
ليقول بعدها اسمه الرباعي ويطلق ضحكة رنانة بعدها
لا ادري لما أصابتني عدوى الضحك وذهب خجلي حينها واندفعت كلمة مراهق من فمي دون أن أعي لما قلتها
ولكن الكلمة اطربت الجالس بقربي
وقال :أحلى أيام كانت
نظرته نظرة غاضبة وقلت :مرعبة بالنسبة لي
ليقول بصدق :اسفة لما سببته لك
كان الصمت جوابي اما هو فأسترسل بالكلام عن نفسه ودراسته وعمله
وكنت أصغي له باستمتاع وشعور الأمان الذي سكن أعماقي منذ أن اخبروني بخطبته لي يزداد في كل كلمة يقولها
لا تأخذكم أفكاركم بعيدا وتقولون أحببته
كلا أنا ارتحت له
ويقال أول الحب راحة

حارث
انتظرت العريس طويلا ولكنه أعجبه الوضع مع العروس ولم يخرج اتصلت به فأعطاني مشغول فقررت إزعاجه الى أن رضخ لي
أتاني صوته هادئا وهو يقول :نعم
أردت استفزازه وقلت : عمي يقول اخرج هل الصقت نفسك بصمغ في منزله
أجاب بهدوء شديد :انا مدعوا للعشاء اليوم
أجبته بضحكة طويلة :هل زوجتك بقربك بارك لها وقل لها ابن عمك يقول أعانك الله على من بقربك
فكان جوابه إغلاق الهاتف بوجهي لأنه أدرك أن غايتي استفزازه
هذه حالنا مع كل من يعقد قرانه نستغل تواجده مع زوجته لأول مرة من اجل أحراجه
هل سوف يأتي يوم ويحرجوني
كنت أفكر بمن تكون شريكة حياتي عندما وقعت عيني عليها وهي تعبر الشارع لكي تأتي بأخيها الذي عبر الشارع انه صغير شقي ما أن يرى باب مفتوح حتى ينطلق بأقصى سرعة
فتاة في العاشرة تمتلك براءة الصغار ولكن جسمها يضج بأنوثة الشباب مع ملابسها التي تناسب عمرها الطفو لي ولكنها لاتناسب جسمها الشبابي المثير
ما أن دخلت المنزل حتى سحبتها من إذنها وقلت مالذي أخرجك بهذه الملابس
كان تأن من الألم وهي تقول :خالي ما بها ملابسي انا لم اخرج هو من خرج
وذهبت لإحضاره بإشارة لأخيها الصغير
قلت لها :مهما حصل لاتخرجي مطلقا بهذه الملابس
ثم قلت :لما لا ترتدين حجاب وملابس محتشمة
كانت تحدق بي بعيون تدمع ونظرات مستفهمة
أطلقتها بعد أن قلت لها :اكسر قدمك ويدك أن شاهدتك في الشارع بمثل هذه الملابس
انطلقت نحو الداخل وهي تجر اخيها بغضب واضح و تركل الأرض بقدميها و تتفوه بكلمات لم استطع تميزها
بقيت انتظر أي شخص يخرج لكي اصطحبه معي في جولة اعتدنا القيام بها انا وبلال عصر كل يوم خميس وبلال اليوم وجد رفيقا أفضل مني
خرج سعد وهو يحمل هاتفه ويتكلم كلام حنون ويقول لاتبكي... سوف اكلمه.. ماذا فعلتي
حسنا كفي عن البكاء وأعطني والدتك
ليقول للمتكلم سوف اقتل اخاك ِ

رفعت صوتي وقلت من هذا الذي سوف تقتله
أجاب وهو يكلم من كانت معه على الهاتف :حسنا ها هو المجرم إمامي مع السلام
تقدمت نحوه وقلت من جديد :من هو الذي تقتله
ليجب بمرح :ما بك مع رفل لما سحبتها من إذنها
قلت بغضب :ابنتك ترتدي ملابس لاتناسب جسمها
حاول مقاطعتي ولكني قلت :لاعليك بعمرها انظر الى جسدها
سعد انها امرأة من ينظر لها وهو لايعرفها ينظر لها على اساس انها امرأة فتاة فوق ال سابعة عشر
ومن ثم تأفأفت بضجر وقلت لما لا تأتي معي في جولة
قال ضاحكا :لقد تركك رفيقك
وبعدها قال حسننا لأكن رفيقا مؤقتا أشفقت عليك هيا معي كل هذا غيرة على بلال
نظرت له نظرة غضب صامته
وانطلقنا نحو السيارة في جولة أرادها قصير لانه وعد عائلته بعشاء خارج المنزل
جلسنا في مكان جميل على شاطئ نهر دجلة يكون مكشوف في ايام الصيف ويقدم العصائر والمرطبات ويغطى أيام الشتاء ويقدم القهوة والشاي مع الحلويات
طلب كل منا قهوة من قطعة حلوة
كان المكان شبه فارغ فالناس تتوافد عليه ليلا لذا أخذنا راحتنا بالكلام
بدأ الكلام سعد بقوله :احترت أنا ودانية في كيفية التعامل مع نضوج جسد رفل
ولانريد أن نعاملها معاملة الفتاة الكبير لكي لانخدش طفولتها
حتى الملابس كل الفتيات اللواتي بعمرها يرتدين نفس الملابس ولكن مع أبنتي ووضعها تصبح للملابس معنى اخر على جسدها
ومن ثم قال لا توبخها بهذا الشكل أنا ودانية نحاول ايصال المعلومة تدريجيا لها
ثم قال ضاحكا :هل تصدق خطبها احد الذين يتعاملون معي لأخيه الصغير
عندما اخبرته بعمرها صدم الرجل و وبخ اخيه الذي طلب منه أن يخطب أبنتي الذي قدر عمرها 17 سنة عندما رآها معي في عيادة طب الأسنان

كنت أظن الموضوع انتهى عندما أخبرته بعمرها ولكنه فاجئني بعد يومين بأن طلب أخيه مستمر وسوف يطلبها بشكل رسمي بعد 5 سنوات
طبعا أن وافقت
قاطعته :كم عمره
قال :حاليا 22 سنة ولا زل في اخر سنة في الجامعة
قلت :الا اصلح أن اكون بدل عنه بعد 5 سنوات
اجاب بسرعة :لا تصلح لانك اخ والدتها
اجبت :انا ابن عم والدتها
اخذ سعد نفس عميق وقال :ابنتي لن ترتبط بشخص من العائلة او قريب منها
ابنتي سوف ترتبط بشخص يأتي لخطبتها لانها ابنتي اولا و والدتها متوفية ثانيا والتي ربتها هي الام الرائعة دانية ثالثا
قلت :وأنا أتقدم لها وأنا اعرف كل هذا
أجاب بهدوء :حارث ما رأيك بعلاقتي مع دانية هل زارك هاجس يوما أن دانية غير سعيدة معي أو أني أسمعتها كلمة تضايقها ذات يوم
أجبت بصدق: دانية تبدوا سعيدة معك اما مسألة أن تضايقها بالكلام فهذه مسألة تحصل بين أي زوجين حسب علمي
أجاب :نعم ولكن أحيانا ً من شدة الغضب والسيطرة الشيطانية في تلك اللحظات يصبح الرجل لا يرى في زوجته شريكة لحياته بل يراها شخص يريد تجريحه لكي يريح أعصابه الثائرة
وهذا حصل معي مرتين أسمعت دانية كلام لم أتخيل يوما بأني سوف اسمعه لها
قلت :أنا لا أشبهك
أجاب :عند الغضب الكل يتشابه
قلت :ماذا أسمعتها
أجاب :على الرغم من كونه موضوع خاص وانتهى ولكني سوف اخبرك به لكي تلغي موضوع رفل تماما من قاموس حياتك ليسترسل بالكلام ويقول
دخلت المنزل ووجدتها تعد حلوى كان ماجد يعشقها ويتباهى بأن دانية تعلمتها لأجله وتعدها دائما وترسل صحن خاص لمنزلهم لانها تعرف جيدا انه يحبها
لم أتمالك أعصابي وأثرت القديم والجديد ورميت صحون الحلوى واحدا تلو الأخر وحطمتها
واتهمتها بالخيانة وأن قلبها لا زال متعلق حبه
رغم معرفتي بأن ماجد أصبح لايعني لها شيء حتى قبل أن أخطبها ورغم وعدي لها بأن لا اتكلم عن ماجد وخلود مطلقا
اما المرة الثانية فحصلت مشادة بيننا عن الاطفال وتربيتهم وانتهى الامر بقولي لها :كم هو محظوظ ماجد الذي تخلص منك لأبتلي أنا بك

لا ادري بما اجيبه هل من المعقول أن تكون دانية تحملت هذا الكلام دون أن تشكي لاحد
قال :لما هذه الدهشة هل تظن أن دانية سوف تخبركم بكل ما يحصل لها
قلت :بالتأكيد لا ولكن هذا الموضوع كان يجب أن تتكلم به لان كلامك استفزازي
اجاب :هذا وما اردت أن اصل اليه عندما يغضب الرجل يبحث عن شيء يستفز به المراة وياحبذا لو كان موضوع محزن ومحرج لها
وكان موضوع ماجد هو ما كان يطفئ غضبي منها
ولكني عندما أعود الى رشدي ابحث عن أية وسيلة أرضيها بها
في أول مرة عادت المياه الى مجاريها بسرعة
اما المرة الثانية تطلب الامر شهر كامل لعودة المياه
قاطعته :لن أضايق ابنتك مثلما قمت بمضايقة أختي
أجاب: عدنا الى نقطة الصفر
انت لن تتعمد مضايقتها الزواج يلغي الكثير من الحواجز بينكم وعند الغضب تلغى حواجز أكثر تجعلك تتفوه بسر كتمانه وحرصنا على كتمانه
اجبت بصدق :أعدك بأني لن ....
قال بثقة :لاتعد في شيء سوف يكون خارج سيطرتك
أن ضمنتك لن اضمن من حولك ولن اضمن نظرتهم لها حتى وأن عاملوها بطيبة اليوم لا ادري مالذي يحصل غدا
لا اريد أن اعرض ابنتي لمثل هذا الموقف
وجودها بعيدا عن العائلة امان لها
ثم قال بمرح :تزوج وسوف اخطب ابنتك لأبني
قلت له :دع ابنك لك هذا ما ينقصني
أطلق ضحكة مريحة وقال :أختك تكاد تفقد عقلها لحركته الكثيرة
قلت بعفوية :والدتي تقول يشبه ماجد عندما كان صغيرا
تداركت الموضوع وقلت :اسفة لم اقصد
قال براحة :لا عليك الصفحة انطوت وقلبي اليوم ابيض ملأته زوجتي تسامح مثلما ملأته بحبها

تمت بحمد الله
أستغفر الله وأتوب أليه


&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&&


و استيقظت من سباتي ......لأجلهم

للكاتبة / لا أريد مجاملة " إرادة الحياة "